الأمير سعود بن عبدالمحسن
حائل ينتظرها مستقبل مشرق
 مشروعات للسكك الحديدية والخطوط البرية ستربط شمال المملكة بجنوبها.. ومطار جديد لحائل قريبًا.
حائل: عماد درويش
تصوير: هشام شمّا

§المدينة الاقتصادية ستكون الميناء الجاف للمملكة
§رالي حائل دولي ابتداء من العام القادم
§انتظروا مهرجان حائل الثقافي ومطار حائل الجديد قريبًا
§ابتليت بالقنص وبدر أخذ الشعر كله!
حائل عروس الشمال السعودي، تشهد تنمية طالت جميع أوجه الحياة ضمن تجربة تنموية مميزة، صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن، أمير منطقة حائل، يضيء على آفاق هذه التجربة ضمن حوار لم يخلُ من مقاربة لاهتمامته الشخصية.

كيف تصفون حائل وأهلها؟

حائل منطقة جميلة ومليئة بالآثار التاريخية، وتعد ملتقى طرق العالم فمن خلال حائل تستطيع الوصول إلى أي منطقة في المملكة، كما أنها كانت عبر التاريخ تقوم بهذا الدور المهم، فهي تقع على طريق زبيدة، وكانت الكشوفات التاريخية أكدت أن هارون الرشيد الخليفة العباسي قد عبرها في طريقه إلى مكة المكرمة لأداء الحج على مدى ثمانية أعوام، ما يؤكد أن لهذه المنطقة أهميتها الاستراتيجية والتاريخية والجغرافية. ومن هنا فإنه يمكن التأكيد أن المستقبل المنتظر لهذه المنطقة مشرق ومبهر بجميع المقاييس، بإذن الله.
أما أهل حائل فهم رجال مخلصون، وهم من خيرة أبناء المملكة، بما ورثوه من آبائهم وأجدادهم من خلق رفيع، وشيم نبيلة فقد جبلوا على الكرم والجود والوقوف في الشدائد والمحن. ونحن نلمس اليوم ذلك من خلال الأحفاد لأولئك الأجداد فقد لمست منهم على مدى 8 سنوات التي أمضيتها أحمل أمانة المسؤولية، أميرًا لمنطقة حائل، كل دعم ومساندة وحماس للعمل والإنجاز، فهم فعلاً أبناء عروس الشمال حائل. وهنا لا يفوتني أن أنوه بالتجاوب والتعاون الكبير الذي لمسناه من وزير النقل وجميع العاملين في الوزارة، خصوصًا فيما يخص تنمية الطرق والطريق الدائري الذي يحتاج إلى إقامة مجموعة من الجسور لتسهيل الحركة المرورية ومن المنتظر أن يسهم الطريق في خدمة المنطقة وتنميتها.

لحائل مكانة تاريخية، فما أهم الجهود التي بذلت لإبرازها على الخريطة التاريخية والتراثية والحضارية السعودية؟

تتمتع حائل بمكانة تاريخية مرموقة ومعروفة فقد كانت، ولا تزال، ملتقى طرق العالم، وليس أدل على ذلك من قوافل الحج التي تتوافد إلى العاصمة المقدسة من عدة دول حول العالم. كما أن الكشوفات التاريخية والأثرية أوضحت أن لحائل مكانتها المهمة على طريق القوافل للحج والتجارة، فهي تقع على طريق زبيدة.
وتم، مؤخرًا، الكشف عن مدينة تاريخية هي قرية فيد، والتي وجد بها قصر، وقلعة، وآبار، ومدينة متكاملة تحت الأرض، وكانت ملتقى الحجاج والقوافل التي كانت تتوقف في حائل للتزود بالماء والطعام. ومن هنا عملنا على إبراز كل تلك المقومات من خلال عدة فعاليات تمثلت في إقامة رالي حائل، ومن خلال مهرجان حائل السياحي والذي جذب الكثير من الزوار من داخل المملكة وخارجها. ونعمل، حاليًا، على إقامة مهرجان حائل للثقافة، إضافة إلى العديد من النشاطات الأخرى. وهنا أود الإشارة إلى التجاوب الكبير الذي أبداه وزير الثقافة والإعلام، والذي نوجه له كل الشكر على اهتمامه بتطوير المنطقة.

