الاستزراع السمكي
بالمملكة..
"مقومات لآفاق
اقتصادية واسعة"
جدة - تركي المالكي
ينظر العالم بجدية
لمشكلة نقص البروتين التي تواجه دول العالم والرغبة في تحقيق
الأمان الغذائي من خلال توفير الاكتفاء الذاتي، وينظر الكثير من
الخبراء إلى البحار على أنها مصدر الغذاء للقرون القادمة حيث تشير
الأبحاث المتخصصة في مجال الصحة والتغذية إلى أفضلية لحوم الأسماك
لما تحتويه من أملاح وفيتامينات وأحماض دهنية غير مشبعة سهلة الهضم
مقبولة المذاق ومخفضة لأمراض القلب وتصلب الشرايين مقارنة باللحوم
الحمراء.
مقومات هائلة
نظراً لتوافر مقومات
كبيرة للاستزراع السمكي بالمملكة أهمها المناخ والمواقع والمياه،
بالإضافة لعامل الآفاق التسويقية الجيدة لذلك فلقد حان الوقت لأن
يأخذ مجـال الاستزراع المائي والاستثمار فيه فرصة ليشكل مع مجالات
الاستثمـار المتنوعـة الأخرى المنظـومة الحديثة، والصلبة للاقتصاد
السعودي الذي يمثل القطاع الخاص فيه دوراً مهماً ومسانداً للدور
الذي اضطلعت به وزارة الزراعة والمياه، حيث تم تخصيص وكالة لشؤون
الثروة السمكية يتبع لها مركز المزارع السمكية بجدة والذي يفي
بتنفيذ الأبحاث والدراسات التي من شأنها تنمية وتطوير صناعة
الاستزراع السمكي بالمملكة.
هذا ونجد أن معظم
الأنواع البحرية قابلة للاستزراع السمكي في جميع المنـاطق الساحلية
والداخلية لتحقيق الأمن الغذائي.
مركز جدة
أنشىء مركز المزارع
السمكية بجدة عام1402هـ "1982م" نتيجة اتفاقية مبرمة بين حكومة
المملكة ممثلة بوزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة الدولية(FAO)
ويهدف المركز لعمل
برامج وخطط بحثية وإنمائية على العديد من الأسماك البحرية بالإضافة
إلى "الروبيان" ومعرفة أنسب الظروف البيئية لاستزراع وتفريخ
الأسماك والروبيان، ونشر ما يتم التوصل إليه في مجال تقنية
الاستزراع، وحث المستثمرين والجهات المختصة بالمملكة على تطبيقها
والإسهام في تحقيق الاكتفاء الذاتـي، وزيادة الاستثمار وخلق فرص
عمـل للمواطـنين وتدريب الكوادر الوطنية ونقـل الخبرة مع استحداث
الطرق الجـديدة في مجــال تشخيص أمراض الأسماك.
ويوجد قسم للإرشاد
والتدريب وهو مختص بعمل زيارات ميدانية لمزارع الأسماك المختلفة
لتنفيذ المسوحات للحكم عليه، وتزويدهم بالإرشادات والنصائح
المفيدة لرفع معدلات الإنتاج، كذلك تدريب المهتمين بالاستزراع
السمكي سواء من الطلبة الأكاديميين أو مندوبي المزارع الخاصة، كذلك
تزويد زوار المركز بالمعلومات والاستشارات اللازمة في مجال
الاستزراع السمكي، وتزويد الأكاديميين والمزارع الخاصة بيرقات
الأسماك البحرية التي يقوم المركز بتفريخها والروبيان والبلطي.
أقسام المركز
قسم الأسماك
البحرية:
يقـوم بتفريخ
الأسماك البحرية المختلفة وعمل الدراسات البحثية المختلفة عليها.
قسم أسماك البلطي:
يهتم بتطوير استزراع
أسماك البلطي واختيار أجيال جيدة لمواصلة الأبحاث عليها.
قسم الروبيان:
يهتم بتطــوير
تقنيات استزراع الروبيان خاصة الروبيان الهندي الأبيـض (Penaeus
Indicus)
قسم الغذاء الحي:
يستحـدث ما هو جديد
في رفـع إنتاج الغـذاء الحـي لتغـذية يرقـات الأسماك البحرية والتي
تعتمـد على البلانكتون والزوبلانكتون بعد التفريخ مباشرة.
قسم الأمراض
(الباثولوجي):
يهتم بتشخيـص
الحـالات المرضية ومتابعة الحالة الصحية للأسمـاك والروبيـان.
قسـم تحديد نوعيـة
وجـودة المياه:
يتركـز اهتمامه
بتحديد جودة المياه اللازمة لعملية استزراع الأسماك داخل المركز.
إنجازات المركز
انتقاء أنواع جديدة
من أسماك الكشر والناجل والطرادي والسيجان، لتفريخها وزيادة معدلات
نسبة البقاء لما تم تفريخه من أسماك بحرية، والتغلب على معظم
مشكلات تربيتها كذلك تحقيق أعلى نسبة معدلات بقاء بالنسبة لأسماك
القاروص الآسيوي التي تم تفريخها صناعي، كما نجح المركز في تربية
وتسمين أسماك البلطي على مياه البحر مباشرة، بل واستطاع الحصول على
أمهات بلطي سليمة صحياً وذات صفات وراثية منتقاة بعناية، كذلك
استطاع المركز الحصول على الجيل السابع عشر من أمهات وذكور
الروبيان الأبيض ذات الصفات الوراثية الثابتة، هذا ويقوم المركز
بتشخيص الحالات المرضية الواردة من المزارع الخاصة وتقديم
الإرشادات اللازمة بالإضافة إلى تدعيمها بالإجراء العلاجي، كما
يقوم الباحثون بالمركز بتقييم الدراسات الفنية والاقتصادية
للمشاريع الاستثمارية).
