قصر طويق:

منارة الحي الدبلوماسي

تماهت في تصاميمه ملامح العمارة التقليدية، وشيد بتقنيات الحداثة المطلقة.

• الرياض: طارق شوقي

 

يمثل أحد معالم الحاضرة السعودية، وصرحًا ما برأت لبناته من هوية بيئتها الأصيلة، تميز بقاعات تتصدرها أهم الفعاليات التي تحتضنها المملكة، وتتوسطه مشيدات البداوة من الإسمنت والفولاذ..

قصر طويق.. نبع فوق هضبة صخرية.

§       تبرز خيامه علاقته الوثيقة بالصحراء
§       يجسد مقرًا لجميع الأنشطة التي تشهدها العاصمة
§       مزود بأحدث التجهيزات الخدماتية العالمية
§       يلتف حول حديقة غناء بالنباتات المورقة

فكرة التصميم

يقع قصر طويق في الطرف الشمالي الغربي لحي السفارات، ويحتل مكانًا مميزًا على مساحة تقدر بـ77.000 متر مربع، حيث يطل على وادي حنيفة، محاطًا بفرعين صغيرين للوادي. ويخلو في امتداده من النباتات الطبيعية عدا القليل من الشجيرات الصحراوية.

وقد صمم القصر على شكل جدار مأهول يمثل جسمه الأساسي، يحيط بحديقة داخلية حاميًا إياها من الرياح والعوامل الطبيعية الأخرى.ليعكس هذا التصميم حسن التعامل مع الموقع والفهم الدقيق لخصوصية الطبيعة، فيشكل حدًا فاصلاً بين البيئة الصحراوية خارج القصر، والحديقة الداخلية ذات الأشجار الكثيفة التي يلتف حولها. كما يحدد شكل القصر، ويوفر من خلال انحناءاته الانسيابية إمكانية التنقل عبره رأسيًا وأفقيًا للوصول إلى سائر أرجائه.

وتنساب الخيام الخارجية بلونها الأبيض، في تباين واضح مع الجدار في اللون والملمس، مبرزة قوة العلاقة الوثيقة بين الخيمة والصحراء.فتتشابه فتحات الجدار ذات الشكل المقوس بطريقة تبدو عفوية مع فجوات الصخور على جوانب الهضبة، ليقف كنموذجين للعمارة التقليدية هما الحصن ذو الجدران الضخمة، والخيمة الصحراوية الخفيفة جنبًا إلى جنب في انسجام تام. أما المبنى فيبدو من الداخل وكأنه تتابع غير منتهٍ من الفراغات المتموجة المحمية من عوامل المناخ.ولدى الوصول إلى المساحات المغطاة بالخيام، يتسع مجال النظر داخل فراغها، ومن خلاله إلى الوادي والحديقة الداخلية.

كما يعد قصر طويق مثالًا في دمج تعابير المعمارية التقليدية والمواد المحلية باستعمال تقنيات متطورة، دون الوقوع في أشكال التنافر، وبعيدًا عن محاكاة نمط معروف، إذ استخدم في بنائه الرخام وحجر الرياض، مع الألياف الزجاجية وحبال الفولاذ. وتم ربط الداخل بالخارج من خلال استمرارية هذه المواد، حيث تمتد الجدران الحجرية عبر اتصال غير منقطع.

كما تشكل الأسقف والأرضيات في كثير من الأحيان امتدادًا داخليًا لمواد مستخدمة في الخارج. ويبرز مظهر الأرض في المنطقة إلى قلب الموقع من خلال استعمال الصخور في تنسيقه.

عناصر القصر

وفيما يتعلق بعناصر القصر، فيتكون المبنى من جدار ضخم يمتد بطول 800 متر، وبارتفاع 12 مترًا وعلى سماكة تتراوح بين 7 أمتار و13 مترًا، وقد بني هذا الجدار بخرسانة سمكها 30 سنتيمترًا، وغطي من الخارج بمادة عازلة ثم بقطع من الحجر الطبيعي سمكها 24 سنتيمترًا، ثبتت بملاط سمكه خمسة سنتيمترات، وارتكزت طبقتا الجدار الخرسانية والحجرية بدعائم حديدية. وقد جعل بناء الجدار بهذا الأسلوب انتقال الحرارة عبره بطيئًا جدًا، ما يحمي عناصر القصر من انتقال الحرارة الشديدة إليها في أثناء النهار، ويمكنها من الاحتفاظ ببرودة الليل لمدة طويلة.

يلتف جدار القصر حول حديقة داخلية غنية بالنباتات المورقة والمزهرة الذي هيئ لها جو ملائم وسط أشجار النخيل وشلالات المياه، تتوسطها خيمة ارتفاعها 7 أمتار، وقطرها 17 مترًا، تضم أماكن للجلوس وبركة ماء.

