مؤتمرات |
|
|||||||
|
|||||||
الرياض- عبداللّه الحرازي *
نبعت فكرة المؤتمر الذي يعد الأول من نوعه في العالم الإسلامي، والذي يتناول الجوانب السياحية والثقافية والتراثية من إمكان ترميم بعض المعالم التراثية وتوظيفها لتكون قرى حرفية متخصصة، وأماكن لعروض الحرفيين بما يفيد ربط الجانب الحرفي بالجانب السياحي وبث الحياة في المعالم الإسلامية، والاستفادة من تجارب بعض الدول في جعلها عوامل جذب للسياح على اختلاف مشاربهم، حيث سعى المؤتمر إلى إتاحة الفرصة لراسمي السياسة والمخططين للالتقاء والتشاور وتبادل الخبرات والتجارب في هذا المضمار، خاصة أن العالم الإسلامي يعد موطناً لتراث حضاري وأرث كبير جداً من الحرف اليدوية التي تميز الحرفيون من أبنائه في صناعتها وجاءت معبرة عن أصالة الحرف التقليدية في العديد من ميادين الزخرفة، الخط، التصاميم الهندسية، تجليد الكتب، المنمنمات، التزيين، السجاد، السدو، الكليم، المشربيات، الزجاج المعشق، اللباس التقليدي، وغير ذلك من الروائع التي تعبر عن الجمال والإبداع، وعن الشخصية الثقافية والتراثية المميزة للعالم الإسلامي، والتي تسهم بشكل فعال في الحركة السياحية والاقتصادية في مجال التراث الحضاري، إلا أن هذا كله لم يأخذ حقه من التعريف كموروث عظيم لأمة حباها اللّه بميزات وثروات وطبيعة قل أن تتوافر لأمم أخرى، مما يظهر الحاجة لوجود عمل إسلامي جماعي ونشاط عالمي مكثف ومنظم يتناسب والمستوى الراقي لهذا الإرث العظيم من التراث بإلقاء الضوء على الجانب الحرفي فيه وأعطائه المكانة اللائقة التي يستحقها على الساحة الدولية.
معارض للحرف
● المعرض الدولي الأول للسياحة والحرف اليدوية في البلاد الإسلامية: الذي أقيم في ساحة المركز التاريخي وعرضت فيه آلاف المصنوعات اليدوية في العالم الإسلامي، حيث أقبلت الجماهير بكثافة على المعرض للمشاهدة والتبضع. ● معرض روائع القطع والصناعات اليدوية في العالم الإسلامي: الذي أقيم على أرض المعارض وعرضت به أكثر من 500 قطعة مميزة من 46 دولة، ويهدف إلى تشجيع الحرفيين البارزين على إنتاج قطع فنية مميزة تتوارثها الأجيال ويمكن عرضها في معارض مستقبلية.
● معرض مطبوعات الحرف الإسلامية والصناعات اليدوية في العالم الإسلامي: ويهدف إلى التعريف بهذه الإصدارات سواء كانت مقروءة أو مرئية وجمعها في معرض واحد والعمل على تكوين مكتبة متخصصة في هذا المضمار تكون مرجعاً للباحثين والمهتمين بالحرف والأعمال اليدوية.
جوائز للمبدعين
● الخزف والقاشاني: حازم الزعبي الأردن، وعبدالرحمن الزحيفي السعودية، قوان قوانشي تركي. ● السجاد: علياء زهرة أذربيجان، وهند الجريد السعودية. ● السدو والكليم: عبعب العازمي الكويت، ونورة بنت سعيد السعودية، وصابر علي عبدالرحيم مصر. ● الزجاج المعشق: عاطف طيارة لبنان، وعادل فتحي عناني مصر، وقلسارة بيرستورا قرقيزي، وسيميل قول تركي، ومختبر ميرجالالوفا أوزباكستان. ● الزي التقليدي: لمياء البشاوري تونس، وثريا البابا لبنان، ورغد حتاحت الأردن. ● الحرف الخشبية: توليجان غائيبوف أوزباكستان، ومحمد لامين المغرب، ويوسف المرحوم السعودية.
