إسلاميات

لكي نكون خير سفراء في الخارج

20 وسيلة للتعريف بالنبي محمد

معظم شعوب العالم تجهل حقيقة نبي الإسلام، وعلينا أن نبين لهم صورته الحقيقية.  

• د.أحمد بن عثمان المزيد
أستاذ مشارك بجامعة الملك سعود
 

§ إذا رآك القوم محافظًا على صلاتك, مقبلًا عليها, منشرحًا صدرك لها, فقل لهم علمني رسول الله

§ قدم العون لغيرك, ازرع الخير ولو في غير أهله, تسابق إلى بذل المعروف وقل: علمني رسول الله

§ كن عند حديثك مع الناس عن النبي ، هادئ الطباع, دمث الخلق, فصيح العبارة, مخلص النية لله

كثير منا يسافر إلى بلاد الشرق والغرب، إما للتجارة، أو الدراسة، أو العلاج، أو السياحة، أو لغير ذلك من الأغراض، ولكن، هل فكر أحدنا أن معظم شعوب هذه الدول يجهلون حقيقة الإسلام، ونبي الإسلام محمد، صلى الله عليه وسلم، الذي أرسله الله رحمة للعالمين؟ قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، وزكى خلقه فقال: {َإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.

أليس من حقه، صلى الله عليه وسلم، علينا أن نبين لهم صورته الحقيقية، وأن نوضح رحمته, وشفقته, وحلمه, وعدله, وبذله, وإنصافه, وإحسانه, وعفوه, وصبره على الأذى, وصفاء قلبه, وإشراق وجهه, وسلامة صدره, واجتهاده في إنقاذ البشرية من الهلاك, وإحسانه إلى المرأة بجميع أنواع الإحسان, ورفعه شأن الضعفاء، والمساكين، واليتامى، وأصحاب الطبقات الدنيا.
وبهذا أقر مبدأ حقوق الإنسان، والحيوان، والنبات، والبيئة، وغير ذلك.
إن هذا هو أقل شيء ندلل به على حبنا رسولنا محمدًا، صلى الله عليه وسلم، في بلاد الغربة لنكون من الذين حدَّث عنهم النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: «من أشد أمتي لي حبًّا ناس يكونون بعدي, يودُّ أحدهم لو رآني بأهله وماله» (مسلم).
فلنكن جميعًا من أشد الناس حبًّا للنبي، صلى الله عليه وسلم، وسفراء للتعريف به في العالمين، لنسعد جميعًا بورود حوضه، والسقيا من يده الكريمة، والفوز بشفاعته، ومرافقته في الجنة.
ولكي نسهم في حملة التعريف بالنبي، صلى الله عليه وسلم، في بلاد غير المسلمين، فهذه عشرون وسيلة لخدمة هذا الهدف، نسعى جميعًا إلى تطبيقها بالقول والفعل والسلوك، ونثني على من يطبقها، ونخبره أن هذا ما علمناه عن رسولنا محمد، صلى الله عليه وسلم:

• ليكن شعارك «الأنبياء إخوة»:
فقد علمنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، احترام جميع الأنبياء، ومحبتهم، والإيمان بهم، ونصرتهم في كلِّ موضع يُنتقص فيه من مكانة أحدهم. فقد قال: «أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة, والأنبياء إخوة لعلَّات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد». (البخاري).
أي أن أصل دينهم واحد، وهو التوحيد، وإن تعددت شرائعهم.
فكما أننا نرفض وندين المساس بنبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، فإننا نرفض وندين المساس بأي نبي من الأنبياء, ونعد ذلك جزءًا من عقيدتنا، لا يتم إيمان المسلم إلا به.

• بيِّن لهم صفاء الإسلام:
فقد علمنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ألا نصرف شيئًا من العبادة لغير الله, وأن شعار الأنبياء والرسل: }اعبُدُوا الله مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْره{, وعلمنا تعظيم الله ومراقبته في كل زمان ومكان, والرضا بقضاء الله وقدره, وأن الإسلام ينهى عن السحر، والكهانة، والعرافة، والتطير، وأنه لا يعلم الغيب إلا الله عز وجل, فقال: «ليس منا من تطير أو تُطيِّر له, أو تكهَّن أو تُكُهِّن له, أو سحر أو سُحر له» (البزار).
وعلَّمنا أن الإسلام ينهى عن الإرهاب والاعتداء على غير المسلمين فقال: «ألا من ظلم معاهدًا، أو انتقصه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ شيئًا منه بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة». (أبو داود).