تحديات الاستزراع
السمكي
> التوسع في استزراع
الروبيان:
خاصة أنه يحظى
بأهمية كبيرة عند المستثمرين بسبب جدواه اقتصادياً وتوافر التقنية
الاستزراعية.
> التوسع في إنتاج
أسماك الهامور:
سـمك الهامور مفضل
لدى المستهلك السـعودي، ويتميز بقيـمة تسـويقية عـالية في منطـقة
البحر الأبيض وآسي، وهنــاك سـوق نشـطة ليرقات وزريعة هذه
الأسمـاك، وقـد توصـل مركز المــزارع السمكـية بجدة لنتـائج جيـدة
عن تجـارب اسـتزراع الهامور في الخـزانات المشـيدة على قاعدة
أرضية.
> التوسع في إنتاج
واستـزراع أسمـاك القاروص الآسيوي:
ينتشر هذا النـوع من
السمـك في معظم منطقـة المحيط الهنـدي، وهو يحظى بأسعار عالية في
جنوب شرق آسيا واسترالي، ويشكل آفاقـاً تصديـرية محتملة لأسواق
التصدير الأخـرى خاصة مصر التي يندر بها هذا النوع من الأسمـاك.
الاستثمار
الاستزراعي بالمملكة
تقدر مزارع
الاستزراع السمكي بـ150 مزرعة أكثر من80% منها تزاول النشاط
حالي، ويتوقع أن يصل إجمالي إنتاجها من الأسماك حوالي 48طناً
سنوياً وهناك اهتمام متزايد باستزراع الروبيان، وكذلك عن طريق
الأقفاص البحرية في البحر المفتوح لإنتاج أنواع من الأسماك البحرية
عالية الجودة مثل أسماك الهامور والسيجان والقاروص الآسيوي.
وهناك إمكانات
تطويرية في مجال الاستزراع السمكي في المياه العذبة المنتشرة في
المناطق الداخلية من المملكة، وتشير الأرقام إلى أن إنتاج المزارع
السمكية بالمملكة وصل إلى 5600 طن عام 1999م من الأسماك معظمها
أسماك البلطي المستزرعة في المياه العذبة، والتي يتم تدويرها
للزراعة في ري الخضار والفواكه بالإضافة إلى ميزتها كمياه مسمدة.
وقد مُنح 29
مستثمراً تراخيص لإنشاء مزارع على الشواطئ تقدر كميات إنتاجها
بحوالي 30.000 طن سنوياً من الروبيان ويعتبر مشروع شركة الروبيان
الوطنية بالليث أكبر مشروع من نوعه في العالم، ويتوقع أن تصل طاقته
الإنتاجية إلى 10 آلاف طن في السنة عند اكتماله.
مواصفات المزرعة
السمكية
التخطيط:
يتضمن إعداد دراسة
جدوى اقتصادية للمشروع واختيار الموقع والإنشاءات والأنشطة الأخرى
المتعلقة بها.
دراسة الجدوى
الاقتصادية:
تهدف لتقييم مدى
نجاح المشروع ومدى ملاءمة نظام الاستزراع المتبع وفقاً للاعتبارات
التالية:
> تقييم ومعرفة
بيولوجية الأحياء المائية المستزرعة.
> تقييم تقنيات
الاستزراع السمكي للأسماك والروبيان.
> توافر القوى
العاملة.
> التحليل الاقتصادي
ومدى جدوى المشروع.
اختيار الموقع:
اختيار موقع مناسب
بالأخذ بعدة اعتبارات أهمها:
> توافر مصدر المياه
كماً ونوعاً.
> إمكانية الحصول
على مصدر زريعات أسماك مناسب.
> إمكانية الحصول
على طاقة وطرق ميسرة للمشروع.
> توفير القوى
العاملة.
> ملاءمة الحالة
الجوية والمناخية.
> ملاءمة الخصائص
الجغرافية.
تكلفة إنشاء مزرعة
سمكية
يخضع ذلك لعدة
اعتبارات هي:
> نوعية المزرعة
(بحرية / مياه عذبة).
> حجم المزرعة
(طاقتها الإنتاجية).
> موقعها وبعدها عن
الطرق والمدن الرئيسية.
وبصفة عامة يمكن
القول بأن تكلفة أي (مزرعة داخلية مياه عذبة) لا تقل عن 500.000
ريال، أما المشاريع البحرية فهي عادة ما تكون مشاريع كبيرة تعتبر
الأراضي السبخة هي الأمثل لإنشائه، وعادة فإن تكاليف هذه المشاريع
المتكاملة لاتقل عن 10.000.000 ريال وتصل إلى 600.000.000 ريال،
تحقــق عائداً يترواح بين 15 ـ 25 %، وتعتبر المزارع السـمكية
عموماً رافــداً جديــداً لتغطية النقص الحاصـل في إنتاجنا المحلي
من المصايد البحرية..
ويبقى الهدف المرجو
هو تحقيق الاكتفاء من غذاء الروبيان محلي، حيث تتوافر العديد من
المنتجات الخام الأساسية الخاصة بتصنيع الأعلاف للأسماك مما يعزز
انخفاض تكلفة الغذاء في المستقبل القريب إن شاء الله.