مواصفات

جــــــدة - هيئة التحرير

يعتبر الماء مصدر الحياة للإنسان والحيوان والنبات قال اللّه تعالى {وجعلنا من الماء كل شيء حي} "الأنبياء: 30". ويشهد التاريخ بذلك، حيث توجد المدنيات ومظاهر الحياة دائماً حول الأنهار والمصادر الرئيسية للمياه.. والسؤال الآن: ما هو الماء؟ وما مصادره في المملكة؟ وما جهود الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس في مجال مياه الشرب؟ المقال التالي يحاول الإجابة عن هذه التساؤلات. الماء مركب كيميائي يتكون من اتحاد ذرة أوكسجين مع ذرتي هيدروجين، وأهمية الماء معروفة فهو يكوِّن حوالي ثلثي جسم الإنسان، ويوجد في كل الخلايا والأنسجة الحية ويدخل في جميع العمليات الحيوية للجسم، كالهضم، والتمثيل الغذائي، وتنظيم حرارة الجسم وطرد الفضلات، بالإضافة إلى أنه يحتوي على العديد من العناصر المعدنية التي يحتاج إليها جسم الإنسان.

أما مصادر المياه في المملكة فإنها تنقسم إلى أربعة أقسام: مياه ســـطحية، ميـــاه جوفيـــة، مــياه البحر المحلاة التي أزيلت ملوحته وميـــاه الصــرف الصحي بعـد تنقيتها ومعالجتها.

فالمياه السطحية: مثل مياه الأنهار والشـــلالات، تتحكم فيها كميات الأمطـــار كل عام وهــي قلــيلة جداً في المملكة.

أما المياه الجوفية: فتشـــــمل مياه الآبار والينابيع الطبيعية، وهي مياه محدودة لا تلبي الطلب المتزايد عليها، وهي أنقى من المياه السطحــــية، ولكنها في المملكة غير قابلة للتجديد وذلك لقلة الأمطار ولطبيعة التكوين الجيولوجي للطبقات الحاملة للمياه، وهذه المياه تحتاج غالباً إلى بعض المعاملات الكيميائية لتصبح صالحة للاســـــتهلاك الآدمي، إن صعوبة الاستفادة من المياه الســــطحية القليلة التي ترتبــــط ارتباطاً مباشراً بكمية الأمطـار مع الاستمرار في استنزاف المياه الجوفية المخــــزونة دفع المملكة إلى إيجـــاد مصــادر مياه بديلة لها.

أما مياه البحر المحلاة فتكون عن طـريق تحلية مياه البحر الأحمر إزالة الملوحة، وكذلك مياه الخليج عن طريق محطات خاصة أقيمت لهذا الغرض، وأخيراً مياه الصرف الصحي وتتم الاســـــتفادة منـها بعد معالجتها وتنقيتـها لأغراض الزراعة وبعض الاستعمالات الصناعية.

تصنيف مياه الشرب

وتصنف مياه الشرب على حسب محتواها من المواد الصلبة الذائبة الكلية TDS من ناحية الطعم إلى ممتازة التي أقل من 003 جزء في المليون، وجيدة التي بين 300-600 جزء في المليون، ومقبولة التي بين 600 - 900جزء في المليون، ورديئة التي بين 900 - 1200جزء في المليون فأكثر، أما من 1200 جزء في المليون فتعتبر غير مقبولة، كما أن مياه الشرب التي تكون المواد الصلبة الذائبة الكلية بها منخفضة جداً قد تكون غير مقبولة بسبب عدم وجود طعم، ولحاجة جسم الإنسان إلى تعويض الأملاح المعدنية التي يفقدها نتيجة التعرق خاصة في الأجواء الحرة.

اهتمام فائق بمياه الشرب

أولت الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس عناية كبيرة بموضوع مياه الشرب وذلك لحماية المستهلك من أي آثار سلبية صحية، لذا يجب التأكد من مطابقة مواصفات مياه الشرب للمواصفات القياسية السعودية الخاصة بها، لأن هناك شروطاً يجب أن تتبع، ومواصفات قياسية يجب أن تطبق، ابتداءً من اختيار مصدرالمياه والنقل والتعبئة ومواد الأوعية والتخزين والتوزيع، وكل هذه الخطــــوات تحتاج إلى تقنــية ومنهجية واضحة حتى نضمن ســلامة هذه المياه ونسمح باستعمالها للشرب.

