فنحنُ في مسمعِ الدنيا أناشيدُ
ومن غمامِ سمانا يُورقُ العُودُ
منْ وقعِ «لا تحزنْ» انسابتْ تغاريدُ
من هدي «اقرأ» توحيدٌ وتجديدُ
من رحمةِ اللهِ منها تُعشبُ البِيدُ
من وحيِنا سالَ بالأنهارِ جُلمودُ
محمدٌ وتلاهُ السادةُ الصِّيدُ
عمَّارُ عانَقها والبيضُ والسودُ
في موكبِ اللهِ تقديسٌ وتحميدُ
أمْ عاد بالدمعِ والآهاتِ مفقودُ؟
هلْ يبعثُ الهمُّ شعْبًا وهْوَ ملحودُ؟
أمْ العويلُ ينادي قومَنا: سودوا؟
ففي «قِفا نبكِ» للأحبابِ تنكيدُ
منَ البهاءِ وهذا البدرُ مولودُ
في الليلِ أعلامُهُ والنُّورُ ممدودُ
يفترُّ عنْ بسمةٍ في حسنِها العيدُ
فالبرقُ قبلَ نزولِ الغيثِ محمودُ
والنَّهرُ صفّقَ والوادي زغاريدُ
وبشِّرِ النفْسَ فالبشرى مواعيدُ
كالليلِ تدفنُهُ أكفانُهُ السّودُ
والقدسُ مسلوبةٌ والأرضُ تلمودُ |
|
عيدُ على خيرِ حالٍ عدْتَ يا عيدُ
على شفاهِ فمِ العلياءِ بسمتُنا
من ليلةِ الغارِ فارقْنا مآتِـمَنا
وكيفَ نحزنُ والكونُ انتشى طربًا
وكيفَ نأسى وفي أرواحِنا ألَقٌ
نحنُ الحياةُ فهل تقسو الحياةُ بنا
ونحنُ قصةُ حبٍّ صاغَها مثلاً
بلالُ أَطلقها، سلمانُ صدَّقها
فاخلعْ رداءَ المآسي وابتهجْ فرَحًا
هلْ ردَّ صخرًا على الخنساءِ مأتـمُها
هلْ ينصرُ الحزنُ أقوامًا إذا هُزِموا
هلِ النحيبُ يعيدُ القدسَ ثانيةً
دعِ البكاءَ على الأطلالِ مُنتحِبًا
الفجرُ يَضحكُ والشمسُ اكتستْ حُللًا
وللنجومِ ابتسامٌ ساحرٌ سطعتْ
أما ترى الزّهرَ حيّانا بِطلعتِهِ
كُنْ كالضُّحى مُشرقًا أوْ كالسَّنا ألَقًا
الطيرُ غنّى ومالَ الغصنُ مُنتشِيًا
فودِّعِ الهمَّ فالدنيا مُوَلّيةٌ
يموتُ بالحزنِ شعبٌ قبلَ مِيتتهِ
خمسونَ عامًا وفي الأحزانِ أمّتُنا
|