§ 11 خطوة لتنمية القدرات العقلية يحددها الخبراء
§ صفات
بيولوجية مشتركة تجمع بين الأطفال العباقرة
§ الطفل
الذكي يتمتع بقدرات متميزة
§ ينبغي
تعليم الطفل مهارات طرح الأسئلة

بحسب دراسات حديثة، فإن كثيرًا من الآباء ليس لديهم القدرة على تنمية القدرات العقلية عند أطفالهم، لعدم درايتهم بسبل تنمية هذه القدرات، سواء من خلال البرامج الحديثة التي تعنى بتنمية ذكاء الطفل بداية من سن أربع سنوات، حتى سن 14 عامًا، بصفتها أكثر المراحل خصوبة في فكر الطفل، أو لعدم درايتهم بالخطوات التي يحددها الخبراء للوصول بالطفل إلى مرحلة العبقرية.
أهم برامج تنمية المهارات
يعد برنامج «يوسي ماس» المسمى بـ«برنامج تنمية المهارات العقلية»، أحد أهم البرامج التي ظهرت في الآونة الأخيرة، لتنمية ذكاء الأطفال، وتنمية قدراتهم العقلية. وبحسب أحمد حماد، مدير أحد فروع البرنامج، فإن العالم شهد خلال الآونة الأخيرة انتشار العديد من هذه البرامج، ومنها برنامج «يوسي ماس»، وهو برنامج ماليزي حقق نجاحه منذ عام 1993 في بلاد العالم المختلفة، وبدأ في مصر عام 2003 بهدف تحقيق النبوغ للأطفال من خلال تقنية جديدة، تعتمد على تنمية قدراتهم الذهنية، ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى تفكيرهم بشكل عام، وتساعدهم على رفع معدلات التركيز والانتباه، وتنمية الذاكرة والتصرف بدقة وسرعة، وكذلك الارتقاء بالقدرة على الفهم، والاستيعاب بسرعة فائقة.
الفكرة التي نشأ عليها البرنامج، تم اقتباسها من طريقة قديمة جدًا لتعلم الحساب من خلال آلة «الابيكس» التي اخترعت في الصين قبل أكثر من 4000 عام، وهي آلة كانت تصنع من إطار خشبي يحتوي بداخله على قطع صغيرة مصنعة من الحجر المصقول، واكتشف آنذاك أن الأطفال الذين يتعلمون الحساب بوساطة هذه الآلة أكثر ذكاء من أقرانهم الذين لا يستعملونها، وأن المرحلة العمرية التي يمكنها العمل بهذا البرنامج، تكون من سن أربع سنوات إلى سن 14 عامًا، فهذه الفترة أكثر مراحل فكر الطفل خصوبة، حيث يتقبل فيها مراكز المخ، وخلاياه تنمية قدراتها، وتقويتها، ثم تظل بعد ذلك في حالة ثبات على القدر الذي اكتسبته من تنمية، ما يتأكد معه ضرورة الانتباه لأهمية هذه الفترة.
أما مدة الدورة فتصل إلى ثلاثة أشهر بمعدل ساعتين فقط في الأسبوع الواحد، وتنقسم إلى عشرة مستويات، يبدأ معها الطفل في التقدم الفعلي والملحوظ بعد انتهائه من المستوى الأول. وقد نجح البرنامج في اجتذاب عدد كبير من العرب والمصريين.
ووفق د.أحمد نادر، أستاذ علم النفس، فإن الطفل الذكي يتميز بالقدرات التي تمكنه من إجراء العمليات الحسابية في عقله بسهولة، وكذلك لديه حب إجراء التجارب في المدرسة والبيت، ويكون دائم التفكير والسؤال، ولديه حب استطلاع عن «كيف تعمل الأشياء»، وإلى جانب ذلك، فهو يحب الألعاب التي تحتاج إلى تفكير، واستراتيجيات كالشطرنج، والألغاز المنطقية، والقصص الحسابية الكلامية، ويبحث عن التبعات المنطقية في كل حدث، حيث يعتقد أن كل شيء له تفسير منطقي.
وثمة علاقة إيجابية بين ثقافة الطفل، وقدرته على الإبداع، فتلك الثقافة لا تفيد في تكوين هويته وشخصيته فقط، بل تتعداها إلى جعله مبدعًا. وبالتالي فمن الضروري التخلي عن نظام مد الطفل بثقافة التلقين، والحفظ، والاهتمام بمتابعة مواهبه، وصقل الملكات الإبداعية لديه بصفتها أساسًا للتكوين المعرفي في حياته المستقبلية.
وقد أجريت إحدى الدراسات حول هذا الموضوع، وشملت إحداها أكثر من 1500 طفل موهوب، جرى تتبع حياتهم منذ الأيام المدرسية الأولى حتى السنوات الأولى من مرحلة البلوغ، وبينت أن نسبة ذكائهم لا تقل عن 140 درجة، في حين وجدت الدراسة طالبًا واحدًا تزيد نسبة ذكائه على 160 درجة. لكن الدراسة لاحظت أن ثلث هؤلاء الأطفال الموهوبين جاؤوا من بيوت تعنى بالأمور الثقافية، كما خلصت إلى أنه ليس ضروريًا أن يكون الطفل النابغ متفوقًا في حياته المدرسية، لأن الاختبارات المدرسية تعتمد على جانب واحد، وهو قياس الذاكرة.
وهناك العديد من القوائم التي تضمنت مواصفات للطفل الموهوب، ولكنها، فقط، تستخدم للاستدلال، والاسترشاد بها، خصوصًا أن هناك العديد من المواصفات التي لم تدرج بعد في هذه القوائم، والتي تتجدد يومًا بعد يوم، فالطفل من الممكن أن يظهر مواهب مختلفة، وبطرق لم تتضمنها هذه القوائم، فيكون موهوبًا فعلاً وهذا أهم ما في الأمر. ولعل نظرية الذكاء المتعدد تشرح فكرة هذا التنوع بوضوح، حيث ترحب بهذه الاختلافات بين البشر وترحب بالاختلافات في القدرات بما يدع فرصة للتنوع، والإثراء في أدوارنا المختلفة لعمارة الأرض.

