الإجازة وإدارة الاستثمار الناجح
فترة الصيف غير ملائمة لشراء العقار لارتفاع أسعاره وانخفاضها في نهايته.
طــارق المـاضي
كاتب اقتصادي
لا تنعكس فترة الصيف على موسم الإجازات والسفر فقط، ولكن لها انعكاسات أخرى، أيضًا، على عمليات الاستثمار في الأسواق المالية، حيث تتغير أساليب التداول خلال هذه الفترة تحديدًا، فتصبح عملية التفرغ شبه اليومي لتلك العمليات، ومتابعة تداولات السوق اليومية أكثر صعوبة، لتغير عاملي الزمان والمكان، حيث إن اختلاف المكان لا يعطي المتداول القدرة نفسها للاطلاع على أخبار سوق الأسهم وتطوراتها بشكل مباشر، في حين أن عامل التغير الزمني لدى بعض المتداولين يجعل عملية التداول نفسها أكثر صعوبة.
لهذه الأسباب يتحول المتداول اليومي غير المتفرغ بشكل إجباري إلى الخروج من السوق خلال فترة الصيف أو إلى مستثمر متوسط المدى، ما ينعكس على سوق الأسهم نفسها في انخفاض السيولة اليومية المنفذة في التداولات بنحو 30%. وليس ذلك فحسب، ولكن السيولة المتبقية تتغير اتجاهاتها بشكل جذري إلى الشركات الأكثر استقرارًا، وبالتالي التي تكون أقل حاجة للمتابعة الدقيقة واليومية.
رغم ذلك، يفضل كثير من مديري المحافظ الاستثمارية استغلال هذه الفرصة الصيفية في البحث عن استثمارات مناسبة بأقل الأسعار، وذلك شيء طبيعي، ويمكن القياس على ذلك من خلال سوق العقار تحديدًا، حيث إن النصيحة، دائمًا، بالنسبة له هي أن فترة الصيف غير ملائمة لشراء العقار لارتفاع أسعاره بداية الصيف وانخفاضها في نهايته، اعتمادًا على مبدأ العرض والطلب الذي يتفاوت ما بين فترة وأخرى، بناءً على احتياج السلعة خلال هذه الفترة.
المبدأ نفسه يمكن تطبيقه على سوق الأسهم وطبيعة الشركات في أثناء تداولات السوق بين فترة وأخرى.
ساعد انتشار ثقافة الاستثمار والأسهم على إدراك كثير من المتداولين أهمية «الفصول الزمنية» في تداولات سوق الأسهم، واستطاع كثير منهم استغلال هذا التباين بين هذه الفترات لضمان عمليات استثمارية ناجحة، حيث إن الجمود التام والتداولات العشوائية دون الوضع في الحسبان هذه العوامل قد يؤدي إلى الدخول في دوامة «البيات الصيفي» في بعض الشركات.
إن القدرة على تحقيق عمليات انتقال ناجحة بين شركات وأخرى، اعتمادًا على طبيعة تداولات هذه الشركات، وقياسًا على الفترات الماضية، ودارسة تاريخ الشركات والسوق هي المفتاح الأساسي لتحقيق الأمن الصيفي للاستثمار، والاستمرار في تحقيق نسب نمو مقبولة، مقارنة بعمليات تسييل كاملة للاستثمار خلال الصيف، بحثًا عن الأمن.
وكما أن في عالم الاتجار بالسيارات مقولة «إن بعض أنواع السيارات لا يفقد الكثير من قيمته بعد عملية الشراء بعكس بعض الأنواع الأخرى»، يمكن تطبيق ذلك، أيضًا، على الاتجار بالأسهم، حيث إن بعض أسهم الشركات تعد ملاذًا آمنًا للسيولة خلال فترة الصيف، فهي تضمن بشكل أكبر أصل الاستثمار، وتحقق نسب نمو مقبولة، عكس بعض الشركات الأخرى التي قد تحدث لها عمليات هبوط تدريجي خلال فترة الصيف، بعيدًا عن أعين المستثمر الذي يفاجأ بذلك بعد انتهاء فترة الصيف، بعد أن يكون قد فقد القدرة على التصرف، أو القيام بأي عمليات بيع لإيقاف الخسارة.