|
||||||||
القنص بالصقور: يعد الشاهين الأسرع بين أقرانه والندواي الأفضل في الصيد. • الرياض: أهلاً وسهلاً
أماكن وجود الصقور وفق سعود عبدالعزيز الأحيدب، أحد تجار الصقور في سوق الديرة بالرياض، فإن أماكن وجود الصقور تقع في المنطقة الغربية على سواحل مدينة جدة، وفي مدينة ينبع، وكذلك المناطق الشمالية عبر الطيور المهاجرة إلى المملكة. أما مقرها الأساسي فيقع جنوب روسيا ووسطها، وجنوب أوروبا، وهنغاريا، وشبه جزيرة البلقان، حيث تبدأ هجرتها في فصل الخريف من كل عام لدول حوض البحر المتوسط، والشرق الأوسط والجزيرة العربية، وتتجه إلى المناطق الدافئة في شمال غرب الهند والسودان. كما يتم قنص الصقور في سوريا، والأردن، وساحل فلسطين، وحول قناة السويس، والصحراء الغربية بمصر، وليبيا، والعراق، وبعض الدول الأخرى في الساحل الشمالي الإفريقي. ويعد الصقر من أفضل أنواع الجوارح المستخدمة في الصيد وذلك لكونه طائرًا قويًا يتحمل الجوع لمسافات طويلة، وحاد النظر، إذ يمكنه رؤية الفريسة على بعد يفوق حدة بصر الإنسان بثمانية أضعاف. مواصفات الصقر الجيّد ومن جهة أخرى، يؤكد عبدالله منيس القحطاني، أحد تجار الصقور بالديرة، أن الصقّار المحترف بفنون رياضة الصيد بالصقور يستطيع معرفة الصقر الجيد، والصفات التي يجب أن يتمتع بها. فكثرة الاحتكاك بالصقارين والصقور، تعد الوسيلة المثلى التي تمكن الصيّاد من تحديد تلك السمات والخصائص، ومنها أن تكون عينا الصقر واسعتين براقتين سليمتين من العور والحول. فالعين الغائرة تدل على تحديد صفة الصقر والحول، وتقاطع جناحيه فوق الذيل على شكل مقص مفتوح، إذ ينبغي أن يكون طويل الجناحين، قوي الصدر، صلب الملمس، أكولًا شرهًا، واسع المنخرين، طويلًا، صلب الفخذين، قصير الساق، واسع ما بين الفخذين، وكذلك خفيف الريش صغير السن أي فرخًا أو بكرًا. يـأكل الصقر الحمام والسمان، وتبلغ التكلفة الإجمالية لتربيته حوالي 5000 ريال سنويًا. أنواع الصقور تنقسم الصقور إلى عدة فصائل عديدة منها المعروف، وغير المعروف كالصقر الحر، النداوي، الحصاوي، الشاهين، السنجارى وهو حر، وموكر، والجرودي، وغيرهم من الأنواع التي يناهز عددها الستين نوعًا وهي كالتالي: • الصقر النداوي الذي يعد من أحسن أنواع الصقور المستخدمة في الصيد، وهو من الصقور المهاجرة، ومنها الأسود، والأدهم، والأحمر، والأحمر القاتم، والأخضر. وغالبًا ما يكون كبير الحجم، قوي المخالب، ويكون لون ريش رأسه خاليًا من البياض، وكذلك أسود الجناحين من الداخل، وخصوصًا الصدر والسراويل. • الصقر الحصاوي والصقر الحصاوي، ويفضله الكثيرون من الصيادين بالصقور، ولون ريش الصدر أبيض مخطط بخطوط عمودية سوداء، وريش الجناحين من ناحية الصدر يغلب عليها البياض، ولون رأسه أبيض خال من السواد. وفي بعض الأحيان يكون الرأس معزولًا، وأنواعه تختلف بين الأبيض، والأشقر، والأحمر، وكاشف التبري، والجودي، والصقر الحصاوي عادة ما يكون أصغر حجمًا