● الزخرفة والمنمنمات: عبدالرزاق بلقاسم تونس، ونورسان جوين تركي. ● التجليد: كاظم حاجي ميليتش البوسنة والهرسك. ● التذهيب: فوسون بارود جي جيل تركي، وأصليهان نهان جوناي تركي، وحسين غلام إيران. ● صـــناعة الورق التقليدي وفن الإبـــرو تزيــين الـــورق: ســما بقايا تركي. ● الحلي: محمد أحمد الموس اليمن، ومحمد البيلال المغرب، وخالد زين سلامة السعودية. ● الحرف المعدنية: محمد زكي كوشو أوجلو تركي، وكوروش محمد قانوني إيران، بيريك على بييف كازاخستان. ● الفسيفساء: عبدالرزاق بن سعد بلقاسم تونس، وزياد عزيز محمد عثمان الأردن، وإبراهيم صالح مرعي الأردن. ● الحرف الجلدية: على الهزاعي السعودية، وحسين سيد علييفا كازاخستان. ● حرف السعف والخوص والخيزران: نورة عبدالعزيز المقرن السعودية، وفاطمة بنت أحمد السعودية. ● صناعة النماذج والمجسمات: عبدالكريم القلاف الكويت، وجعفر محمد الخير البحرين، وأحمد الصايغ قطر. ● حرف متفرقة: فاطمة آية موسى المغرب، وبدرية المطيري السعودية، ونادر التميمي فلسطين.
توفيرفرص العمل
وأشار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة الوطنية للسياحة في كلمته إلى أن الدول الصناعية أدركت مبكراً أن الحرف والصناعات اليدوية من القطاعات التي توفر فرص عمل لمواطنيها وتسهم في زيادة دخلهم، وذلك لأسباب عديدة أهمها انخفاض رأس المال الذي يحتاجه الحرفيون، وانخفاض تكلفة الخامات اللازمة للتصنيع، فسارعت تلك الدول إلى تحديث أجهزة حكومية تتولى مسؤولية التنظيم والإشراف على تطوير قطاع الحرف اليدوية وتقديم الدعم اللازم له، ولإيضاح الأهمية الاقتصادية للحرف والصناعات اليدوية، يمكن الإشارة إلى ما جاء في تقرير لمنظمة اليونسكو يشير إلى أن 26% من النشاط الريفي في الدول السائرة في طريق النمو يتم في قطاع الحرف والصناعات اليدوية، وأن الحرف والصــــناعات اليدوية تســـهم على الأقــل بنسبة 3% من الناتج الوطني لتلك الدول.
وتتمـــيز الحرف والصناعات اليدوية بأنها تمـــثل تعبيراً حقيقياً عن التقاليد الحية للإنســـان، فهي تعتمد على الأســـس الثلاثة للتنمية المستديمة، التكييف والتجديد والإبداع إلا أن الحرفيين يفتقدون الإمـــكانات التي تمكنــهم من تطــــوير أساليب إنتـــاجهم وترويجها. ويضم العالم الإسلامي تراثاً حضارياً من الفنون والحرف التقليدية في شتى الميادين الحياتية، ولكن هذا التراث الغني لم يأخذ حتى الآن حقه من التعريف به، على الرغم من بعض محاولات إحياء الأنماط والتصاميم القديمة وإقامة المعارض المتخصصة، ولذا تظهر الحاجة ملحة الآن لتنظيم نشاط عالمي يتناسب مع المستوى الراقي لهذا الكم النوعي من التراث. وتشهد السياحة في العالم نمواً مطَّرداً عاماً بعد عام، وتقديرات المنظمة العالمية للسياحة حول النشاط السياحي تشير إلى أن أعداد السياح الدوليين قد حطم كل الأرقام القياسية وتجاوز التوقعات، حيث تخطى حاجز 800 مليون سائح، كما جاء على لسان الدكتور أكمل الدين إحسان أوغــــلي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
مركز الأبحاث الإسلامي
