الجينز

الرداء الأزرق الذي غزا العالم

 

انتقل الجينز من عمال المناجم إلى رعاة البقر، ثم نقله الجنود الأمريكيون إلى أوروبا، ثم تابع انتشاره في العالم.

جدة: أهلاً وسهلاً

§       ألماني قرر تمزيق خيمته وخاط منها سراويل أطلق عليها اسم «شتراوس جينز
§       لبس الجينز في فترة من الفترات كان ممنوعًا في كثير من المدارس الأمريكية
§       صناعة الجينز تعد من أسوأ صناعات الأزياء التي تؤثر في الجانب البيئي
§       من ميزاته القوة والمتانة،
§       مريح في الاستعمال، دافئ في الشتاء، بارد في الصيف

 

عمال المناجم ورعاة البقر الأمريكيون كانوا البداية وقاعدة الانطلاق لملابس الجينز التي يعود تاريخ ظهورها إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر في الفترة بين 1850 و1873.

 

وفي إحدى الروايات المرتبطة بظهوره أنه في عام 1850 انتقل آلاف العمال إلى كاليفورنيا للعمل في مناجم الذهب بعد اكتشافه هناك.. وكان من بين هؤلاء خياط ألماني مهاجر يدعى أوسكار شتراوس قرر تمزيق خيمته ذات اللون الأزرق، وخاط منها سراويل شديدة التحمل أطلق عليها اسم «شتراوس جينز». وبسبب متانتها العالية ونجاحها في طبيعة أعمال المناجم أقبل على شرائها معظم العمال، وازدهرت تجارته. وبعد ذلك انتقل الجينز إلى رعاة البقر، ثم نقله الجنود الأمريكيون إلى أوروبا، ثم تابع انتشاره في العالم، حتى أصبح يتربع على قائمة الثياب الأكثر انتشارًا. وتروى حادثة مماثلة تقريبًا لنشأته أمريكيًا، لكنها تؤرخ لبداية ظهوره في أوروبا بالطريقة نفسها عن طريق عمال المناجم هناك.

وفي رواية أخرى، أن البحارة الإيطاليين هم أول من لبس الجينز ومن مدينة جنوة انتشر الجينز إلى بقية العالم تدريجيًا، واستمرت صناعة الجينز تزدهر في أميركا وتنتشر بين الولايات المختلفة بسبب انتشار العمال الأفارقة في مزارع القطن. فأصبح الجينز يشمل كل من يعملون في المهن التي تعتمد بشكل كبير على المجهود البدني، وفي طبيعة عمل أصعب من غيرها، والتي يتميز فيها الجينز عن غيره من الأقمشة بمقاومته الشديدة للقطع والتمزق مقارنة بمنافسيه في ذلك الزمان.

وقد تم استثمار التأثير السينمائي على الجمهور الأمريكي فبدأ ربط الجينز بصلابة أبطال أفلام رعاة البقر، حيث ارتداه ممثلو أدوار البطولة. وشيئًا فشيئًا بدأ تسويقه يستهدف شرائح وفئات عمرية جديدة، حيث زال اقترانه برعاة البقر، وبدأ ربطه بداية الخمسينيات بالفتى المراهق أو المتمرد على مجتمعه، حتى إن لبسه في فترة من الفترات كان ممنوعًا في كثير من المدارس الأمريكية. ووصولاً إلى عقد الثمانينيات من القرن العشرين، دخل الجينز عالم الموضة والأزياء من باب المصممين، وليس من باب السينما. فبدأ كبار المصممين حول العالم يستخدمونه في أزيائهم وبدأ يلبسه المشاهير، وبالتالي وصل إلى جمهور هؤلاء المشاهير، وفقد الجينز ارتباطه تدريجيًا بفئة العمال، ودخل عالم الأزياء. وبخلاف طرق التسويق وعالم الموضة وأبطال السينما الأمريكية، شق الجينز طريقه إلى أسواق جديدة دومًا، لما أثبت من ميزات ذاتية منها قوته ومتانته وعدم الحاجة إلى كيه غالبًا، ولأنه مريح في الاستعمال مقاوم للعرق، دافئ في الشتاء، وبارد في الصيف.

ومع تاريخ الجينز وانتشاره الواسع وأنواعه المتعددة، فإن اللون الأزرق منه لا يزال هو الغالب والأكثر استخدامًا. ورغم كل ميزاته التي ذكرناها، والتي فرضته عالميًا، فإن صناعة الجينز تعد من أسوأ صناعات الأزياء التي تؤثر في الجانب البيئي، لأنها تمر بعدة مراحل تدخل فيها مواد كيميائية مختلفة، خصوصًا في مرحلة الدباغة