• بيِّن لهم الوجه الحضاري للإسلام:
فقد علمنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن الإسلام دين الحضارة، والرقي، والتقدم، والعلم، فـطلب العلم فريضة على كل مسلم. وهو دين العمل والإتقان: «إن الله يحبُّ إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه». (ابن ماجه).
وقال تعالى: }فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ الله{ (الجمعة: 10)، فليس من الإسلام الخمول، والكسل، والقعود عن إدراك الفضائل والكمالات. قال، صلى الله عليه وسلم: «إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها». (مسند أحمد بن حنبل).

• اعتز بقيمك:
فقد علمنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الثبات على المبدأ، وعدم الركون، وملاقاة هذا بوجه وذاك بوجه آخر. فقد قال: «اتقِ الله حيثما كنت, وأتبع السيئة الحسنةَ تمحها, وخالق الناس بخلقٍ حسن». (الترمذي). فعليك أخي الحبيب أن تكون سفيرًا لدينك وبلادك في سفرك.

• حافظ على صلاتك:
إذا رآك القوم محافظًا على صلاتك, مقبلًا عليها, منشرحًا صدرك لها, فقل لهم علمني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن الصلاة هي راحة القلوب والأبدان, وهي السبيل إلى الفوز بجنة الرحمن, وهي منجاة من الإثم, مطردة للداء من القلب والبدن. قال صلى الله عليه وسلم: «واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة». (أحمد)، لذلك احرص على صلاتك في وقتها, ولا تتهاون في شيء من أركانها، وواجباتها، وسننها.

• حافظي على حجابك:
وأنت يا أختاه, مهما جدَّ بك المسير, وشرَّقتِ في البلاد وغرَّبتِ, فحافظي على حجابك الشرعي, فالحجاب للمرأة عبادة كالصلاة، والصيام، والزكاة, تتميز بها عن سائر النساء

• حافظ على البيئة:
إذا كنت مشاركًا في حديث عن البيئة والمخاطر التي تحيق بها, فقل: علمني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن أهتم بنظافة البيئة, وأن أحافظ على التوازن البيئي, فقد بيَّن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن من شُعب الإيمان إماطة الأذى عن الطريق, ونهى، صلى الله عليه وسلم، عن قضاء الحاجة في أماكن وجود الناس، وظلهم، واستراحتهم. وأمر بالمحافظة على الثروة المائية، وحثَّ على الغرس والزراعة لنفع الناس والطيور والحيوانات فقال: «ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا, فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة, إلا كان له به صدقة» (متفق عليه).

• خيركم خيركم لأهله:
إذا كنت برفقة نسوة من أهلك، زوجة، أو أم، أو ابنة, فأحسن إليهن, وعاملهن برقة ولطف ولين, وقل: علمني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حسن معاشرة الزوجة, والتغاضي عن هفواتها, والنظر إلى إيجابياتها, وعلمني بر الوالدين, وخصوصًا الأم، فقال: «أمك، ثم أمك، ثم أمك, ثم أبوك». (متفق عليه).
وعلمني الإحسان إلى البنات، وحسن تربيتهن, والشفقة عليهن, والرفق في تأديبهن وتعليمهن, فإنهن من أعظم النعم على الإنسان.

• كن لطيفًا مع الأطفال:
ابتسم في وجوههم, وامسح على رؤوسهم, وابدأهم بالسلام, وقدم لهم الجوائز والهدايا, وقل: علمني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ذلك, فقد كان يزور الأنصار، ويسلم على صبيانهم، ويمسح على رؤوسهم، ويمازحهم، ويداعبهم، ويقبلهم، ويرفق بهم. (النسائي).

