التشكيلية ريم الفرم:

أنا خط مغاير في ساحتنا الفنية

فلسفتي اللونية تتناسب مع طبيعة أعمالي التشكيلية التي تعبر عن رمادية واقعنا الإنساني.

الرياض:عماد درويش



§    تفتقر الساحة التشكيلية إلى التنظيم، ولذلك تعاني العشوائية
§    الرسم
بالنسبة لي عملية بناء، تمر بمراحل بنيوية تراكمية متجانسة
§     البعد
الإنساني في لوحاتي  "شبه منعدم"   في واقعنا
§
وجدت نفسي في المدرسة الواقعية الرمزية

تتعدد الأغراض التي يوليها الفنانون التشكيليون اهتمامًا، لكن تختلف أساليب تعبيرهم عما يشعرون به وعن مفاهيمهم، كما تختلف زوايا تناولهم للأشياء التشكيلية السعودية.. ريم الفرم تجربة حديثة في الفن التشكيلي لكنها استطاعت أن تبدأ المشوار، حيث تلقي الضوء على تلك التجربة.

كيف تعرّفين نفسك؟
قد يكون من الصعب ذلك، ولكني أستطيع تعريفها بحقيقة أن الامتياز ليس مكانًا مقصودًا, بل رحلة مستمرة لا تنتهي أبدًا.

ما فلسفتك اللونية؟
فلسفة تتكامل مع موضوعاتي الفنية التي تعبر عن «قلة» الجمال في حياتنا، و«رمادية» واقعنا الإنساني.

ماذا تعني اللوحة لك؟
أعظم اختراع هي تلك «المساحة البيضاء الناصعة».

هل تمارسين أي نوع من الفنون غير الفن التشكيلي؟
أجيد الخط العربي.. أيضًا لي تجارب ناجحة في فن الكارتون..بالإضافة إلى رسومات متنوعة بالحبر.

ما مصادر إلهامك؟
سماع الذكر الحكيم، ورؤيته يتجسد على أرض الواقع, من حقائق، وإعجاز، وسنن كونية، وبشرية، وعبر. أيضًا لتحقيق الصفاء الروحي، والنفسي، والذهني المطلوب حتمًا للفنان، أيضًا أقرأ في الحقيقة، والجمال، والمعرفة عمومًا... أيضًا أسمع لكل ما يسمو بالنفس من موسيقا كلاسيكية رفيعة لبيتهوفن، وبرامز، وشتراوس، وتشايكوفسكي وأمثالهم من المبدعين من كل عصر.

هل تضعين مخططًا لأعمالك؟
الرسم بالنسبة لي عملية بناء، تمر بمراحل بنيوية تراكمية متجانسة، والفنان الجيد هو من يستطيع فهم جماليات «الكل»، ووظيفة «الجزء» وتطبيقاته الذي به يتتالى التدرج الجمالي، ليصل إلى «الكل» المبدع. فالكل مكون من عدة أجزاء، ويعتمد اعتمادًا كليًا على كل مرحلة, ليعمل بصورة تفاعلية آسرة. وموضوعاتي الفنية بالمناسبة هي التي «تختارني»! بل لا تنفك تستحث بي، وتظل هكذا حتى أجدني ألبي ذلك الامتياز.

كيف تختارين موضوعاتك الفنية؟
أحتفظ بكم هائل من الصور والقصاصات عن موضوعات مختلفة ذات «معان» إنسانية عميقة وأصيلة... أقاربها بصور أخرى تعبر عن طير أو فراشة مثلاً، ثم أوجد رابطًا أو روابط «منطقية» بينهما، لأعبر بهما عن قيمة ما أو حقيقة ما مضيفة لها نظرتي الفنية «الخالصة»... لتشعر بها حالما ترى اللوحة بعيدًا عن مظهرية المدارس وغموض المصطلحات. طبعًا هذا مع احتفاظي بقدرة التخيل الفني.

إلى أي مدرسة فنية تنتمين؟
وجدت نفسي في المدرسة الواقعية الرمزية، وقد أضيف مدرسة أو مدرستين أو أحذف مدرسة، ولكنها «الواقعية» التي أجدها أغرب كثيرًا من السيريالية! لذلك فهي استحقت اهتمامي لفترة أظنها ليست قصيرة.

ما الخامات التي تستخدمينها في أعمالك؟
ألوان الزيت هي دائمًا الأقرب لي استخدامًا. أميل أيضًا إلى الرسم بالحبر، ولكن على خامة أرق من الكانفس، وأصقل بالطبع.

كيف تقيسين عمرك الفني؟
بأول معلومة قرأتها في تطبيقات الفن التشكيلي عندها تتالت القراءات والتطبيقات في هذا المجال. أما الاحتراف فكان في عام 2000.