الهيئة العليا لتطوير حائل من إنجازاتكم، فماذا تقولون عن هذه التجربة؟ وكيف تقيمون دورها التنموي والتطويري والتخطيطي؟

عندما تشرفت بالثقة الملكية السامية باستلام إمارة منطقة حائل وجدت أن المنطقة بحاجة ماسة إلى التطوير، وكنت معجبًا بالدور الكبير، والنجاح المميز الذي حققته الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض برئاسة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز. وأود هنا أن أتوجه بتحية تقدير له، فرفعت الأمر إلى خادم الحرمين الشريفين، والذي تفضل بإصدار أمره الكريم في عام 1423هـ بإنشاء الهيئة التي تهدف إلى تحقيق التنمية الشاملة في منطقة حائل من الناحية الاجتماعية والاقتصادية مع المحافظة على البيئة بما يحقق الرفاهية والحياة الكريمة للفرد والمجتمع. وتعمل الهيئة، والتي أتشرف برئاستها على القيام بدور قيادي من أجل تحقيق تنمية شاملة مستدامة في منطقة حائل يكون الإنسان محورها وأن يكون شريكًا يعتمد عليه في دعم المبادرات البناءة، ولتكون حائل مركز جذب اجتماعيًا واقتصاديًا.

وتسعى الهيئة إلى دفع عجلة التنمية بوتيرة متسارعة تتجاوز القيود البيروقراطية، وتستجيب للاحتياجات المتزايدة إلى سكان المنطقة، وتعميق مبدأ الشراكة بين الهيئة والقطاعات الحكومية لتحقيق التنمية المستدامة، والعمل مع الجهات المعنية لتوفير الفرص الوظيفية من خلال صندوق المئوية، والذي حقق الكثير من الإنجازات تمثلت في تحقيق توطين الوظائف وفرص العمل من خلال تحديد ميزانية تشارك فيها الهيئة قدرها 15 مليون ريال، تم دفع 5 ملايين ريال منها في المرحلة الأولى، إضافة إلى تأكيد مبدأ الشفافية، والأخذ بأفضل الممارسات الإدارية.

وقد تمكنت الهيئة من تحقيق العديد من الإنجازات منها إقامة رالي حائل، والانتهاء من إعداد دراسات الجدوى لنحو 10 مشاريع تنموية، واستكمال إجراءات الاكتتاب في شركة حائل الوطنية للخدمات الطبية، والمستشفى السعودي الألماني، والذي سيقدم الخدمات الصحية لأبناء المنطقة، وتبني عدد من المشاريع التنموية بالتعاون مع صندوق عبداللطيف جميل لتنمية المجتمع، والبدء في مشروع الحرف اليدوية والصناعات التقليدية بالتعاون مع مراكز التنمية الاجتماعية.

وهنا أود أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى وزير الشؤون الاجتماعية على تعاونه الكبير في تحقيق هذا الإنجاز، وعلى الصعيد الأثري بدأت الهيئة مشروع التنقيب الأثري في قرية فيد على طريق زبيدة، ومن المنتظر أن تقوم الهيئة في خطتها المستقبلية بالعديد من الإنجازات التي تعود بالنفع على جميع أبناء المنطقة وعلى مستقبلها.

ماذا عن مشروع مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل؟ وإلى أين وصل التنفيذ؟

كما هو معروف، فإن مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية على بعد 30 كيلو مترًا إلى الشمال من حائل، وتبلغ المساحة الإجمالية للمدينة نحو 156 مليون متر مربع بتمويل إجمالي قدره 30 مليار سعودي يدفع بالكامل من القطاع الخاص، وسيوفر المشروع نحو 30 ألف فرصة عمل خلال عشر سنوات، ويتم تنفيذ المشروع من خلال اتحاد استثماري بإشراف الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل، وبقيادة شركة ركيزة القابضة، ويضم التجمع عددًا من الشركات السعودية والخليجية من دولة الإمارات، ومملكة البحرين، ودولة الكويت.

