معالم

 

شاهد على ذكريات التاريخ وروعة الجغرافيا

قصـر شـبرا..

إذا دخلت القصر واخترقت بستانه، كأنما انتقلت من بلاد العرب إلى أوروبا.

 

الطائف: أهلاً وسهلاً

هو في ذاته تاريخ للعمارة والفنون، وارتبط الحديث عنه بروايات مشهورة لمؤرخين كبار، كما أنه شاهد عيان على تاريخ وأحداث مهمة في ذاكرة المملكة، إذ من داخله كانت تدار شؤون الدولة في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن سعود، رحمه الله، كما شهد العديد من الأحداث المهمة في تاريخ المملكة.

يقع قصر شبرا التاريخي في قلب محافظة الطائف في شارع شبرا العام شمال المحاكم الشرعية، وهو يعد من أجمل القصور والمعالم التاريخية والأثرية وأهمها في الطائف وفي المملكة عمومًا، لما يمتاز به من روعة وفخامة في التصميم، وأسلوب مميز في العمارة التقليدية.
اكتسب القصر أهميته من كونه أحد القصور التي استخدمها الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، فقد اتخذه مقرًا لإقامته في بداية حكمه بعد أن وحد المملكة العربية السعودية، وكان يدير شؤون الحكم في الدولة الناشئة من هذا القصر خلال فترة الصيف، ثم أصبح من أملاك الدولة وشغلته وزارة الدفاع والطيران زمنًا حتى عام 1407هـ، وتم تسليمه بأمر سام إلى وزارة المعارف، آنذاك، ليكون مقرًا لمتحف الآثار في محافظة الطائف.
وقد احتل القصر موقعًا فريدًا يبدو أنه اختير بعناية فائقة بجوار الأراضي الخصبة، فقد توسط بساتين شبرا والعقيق وأم خبز، ووقع جبل شرقوق وجبل عكابة في جهته الغربية، كما استقرت مرتفعات أم خبز في جهته الشرقية.
أهم ما يميز قصر شبرا من الخارج هو الرواشين ذات اللون البني الداكن طبقًا لطراز المباني الحجازية القديمة، كما تميز تصميم المبنى بواجهاته المتوازنة بطرز مختلفة. ويقف القصر بطابعه الحجازي القديم وبصمات بنائيه الحجازيين بين العمارات الحديثة في تقابل طريف بين حقبتين زمنيتين مختلفتين في أسلوب العمارة وأسلوب عمل المعماريين والنجارين والمصممين.

عمارة الخشب المنقوش

لا تكاد تجد في هذا القصر شبر بناء من حجر إلا وتجد فيه خشبًا منقوشًا ببراعة، مع تزيين الباب والمداخل والسلم والسقوف بالنقوش والزخارف. والأعمال الخشبية التي تملأ القصر تشهد ببراعة النجارين الحجازيين الذين نفذوها، والذين كان يعرف عنهم التطوير والبحث عن الأفضل دومًا والاقتباس من الخبرات الأخرى التركية والمصرية وغيرها. ورغم تخطي القصر المئة من عمره إلا أنه يتمتع بالشباب وبرونقه الزاهي، فهو في حالة طيبة دائمًا، وذلك بسبب إجراء الترميمات والإصلاحات اللازمة. وهو ينقسم إلى قسمين، ويبلغ عدد غرفهما 150غرفة على وجه التقريب. وهو في بنائه أقرب إلى الطراز الروماني، كما يحيط به من جهاته الداخلية حديقة غناء من أجمل حدائق الطائف.

الطابع الخارجي

يتكون القصر من أربعة طوابق، وارتفاع كل دور بنسبة ثابتة، حيث يظهر للرائي في تناسق مبدع، وله واجهات أربع بنظام واحد يتخللها أعمدة معمولة من «النورة والحجر»، وينتهي سور سطح القصر بزخرفة تميل إلى الطابع الروماني، ما أضفى جمالاً على مظهر القصر الخارجي من كل جهاته الأربع.

الطابع الداخلي

يتكون الدور الأرضي للقصر من بهو واسع يبدأ من مدخل القصر حتى السلملك (السلم الكبير) المؤدي إلى الدور الثاني، وبه جناحان يتكونان من غرف كبيرة وأخرى صغيرة. وبقاعة البهو يوجد أربعة أعمدة مطوية على شكل ما يعرف بـ(الديوان) تنتهي بزخرفة رومانية، وعلى جانبي الأعمدة صالتا توزيع تؤديان إلى الغرف بجناحي القصر.