أما الخيمة فبنيت من حبال الفولاذ، ورفع سقفها المغطى بألواح زجاجية، على حامل فولاذي ذي ثلاثة قوائم، ودعم بعمود فولاذي ارتفاعه 7.3 متر يتوسط الخيمة.

ويقر في عمقها المدخل الرئيس للقصر تحت خيمة من الفولاذ مغطاة بقطع من الخزف الأزرق من الخارج، وبألواح خشبية من الداخل. ويؤدي المدخل إلى بهو القصر ذي السقف الخشبي، والجدران الحجرية، والأرضية المغطاة بالرخام. وتحت الخيمة الداخلية الأخرى تقع قاعة واسعة متعددة الأغراض تطل على الحديقة الداخلية، وتتصل بعناصر الأخرى داخليًا، كما زودت هذه القاعة بأجهزة سمعية وبصرية متطورة.

وأما خارج القصر فتنساب على جداره ثلاث خيام بيضاء شيدت بحبال فولاذية، وغطيت بنسيج من الألياف الزجاجية مطلي بمادة عازلة للحرارة، ومقاومة للرطوبة، وأحيطت من جوانبها بألواح زجاجية. وقد شدت هذه الخيام بحبال من الفولاذ مثبتة على الجدار على ارتفاع 16 مترًا. وبأوتاد من الصلب مربوطة بإحكام مع كتل صخرية ضخمة ثابتة في الأرض.

لتغطي ثلاث قاعات متعددة الاستعمالات، مساحة كل منها 1600 متر مربع، ترتبط بعناصر القصر الأخرى داخليًا. وتطل إحدى هذه القاعات على الجهة الشمالية الغربية من وادي حنيفة، وتتكون من عدة مستويات يتوسطها مسطح مائي.

بينما تشرف القاعة الثانية على الجهة الشمالية من الوادي، وتتصل بالمطبخ الرئيس في الدور تحت الأرض. كما تصل بها ثلاث قاعات للجلوس بحوائط زجاجية تتسع جميعها لحوالي 60 شخصًا.

في حين تطل القاعة الثالثة على الجهة الغربية من الوادي، ويوجد في الطابق السفلي منها جناح رياضي يضم ملعبًا للبولينج، وملاعب للإسكواش، وحمامات بخار، وغرفًا للتدليك، وأخرى للخدمات المساندة.

كما أقيمت دار للضيافة ضمن الجدار المكون لجسم القصر، على ثلاثة مستويات، لتتكون من أربعة أجنحة و25 غرفة مشرفة على الوادي. ويمكن الدخول إلى هذه الدار عبر مدخل خاص بها. بالإضافة إلى مدرج المحاضرات الذي يتسع لحوالي 200 مقعد. زود بأجهزة العرض الضوئي والترجمة الفورية، وأجهزة صوتية متطورة.

وقد جهز قصر طويق بنظام آلي متطور لضبط التيار الكهربائي والإضاءة، وتشغيل أجهزة التكييف، وأجهزة الإنذار من الحريق، ومقاومته، ولضبط غير ذلك من الأنظمة الكهربائية والميكانيكية وتشغيلها.

وفيما يخص محيط القصر، فيزدان بحديقة صحراوية يقتصر فيها وجود الأشجار والنباتات الصحراوية بأعداد قليلة زرعت في مواقع محمية نسبيًا من العوامل المناخية القاسية، وينسجم تصميم الحديقة مع البيئة الصحراوية المحيطة بموقع القصر، حيث يتكامل الجدار الخارجي والمصاطب والمدرجات ومقاعد الجلوس المنحوتة في الصخور مع المظهر الطبيعي لحافة الوادي. كما تحيط به مواقف للسيارات وبعض الملاعب الرياضية والمسابح.

ويمكن رؤية التباين المدهش بين الحديقة الداخلية والبيئة الخارجية بطبيعتها الصحراوية، وواحات النخيل في الوادي من ممر المشي الموجود على سطح الجدار، والذي يمكن الوصول إليه عبر درج من الحديقة الداخلية، وكذلك من خلال نوافذ واسعة في المستوى الأول من القصر.

استخدامات القصر

وفي سياق مختلف، يتيح البرنامج الوظيفي لقصر طويق القدرة على توفيره لخدمات عديدة متميزة لمدينة الرياض، إذ يشمل على الكثير من الأنشطة الرسمية الاجتماعية والثقافية، حيث يستوعب احتفالات المناسبات الرسمية والبعثات الدبلوماسية، والمعارض العلمية، والثقافية، والفنية، والتجارية، والندوات، وغيرها.

مساحة المشروع

قامت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بتصميم هذا المشروع وتنفيذه.

مساحة موقع القصر 77.000 متر مربع.

مساحة المباني الإجمالية 24.000 متر مربع.

مساحة الحديقة الداخلية 10.000 متر مربع.

طول ممر المشي على سطح القصر 520 مترًا.

الإدارة التنفيذية: مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.