ويهدف المشروع إلى تفعيل موقع المملكة الاستراتيجي كحلقة وصل بين الشرق والغرب، وهو الميزة النسبية الاقتصادية الثانية للمملكة بعد النفط، وذلك عبر تأسيس مدينة اقتصادية متكاملة يكون عنصرها الرئيس مركز النقل والخدمات اللوجستية، ويكون نقطة التقاء للبضائع، والمعادن، والنفط، والمنتجات الزراعية القادمة من شمال المملكة، ومن منطقة حائل، وما جاورها بحيث يكون نقطة ملتقى لتجارة تلك المنتجات وتسويقها وتصنيعها، لا سيما أن مدينة حائل تتوسط المملكة، وتقع على تقاطع الخطوط الملاحية والنقل والخدمات والمساندة للشرق الأوسط، حيث تبعد مسافة ساعة واحدة فقط عن 11 عاصمة عربية. ومن هنا فإن المدينة الاقتصادية ستكون أكبر مدينة اقتصادية في الشرق الأوسط، وتضم المدينة عددًا من الأنشطة الرئيسة، ومن المتوقع أن يضيف المشروع نحو 3300 كيلو متر من الطرق في المنطقة، إضافة إلى تحسين البنية التحتية.

كما تضم المدينة الخدمات اللوجستية، وخدمات النقل والتعليم، والزراعة، والخدمات الصناعية، والتعدينية، والترفيهية، والبنية التحتية التي تتجاوز استثماراتها ستة مليارات ريال. وبذلك ستكون حائل هي الميناء الجاف للمملكة، ويضم المشروع مطار حائل، والميناء الجاف، ومحطة المسافرين، ومركز المنتجات الزراعية، ومركز الأعمال، ومنطقة الصناعات التحويلية، والمنطقة التعليمية.

أين وصل مشروع جامعة حائل؟

جامعة حائل هي إحدى ثمار اهتمام خادم الحرمين الشريفين بتوفير التعليم العالي لأبناء المنطقة استجابة للحاجة الملحة إلى وجود الجامعة، وقد أرادها، حفظه الله، أن تكون جامعة متميزة أسوة ببقية جامعات المملكة، وعندما بدأ العمل على تنفيذها سعينا إلى الاستفادة من خبرات واحدة من الجامعات العريقة في الوطن العزيز، وهي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران. وتمت إجراء الدراسات اللازمة ووضع المناهج العلمية، وفق أحدث المواصفات العالمية، ومن المنتظر أن يتم الانتهاء من مشروع الجامعة وهو، حاليًا، تحت الإنشاء، وسيسهم في خدمة أبناء المنطقة والمحافظات التابعة لها، وستزداد أهميتها بعد الانتهاء من إنشاء مشاريع الطرق التي أشرت إليها.

ماذا عن نصيب المرأة والطفل بمنطقة حائل؟

لهما نصيب كبير من اهتمامي الشخصي، ومن اهتمام جميع الزملاء العاملين في المنطقة، وقد تجسد هذا الاهتمام بإنشاء مركز تنمية المرأة والطفولة، والذي يعمل تحت مظلة الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل. وهذا المركز يعمل على تنمية برامج المرأة والطفولة ومشروعاتها وتطويرها تحت رئاسة الأميرة هالة بنت عبدالله آل الشيخ.كما يعمل على تدريب مجموعة من المتدربات وتأهيلهن، ليكن مدربات من بنات الوطن، ويعملن على خدمة المرأة والطفل في المملكة، وقد تمت الاستفادة من الخبرات الأكاديمية المحلية والعربية لتطوير مهام المركز المستقبلية، وننظر لهذا المركز بتفاؤل كبير.

ماذا عن الخط الحديدي الذي سيربط شمال المملكة بجنوبها؟ وهل دخل حيز التنفيذ؟

يعد هذا المشروع من أكثر مشاريع المنطقة حيوية، لا سيما أنه ينسجم بشكل كامل مع موقعها الاستراتيجي والتاريخي والحضاري فقد ظلت حائل على الدوام ملتقى لعدة طرق للحج والتجارة. ومن هنا برزت فكرة إنشاء الخط، والذي تم توقيع عقود تنفيذه، مؤخرًا، ويتضمن العقد الأول تنفيذ الجزء الممتد من رأس الزور إلى منجم الزبيرة، مناجم البوكسايت. وتبلغ قيمة هذا العقد مليارين و356 مليون ريال، وتشمل تنفيذ خطوط حديدية لمسافة 576 كيلو مترًا، بالإضافة إلى تنفيذ الجسور، والكباري، والعبارات.

أما العقد الثاني فيتصل بالجزء من الزبيرة إلى منتصف النفود الكبير، وتبلغ قيمة العقد مليار و963 مليون ريال، وذلك لتنفيذ خطوط حديدية لمسافة 440 كيلومترًا، إضافة إلى الجسور، والكباري، والعبارات.

