|
||||||
عمر المعلم عضو الفريق السعودي لنادي البولو: البولو.. رياضة وفروسية تتطلب صفات الفرسان، وتسمو في ممارستها وتتميز فيها العلاقة بين الجواد والفارس. الرياض: عماد درويش من أهم المعوقات، عدم وجود اتحاد خاص لرياضة البولو رافقت الفروسية التطور البشري عبر العصور، وارتبطت سمات ممارسيها بمعاني النبل والشهامة، حتى أصبحت في مسمى الحضارات رياضة خاصة، لها فنونها المتعددة واشتراطات يجدر الالتزام بها لنيل مراتب التفوق والنجاح.. البولو.. مطي للجياد في حلة جديدة.. يستشرف تفاصيلها عمر المعلم، أحد أعضاء فريق الرياض لرياضة البولو من خلال الحوار التالي: رياضة البولو، كيف اقتحمت أجواء العالم العربي؟ انطلقت رياضة البولو من جنوب آسيا في شبه القارة الهندية منذ 200 عام، وخلال فترة الاستعمار البريطاني للهند نقل الجنود البريطانيون هذه اللعبة معهم إلى بريطانيا، ليبدأ المجتمع الإنجليزي الاهتمام بها، إضافة إلى السباقات والقفز، وقد تطورت بشكل منحها رعاية الأسرة المالكة. وبالنسبة للدول العربية، فقد كان بعضها خاضعًا للاستعمار البريطاني، الذي نقل اللعبة بدوره إلى مصر. أمافي الخليج فعرفت في فترة الطفرة التي عاشتها الدول الخليجية، حيث أقبل العديد من الأوربيين على الحياة في دبي، ومارسوا اللعبة في مقار أعمالهم، فبدأت تجتذب هذه الرياضة رؤوس الأموال الخليجية لإقامة الأندية الخاصة بها. وفي المملكة تقام مباريات خيرية بين الدول الخليجية، والفريق الملكي البريطاني بقيادة الأمير شالرز ولي العهد البريطاني، ويخصص ريعها لصالح الجمعيات الخيرية والأطفال من مرضى السرطان، وذوي الاحتياجات الخاصة، ويتم ذلك بحضور ملكة بريطانيا «إليزبث». أما الشيخ محمد الحمراني في جدة، فيعود له الفضل في توريد اللعبة إلى المملكة، وذلك بحكم دراسته في بريطانيا. ويعد من أول اللاعبين الممارسين لهذه الرياضة في أوروبا والسعودية، وخصوصًا في البطولة التي مضى عليها 11 سنة، وبدأت وسائل الإعلام الاهتمام بها. وفي الرياض كانت البداية في أحد أندية الجولف في ديراب، حيث استهوت رياضة البولو صاحب النادي، واندرج دوره في إطار تعريف الشباب السعودي بهذه الرياضة وترغيبهم فيها، خصوصًا أنها رياضة الفرسان غير المحترفين ماذا عن تقلدك زمام الممارسة لهذه الرياضة؟ وكم عدد أعضاء فريقك؟ التقيت مجموعة من المقيمين في المملكة من غير العرب، ممن تجمعني بهم هواية الفروسية، حيث تعرفت منهم على رياضة البولو، وبدأت تعلم مبادئها منهم، وكان ذلك في عام 1999، وخلال فترة الصيف كنت أتلقى التدريبات في عدد من الدول الأوروبية. أما عدد أعضاء الفريق في نادي الرياض للبولو فيبلغ عددهم 12 لاعبًا. محدودية انتشار رياضة البولو في السعودية، بماذا تفسره؟ يعود السبب في ذلك إلى عدم إدراج هذه الرياضة، وبعض الرياضات الأخرى تحت إشراف اللجنة الأولمبية، كاتحاد رياضة الفروسية الذي يهتم بالبطولات الأولمبية لرياضة الفروسية، وقفز الحواجز والترويض، وسباقات عبور الدول، ولذلك نتطلع لأن يكون للعبة البولو اتحاد خاص، فيوجد في الرياض، حاليًا، ناديان لها. على صعيد الإنجازات، ما أهم النجاحات التي حققتموها؟ قامت مجموعة من المقيمين في المملكة بتكوين فريق آخر، فمارسوا تدريباتهم، وأقمنا بطولة بين الناديين، ومن ثم اعتمدنا مخاطبة عدة دول خليجية، وخصوصًا الإمارات، التي تحتضن 5 أندية لرياضة البولو، وقامت بنقل التقنية الأوروبية المستخدمة فيها إلى الإمارات، فقمنا بزيارة لرئيسة الاتحاد الدولي للفروسية، رياضة البولو، الأميرة هيا بنت الحسين حرم سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والبحرين لاكتساب مزيد من الخبرة، ثم بدأنا طور استقطاب الرعاة حتى تمكنا من إقامة بطولة الرياض الأولى، التي حضرها ممثلون عن الاتحاد السعودي لرياضة الفروسية، وحققت نجاحًا كبيرًا، وما زلنا نواصل العمل لتوسيع آفاق النجاح. هلا عددت الأدوات التي يحتاج إليها لاعب البولو؟ البولو لعبة خطرة، نوعًا ما، فالاحتكاك يمكن أن يعرض الفارس والحصان للإصابة، لذلك يجب استخدام غطاء للرأس، وهو عبارة عن خوذة، وهناك من يستبدل به واقيًا للوجه والرأس. أما الحذاء، فهو من الجلد القاسي ليقي القدم من الإصابة في حال السقوط، وكذلك واقي الركبة، نظرًا لوجود احتمال الاحتكاك بين الفرسان والعصا من الخشب. ويتم اختيار العصا حسب طول ذراع الفارس، وطول الحصان، والكرة أكبر من كرة التنس بمرتين، مصنوعة من الخشب وتستخدم في الملاعب المزروعة، ومع الأرض الترابية تستخدم كرة النفخ. وبالنسبة للباس فيحمل رقم من 1 إلى 4، حيث يقوم صاحب الرقم واحد بتسجيل الأهداف، وصاحب الرقم 2 يكون في الوسط، وأصحاب الرقمين 3-4 للدفاع والهجوم في الوقت نفسه، ولا يوجد مرمى في لعبة البولو. وتجدر الإشارة إلى أن جميع عناصر هذه الرياضة، لم تشهد أي تغير منذ مئتي عام. آلية اللعبة، كيف توضحها لنا؟ أهم شروط هذه الرياضة، أن يتحلى اللاعب برفيع الأخلاق، وإعطاء المجال للفرسان بلعب الكرة، وعدم التدخل بعنف، وينبغي تجنب مضايقة الفارس والخيل، حفاظًا على سلامتهما. أما مدة المباراة فتستمر لخمسة أشواط، مدة الواحد منها 5 دقائق، ويسمى «تشكى»، حيث يتم تغيير الحصان كل خمس دقائق لضمان عدم إرهاقه، ولا يوجد مرمى مخصص لكل فريق فالمرمى الذي يسجل فيه أحد الأعضاء هدفًا يصبح المرمى الخاص بفريقه، ويلعب بالاتجاه المعاكس، وتحتسب النتيجة بعدد الأهداف. أما التحكيم فيتم بأربعة حكام يكون اثنان على ظهور الخيل في الملعب، والآخران يحكمان من خارج الملعب، وفي حال ارتكاب خطأ يحسب (Fawell)، وفي حال التعادل في المباريات النهائية تكون البطولة مناصفة ولا يوجد فريق خاسر. وهل ثمة معايير يشترط توافرها بالفارس؟ من أهم مميزات هذه الرياضة عدم التقيد بعمر معين لفارسها، والمجال مفتوح أمام جميع الراغبين في الممارسة، وإنما ينبغي جودة الصحة العامة لدى اللاعب، وأن يتراوح وزنه بين 60 إلى 80 كغ, وأن يكون فارسًا متمرسًا, ليتمكن من تحقيق الأهداف، فهذه اللعبة تتطلب قدرة على المراوغة والتحكم. كما أن لكل ناد في هذه الرياضة شروطًا ومتطلبات. وعمومًا هي رياضة مكلفة في العناية بالحصان والتدريب والمشاركة في التمارين والمباريات. فهناك أندية تتقاضى رسومًا، قدرها 2000 ريال سنويًا، ولكل مباراة 150 ريالاً، كما يمكن للمرأة ممارسة البولو دون أي تردد أو خوف، لا سيما أن التراث العربي حمل صورًا عديدة من مشاركة المرأة في رياضة الفروسية والألعاب المصاحبة لها. أيمكن استخدام الخيل العربية في هذه اللعبة؟ لقد استخدمنا الخيل العربي في هذه اللعبة سابقًا، ولكن من أهم سمات الخيل العربي أنه شامخ ونزيه وهو بحاجة إلى العناية المستمرة. وفي هذه الرياضة قد يتعب ولا يحتمل استعمال العصا، ولهذا فإنه من النادر استخدام الخيل العربية في رياضة البولو، لأنها لا تميل إلى النشاط المجهد. بينما يتم توفير الخيل من أصحاب إسطبلات السباقات. ومن أبرز المميزات في اللعبة أن خيل السباق يمضي في المضمار من 2-6 سنوات، أما في لعبة البولو فإنه لا توجد مرحلة عمرية معينة للخيل، ولكن يمكن أن يلقى في الملاعب من 5-18 سنة. ما العثرات التي تعترض سبيل ممارستكم لهذه الرياضة؟ من بين أهم المعوقات، عدم وجود اتحاد خاص لرياضة البولو، وكذلك الافتقار إلى وجود الملاعب المخصصة لممارستها. لذلك نلجأ لاستعمال الأرض الترابية في ابتكار طريقة تتناسب مع البيئة، إذ قمنا بإجراء بعض التعديلات على الأدوات المستخدمة فيها، وخصوصًا الكرة، حيث استبدلنا بكرة البولو كرة هوائية تشبه كرة اليد، ولكنها أصغر حجمًا، لنتمكن من لعبها على الأرض الصحراوية، ما دفع بعضنا لأن يطلق على هذه الطريقة اسم «البولو السعودي». بالإضافة إلى عدم توافر الخيل المخصص للبولو، فالأرجنتين مثلًا، وهي أعرق الدول التي تمارس هذه الرياضة في العالم، تستخدم فيها حصانًا قصير القامة، ليتمكن من المراوغة، وهذا النوع من الخيول مكلف، وله فصيلة معينة، تحتاج إلى تدريب خاص. أما نحن فنعمل على تدريب الخيول التي كانت مخصصة للسباقات، وإعادة تأهيلها لممارسة البولو، فتصبح هادئة ولا تخشى العصا والكرة وقوية بدنيًا. وقد نالت تلك الطريقة استحسان عدد من الشخصيات العالمية الممارسة والمهتمة بهذه الرياضة العريقة وتقديرها. |