وقد أصدرت الهيئة 18 مواصفة قياسية سعودية في هذا المجال تتعلق بمياه الشرب المعبأة وغير المعبأة، منها المواصفة القياسية السعودية رقم 701/ 2000 "مياه الشرب غير المعبأة" وهي المياه الصالحة للاستهلاك الآدمي، والتي يتزود بها المستهلك عن طريق الشبكة العامة أو شبكة التوزيع أو من الآبار أو الينابيع، أو من أي مصدر آخر من مصادر المياه السطحية المستخدمة للشرب، وينطبق عليها جميع الخصائص التي وردت في هذه المواصفة القياسية التي تضمن جودة وسلامة هذه المياه، وهي الخصائص الطبيعية، مثل عدم احتوائها على أية مواد تؤثر فيها من ناحية اللون أو الرائحة أو الطعم أو المظهر، وأن تخلو من المواد الغريبة أو الشوائب التي يمكن مشاهدتها بالعين المجردة، وحددت الحد المسموح للخصائص الكيميائية الخاصة بالجودة مثل الرقم الهيدروجيني، والمواد الصلبة الكلية الذائبة والتي يجب ألا تزيد على 1000 جزء في المليون والعسر الكلي والكلوريدات وغيرها، وكذلك نسب المكونات غير العضوية التي لها تأثير سام مثل الزرنيخ والكادميوم والسيانيد، ونسبة المكونات العضوية التي لها تأثير على الصحة، مثل المبيدات ومجموع الهيدروكربونات العطرية، والمركبات الهالوجينية العضوية والبنزين والمركبات الفينولية، ونسبة الكلور الحر المتبقي، وكذلك المواد المشعة، كما حددت هذه المواصفة القياسية الخصائص الحيوية والميكروبيولوجية، والتي تتضمن خلوها من الميكروبات المسببة للأمراض ومن الغائطية والفيروسات التي تسبب ضرراً للصحة العامة.

كما أصــــدرت الهيئة المواصفة القياســية الســــــعودية رقــــم 409/ 2000 "مياه الشرب المعبأة" وهي مياه شرب معالجة ومعدة للاستهلاك الآدمي، ومعبأة في عبوات مناسبة محكمة القفل وتنطبق عليها جميع الخصائص الواردة في هذه المواصفة القياسية، وتشمل الخصائص الكيميائية الخاصة بالجودة والتــــي من ضمنها المواد الصلبة الذائبة الكلية، والتي يجب أن تكون بين 100 - 500 جزء في المليون، ونسبة المكونات العضوية وغير العضوية التي لها تأثير في الصحة، والخصائص الحيوية والميــــكروبيولوجـية والإشعاعية، بالإضافة إلى البنود الخاصة بالتعبئة والنقل والتخزين وطرق الفحص والاختبار.

منابع  طبيعية

ومن الجدير بالذكر أن "المياه المعدنية الطبيعية المعبأة" هي مياه تتميز بوضوح عن مياه الشرب العادية حيث يحصل عليها مباشرة من مصادر طبيعية أو مصادر محفورة ينابيع تغذيها طبقة المياه الجوفية، والتي يتم حمايتها لتجنب أي تلوث يؤثر على جودتها الطبيعية والكيميائية، كما تحتوي على أملاح معدنية معينة بنسب تكوينية مميزة وبوجود بعض العناصر النادرة أو المكونات المحددة لها، مثل ثبات تركيبها ودرجة حرارتها واستمرار تدفقها مع أخذ دوران الفصول الطبيعية في الاعتبار ويتم تجميعها تحت ظروف تضمن نقاوتها الميكروبيــــولوجية الأصلية، والتركيب الكيميائي للعناصر الأســاسية، كما أنها لم تتعرض لأي معاملة عدا المسموح بها في المواصفة القياسية السعودية رقم 1541/1999 "المياه المعدنية الطبيعية المعبأة" ويتم تعبئتها في عبوات محكمة القفل قريباً من المنبع مع اتخاذ الاحتياطات الصحية اللازمة، وأيضاً أصدرت الهيئة 15 مواصفة قياسية سعودية أخرى خاصة بأخذ العينات وطرق الفحص والاختبار لمياه الشرب، لتقدير الخصائص الطبيعية والكيميائية وتقرير العناصـــــر الثقيلة والأنشطة الإشعاعية، وكذلك الاختبارات الميكروبيولوجية الروتينية وغير الروتينية.

وبالإضافة إلى دور الهيئة في مجال إصدار المواصفات القياسية لمياه الشرب، تقوم الهيئات في إطار لائحة علامة الجودة وشهادات المطابقة الصادرة من الهيئة بمنح علامة الجودة للمصانع الوطنية التي تقوم بتطبيق المواصفات القياسية السعودية وتستوفي متطلبات اللائحة، حيث تقوم الهيئة بالتفتيش الدوري على تلك المصانع وسحب عينات من المنتج للتأكد من مطابقته للمواصفات القياسية السعودية، وحتى الآن بلغ عدد مصانع المياه الوطنية الحاصلة على العلامة 19 مصنعاً كما تقوم الهيئة ضمن لائحة شهادة التصدير بالتفتيش على المصانع التي ترغب في تصدير منتجاته وسحب عينات من منتجاتها للتأكد من صلاحيتها للاســــتهلاك الآدمي، وقد بلغ عـددها 12 مصنعاً، هذا بالإضافة إلى الدراســـات التي تجـــريها الهيئة بالتعاون مع الجهات الأخرى ذات العـــلاقة على أســاليب التصنيع والجودة المتبعة في تلك المصانع للتـــــأكد من اتباعها للمواصفات القياســــية الغـــــذائية ووصول هــــذه المنتجات للمستهلك بصورة صحية ســــليمة وبقدر كاف من الجودة

----------------------------------------------------------------------

المصدر: الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس