ثقافة طيران |
|
|
تقترب الطائرة من مشارف المدينة والكل ينتظر لحظة هبوطها،تخفق القلوب كلما دنت الطائرة من المطار، وعلى حين غرة يُسمع ارتفاع صوت أزيز المحركات وترتفع الطائرة فجأة إلى عنان السماء، إلى المكان الآمن لها كما دُرِّب قائد الطائرة بالتخطيط للصعود بها بدلاً من الهبوط إذا كان هناك أدنى شك قد يؤثر على سلامتها وسلامة ركابها، متفهماً ما قد ينتج عن ذلك من تساؤلات وعدم رضى لدى هؤلاء الركاب، والذين قد يصاب البعض منهم بالغثيان نتيجة الصعود المفاجئ للطائرة. وبعد وصول الطائرة إلى الارتفاع الآمن لها، يُبدد قائد الطائرة مخاوف ركاب طائرته متحدثاً إليهم ومبرراً لهم من خلف المقود أسباب إلغاء عملية الهبوط ومُعلمهم عن: إما معاودة الهبوط أو التوجه إلى وجهة آمنة أخرى والتي تسبب تكاليف باهظة تتكبدها بصدر رحب الناقلات الجوية، وفي مقدمتهم الخطوط السعودية. فسلامتك عزيزي الراكب هي هدفنا الأول ونستميحك عذراً لنشرح لك بعض الأسباب التي تدعو قائد الطائرة لإلغاء عملية هبوط الطائرة ونوجزها فيما يلي:-
1- العواصف الرعدية:
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم آياته: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ} "النور:43". إيجاز إلهي عظيم لمراحل تكوين العاصفة الرعدية تبدأ بتكون السحاب بالعديد من الطرق نذكر هنا أكثرها شيوعاً، والتي تتـــكون نتيجة لما يعرف بالتيارات التصاعدية نتيجة تصاعد الهواء الحار المشبع ببخار الماء والأقل كثــــافة إلى أعلى وهبـــوط الهواء البـــارد الأكثر كــثافة ووزناً إلى الأسفل يصـــحب ذلك اضطرابات جوية شكل رقم 1.
2- المطبات الهوائية:
هناك العديد من العوامل التي تسبب المطبات والدوامات الهوائية القريبة من سطح الأرض، والتي قد تصل من الحدة إلى عدم تمكن قائد الطائرة من الحفاظ على سرعة وتوازن الطائرة أو على معدل نزولها التدريجي المنتظم تجاه المدرج، تستدعيه إلى إلغاء عملية الهبوط نذكر منها باقتضاب ما يلي:- ● تحرك جبــــهة هوائية بسرعة تزيد على 15 عقدة جوية، وباختلاف في درجة الحرارة 5 درجـــات مئوية أو أكثر عن الوسط المحيط بها. ● مرور طبقة من الهواء الحار فوق طبقة سطحية من الهواء البارد. ● اصطدام الرياح السطحية الشديدة السرعة بالمباني والأشجار والعوائق الطبيعية، وخاصة المرتفعات الجبلية والتي ينتج عنها الدوامات الجبلية.
3- انخفاض مجال الرؤية الأفقية:
● الضباب: تنخفض درجة حرارة الأرض نتيجة عملية الإشعاع في الليالي الصافية لتصبح أبرد من الهواء الذي فوقها، ومع توافر هواء مستقر ورطوبة نسبية عالية فى أول الليل تصل فيه درجة الحرارة إلى درجة الندى مُشكلةً طبقة من الضباب الأرضي. ● تساقط الثلوج: والذي ينتج عن تحول بخار الماء في الجو إلى حالة صلبة دون المرور بمرحلة السيولة نتيجة لتدني حرارة الجو تحت الصفر المئوي مما ينتج عنه تساقط ذرات الثلج بكثافة على هيئة شبيهة بالقطن المندوف. ● كثــافة تواجد العوالق الرملية في طبقات الجو السطحية: والتي تتكون في العـــادة في المنـــــاطق الصحراوية نتيجـة الرياح الســطحية أو نتيجة للعواصف الرملية.
4- عوامل أخرى على سبيل المثال:
● شــــــدة ســــــرعة الـرياح الجانبية أو الخلفية عن الحد المسموح به للطائرة. ● وجــود طائرة أخـــرى في المـدرج: إما لتأخرها في الإقلاع أو تأخر ها في الخروج من المـدرج بعد عملية الهبوط، أو دخولها عن طــريق الخـــطأ في مـدرج الهبوط. ● وجود طبقة من الثلج أو الصقيع نتيجة تجمد المياه على سطح المدرج أو ارتفاع مستوى منسوب الماء على سطح المدرج نتيجة الأمطار لأكثر مما هو مسموح به.
5- عوامل تقنية على سبيل المثال:
● خلل فني في أجهزة الطائرة: وهذا قلَما يحدث مقارنةً مع العوامل الأخرى التي ذكرناها آنفاً، والذي قد يكون في معظم الاحيان ناتجاً عـن خـلل فنـــي في شبكة الإشعار لمنظـــــومة العجلات أو أجهزة الملاحة أو أجهزة التحكم، ومع ذلك فقد يلجأ قائد الطائرة إلى النظــام الاحتياطي في حالة الاشتباه إذا تأكد من تعثر عمل النظام الأساسي. ● خلل تقني في أجهزة المطار: أجهزة الاستقبال، أجهزة التوجيه الأرضي، إضاءة المدرجات ورغم ماتقدم ذكره، فإن الطـــائـــرة ما زالت تعتبر في وقتنا الراهن من أكثر وسائل النقل أمناً على الإطلاق، حيث بلغ معدل حوادث الطائرات المميتة في العالم خلال العشر سنوات الماضية حادثة واحدة مميتة لكل مليون رحلة، وضحية واحدة فقط لكل ثلاثة ملايين راكب أي بمعدل 600 ضحية سنوياً على مستوى العالم ككل، والتي تقل بكثير عن حوادث السير السنوي في بعض المدن الكبرى، .وذلك نظراً لما تعتمد عليه شركات التصنيع من تقنيات عالية في صناعة الطائرات وما توليه منظمات اتحاد النقل الجوي الدولية من رعاية ومتابعة لأنظمة السلامة تحت معايير ومقاييس دولية، وما تفرضه هيئات الطيران المدني من قوانيين دولية صارمة تهدف جميعها إلى الحفاظ على ســـلامة الركاب.
لذا فنـــحن ندعوك عزيزي
الراكب أن تســـتمتع بوقتك عنـــدما تكون مســـافراً على متن إحدى
طائراتنا، فأنت - بإذن الله - في وسيلة نقل آمنة تُـــدار بأيدٍ وطنية
أمينة مؤهلة تحرص بإذن الله على وصولك إلى أهلك سالماً غانماً، ونهيب بك
التواصل معنا على موقعنا www.safety.net
أو عن طريق بريدنا الإلكتروني:
fltsafety@saudiairlines.com.sa أو
على الفاكس رقم 6864966 - 02 فملاحظاتك عن مستوى أدائنا لمعايير السلامة
على متن طائراتنا ستكون موضع تقديرنا واهتمامنا... فنحن جميعاً نجتهد
لرضاكم
* مدير عام السلامة
|
|
|