أما العقد الثالث فيتصل بالجزء من منتصف النفود إلى الحديثة وحزم الجلاميد والبسيطا، وتبلغ التكلفة المالية للعقد مليارين و872 مليون ريال، وذلك لتنفيذ خطوط جديدة بطول 750 كيلو مترًا، إضافة إلى الجسور والكباري والعبارات، وتبلغ القيمة الإجمالية للعقود الثلاثة مبلغًا وقدره سبعة مليارات و191 مليون ريال، ويستغرق التنفيذ اثنين وأربعين شهرًا. وتشكل الأجزاء الثلاثة في مجملها خطوط نقل المعادن من حزم الجلاميد والزبيرة إلى رأس الزور، وكذلك الأجزاء الشمالية من خطوط نقل البضائع والركاب من مفرق حزم الجلاميد إلى مركز الحديثة على الحدود الأردنية، ويبلغ إجمالي المسافة الطولية 1765 كيلو مترًا، كما تشمل العقود تنفيذ عدد من الجسور، والكباري، والعبارات، ومناطق عبور الجمال.

وتم الانتهاء من المرحلة الأولى من إعداد الدراسات والتصاميم التفصيلية للمشروع، وسيتم طرح بقية عقود التنفيذ خلال الفترة القادمة، وتشمل تنفيذ الجزء من مفرق الزبيرة إلى الرياض، وكذلك تنفيذ محطات الركاب، ومنشآت الصيانة والتشغيل، إضافة إلى التعاقد لتوريد القاطرات والمقطورات وتوريد أنظمة الإشارات وتركيبها والتحكم والاتصالات. وسيتم طرح جميع تلك العقود عن طريق المنافسات الدولية المفتوحة.

كما أعلن وزير المالية عن بدء أعمال الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار»، والتي يملكها صندوق الاستثمارات العامة، ويندرج ضمن مهامها متابعة إنشاء مشروع سكة حديد الشمال- الجنوب وتنفيذه، والخدمات والمرافق المتعلقة به وتشغيل المشروع وإدارته والإشراف عليه.

ويمثل هذا المشروع أهمية حيوية واستراتيجية للاقتصاد الوطني، حيث سيؤدي تصنيع الفوسفات الموجود في المملكة بكميات تجارية إلى تبوؤ المملكة المركز الثاني عالميًا في تصدير الأسمدة الفوسفاتية ونقل التقنية الخاصة بصناعة الأسمدة وتوطينها. كما يساهم في تصنيع القاعدة الإنتاجية وتنويعها، وتوفير الفرص الوظيفية للمواطنين، كما سيؤدي المشروع إلى زيادة نشاط النقل للمنتجات البترولية، والزراعية، والصناعية، والبضائع، والركاب، وتطوير المناطق المجاورة، والهجر، والقرى، والمدن التي يمر بها مسار السكك الحديدية، ما سيساهم، بإذن الله، في قيام صناعات متطورة في المملكة. وهناك مشروع آخر مرتبط بمؤسسة السكة الحديد، وهو مشروع الجسر البري.

هل سيتم تطوير مطار حائل؟

نظرًا لما ستمثله حائل من أهمية في مجال النقل بالنظر إلى موقعها الاستراتيجي بالنسبة لبقية مناطق المملكة والعالم، فهناك حاجة إلى مطار لمواكبة حركة النقل المتوقعة بالنسبة للمنطقة، ونأمل أن يتم خلال العام الحالي تنفيذ الخطة العاجلة المتمثلة في تحسين بعض مهابط الطائرات والمدرجات، وإيجاد توسعة للمنطقة الحالية. وبالنظر إلى المستقبل الاقتصادي لإمارة حائل، فهي تحتاج إلى إيجاد مطار دولي متكامل.

ما فلسفتكم في العمل الإداري؟

أكره الأوراق والمكاتبات، ولكن لابد من التوثيق، وما أؤكده أنه يجب على المسؤول أن يعطيني الحقيقة، لأني أنا أعطيه الحقيقة ومن الممكن أن أعمل مع أي شخص بشرط أن أشعر بجديته، فما نتفق عليه أتوقع أن يتم، لأني لا أقبل الأعذار فعدم الرغبة في الإزعاج ليس عذرًا، إلا إذا كانت العقبات حصلت في أثناء التنفيذ، فأحرص أن أعمل مع الآخرين بالحصول على التفاصيل، فأنا أبسّط الأمور.

