جائزة الملك فيصل العالمية
خادم الحرمين: قبلت الجائزة نيابة عن كل مسلم ومسلمة
الرياض: أميرة المالكي
§ «أصارحكم بأن أول ما خطر بذهني حين سمعت بترشيحي للجائزة أن أبادر إلى الاعتذار. فهناك من المسلمين له من الأعمال والتضحيات ما يجعله أحق مني بهذا التكريم
«يا له من مساء يتألق فيه ملك، ويتجلى فيه علماء، وتحلق فيه جائزة.. يا له من مساء تجتمع فيه العقول احتفاء بالعلم، وتقدم فيه الجهود خدمة للسلم، وترتقي فيه الأمم لمستوى القيم.. يا له من مساء تمتزج فيه السياسة بالعلم، والسلطة بالحكمة، والخير بالمقصد.. الإجلال لعلم السلطة، وسلطة العلم، والتهنئة للجميع والسلام».
كلمات تهادت على مسامع الحضور، وعبارات فخر صدح بها سمو الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، أمير منطقة مكة المكرمة مدير عام مؤسسة الملك فيصل الخيرية ورئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية، في أرجاء حفل تسليم الجائزة مساء الأحد غرة ربيع الأول من عام 1429هـ، الموافق 9 من شهر مارس لعام 2008م بقاعة الأمير سلطان الكبرى في مركز الفيصلية التابع لمؤسسة الملك فيصل الخيرية بالرياض.
وتقلدت المناسبة وسام التكريم بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وزاد الحفل بهاءً بكلمته، حفظه الله، التي ألقاها بعد تسلمه جائزة الملك فيصل الثلاثين لخدمة الإسلام لعام 1428هـ مخاطبًا الحضور: «أصارحكم بأن أول ما خطر بذهني حين سمعت بترشيحي لجائزة أخي الملك فيصل، يرحمه الله، لخدمة الإسلام أن أبادر إلى الاعتذار. فهناك من المسلمين له من الأعمال والتضحيات ما يجعله أحق مني بهذا التكريم، ولكن حسن الظن بأعضاء لجنة الجائزة وثقتي، إن شاء الله، في نزاهتهم جعلتني أتردد وأفكّر. ورأيت بعد استخارة الله أن أقبل الجائزة لا اعترافًا مني بفضل شخصي، ولكن نيابة عن كل مسلم ومسلمة ممن خدموا الإسلام بصمت، بعيدًا عن الأضواء ودون انتظار جزاء أو شكور». وفي ختام كلمته شكر الملك عبدالله «الإخوة في المؤسسة على اختيارهم لشخصي، سائلًا العلي القدير أن يعينني على حمل المسؤولية لما فيه خدمة ديني، ثم وطني، وأهلي شعب المملكة العربية السعودية، والمسلمين قاطبة».
وشهد الحفل حضور عدد كبير من الشخصيات السياسية، والعلمية، والثقافية، والإعلامية، في مقدمتهم ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
وتوالت فقرات الحفل حيث ألقى الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية د.عبدالله الصالح العثيمين كلمة رحب في مستهلها بخادم الحرمين وسمو ولي عهده الأمين والحضور. ثم قدم بعدها الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية لعام 1428هـ/2008م.. فقد فاز د.أحمد مطلوب الناصري من العراق، ود.محمد رشاد الحمزاوي من تونس بجائزة اللغة العربية والأدب وموضوعها: «قضايا المصطلحية في اللغة العربية». وفاز بجائزة الطب وموضوعها:«طب الحوادث» كل من الأمريكيين د.دونالد دين ترنكي، ود.بيزل آرثر بروت. وفاز بجائزة العلوم وموضوعها: «علم الحياة والبيولوجيا» د.رودجر فينر الألماني الجنسية.
وتمثل هذه الاحتفالية السنوية أبرز جوانب نشاط مؤسسة الملك فيصل الخيرية، التي أقامها عام 1396هـ/ 1976م أبناء الملك الراحل. فبعد عام من هذا التاريخ قرر مجلس أمناء هذه المؤسسة إنشاء جائزة عالمية باسم أبيهم. وقد بدأت بثلاثة فروع هي: خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، والأدب العربي. ومنحت لأول مرة عام 1399هـ/1979م. وفي عام 1401هـ/1981م أضيفت إليها جائزة في الطب ومنحت في العام التالي. وفي عام 1402هـ/1982م أضيفت إليها جائزة أخرى في العلوم ومنحت في عام 1404هـ/ 1984م. وكانت هاتان الإضافتان مما عمق الصفة العالمية للجائزة، وأكسبها مزيدًا من الشمولية, ومن الفخر بمكان أنه على الرغم من تداعيات الحروب والاضطرابات الأمنية التي تعانيها المنطقة، إلا أن الجائزة استطاعت أن تجمع العرب والمسلمين تحت مظلة العلم، والإبداع، وخدمة الإنسانية، كما أشاد بذلك الفائزون بالجائزة في سنواتها السابقة، والذي يقدر عددهم بمئة وخمسة وتسعين فائزًا ينتمون إلى أكثر من ثمان وثلاثين دولة، وأكدوا قدرة الجائزة على مد جسور الود والتفاهم والاحترام.
وتجدر الإشارة إلى أن موضوعات الجائزة العلمية للسنة القادمة بإذن الله ستكون كما يأتي:
الدراسات الإسلامية: في الدراسات التي تناولت الفكر العمراني البشري عند علماء المسلمين.
أما اللغة العربية والأدب: فستكون في تحقيق المؤلفات الأدبية الشعرية والنثرية المصنفة في المدة من 300هـ إلى 700هـ. والطب: في العلاج الموجه بالجزيئات. والعلوم: في الفيزياء.
|