26% من السعوديين مصابون بارتفاع ضغط الدم


د. مصطفى الشميري

السمنة المفرطة, والتدخين, وقلة الحركة من أهم أسباب الإصابة بأمراض القلب.

• الرياض: عماد درويش 

 
§       يجب إجراء الفحوصات اللازمة لمرضى القلب قبل السفر
§       سفر مرضى القلب ممكن في حالات محددة
§     الأطفال من مرضى القلب يمكنهم السفر
§       ينبغي الحرص على تحريك الأطراف في أثناء الجلوس في السفر

للسفر متعته الخاصة التي ربما لا توازيها متعة، ولكن هناك من أجبرتهم ظروف المرض أن يتخذوا بعض الاحتياطات والإجراءات من أجل سلامتهم خلال الرحلة، وفي أثناء الطيران تحديدًا من بينهم مرضى القلب.. الدكتور مصطفى الشميري، الأستاذ المساعد واستشاري أمراض القلب في كلية الطب بجامعة الملك سعود، يشرح أهمية هذه المسألة والطرق الواجب التزامها.

ما أمراض القلب؟
تنقسم أمراض القلب إلى عدة أقسام لكن من أهمها مرض ارتفاع ضغط الدم، والذي يعرف بالتوتر الشرياني، وتصل نسبة المصابين به من المجتمع السعودي إلى 26%. ومن بين الأمراض القلبية المعروفة أمراض شرايين القلب, وهو ما يعرف بأمراض الشرايين الإكليلية, وهي تشهد ارتفاعًا بين أفراد المجتمع السعودي بسبب أنماط الحياة اليومية. أما النوع الثالث، والذي يشكل نسبة كبيرة بين مرضى القلب، فهو مرض اعتلال عضلة القلب. وهناك، أيضًا، مرض اعتلال صمامات القلب.

 

هل هناك اختلاف في إصابات القلب بين الرجال والنساء؟
لا يوجد اختلاف بينهما إلا من حيث الأكثر إصابة منهما بأمراض القلب, إلا أن الإصابة بمرض اعتلال عضلة القلب أكثر لدى النساء منها لدى الرجال، في حين أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بأمراض شرايين القلب. وما يميز النساء عن الرجال في أمراض القلب هو تعرضهن للإصابة في أثناء الحمل، وهنا يجب معاملتهن معاملة خاصة.

 

ما الخطورة التي يشكّلها سفر المرأة الحامل المصابة بأمراض القلب؟
هنا نتطرق إلى سفر النساء الحوامل، فمع اقتراب فترة الحمل من نهايتها يتعرضن لنقص الأكسجين، ونقص كمية الدم في الجسم عامة، ما يؤدي إلى ظهور أعراض مصاحبة منها الشعور بصعوبة التنفس في أثناء الطيران. وخلال المراحل الأخيرة من الحمل تكون المرأة معرضة للولادة في الرحلات الطويلة، خصوصًا إذا كانت مصابة أصلاً بأمراض القلب. وهنا لابد من لفت الانتباه إلى عنصرين أساسيين هما تضيق الصمامات، وخصوصًا الصمام الميترالي عند النساء، والذي يؤدي إلى زيادة كمية السوائل في الجسم, وإلى صعوبة في التنفس في الأحوال العادية, ويزداد الأمر سوءًا لدى السفر جوًا, وخصوصًا مع اهتزازات الطائرة. والعنصر الآخر هو أن الحوامل أكثر عرضة لاعتلالات عضلات القلب المصاحبة للحمل، وخصوصًا في نهايته, ما يؤدي إلى صعوبة السفر. ومن هنا يمكن القول بأن النساء المصابات بضيق الصمام الميترالي، واعتلال عضلة القلب بصفة شديدة يجب أن تقيّم حالاتهن قبل السفر، لأنه في أثناء التحليق قد يتعرضن لمشاكل صحية. ومن بين المشاكل الصحية التي يتعرض لها النساء المصابات بهذين المرضين التخثرات في الدم، وخصوصًا في الجزء الأسفل من الساق. كما أنهن عرضة لمواجهة صعوبات في التنفس، ونقص الأكسجين, فضلاً عن أن التعرض للمطبات الهوائية قد يؤثر في موعد الولادة، ما يؤدي إلى الولادة المبكرة.. ومن هنا يجب إجراء تقييم شامل قبل السفر.