ماذا عن مشروع الحكومة الإلكترونية في حائل؟

كما هو معروف، فإن هناك مشروع وطني للحكومة الإلكترونية، ولكننا في حائل بدأنا مبكرًا، وقطعنا شوطًا في هذا المجال، وأود أن أعلن عبر مجلتكم الغراء أنه في خلال الأشهر الثلاثة القادمة سيتمكن كل مراجع من أبناء المنطقة أن يعرف حركة سير معاملته عبر هاتفه الجوال، فيمكنه من خلال الجوال أن يعرف مصير معاملته، فجميع المعاملات في الإمارة تخضع لنظام الترميز والترقيم الآلي فلم يعد وجود لعبارة «لم نستلم المعاملة» وبدأنا التنفيذ على مستوى المنطقة، فهي خطوة مهمة، لأن الحاسب الآلي أصبح لغة عصرية وهناك حاجة ماسة إلى التنسيق.

كيف تقيمون مجالس المناطق وتجربتها؟

كنت من أوائل من عاصر مجالس المناطق منذ بدايتها، حيث كنت أعمل في تلك الفترة نائبًا لأمير منطقة مكة المكرمة، وكان في ذلك الحين الأمير ماجد بن عبدالعزيز، وكان أثر تلك المجالس كبيرًا جدًا، خصوصًا في فلسفة اتخاذ القرار فتلك المجالس ليست جهة حكومية، وكانت تضم متقاعدين يعملون في تلك المجالس، ومجموعات من رجال الأعمال الذين يعنون بالجانب الاقتصادي. وهناك مجموعة من الأمنيين الذين يقيمون الأشياء الأمنية، وهناك من المشاركين والأعضاء في تلك المجالس من أصحاب خبرات وتجارب متنوعة فكانت التقارير تصل أكثر دقة وشمولية، ويذكر فيها أشياء كانت بمنزلة ملتقى للجهود الحكومية بمشاركة نخبة من أبناء المنطقة الذين يقدمون خبراتهم من أجل تحقيق التنمية على مستوى منطقتهم، ومن ثم تحقيق التنمية الشاملة على مستوى المملكة.

كيف أثرت تجربة سموكم في العمل بإمارة منطقة مكة المكرمة على إمارة منطقة حائل؟

لقد تركت أثرًا لافتًا من خلال الاستفادة من معرفتي بالعديد من الشخصيات والرجال الذين أسهموا بجهد كبير في خدمة أبناء المنطقة منهم مشروع وقف الراجحي، والذي تبلغ قيمته 700 مليون ريال، وسيكون لخدمة الجمعيات الخيرية. ومن بين الشخصيات أيضًا محمد عبداللطيف جميل، والذي تم التنسيق معه لإقامة صندوق عبداللطيف جميل، ويتم من خلاله تقديم قروض دون فوائد للشباب لامتلاك سيارات النقل، وهناك مشروع المستشفى السعودي الألماني، وهو مستشفى تخصصي متميز سيخدم أبناء المنطقة بشكل كبير، إلى جانب العديد من المشاريع، والتي تم تنفيذ الكثير منها من خلال الاتصالات التي تجري مع مجموعة من الأصدقاء الذين جمعني العمل بهم في منطقة مكة المكرمة. ومن هنا، فإن لتلك الفترة، والتي تمتد على مدى 24 سنة، دورها في خدمة منطقة حائل وأبنائها.

ما رسالتكم لأبناء حائل؟

رسالتي لأهل حائل هي الرسالة الملكية نفسها التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فالمستقبل واعد وجميع ما يبذل من جهود، وكل ما سمعناه، والذي كان نابعًا من قلبه وآماله يجب أن تكون هي النبراس لننهض بمنطقتنا فنحن نملك الكثير، ولله الحمد، وأن تكون في خدمة الوطن.

ما الأمنية التي ما زلت تتمناها؟

تبدأ الأمور صغيرة، وما آمل أن يتحقق أن يستفاد من تجربة حائل على مستوى مناطق المملكة وأن تكون تجربة حائل من التجارب الرائدة في التنمية على مستوى المملكة.

