|
||||||||
§ الحضارة الإسلامية أثرت إيجابًا في العالم الغربي برزت في أوروبا مراكز استشراق كثيرة، ما الذي يميز المدرسة الإيطالية من بينها؟ تعد إيطاليا مهد الدراسات العربية والإسلامية في أوروبا، فالبابوات هم الذين وجهوا إلى دراسة اللغة العربية، وتم إنشاء مدارس لتعليم اللغة العربية في باريس، ونابولي، وسالونيكا وغيرها، وترجمت العديد من كتب اللاهوت إلى اللغة العربية. ومع استمرار اهتمام إيطاليا بالعالم الإسلامي ظهر مستشرقون في شتى الميادين، ومنهم، المستشرق الأمير كايتياني الذي أصدر مؤلفه الكبير «حوليات الإسلامي»، وكارلو نيللو الذي درّس الفلك والأدب في جامعة القاهرة، ومن أعلام المدرسة الاستشراقية الإيطالية ديفيد سانتيلانا David Santillana «1855-1931»، وثالث أبرز المستشرقين بالمدرسة الإيطالية هو كارلو نللينو(Carlo Alfoso Nallino) «1872-1938». كمستشرق إيطالي، إلى أي فكر تنتمي في تعاملك مع الحضارة الإسلامية؟ استخدمت السجاد كرابط يجسد التقارب بين الفن الإسلامي ونظيره الإيطالي، كيف تخلقت لديك هذه الفكرة؟ وهناك الكثير من الرسائل المنظمة في الرسوم لم تفهم من الناس جيدًا، وعرضت أخيرًا رسومًا للفنان «تيشن» أحد أكبر الفنانين في القرن السادس عشر، وكذلك رسومات للفنان «تيكسيات»، وهو من الشخصيات المؤثرة في التاريخ، وكان يلبس قفطانًا تركيًا. لأن ذلك يمثل في نظره رمزًا للقوة والعظمة، وهناك رسالة دون أدنى شك في لباس هذا الفنان لا نعرفها، ولكنها إشارة تدل على احترامه للإسلام ولم يكن ذلك بمحض المصادفة. الحملات الغربية ضد الإسلام، بأي القراءات تطالعها؟ صحيح أن هناك فئة تؤمن بربط الإرهاب بالإسلام بسبب جهلها للإسلام، ولكن دورنا كمتخصصين أو علماء حري بنا شرح هذا الأمر، وتوضيح الحقائق من وجهة نظر صحيحة، وأن نقوم بتوضيح مفاهيم الإسلام بطريقة ودية تحترم خصوصياته وعدم الانصياع وراء كل ما تكتبه الصحف، لأن ليس كل ما يكتب صحيحًا. الحضارة الإسلامية، أيمكن لها ردم هوتها مع الحضارات الأخرى؟ يعد الفن الإسلامي جسرًا حقيقيًا لإنهاء حالة الصراع الذي يغذيه المستفيدون من تأجيجه، فهناك طرق مختلفة سياسيًا واقتصاديًا، لكن الفن هو جوهر الأشياء، يترجم الجمال الذي يفهمه الجميع، ولا يختلفون عليه. وحين يتبين حجم الحب الذي يتمتع به الفنان عندما يكتب القرآن بخطوطه الجميلة لأولئك الذين لا يعرفون عن الإسلام فإنهم سيدركون الرابط القوي والمحبة بين هذا الشخص والفنان ومخطوطاته الرائعة، وبالتالي فإن من يؤمنون بهذا القرآن هم أصحاب حضارة عظيمة لا يمكن أن تكون خطيرة تجاه الحضارات الأخرى. في اعتقادك، هل تمثل الفنون الإسلامية التشكيلية أحد نقاط التماس بين العرب والغرب؟ بعد أن استقرت الحضارة الإسلامية واندمجت مع الحضارات الأخرى عبر الفتح والدخول في الإسلام، بدأت المعاني والأفكار الإسلامية تنتقل إلى هذه الحضارات وعلى رأسها الفن الإسلامي عبر التجارة الخارجية التي أضحت أهم وسائل انتقاله. وهذا ما حاولت إلقاء الضوء عليه وبالتحديد تأثير الفن الإسلامي في العصور الوسطى الأوروبية، ثم أثر الحضارة الإسلامية على الغرب ككل، وكذلك بواكير عصر النهضة، كما أن دراسة الفنون الإسلامية التشكيلية تجسد موقعًا للقاء الحضارتين العربية والغربية، فالفنون الأوروبية أثرت في الفن الإسلامي أيضًا، الذي غدا فنًا مستقلًا يمكن أن يطلق عليه أحد أبرز الفنون التي أنتجها الإنسان على مدى تاريخه الطويل. من أجل ذلك تمت معالجة نشأة الفن الإسلامي، وعلاقته بالدين وطرق تطوره وفلسفته، والتجديد فيه، وبسماته وتنوعه، للوصول إلى نتيجة واحدة بإضافة هذا الفن إلى بقية الفنون الإنسانية، كالفن الأوروبي، والفن الفرعوني، والبابلي والفينيقي، مع أنه لا يقل أهمية عن فنون شرق آسيا، والصين، والهند، واليابان. وهذا ما يتضح عند إلقاء الضوء على التصوير في الفن الإسلامي، ثم تطوره في العصور المختلفة من الإسلام، وذلك من خلال استعراض المدارس العربية المختلفة كالعراقية والمصرية ثم اختيار نماذج إسلامية في المدن الأوروبية مثل صقلية، من خلال الفنون الزخرفية الإسلامية وأثرها في صقلية، وهذا يعني أن مدرسة صقلية هي مدرسة إسلامية في فنونها. |
||||||||
|
||||||||