 

ما مخاطر السفر على مرضى القلب؟
إن من أهم المخاطر التي تسبق السفر هو في الإعداد له، وإجراءات السفر، والتعامل مع الخدمات الأرضية قد يكون متعبًا لمرضى القلب أكثر من غيرهم. ومن هنا، فإنه ينصح بأن يتولى مهمة إنهاء تلك الإجراءات الأصحاء من المرافقين, كما لا ينصح بسفر مريض القلب بمفرده، بل يفضل أن يكون مع مرافق ليقوم بإنهاء إجراءات السفر والمساعدة عند الحاجة. كما أن مريض ارتفاع ضغط الدم عند السفر يكون عرضة للانفعال في أثناء السفر، ما يزيد من ارتفاع الضغط ويجهد القلب. وفي بعض الأحيان يكون عرضة للإصابة بالنزيف الدماغي, واحتقان الرئة نتيجة ارتفاع السوائل, ما يؤدي إلى صعوبات في التنفس، ونقص الأكسجين، ما يشكّل مضاعفات أخرى. ولذا ينصح مرضى ارتفاع الضغط بالتأكد من ضغط الدم في الحدود المقبولة، مع الحرص على استخدام الدواء المناسب بانتظام وقبل السفر بفترة كافية, والتقليل من المتاعب المصاحبة للإعداد للسفر. أما إذا كان على علم بحالته الصحية فيجب أخذ استشارة الطبيب قبل السفر، نظرًا للاختلافات الكبيرة التي يتميز بها مرضى ارتفاع الضغط, ويفضل إبلاغ شركة الطيران بالحالة لتقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة للمريض.

ما مدى إمكانية السفر لمرضى اعتلال عضلة القلب؟
لهذا النوع من المرض مسببات عدة منها: احتشاء العضلة نتيجة الإصابة بالشرايين الإكليلية، وضعف عضلة القلب، ما يؤدي إلى الإصابة بمرض يسمى هبوط عضلة القلب، ويقسم إلى ثلاثة أقسام: الخفيف، والمتوسط، والشديد. أما مرض الاعتلال الشديد في عضلة القلب، فإن سفرهم يكتنفه العديد من المخاطر، ومنها التعرض للإصابة بالجلطات نتيجة الاحتقان في الأطراف والرئة، كما أنهم أكثر عرضة لانخفاض الأكسجين, وأكثر حاجة إلى الأكسجين في أثناء السفر, ولا ينصح بسفرهم قبل التفاهم مع الشركة الناقلة، سواء قبل السفر أو في أثنائه أو عند الوصول.

 

ماذا عن إمكانية السفر للمرضى المصابين باعتلال الصمامات؟
معظم المرضى المصابين باعتلال الصمامات يمكنهم السفر دون أي احتياطات, مهما كانت مسافة السفر، ويستثنى من ذلك النساء الحوامل المصابات بضيق الصمام البيترالي. أما المصابون بأمراض تصلب الشرايين التاجية، فإن لهذا النوع من المرض درجات متباينة. فالمصابون بالتضيقات في الشرايين يتعاطون الأدوية، ويمكنهم السفر. أما المصابون بمشاكل الشرايين التاجية غير المصاحبة بهبوط في القلب فيجب عليهم الالتزام بالأدوية، ولكن إشكالية السفر بالنسبة لهم تكمن في الانفعال ما قبل السفر، ولذا يفضل سفرهم مع مرافق. أما الذين لا يعانون اعتلالًا في الشرايين التاجية أو هبوطًا في عضلة القلب، فإنهم يجب عليهم الاحتفاظ بالدواء والتعامل مع حالات قصور الدورة التاجية عند الإحساس بالألم. ومعظم المرضى من هذا النوع على علم بالطرق الصحيحة للتعامل مع الأدوية, وخصوصًا الأدوية الموسعة للشرايين التاجية، ومنها الحبوب المستخدمة تحت اللسان أو عن طريق اللصق على الجلد، لأنها قد تساعد على تروية العضلات وتكون مفيدة.

ويجب الإشارة هنا إلى أنه يمكن استخدام الحبوب تحت اللسان حتى 20 مرة يوميًا عند الضرورة, فإذا شعر المريض بآلام في الصدر، وهو على متن الطائرة، فإنه يمكنه أن يستخدم 4 حبات إلى 5 حبات، وإبلاغ الملاحين، ليتمكنوا من اتخاذ الاحتياطات المطلوبة.

وعمومًا يمكن القول بأن من تتكرر إصابتهم بالأزمات القلبية واستخدموا الدواء فيجب أن يعطوا الأكسجين ولو بكمية بسيطة لمدة نصف ساعة حتى الوصول إلى وجهة سفرهم. وفي كثير من الأحيان، فإن المرضى الذين يعرفون إصابتهم تقل احتمالات تعرضهم للإصابات بالجلطات في الطائرة، نظرًا لأن التروية القلبية تكون مكتملة لديهم.