من الصقر النداوي. • صقر الـشـاهين أما صقرالشاهين فيمتاز، بصفة عامة، بسرعته دون أنواع الجوارح المستخدمة في الصيد، حيث تبلغ سرعته أضعاف مطاردة الفريسة من علوٍ شاهق حوالي 120كم في الساعة، وريشه يتميز بخفته، ويغلب على ملمسه الخشونة والصلابة وسهولة الكسر. والشاهين من أرق الجوارح حــسًّا، سريع التأثير، عصبي المزاج، شديد الغضب، لا يطيق السفر الطويل، غير صبور، لا يتحمل الجوع، ويجب تغذيته يوميًا بمواعيد ثابتة، إذ تظهر عليه آثار الجوع، سريع الانقضاض على الفريسة، لأنه لا يفضل مطاردة الفريسة مسافة طويلة، ويوجد في غرب أوروبا ووسطها، وشمال البحر الأبيض المتوسط وشرقه، وشرق جيرينلاند. كما يوجد في الخريف في جنوب إسبانيا، وبقلة في شمال إفريقيا وشرقها. أنواع الـشـاهين وفي هذا السياق، يصف صهيب بن سعد العجمي، وهو تاجر صقور بأحد محلات الديرة بالرياض، الشاهين بوجود هالة من السواد تحيط بكلتا عينيه على شكل دوائر، وتحت الجناحين يكون مخططًا خطوطًا عرضيه، وهو نوعان: بحري، وجبلي، والبحري أسبق الصقور وأشرسها في اقتفاء الطريدة بوجه عام، وينقسم إلى فصائل عديدة، ومنها شاهين بودور.. وقد سمّي بهذا الاسم لأن مؤخرة الرأس من ناحية الرقبة يحيط بها خط من الريش الأبيض على هيئة نصف دائرة. وشاهين نوّار فول.. المسمى بوصف ريش ظهره المنقط بنقط بيضاء تشبه زهرة نبات الفول. في حين يميل لون ريش الشاهين الأشهب إلى الرصاصي المسود وبعد القرنصة إلى أسود. بينما يتميز الشاهين الأحمر بلون ريش صدره وسراويله المائل إلى الأحمر. أما الشاهين اليمامي فيشبه لون ريشه ريش طائر اليمام، ويتم صيده في شمال جنوب سوريا والأردن، وفي العراق، وإيران، ومصر، ومعظم المناطق الساحلية في ليبيا. ويقتنص بنسب قليلة جدًا في دول الخليج العربي، وخصوصًا دولة الإمارات العربية المتحدة. وهناك أنواع أخرى غير معروفة كالشاهين الفارسي الذي يستوطن في إيران، والشاهين الهندي في الهند، والشاهين العراقي. وأنثى الشاهين هي الأقوى والأصلح لصيد طائر الحبارى، والأرنب، والكروان. وأما فرخ الشاهين فهو المفضل عند الصيادين بالطيور الجارحة. الحر وفيما يخص الصقر الحر الذي يعد أفضل أنواع الصقور قاطبة، فهو يتميز بصفاء لونه، ولا يوجد حول عينه هالات سوداء، وهو أكبر من الشاهين والوكري. وينقسم إلى قسمين: حر كامل، وهو متساوي الطول والعرض، والمثلوث وهو أصغر من الكامل. ويعد المثلوث أنثى الصقر والكامل الذكر. كما يقصد بالحر الصافي صافي الوجه من السواد ويسمى عند الصقارين الدعوج. ويعتمد ارتفاع سعر الحر على نعومة ريشته وحجمه. الوكري وبالنسبة للصقر الوكري فهو شبيه بالصقر الحر، ويعد من أنواع الصقور المتوسطه، وهو مشهور بصيد الكروان، ويفضل اقتناؤه بالنسبة للمبتدئين. ويوجد تحت عينه خط دقيق من الريش يطلق عليه الصقارون، كما هو متعارف بينهم، «مدامع». ويجري الآن تهجين الصقور للحصول على نوعية مميزة تجمع أفضل الصفات الموجودة في