• كن ودودًا:
إن حسن الخلق علامة على صدق الإيمان, والناس يتأثرون كثيرًا بصاحب الخلق الحسن, الذي يحترمهم ويحسن معاملتهم, فليكن هذا ديدنك، وقل: علمني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ذلك، فلم يكن فاحشًا ولا متفحشًا, وكان يقول: «إن من خياركم أحاسنكم أخلاقًا». (متفق عليه).
ومن حسن الخلق الإحسان إلى الفقراء، والمساكين، والأرامل، وزيارة المرضى، وصلة الأرحام.

• الزم الصدق:
إذا أردت أن تكون مؤثرًا في الناس, فلا تتكلم إلا بالصدق, ولا تتكلم فيما لا يعنيك, ولا تتدخل فيما لا تعرف ولا تحسن, وقل علمني رسول الله، صلى الله عليه وسلم «أن «الصدق يهدي إلى البر, وأن البر يهدي إلى الجنة, وأن الكذب يهدي على الفجور, وأن الفجور يهدي إلى النار». (متفق عليه).

• تعلم مهارة الإنصات:
لا تستأثر بالحديث وتجعل غيرك مجرد مستمع إلى نصائحك وتوجيهاتك, بل اترك مجالًا للمناقشة, واهتم بحديث غيرك, وأحسن الإنصات إليه, ولو كان على غير هواك, فقد علمنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ذلك, فقد استمع إلى حديث عتبة بن ربيعة على علله, وقال له بعد أن أنهى حديثه: «أفرغت يا أبا الوليد؟» قال: «نعم» قال: «فاستمع مني». (ابن إسحاق).
فهذا غاية الأدب والتقدير من النبي، صلى الله عليه وسلم، لرجل من المشركين.

• تسامح:
ارفع شعار التسامح, والزم سبيل العفو والصفح, فالإسلام دين يدعو إلى التعايش والتعارف يقول تعالى: }يَا أَيُّها النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وأُنْثَى وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا{ (الحجرات: 13).
ولكن ينبغي ألا يحول ذلك دون التمسك بالثوابت, وبيان أن الإسلام هو دين الله الحق, وأن ما سواه من الأديان باطل, وأن المسلمين هم الأمة الوحيدة التي تؤمن بجميع الأنبياء والمرسلين من لدن آدم، عليه السلام، مرورًا بإبراهيم، وموسى، وعيسى، عليهم السلام، وانتهاءً بمحمد، صلى الله عليه وسلم.

• أدِّ حق جارك:
فالجار في الإسلام له حق ولو كان مشركًا, فهذا عبدالله ابن عمر، رضي الله عنه، ذُبحت له شاة في أهله, فلما جاء قال: أهديتم لجارنا اليهودي؟ أهديتم لجارنا اليهودي؟ فقد سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: «ما زال جبريل يوصيني بالجار, حتى ظننت أنه سيورثه» (أبوداود والترمذي).

• اجتنب المحرمات:
لا تتساهل، أبدًا، في شأن المحرمات, ولا تجامل أحدًا على حساب دينك, فإن ذلك يسقطك من عين الله تعالى ومن أعين أولئك الذين جاملتهم. وعليك أن تقول بكل وضوح, لقد علمني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تحريم الخمر، والمخدرات، والزنا، واللواط، والسرقة، والرشوة، وغير ذلك من المحرمات. وأن الله، تعالى، لم يحرم علينا إلا كل خبيث ضار مفسد للعقل والبدن, مُذهب للدين، والمروءة، والشرف.
قال تعالى: }وَيَحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ{ (الأعراف: 157).

• مارس الرياضة:
لتكن لك أنشطة رياضية مفيدة, مع الالتزام بالضوابط الشرعية عند ممارستها, فقد علمنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن «المؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف». (مسلم).
وتسابق النبي، صلى الله عليه وسلم، مع زوجته عائشة مرتين، سبقَتْه في الأولى, وسبقها في الأخرى وقال: «هذه بتلك». (أبو داود).

• تعلم فني الحوار والإقناع:
كن عند حديثك مع الناس عن النبي، صلى الله عليه وسلم، هادئ الطباع, دمث الخلق, فصيح العبارة, مخلص النية لله, مستعدًا لتلقي الشبهات وتفنيدها, مستمدًا العون من الله، عز وجل, مستحضرًا سيرة النبي، صلى الله عليه وسلم، وسننه وأحواله.