كما يقوم الأطباء بإجراء تقييم فوري للمريض القلبي قبل السفر أو الإصابة بأي عارض صحي أو ألم في القلب, وعمومًا هناك قلة من المرضى الذين يحتاجون إلى كل تلك الاحتياطات, وهناك من المرضى من هم مصابون بأعراض الإصابة بأمراض القلب، ولكنهم لا يعلمون بإصابتهم أو عوامل الإصابة، وهم من كبار السن, ومرضى ارتفاع الكوليسترول، وضغط الدم, ومرضى السكري، والمصابين بالبدانة, والمدخنين، وقليلي الحركة، فإنهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، ولكنهم ليسوا معروفين، وهي الشريحة التي نسمع عن أخبارها في وسائل الإعلام عندما تضطر الطائرة إلى الهبوط الاضطراري نتيجة وجود أحد الركاب المرضى، ولكنه لا يعلم بمرضه, وذلك نتيجة تعرضهم لتوتر ما قبل السفر.

 

ما الأعراض التي يمكن من خلالها معرفة إصابة المريض بالقلب؟
من أهم الأعراض وجود آلام في الصدر خلف عظمة القفص, وقد تكون محددة أو ممتدة إلى الذراعين الأيمن أو الأيسر. كما أنها تصيب المريض من الأمام إلى الخلف، أو إلى جذع الرقبة أو الفكين. وعند ظهور أي من هذه الأعراض، فإن هذا يعد مؤشرًا مهمًا على احتمال الإصابة بأحد أمراض القلب, ومنها التضييق، أو الذبحة الصدرية، أو الشرايين التاجية, وتستمر هذه الحالة من 3 دقائق إلى 4 دقائق ثم تزول، ولكن تكرارها يجب أخذه في الحسبان. ومن بين الأعراض الصعوبة في التنفس المتقطع لأقل من خمس دقائق, والشعور بتزايد ضربات القلب بصورة غير معتادة للمريض، خصوصًا إذا صاحبها صعوبة في التنفس أو آلام في الصدر أو ما يعرف بالخفقان. ومن بين الأعراض الشعور بالإعياء الشديد والتعرق، والشعور بالإجهاد من الرأس والأسفل، وهناك أعراض أقل أهمية.

 

هل يمكن السماح لمرضى القلب من الأطفال بالسفر؟
أكثر إصابات القلب لدى الأطفال تكون نتيجة وجود عيوب خلقية وتشوهات، والممتدة من الولادة حتى 18 سنة, ولكن الإصابة بأمراض الأطفال في هذه المرحلة قليلة، ولكن حتى عند الإصابة بها، فإنها ليست من موانع السفر لديهم, إلا أن المصابين بتشوهات خلقية في القلب ولم تعالج، فإن من أهم علامات إصابتهم بالأمراض القلبية, ازرقاق لون الشفاه أو تحولها إلى اللون الداكن, وهم يعانون نقصًا في الأكسجين، كما أنهم عرضة للإصابة بتجلطات الدم وتخثراته، ولذا يجب تقييمهم قبل السفر فهم يعانون أصلاً نقص الأكسجين، كما أنهم عرضة للإصابة بجلطات الرئة، ويمكن علاجهم بسحب كمية من دمائهم من 200ملم إلى 500 ملم، وبالتالي يكون المريض أكثر نشاطًا، أو بإعطائه أدوية تساعد على سيولة الدم.

 

هل هناك إحصائيات لمرضى القلب في السعودية؟
هناك جهود مبذولة من قبل جمعية القلب السعودية بدأت في عمل إحصائيات، وشملت مناطق المملكة، كما تم ضمّ دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهناك تسجيل أولي، لكنها لم تكتمل، حيث بينت الإحصائية أن القاتل الأول في أمراض القلب قصور الدورات التاجية.

 

ما الوسائل المناسبة للوقاية من أمراض القلب، خصوصًا في أثناء السفر؟
الوقاية خيرٌ من العلاج، ونظرًا لنقص الوعي في هذا المجال فإنه يمكن القول بأن الذكور أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب من النساء. كما أن أمراض القلب قد تنقل وراثيًا, والتقدم في العمر من أهم أسباب الإصابة بأمراض القلب, ولكن من أهم وسائل الوقاية الامتناع عن التدخين, والتخلص من السمنة الزائدة، واتباع العادات الصحية المناسبة، والحركة، وممارسة الرياضة من 20 دقيقة إلى 30 دقيقة يوميًا, والتحكم في أسباب الإصابة بأمراض القلب، وتجنب تناول الدهون ذات المصدر الحيواني، وإجراء الكشف الدوري لاكتشاف المرض.

رسالة إلى المسافرين
•يجب التخطيط للسفر بشكل جيد ومعرفة حالة المريض الصحية.
•الالتزام بتناول الأدوية.
•الابتعاد عن الانفعالات المصاحبة للسفر.
•إخطار طاقم الملاحين في المطار أو الطائرة قبل السفر ليتمكنوا من أخذ الاحتياطات اللازمة.
•تعبئة النموذج الخاص بسفر المرضى.
•ينصح جميع المسافرين، سواء المرضى أو غيرهم، بالتحرك داخل الطائرة كل ساعة ونصف من دقيقة إلى دقيقتين, أو تحريك الأطراف في أثناء الجلوس.