ويعد المؤتمر الأول للحرف ثمرة لتعاون دام لأكثر من عام ونصف العام بين الهيئة الوطنية للسياحة ومركز أبحاث التاريخ والفنون والثقافة الإسلامية، والذي أنشئ عام 1980م كأول مؤسسة ثقافية تابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وفقاً للقرار الصادر عن المؤتمر السابع لوزراء خارجية الدول الإسلامية الذي عقد في إسطنبول، وقد حرص المركز منذ إنشائه على التخصص في مجال الأبحاث والدراسات التي لم يتم التطرق إليها من قبل، ويتولى إدارته الدكتور خالد آرن، ويقوم المركز بإعداد البحوث ونشرها وتوثيقها، وتتناول هذه البحوث تاريخ وثقافة الأمة الإسلامية من علوم وفنون وتراث، وتسعى من خلال هذه البحوث إلى تعريف العالم أجمع بالثقافة والحضارة الإسلامية. وقد نظم المركز تسعة مؤتمرات، بما فيها المؤتمر المشار إليه، ونشر ثمانية كتب على هامش هذه المؤتمرات، ويتم تعزيز هذا البرنامج بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية في الدول الأعضاء والمنظمات المحلية والدولية.
توصيات وقرارات
أكدت توصيات المؤتمرعلى أهمية دعم واهتمام
وعناية حكومات دول العالم الإسلامي بالحرفيين والحرفيات، وتشجيع المجتمع
المدني على الإسهام في إحياء التراث الحرفي ضمن النشاط السياحي، وذلك من
خلال تفعيل هذا الدور لدعم هذه القضايا وتوفير فرص التدريب، وتنمية
المهارات، والتمويل والتسويق، وحماية الإبداعات الحرفية، وتوفير المواد
الخام، والاشتراك في المعارض والندوات وتوفير قنوات الاتصال بخصوص التسويق
وغيرها، ودعا المشاركون في المؤتمر إلى تنشيط حركة الحرف اليدوية والعمارة
الإسلامية من خلال تنظيم المزيد من اللقاءات العلمية والبحثية والتدريبية،
لتوفير الفرص لتأمين التواصل والتبادل بين حرفيي الدول الأعضاء والمنظمات
الإقليمية والمهندسين المعماريين والمصممين، وطالبوا الجهات المعنية في
الدول الأعضاء بتوظيف الأعمال الفنية التراثية في المشروعات المهمة، وأكدوا
على أهمية إنشاء القرى الحرفية التي يمكن ربطها بالقطاع السياحي، وأكدت
التوصيات على ضرورة البحث عن فرص لتوفير المواد الخام محلياً، وإنشاء
جمعيات محلية "تهتم بتوريد الخامات وتصدير المنتج وتحسين التكوين لدعم
الأسر المنتجة، ودعت إلى توعية المستهلك بالمميزات الخاصة لهذا القطاع،
وتبادل الخبرات، خاصة في مجال علاقة الجودة المختومة، التي تلصق على ظهر
المنتج وتحمل بيانات حول الجودة والدقة والمقاسات والنموذج وتاريخ الصنعة،
ودعا المشاركون إلى ربط الحرفي بمؤسسة تعليمية، أو ربط الورشة الحرفية
بخدمة تعليمية، تتدرج مستوياتها من مرحلة تعليمية إلى أخرى، وأشاروا إلى
أهمية تبني الدراسات الجامعية في هذا المجال، وتشجيع الدراسات المهتمة
بالحرف اليدوية، كما طالبت التوصيات باستحداث برامج لتدريب طلاب مختلف
مراحل التعليم نظرياً وميدانياً على حرف يدوية، والتأقلم مع وسائل
التكنولوجيا الحديثة، والعمل على تبادل الزيارات بين حرفيي الدول الأعضاء،
بهدف التعرف عن كثب على الوسائل والتقنيات المستحدثة |
|||||||
© يناير 2007 مجلة " أهلا وسهلا ". |