ماذا عن مشاركاتك في المعارض الفنية؟
لي مشاركات فنية محلية كثيرة، آخرها كان في مدينة الطائف برعاية قاعة لحظ عام 2007. أما مشاركاتي العربية، فلي مشاركة في الجزائر مع جماعة «بين مائين» عام 2006، ولي أخرى مع جماعة «لحظ» في تونس في «دار الفنون» عام 2007. وأخيرًا لي مشاركة في كوريا الجنوبية مع «لحظ» عام 2007 في «مالبا سبيس».

كيف تنظرين إلى الحركة التشكيلية حاليًا؟
سيادة واضحة للكم على الكيف وهذا مؤسف.... أيضًا فيها الكثير من العشوائية، وتفتقر إلى اللوائح والتنظيم.. هل أزيد؟

هل صحيح أن التشكيلية السعودية نتاج الرفاهية؟
الرفاهية قد تصنع هاويًا أو مغمورًا على سبيل ملء «وقت فراغ» أو على سبيل الاسترخاء النفسي والذهني وهذا جيد, ولكن لا يمكن للرفاهية أن تصنع فنانًا تشكيليًا حقيقيًا أبدًا.

المتتبع لأعمالك كيف يجدها؟
الإنسانية بإيجاز شديد هي أن تتعلم، وتطبق مبادئ «في الرحمة» وأخلاقيات عليا في الإنصاف والعدل مع الغير في نطاق الحق والحقيقة. وقد تمثلت في أكمل صورها في شخصية النبي الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم، نبي الرحمة والإنسانية، قال تعالى: «وَمَا أَرْسَلنَاكَ إلا رَحْمةً للعَالَمين».

كيف تصنفين نفسك؟
أنا فنانة ملتزمة بقضايا إنسانية محقة «خارج إطار الزمان والمكان» إذا كنت أجبت السؤال.. أما كيف أصنف نفسي فلي مساري المميز والمتفرد.

عُرفت أعمالك ببعدها الإنساني، فهل لذلك سبب؟ أم محاولة؟
البعد الإنساني في لوحاتي تعكسه قراءات تأملية، واستنباطات واقعية عن كونه «شبه منعدم» في واقعنا..فطبيعي أن «يكفل» ذلك لك تميزًا أصيلاً، لأنه خط «مغاير» عما هو سائد في ساحتنا التشكيلية.

هل أنت من أصحاب الشروط؟
تقنيًا نعم، ولكن أود أن أضيف للذين يتغافلون عن حقيقة، وهي أن «لحظة الإبداع» لا تأتي عفوًا ولا سهوًا.. فليس من المعقول أن تهبط هذه اللحظة على شخص فقير في إحساسه «الذي له تأثير مباشر على صفائه النفسي والذهني!».. فقير في محصول ثقافته.. وفي ذكائه.. وفي قدرته على الاستنباط، وما شابه.. إنها عناصر متكاملة.

أين هي المرأة في أعمالك؟
أمثلها في جميع أحوالي.. فالإنسان هو دفاعي الأول, لأن الخلق، والتكليف، والحقوق، والواجبات متساوية.

ماذا يعني لك الخلود؟
من وظائف الفن «اقتناص» لحظة من الزمن.. يموت الفنان، وتبقى أعماله.

لمن التشكيلي في نظرك؟
من له «عدة رؤى» جمالية لشيء واحد أو لموضوع واحد، من حيث الشكل، واللون، والمعنى.. بالقدرة على «التوحد» النفسي، والروحي، والذهني مع العمل الفني.. إضافة إلى قدرته على «رؤية» الظلال والنور مع قدرة عالية على المعالجة والابتكار, ويقرأ في مجاله وغير مجاله، «تقريبًا» هذا هو التشكيلي في نظري.

بمن تأثرت من التشكيليين السعوديين والعرب والعالميين؟
بالفنان السعودي ضياء عزيز، ومن العرب الفنانة السورية سارة شما، ومن العالميين على سبيل المثال: تعجبني أعمال الفنان البريطاني جون مارتن، والفنان الإسباني فرانسيسكو دي جويا، والبريطاني جورج ستابس, وبيكاسو بالطبع....

هل تبيعين أعمالك؟
جزء لي، وجزء للبيع.

هل صحيح أن الرجل عبّر عن المرأة بشكل أفضل؟
الإجابة ليست بنعم أو لا.. الأمر يخضع لمستويات عالية في الفهم والتعبير, ولا يخضع الأمر للنوع.

كيف تقرئين مستقبل الفن التشكيلي السعودي؟
بسؤال: كيف نؤسس «مستقبلاً» للفن التشكيلي السعودي؟