ماذا عن التنمية الريفية؟

التنمية الريفية جانب مهم، ولكن يجب أن تعتمد على مقومات حقيقية وثوابت للاستمرار، فمن المعروف أنه من الصعوبة توفير الماء لقرية تضم عشرين منزلًا، وإلا سنحتاج إلى عدة ملايين من الريالات، ولذلك أعتقد أن المراكز الحضرية هي المستقبل من وجهة نظري، فلكل منا الحق في الفخر بقريته، ولكن تركيز الخدمات يوجد حياة اقتصادية، ويشجع على جذب عناصر بشرية وتوفير خدمات مناسبة، ولذلك أصبح من الملح في المملكة إيجاد مناطق حضرية حتى على مستوى الخدمات الصحية، والتي تنتشر من خلال طبيب واحد يقوم على خدمة القرية فلو ركزت الخدمات الصحية على مستوى عشرين قرية في مستشفى واحد يقع على طريق مهم بسعة عشرين سريرًا، لتمكّنا من خدمة جميع القرى العشرين بشكل أفضل مما هي عليه الآن، وكذلك التعليم والمراكز الأخرى. فعلى مستوى حائل، هناك العديد من القرى، والتي تحتاج إلى العديد من المراكز الحضرية، وأن تزحف القرى إلى مجمعات سكنية متكاملة لتقيم الخدمة اللازمة لسكان تلك القرى.

ما سر اهتمام سموكم برياضة سباقات السيارات؟ وماذا عن رالي حائل؟

 

في حقيقة الأمر، أن رالي حائل من الأفكار الجيدة التي قدمت لنا في إمارة حائل، وقد تبنت الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل تنفيذه على مدى عامين، حيث سجل الآن دوليًا، ليصبح تحت إشراف دولي وهو من بين المشاريع السياحية التي حققت مردودًا اقتصاديًا كبيرًا على مستوى المنطقة، حيث بلغ إجمالي عوائد السباق نحو 30 مليون ريال. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى نحو الضعف خلال العام القادم بعد أن تتاح الفرصة أمام مشاركين من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في السباق. ومن هنا، فإن العائد من السباق سيكون كبيرًا ويعود بالخير العميم على جميع أبناء المنطقة ومحافظاتها. ولذا فإنني أعدّ الرالي من أهم خطوات منطقة حائل للتنشيط السياحي، وسيكون له أثر كبير على مستوى المملكة.

ماذا عن النصيب الثقافي في حائل؟

هناك اهتمام كبير بالجانب الثقافي، ويبرز من خلال الاهتمام والتعاون الكبير الذي نجده من وزير الثقافة والإعلام، لا سيما في النادي الأدبي. ونعمل، حاليًا، على إقامة مهرجان حائل الثقافي والمنتظر أن يكون قريبًا، بإذن الله، ومن المهرجانات التي ستضيف إلى الأهمية الثقافية التي تتحلى بها منطقة حائل بعدًا جديدًا، إذ من المنتظر أن تستقبل أعدادًا كبيرة من الشعراء والمثقفين والمبدعين في مختلف المجالات، ومنها الفنون التشكيلية والتصوير وغيرهما.

عرف عنكم حبكم للصيد بالصقور «القنص»، فماذا عن هذه الهواية؟ وهل للشعر نصيب من الهواية؟

هواية الصيد بالصقور داء ابتليت به، ولكني أشعر بمتعة كبيرة وأنا أمارسه، وأما الشعر فإن أخي الأمير بدر بن عبد المحسن أخذ كل الشعر، ولم يترك لي شيئًا منه، ولكني متذوق للشعر والإبداع.

حائل عروس الشمال، هل وافقت أحلام سموكم؟

أمضيت أكثر سنوات حياتي إنتاجًا في حائل، فخدمة مكة المكرمة شرف عظيم، وقد أمضيت هناك نحو 24 عامًا أديت خلالها فريضة الحج 24 مرة، وخدمت تحت إمرة العديد من أصحاب السمو الملكي، وهي تجربة تنموية مهمة، وإحساسي بالإنتاج، والذي لم يكن ليتحقق لولا توفيق الله، جل وعلا، ومن ثم دعم خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، وسمو وزير الداخلية، وسمو وزير الشؤون البلدية والقروية، والذين يوفرون لنا جميع أوجه الدعم، ومقومات النجاح، لنتمكن من تحقيق أهدافنا وتطلعاتنا لهذه المنطقة الغالية على قلوب الجميع من الوطن العزيز.