إنجازات

 

 

بمشيئة الله تعالى ، تصل أول طائرة من طائرات أسطول الخطوط السعودية الجديد خلال شهر ذي القعدة 1426هـ -ديسمبر 2005م ثم يتوالى بعد ذلك وصول بقية الطائرات تباعاً خلال العام القادم في خطوة مهمة تمثل بداية مرحلة جديدة في تاريخ الخطـــوط الســعودية وتؤكــد ما تحظى به هذه المؤسسة من دعم كريم من حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين أيدهم الله باعتبارها صرحاً وطنياً ومعلماً حضارياً يقوم بدوره في خدمة هذا البلد المعطاء ومسيرة التقدم والنماء على أرضه المباركة.

 

تطور الأسطول

 

في عام 1945م كانت المحطة الأولى لانطلاقة السعودية بطائرة وحيدة من طراز (DC3) مكرسة للاستعمال الرسمي تطورت لتصبح وسيلة النقل الجوي في البلاد وكانت الخطوة الثانية في عام 1946م عندما تم تأسيس الخطوط السعودية تحت شعار اس دي أي (SDI)، وفي عام 1956م أعلن عن تأسيس رئاسة الطيران المدني ثم صـــدر المرسوم الملكي في 25/9/1383هـ الموافق 19 من فبراير 1963م برقم 45 ، حيث أعلن عن تأسيس الخطوط الجوية العربية السعودية ككيان تجاري مستقل ، وفي عام 1965م انضمت السعودية إلى منظمة الاتحاد العربي للنقل الجوي (الآكو) ، وفي عام 1967م انضمت إلى منظمة الاتحاد الدولي للنقل الجوي (الأياتا)، وعلى مدار السنوات التي تلت ذلك وحتى عام 1985م عاشت "السعودية" مراحل من التطور شملت امتداد رحلاتها إلى العديد من دول العالم وتزويدها بأنواع متعددة من الطائرات المختلفة من بينها 11 طائرة من طائرات إيرباص300، بعد ذلك انضمت عشر طائرات حديثة من طراز بوينج 747  B-لدعم القدرات الذاتية لهذا المرفق الحيوي ورفع كفاءة أداء هذه المؤسسة الحضارية لتساهم في حركة التنمية الشاملة وإذا تناولنا بإيجاز أبرز ملامح الإنجازات التي حققتها عبر ستين عاماً من عمرها نجد أن الخطوط الجوية العربية السعودية حققت الكثير من النجاحات رغم الظروف الصعبة التي تواجه صناعة النقل الجــــوي في جميع أنحاء العالم.

 

وفي محطة رئيسية من محطات تطوير الأسطول وبرعاية كريمة من صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام رئيس مجلس إدارة الخطوط السعودية انضمت 61 طائرة جديدة لأسطول المؤسسة في أكبر صفقة شهدتها صناعة النقل الجوي وذلك في 27 شوال 1418 هـ وشملت هذه الطـــائرات 5 طائرات من نوع 747 ـ 400 ، و23 طائرة من نوع بوينـج 777-200 ، و29  طـائرة من طـــراز إم دي 90 (MD90)، و4 طــــائرات من طـــراز إم دي 11 (MD11).

 

وفـي يوم تاريخي الأربعـــاء 18 ربيـــع أول 1426هـ المـــوافـق 27 أبريل 2005م تفضل سموه الكريم برعاية مناسبة توقيع عقد شراء خمس عشرة طائرة جديدة بين الخطوط السعودية وشركة إمبراير لصناعة الطائرات في موقف تاريخي يؤكد ما تحظى به الخطوط السعودية من دعم متواصل من حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين أيدهم الله.

 

التمويل الذاتي .. لأول مرة

 

ولأول مرة منذ تأسيس الخطوط السعودية قبل ستين عاماً ، تقوم المؤسسة بتمويل شراء طائراتها الجديدة كدليل قوي ومؤشر بالغ الأهمية على نجاح خططها الاستراتيجية وكفاءة عملياتها التشغيلية ودراساتها التسويقية وما اتخذته من إجراءات منهجية وما طبقته من برامج علمية متوازنة أثمرت في زيادة إيراداتها بشكل غير مسبوق وبتحقيق الربحية التشغيلية لأول مرة في تاريخها الأمر الذي مكنها من تحقيق التمويل الذاتي لشراء الطائرات الجديدة لتحقيق نقلة نوعية كبيرة في خدماتها على القطاع الداخلي ورفع كفاءة خطط التشغيل بين مختلف المحطات الداخلية والإقليمية.

 

وقد تم تصميم الطائرة بما يخدم الأهداف التشغيلية للمؤسسة حيث تحتوي على 6 مقاعد للدرجة الأولى و 60 مقعداً بدرجة الضيافة وتتميز المقصورة برحابة الممرات وسعة المقاعد وارتفاع السقف إلى مترين ويتم تجهيــز الطائرة بين رحلة وأخرى في مدة زمنية لا تتجــــاوز 14 دقيقـــة لوجود بابين للركاب وبابين للخدمة.

 

كما تضمنت صفقة الطائرات الجديدة نقل التكنولوجيا المتقدمة إلى المملكة وتقديم خدمات التدريب للمتخصصين في الشؤون الفنية لصيانة الطائرات المشتراة وجميع أنواع الطائرات التي تنتجها الشركة وكذلك حرصت "السعودية" على أن يتضمن العقد أيضاً حصول "السعودية" على جهاز تشبيهي للطيران لهذا النوع من الطائرات لتدريب الطيارين مما سيدعم إمكانات أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران ويعزز من مكانتها العالمية .

 

 

مواصفات خاصة لخدمة الأهداف التشغيلية

 

انطلاقاً من الحرص التام والسعي الدؤوب من قبل الخطوط السعودية لتحقيق المزيد من التميز في الخدمة والرقي بالأداء، اتجهت الخطوط السعودية لشراء هذه الطائرات من طراز إمبراير 170، وهي طائرات حديثة ذات مزايا عديدة تحقق المزيد من المرونة وبخاصة في خدمة الأهداف التشغيلية على القطاعات الداخلية والإقليمية .

 

وقد جاء تصميم مقصورة الركاب بحيث تتيح أكبر حيز لاستيعاب المسافرين الكرام نظراً لأن عرض المقصورة (شبه البيضاوية) يوفر فرصة إيجاد ممر واسع ومقاعد رحبة هما الأكبر في هذه الفئة من الطـائرات، كما أن الجوانب شبه الرأسية تتيح للركاب الجالسين على المقاعد المجاورة للنوافذ مساحة لا تضاهى اتساعاً، كذلك هنالك حيز تخزيني وافٍ تحت كل مقعد علاوة على أدراج علوية كبيرة تكفي لوضع الأمتعة اليدوية بكل سهولة ويسر، هذا وفي سبيل توفير الراحة الكاملة للركاب فقد جعلت صفوف المقاعد على جانبي الممر الوحيد الممتد على طول المقصورة وذلك في توزيع فريد لا يشكل أية مشكلة لأي راكب، كما تتمتع طائرات إمبراير 170 بالمرونة الكافية التي تنشدها شركات الطيران لتحقيق الاستخدام الأمثل وذلك بفضل التصميم المتطور، حيث يمكن توزيع المقاعد على درجتي خدمة أو جعل المقصورة كلها درجة واحدة، وقد تم تصميم المجموعة الجديدة من طائرات إمبراير النفاثة التجارية لتحقيق الأداء الأمثل وراحة الركاب مع خفض التكلفة التشغيلية لأدنى حد ممكن، فطائرات إمبراير 170 ذات الستين مقعداً ضيافة وستة مقاعد أفق، تتمتع بتصميم هيكلي متفوق وكفاءة في استهلاك الوقود وأداء فعلي متميز.