الذكاء الأعلى

وبحسب د.مريم عكاشة، الخبيرة في تنمية مهارات الأطفال، فإن الطفل لا يعنيه المعنى الموجود بقدر ما تعنيه تلك العلاقة المادية بينه وبين العالم الخارجي في درجات توازنها مع جسده وحواسه، لأن الطفل في حالة ذهنية تتميز بعدم القدرة على إدراك الفرق بين الواقع والخيال، كما أنه عاجز عن التمييز بين ذاته، والأشياء التي تحيطه، مشيرة إلى أنه يمكن للبيئة أن تساعد في تنمية موهبة الطفل، واكتساب الأنشطة الملائمة له عن طريق معرفة الذكاء الأعلى لدى الطفل، وتنمية هذا النوع من الذكاء بالأنشطة الملائمة، ومنحه فرصًا للتجارب العديدة التي يكتشف من خلالها أنواع الذكاء لديه أصلاً، إلى جانب الاهتمام المتوازن بكل القدرات، وعدم مسايرة نوع واحد من الذكاء.
وتؤكد د.مريم أن الاستعدادات العقلية العامة التي تتميز بالنبوغ والموهبة هي استعدادات فطرية وراثية لا يكتسبها الإنسان بتربية، أو بتمرين مثلها مثل التخلف العقلي الذي لا يصلحه تعليم، أو تدريب، لكن الأهم أن يتعرف الآباء على إبداع الأطفال.

