طارق الماضي
كاتب اقتصادي

لكي تتخذ قرارك بسرعة:

متداول في حقيبة سفر

القدرة على تكييف طريقتك في التداول على طبيعة رحلة السفر.

في سفرك لاتنس أن يكون معك جهاز حاسب آلي نقال، مع كارت شبكة ومودم وحساب تداول

استمرار تشغيلك لجوالك المحلي يمنحك المعلومة الأسرع

في أثناء السفر «الأوامر المستديمة» أجمل طرق المضاربة

 

لعل أكثر العوائق أمام رجال الأعمال الذين هم في الوقت نفسه متداولون في أسواق المال مواصلة تداولاتهم في أثناء سفراتهم المتعددة، وحيث إنها مهمة تحتاج إلى اتخاذ قرارات بناء على رؤية محددة فقد لا يمكن لأحد أن يقوم بدورك في هذه المهمة، خصوصًا إن كنت مضاربًا جيدًا، وذلك في ضوء حاجتك إلى اتخاذ إجراءات بيع وشراء فورية قد يكون أي تأخير فيها لثوان يعني فرقًا كبيرًا في نجاح استثمارك. إذن، يجب أن يكون لديك القدرة على اتخاذ بعض الإجراءات الفورية الاستثمارية وبشكل مباشر في تداولات السوق من «أي مكان وفي أي زمان»، لأن ذلك عامل أساسي للنجاح. إنه مزيج من تطويع التقنية المعاصرة لجعل صالة في مطار، أو غرفة في فندق صالة تداول من الطراز الأول تستطيع من خلالها وحدك، دون الاستعانة بأي مساعدة، أن تتداول في أكثر من سوق مالية في قارات العالم الخمس، وفي كثير من الأحيان أسرع من المتداولين في قاعة البنك الرئيسة على بعد آلاف الأميال.. ولكن لكي نصل إلى ذلك ماذا نحتاج؟

 

 الأسهل هو على صعيد التقنية فأنت تحتاج فقط إلى جهاز حاسب آلي نقال مع كارت شبكة ومودم، كذلك تحتاج إلى حساب تداول عبر الإنترنت من خلال أحد البنوك أو شركات الواسطة التي تقدم الخدمة، كذلك سوف تحتاج إلى القدرة على التواصل بشكل فوري مع الأخبار المؤثرة في سوق الأسهم، والأهم من ذلك كله القدرة على تكييف طريقتك في التداول على طبيعة رحلة السفر.

التواصل مع الأخبار المؤثرة

لتتخيل أنك في الصين، مثلًا، على بعد آلاف الأميال بعيد، بشكل كبير، عن جميع مصادر الأخبار الفورية، تذكر ليست لديك قنوات فضائية محلية تنقل لك الأخبار «المحلية» التي قد يكون تأثيرها السريع حاسمًا على أداء سوق الأسهم، ولن يكون لديك أي وسيلة إعلامية تقليدية، حسنًا ربما يقول بعض الناس إن البحث من خلال الإنترنت سوف يساعد على الوصول إلى الأخبار المحلية بسهولة، وربما يكون ذلك حقيقة فعلًا، ولكن هناك شكًا في عامل السرعة، خصوصًا أن معظم المواقع الإخبارية العربية ذات الموثوقية تحدث بشكل يومي وكل 24 ساعة. بمعنى أنك سوف تتطلع في معظم الأوقات على الأخبار السياسية الرئيسة والعاجلة فقط، وليس الأخبار ذات التأثير الاقتصادي، وهي في الأغلب أخبار محلية. ربما يكون المصدر الوحيد للوصول إلى الأخبار عبر رسائل الجوال الفورية، وذلك في حالة استمرار تشغيلك لجوالك المحلي في رحلة سفرك، حيث تعد هذه الوسيلة مقبولة وذات ثقة بناء على نوعية القنوات وموثوقية القنوات التي يتم الاشتراك بها.

عامل فرق الوقت

أما العامل الثاني، وهو الأهم، فهو أن تتكيف طريقة التداول لك حسب طبيعة رحلة السفر التي تقوم بها. بمعنى أن المضاربة السريعة والمتعددة خلال ساعات التداول لن تكون هي الخيار المناسب بالنسبة للمتداول المسافر كثير الانشغال والاجتماعات، في حين تصبح هي الخيار المفضل بالنسبة للمسافر المتفرغ بشكل أكبر خلال فترات السفر، والذي ربما يكون فرق التوقيت، أحيانًا، عاملًا مساعدًا لتزامن عمليات التداول مثلاً مع الأوقات المتأخرة في الليل في الجهة الموجود بها، ولكن هنا كما قد يكون عامل تغيير التوقيت عاملًا مساعدًا قد يصبح عاملاً مزعجًا في حالة كان الفرق في أوقات غير مناسبة للجهة الموجود بها.