كل نوع. ومن جهة أخرى، فإن الأنواع النادرة من الصقور قلّت إلى حد كبير، ما ساهم في رفع ثمنها وبالطبع زيادة الطلب عليها. ويعتمد هواة القصور على صيدها خلال المواسم السنوية المتعارف عليها من خلال الشواطئ الساحلية، حيث ينتظرون الصقور المهاجرة على شكل أسراب أشهرها «بازي المروج»، أو «صقر المروج» الذي يوجد في الأجزاء الغربية من أميركا الشمالية, و«بازي الغابات»، أو «صقر الغابات» الذي يوجد في أميركا الاستوائية.. وكان العرب يطلقون اسم الصقر على سائر الجوارح، ما عدا النسر والعقاب. ويذكر أن الصقور ليست هي الوحيدة من الطيور الجارحة التي تستخدم للصيد. التكلفة الاقتصادية ويقدر حجم تجارة الصقور في السعودية بملايين الريالات، وتتفاوت الأسعار، حسب كل نوع. وكذلك عند بداية الموسم، حيث تشهد إقبالاً ليس بالقليل على شرائها، ويصل النادر منها ما بين النصف مليون، والمليون ريال، خصوصًا الحر الكامل «الوافي» الذي يغطي الريش كفوفه ذات اللون الأحمر بالطول والعرض، وذا الكفوف الكبيرة والرأس الكبير ذي العين السوداء المائل للبياض، هذا بالنسبه للحر الصافي الوافي. أما الشاهين فيتراوح سعره من 35 ألف ريال إلى80 ألف ريال، وهناك أقل من ذلك لصعوبة تدريبه، لأن الشاهين صقر حساس، ويؤثر فيه أي شيء. لذلك، فالصقارون أصحاب الخبرة لا يفضلون اقتناءه، لأنه يتعب بالتدريب. هواية قديمة وبحسب محمد العمري، أحد عشاق هواية الصيد بالصقور، فإن سوق الصقور القديمة بالديرة قد أغلقت لإجراء إصلاحات أساسية أو اختيار مكان جديد لموقعها، وذلك نظرًا لما تمثله من أهمية تاريخية، حيث تعد رياضة القنص بالصقور رمزًا من رموز التراث. وتحتوي سوق الديرة على 12 محلًا لبيع الصقور، وحراج الصقور. ويتميز الصقر بمنقاره القوي المعقوف، وبسرعة طيرانه إلى حد يمكنه من اللحاق بمعظم الطيور وطرحها أرضًا أو الإمساك بها بمخالبه, لذلك يدرب على الصيد ويستعان به في هذا الغرض. ولا بد أن يدرب الصقر من قبل صقّار متمرس، وأن يكون هناك مساحة من المودّة بين الصقر والصقار، وأن يفهم الصقّار مراد الصقر، لأن الصقر إذا لم يكن في يد صقار محترف فإنه يصيح بقوة ويضرب بجناحيه علامة على عدم تآلفه مع مدربه. المنظور الاجتماعي ومن المنظور الاجتماعي تعتز الناس بالصقور حتى ذهبت بعض القبائل والعائلات إلى تسمية أولادها بالصقر توسمًا فيه بالشجاعة والقوة، وحرصًا منهم على أن يكون مقدامًا، وكان ذلك سائدًا إلى حد كبير في الماضي. أما الآن فقد تضاءل معدل المسمى عما كان عليه سابقًا، إلا أن الاسم ما زال منتشرًا إلى حد كبير في البادية عنه في الحضر. ويحكم التواصل مع هذه الهواية أشياء عديدة منها التوارث، فمثلًا إذا كان الأب «راعي صقور» نشأ الأولاد كذلك، امتدادًا لهواية والدهم.
مراحل نمو الحر ألوان الصقور وأخيرًا «الشاهين الجرناس»، وهو الذي يتجاوز عمره العامين، ولون رجليه أصفر، وكلما تقدم في العمر ازدادت اصفرارًا. |
||||||||
|
||||||||