تأثير وسائل الإعلام
وعن تأثير وسائل الإعلام في إبداع الأطفال، تبين د.آمال يوسف، خبيرة رياض الأطفال، أن الطفل يمر بمراحل نمو ذهني واجتماعي تتسم بالحرج، فهو يقضي 3 أضعاف الوقت الذي يقرأ فيه، أو يقرأ له خلاله، أمام الحاسوب، أو شاشات التلفاز، وهذا يعرقل نموه. فالحاسوب لن يجعل الطفل أكثر ذكاء، بل على العكس، فإن تعرضه الدائم للحاسوب، والأشعة الصادرة عنه سوف يسبب له تأخرًا في النمو! كما أن هذا سيصرفه عن الاهتمام بالقراءة، والرسم، والاستماع إلى الموسيقا، أو ممارسة الرياضة، بل إنه في كثير من الأحيان تخلق لنا طفلاً منعزلاً ووحيدًا.
وتضيف أن المجتمع هو المسؤول عن ضياع المواهب، والعباقرة. فالطفل يولد مبدعًا، ويمتلك مهارات عديدة، ولكن يتم تحطيمها، ولذا لا بد من تكاتف المدارس ودور الحضانة، وجميع الهيئات، وتحويلها إلى ورش للإبداع، والمعرفة بكل أنواعها الموسيقية، والمسرحية، والتشكيلية. ويجب في هذا الصدد تجاوز أخطاء التنشئة التربوية، والمدرسية القديمة.
وبحسب خبيرة رياض الأطفال، فإن هناك مقترحات لتنمية الذكاء لدى طفلك، منها منح الطفل فرصة للبحث، وحل المشكلات، وتعليم الطفل مهارة طرح الأسئلة، ومنح الطفل فرصًا للاستكشاف، ومساعدته على الوصول إلى إجابات لأسئلته، وتنمية مهارات التفكير المختلفة لديه مثل: الملاحظة، والتصنيف، والاستنتاج، والسبب، والنتيجة، والتمييز بين الحقائق والرأي الشخصي، وحل المشكلات، واتخاذ القرار، والمقارنة، وكذلك يجب منحه أدوات للقياس والملاحظة، والتصنيف، والعمل على تنمية المفاهيم، والعلاقات المجردة لديه، والاشتراك معه في حل الألغاز، والألعاب الحسابية، وأيضًا إشراكه في إدارة ميزانية الأسرة.

لكن هل هناك صفات جسدية معينة ترتبط بالطفل العبقري؟
بحسب د.آمال بداية، الخبيرة في تنمية مهارات الطفل، فإن هناك محاولات كثيرة ظهرت للاستدلال على «عبقري المستقبل» بملاحظة الصفات المشتركة بين عباقرة التاريخ، بل إن كثيرًا من العلماء شاركوا العامة في الاعتقاد بأن الصلع، والرأس الكبير، وبروز الفص الأمامي للجبهة دليل على الذكاء والعبقرية، إلا أن ما يضعف هذه الملاحظات أن الصفات التي تنطبق على مجموعة لا تنطبق على مجموعة أخرى لها الإبداعات نفسها. لكن بتمييز العبقرية من بدايتها الأولى، يمكن القول بوجود صفات مشتركة تجمع بين الأطفال العباقرة. فمن الناحية البيولوجية غالبًا ما يكون الطفل المتفوق أضخم جسمًا وأطول عودًا من أقرانه، كما يسبق غيره في سرعة النطق، والمشي. ويعاني معظم المتفوقين مشاكل في الإبصار، الأمر الذي رسخ الفكرة بأن المثقفين عمومًا يلبسون نظارات طبية.
كما يبدو الطفل المتفوق من خلال كلامه، وتصرفاته أكبر من عمره الحقيقي، ويمتلك حصيلة لغوية كبيرة يطوعها بمهارة لشرح أفكاره غير العادية، لدرجة تشعرك أنك أمام طفل غير عادي على الإطلاق.
أما عن العبقرية المتقدمة، فكما يقول بعض العلماء فإن العبقري إما أنه طويل بائن الطول، أو قصير بائن القصر، ويعمل بيده اليسرى، أو بكلتا يديه، وله ولع بعالم الغيب، و
خفايا الأسرار على نحو يلاحظ تارة في الذكاء والفراسة، وتارة في النظر إلى البعيد، أو الخشوع لله