التبليغ الآلي بتنفيذ العمليات

لم تعد في حاجة إلى مراقبة تنفيذ عمليات البيع والشراء، بل فقط أنت في حاجة إلى ثوان معدودة لوضع الطلبات أو العروض، وسوف تتكفل الأنظمة الآلية بتبليغك بالتنفيذ عبر الجوال خلال ثوان من التنفيذ لكي تستعد لاتخاذ الإجراء التالي في عملية التداول. لقد تم تقليص الحاجة إلى البقاء أوقات طويلة أمام الشاشة ساعات متعددة في انتظار تنفيذ الطلب عليك، حيث من خلال بعض أنظمة التداول سوف تأتي رسالة مباشرة إلى جوالك بمجرد تنفيذ الصفقة لك. ليس ذلك فقط بل إنك تستطيع من خلال بعض الأنظمة الحصول على رسائل في جوالك مباشرة عند حصول أي تغيرات في حركة السوق «كميات، صفقات، سيولة، مؤشرات»، وذلك حسب معطيات يتم تحديدها مسبقًا منك، لم تعد في حاجة إلى البقاء أمام شاشات التنفيذ لساعات طويلة.

الأوامر المستديمة

لعل من أفضل طرق المضاربة لمن لا يملك القدرة على المراقبة المستمرة للتداول هي استخدام طرق مضاربة إبداعية تتناسب مع الوضع في أثناء السفر لعل أبسط مثال عليها ما يطلق عليها اصطلاح «الأوامر المستديمة»، حيث إن وضع عرض وطلب في السهم والوقت أنفسهما بنطاق سعري مناسب يكون أعلى وأقل من التنفيذ الفعلي) انظر الرسم ( .

وفي بعض أنواع الأسهم ذات نطاقات التذبذب العالية والسريعة والثابتة «النطاقات»، سوف يضمن، أحيانًا، تنفيذ عمليات بيع وشراء بشكل مستمر في نطاق دائرة التذبذب دون الحاجة إلى مراقبة هذه العملية بشكل مستمر، ولكن فقط يتم وضع الأمر المطلوب وعدد مرات التنفيذ في هذه الدائرة، إلا أن العامل الأساسي لنجاح هذه العمليات هو القدرة على اختيار الشركات المناسبة وتحديد نطاقات التذبذب بشكل دقيق، في حين لا تشكل تلك العملية أي خطورة عالية، حيث إنها تنفذ من خلال سيولة قليلة. وحتى لو انخفض السعر دون النطاق السعري الذي وضعت سوف يكون السعر الذي تم تنفيذه منخفضًا نسبيًا مقارنة بتداولات السوق، وسريعًا ما سوف يرتد إلى السقف السعري المعتاد له.

تداول الافتتاح والإغلاق

الكتاب يقرأ من عنوانه، وكذلك تداولات سوق الأسهم يمكن الحكم عليها للعين الخبيرة من خلال دقائق الافتتاح وآخر دقائق ما قبل الإغلاق، وذلك في الأوضاع الطبيعية. وفي حالة كون الحالة العامة للسوق هي الاستقرار، فلن تخرج عملية الافتتاح عن حالتين: إما اتجاه سلبي خفيف مع أول لحظات الافتتاح، أو ارتفاع كذلك طفيف، أو استقرار كامل. وهذا احتمال بعيد، خصوصًا في ضوء مراقبتك لحالة السيولة واتجاه القطاعات التي سوف تساعدك على تقييم الوضع سلبيًا كان أو ايجابيًا خلال الدقائق العشر الأولى من التداول. إذن، كيف يكون قرارك بناء على هذه المعطيات في حالة كونك مضاربًا يوميًا؟

لنحاول أن نعمل بعض الفرضيات في حالة استطعت أن تصل إلى قناعة بعد إلقاء نظرة على تداولات السوق خلال الدقائق الأولى، وكانت تلك القناعة أن هناك انخفاضًا طفيفًا قادمًا. في الحالة هذه سوف يكون من المجدي وضع طلب بسعر متدن للسهم الذي ترغب في شرائه، وذلك حسب توقعك لمقدار الهبوط العام في السوق، ومدى تأثر سهمك بها «الأسهم تستجيب بشكل مختلف لعملية الهبوط». لنفترض الآن العكس أن وصلت إلى قناعة أن السوق سوف ترتفع، فسوف يكون الشراء بشكل مباشر وبسعر السوق قرار جيد، على أن تضع أمر بيع وبشكل مباشر وبفارق أعلى مقبول للسهم، ومن ثم تذهب إلى أداء أعمالك واجتماعاتك في انتظار رسالة تصل إليك عبر جوالك تخبرك بأن البيع قد تم، وأنك حققت أرباح الصفقة لست مضطرًا للانتظار.