السياحة متنفس وراحة محفوفة بالمخاطر

بقلم: إبراهيم العمار

كان السفر في سابق العصر والأوان لا يقصد به «السياحة»، ولكن يقصد به أهداف أخرى غير «المتعة والراحة».

وكان من أهداف السفر، قبل العولمة، السفر لاكتساب المعيشة.. والسفر لاكتساب العلم والمعرفة، وقد أوجزها الإمام الشافعي، رحمه الله، بقوله:

تغرّب عن الأوطان في طلب العلا

وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

تفــــريج هـمّ واكتساب معيشة

وعلم وآداب وصحبة ماجد

وكما قال الثعالبي، رحمه الله:

من فضائل السفر أن صاحبه يرى من عجائب الأمصار، وبدائع الأقطار، ومحاسن الآثار، ما يزيده علمًا بقدرة الله، تعالى، ويدعوه شكرًا على نعمه.

وكلنا نحب أن ننتقل من «حال إلى حال» كما قيل..

إنــي رأيــت وقوف الماء يفسده

إن سال طاب وإن لم يجر لم يطب

والأُسد لولا فراق الغاب ما افترست

والسهم لولا فراق القوس لم يصب

والشمس لو وقفـت في الفلك دائمة

لملّها الناس من عجم ومــن عرب

ولكن السياحة في عصرنا، إضافة إلى أنها متنفس وراحة إلا أنها محفوفة بالمخاطر التي يجب على السائح أن يتجنبها، وأهم تلك المخاطر «مرض الإيدز» الذي لا يهتم به بعض أولئك المسافرين بشكل «منفرد»، والتي تبلغ نسبتهم حوالي 22٪ من إجمالي المسافرين للسياحة من السعودية وعددهم أكثر من خمسة ملايين. وأغلب الذين يسافرون بشكل «منفرد» هدفهم الترفيه في المقام الأول.. والترفيه عند بعض تلك الفئة محفوف بالمقام الأول بـ«الإيدز»، وبالأحزمة الناسفة.

وقدرت تكاليف سياحة السعوديين في عام 1999 بحوالي 33 مليار ريال.. «فكم تبلغ تكاليفها عام 2007؟!».

والأطباء، عادة، يربطون بين سفر الشباب للخارج واحتمال إصابتهم بأمراض خطيرة مميتة معدية، قد تسبب الحسرة والعذاب للأسرة «كالإيدز، والذي سببه سلوك اجتماعي منحرف مسؤول عنه الفرد، وآثاره الاجتماعية والاقتصادية تكون أشد وطأة».. ومن السهل جدًا اجتناب عدوى الإيدز، ولكن من المستحيل الشفاء منه «لأن الطايح رايح».

أخي السائح «خذ بالك وعد للعشرة قبل أن يقع الفاس بالراس».