 

اقتصاديات التشغيل

 

يحقق التصميم الأمثل لطائرات إمبراير 170 أداءً فعالاً واقتصاداً في التكلفة التشغيلية، حيث تقلل المناولة المتزامنة من خدمات أرضية وتصعيد للركاب عبر بابي المقصورة الأمامي والخلفي من زمن بقاء الطائرة على الأرض في المحطات المقصودة مما يزيد من الوقت المخصص للطيران الفعلي وبالتالي تحقيق أقصى قدر ممكن من الإيرادات،  ومن ناحية أخرى وبالنظر إلى مرونة استخدام طواقم القيادة على مختلف طرازات الإمبراير وكفاءة استهلاك الوقود وتبسيط إجراءات الصيانة فإن الإمبراير هي الأقل من حيث تكلفة المقعد / لكل ميل طيران في هذه الفئة من الطائرات.

 

هذا وقد أتاحت التطورات المذهلة في مجال التصميم النمطي باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي إجادة تصميم إمبراير بالتعاون مع شركاء دوليين وذلك بصورة أسرع وأقل تكلفة عن ذي قبل مما أدى إلى ابتكار رائع يتمثل في تجهيزات قمرة القيادة المصنعة من قبل شركة هني ويل لإلكترونيات الطيران، حيث تتسنى لطاقم القيادة مرونة عملية تامة في كافة وظائف الأجهزة وبدرجة عالية من التكامل تفوق حتى ما ببعض الطائرات النفاثة المعاصرة عريضة الجسم علماً بأن طائرات إمبراير تعمل بنظام التحكم السلكي الموجود على الطائرات النفاثة الكبيرة .

 

جدير بالذكر أن الطائرات الجديدة قد تم تزويدهما بمحركين من صنع شركة جنرال إليكتريك العالمية وهي محـركات سهلة التركيب وتعمل في أصعب الظروف البيئيـة، وهي ذات قدرة عالية تتراوح ما بين 13170 رطلاً إلى 14200 رطل .

 

وبرغم قوة هذه المحركات إلا أنها غير ضارة بالبيئة إذ تقل الغازات المنبعثة منها بمقدار 50% إلى 80% عن مستوى الانبعاث المسموح بـه من قبل منظمـة الطيران المدني العالميـة ( الإيكاو)، كذلك فإن مستويـات الضجيج لهـذه المحركات في حالات الإقـلاع والهبـوط لا تتجاوز متطلبات المرحلة الرابعة ( من مراحل قرارات الإيكاو الخاصة بضجيج الطائرات ) مما يجعل الإمبراير 170 مقبولة في أشد المطارات صرامة من حيث قيود الطيران .

 

ستون عاماً .. ويتواصل التطوير

وبانضمام الطائرات الجديدة لأسطول الخطوط الجوية العربية السعودية، تبدأ المؤسسة مرحلةً جديدةً من تطورها الذي بدأ بتطوير الخدمات وشبكة الرحلات وزيادة الإيرادات وتحقيق الربحية التشغيلية لأول مرة في تاريخها ذلك لأن صناعة النقل الجوي ستظل دائماً تحمل الجديد في كل يوم وتتسع لكل الافكار والتجارب بينما تتنافس شركات الطيران في كسب العملاء والاحتفاظ بهم كطريق أوحد للبقاء والاستمرار وسط العواصف التي تعترض هذه الصناعة، وبنجاح الخطوط السعودية في تخطي الصعاب التي تكتنف صناعة النقل الجوي وتحويل السلبيات إلى إيجابيات وإنجازات هى الأكبر في تاريخها، فإن المستقبل يبشر بمزيد من النجاح لهذه المؤسسة الوطنية العالمية الرائدة .. ومن حسن الطالع أن يتزامن وصول الطائرات الجديدة مع حلول الذكرى الستين لانطلاقة الخطوط السعودية في مؤشر يؤكد تواصل الجهود لمزيد من التطوير في أسطولها حتى تؤكد ريادتها كواحدة من كبريات شركات الطيران في العالم

 
  © نوفمبر 2005 مجلة " أهلا وسهلا ".