مساجد


أقدم
أثر معماري في المنطقة

مسجد الشافعي بجدة
يقع المسجد في حارة المظلوم، إحدى أقدم حارات جدة القديمة بجانب سوق الصاغة والفضيات القديم وصانعي النحاس .

mosque2

•جدة: أهلاً وسهلاً

مسجد الشافعي أو الجامع العتيق بجدة، يقف منذ قرون خلت راسخًا في بطن الأرض بأساساته المتينة، منذ بناه الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي رسول عام 648هـ، ثم ما جرى عليه من إعادة بناء عام940هـ، وما تبع ذلك من ترميمات على مر العصور، وكان آخرها ما تم في عهد الدولة السعودية الثالثة.

رغم أن أحياء منطقة وسط البلد بجدة وأزقتها تحتوي على عدد كبير من المساجد والمباني السكنية والدكاكين التي يمتد عمرها إلى مئات السنين، والتي تتميز بطراز معماري خاص تزينه «الرواشين» والأبواب الخشبية المقوسة، إلا أن الكثيرين من سكان مدينة جدة ربما لا يعرفون أن مدينتهم تضم بين جنباتها مسجدًا تم بناؤه قبل ما يقارب 8 قرون.

أقدم المساجد
يقع مسجد الشافعي أو الجامع العتيق أقدم مساجد مدينة جدة في حارة المظلوم، إحدى أقدم حارات جدة القديمة بجانب سوق الصاغة والفضيات القديم وصانعي النحاس، وإلى الشرق منه توجد سوق النسيج والملابس المعروفة بسوق البدو.
ومسجد الشافعي من ناحية معالمه المعمارية: بناء مستطيل الشكل ينقسم إلى قسمين، ويمتد من الغرب إلى الشرق الأول هو الجزء الغربي، ويمتد على هيئة صحن مكشوف مربع الشكل وسط دكة ترتكز على أربعة أعمدة، والثاني هو الجزء الشرقي وهو إيوان القبلة ويحتوي على صفين من البوائك، تعلوها عقود مدببة تقسم الإيوان إلى ثلاثة إيوانات موازية لحائط القبلة. وتقوم عقود البوائك على أعمدة بعضها رخامي، وتنتهي بمقرنصات من ثلاثة صفوف، وبعضها الآخر مبني من الحجر، ومعظم تلك الأعمدة تعود إلى العصر العثماني.

mosque1
  • الجامع العتيق من أقدم مساجد مدينة جدة وأجملها في طراز البناء القديم

  • من الروايات التاريخية عن المسجد أن الملك عبدالعزيز أدى صلاة الجمعة فيه

  • ملحق بالمسجد صهريج قديم، لا يزال عامرًا حتى الآن، ومملوءًا بالماء العذب الذي ينزل من الأمطار


زخارف زيتية
ويتصدر حائط القبلة محراب مجوف كثير العمق زخرفت عقوده، وكذلك خواصر عقده بكثير من الزخارف الزيتية متعددة الألوان، وكتابات قرآنية كتبت بالخط الثلث البديع على أرضية نباتية، وفي خواصر العقد دائرتان كتب في إحداهما «الله» وكتب في الأخرى «محمد».
أما التجويف البيضاوي الذي بداخل المحراب والذي يسمى «الجامة» فنقش عليه أنه بني من قبل السلطان عبدالحميد، أحد سلاطين العثمانيين، بالإضافة إلى اسم المعماري محمد أفندي الذي قام بترميم المسجد الحرام وعدد من مساجد جدة.
وبجوار تجويف المحراب مباشرة نجد منبر المسجد الذي هو منبر خشبي درجه يوازي حائط القبلة ولا يتعامد عليها ويتقاطع معها كما هو الحال بالنسبة لسائر المساجد، ويرجع تاريخ هذا المنبر إلى عام 940هـ.

أربعة أبواب
وللجامع العتيق أربعة أبواب، أهمها الذي يقع في الضلع الغربي المواجه لحائط القبلة، وهو عبارة عن فتحة مستطيلة قاعدتها منخفضة عن الأرضية التي كانت ترتفع على مر العصور.
ويعلو فتحة الباب عقد مستدير ضحل يقفل عليها الباب الخشبي المكون من ضلفتين بينهما «إنف» ويعني العمود الذي يفصل بين ضلفة الباب، وبكل منهما «خوخة» وهي الفسحة التي تتوسط الباب الكبير في الدور أو في أسوار المدن لدخول المصلين وخروجهم.
أما الجانب الجمالي للباب الخشبي التاريخي فيتمثل في زخارف محفورة بفن راق على هيئة زخارف نباتية مرسومة بأسلوب يقترب كثيرًا من طبيعتها، وهو الطراز الفني الذي كان سائدًا في المدرسة المغولية الهندية في القرن العاشر الهجري. ويعلو سمط الباب الرئيس لوحة تذكارية نقش عليها اسم المسجد في أربعة سطور كتبت بخط ثلث جميل ملون.

لوحة تذكارية
من الروايات التاريخية عن المسجد أن الملك عبدالعزيز أدى صلاة الجمعة فيه، ولا يزال المسجد إلى اليوم يشهد إقبالاً من بعض زوار جدة والوفود الرسمية التي تصل إليها من آن لآخر، رغم تقادم الحي وهجرة زواره.
وبحسب المهندس سامي نوار، مدير عام السياحة والثقافة بأمانة مدينة جدة: فيعد الجامع العتيق من أقدم مساجد مدينة جدة في طراز البناء القديم، وتشير بعض المراجع التاريخية إلى أن سبب التسمية يرجع إلى صفة العتيق التي تعني القديم.
وعلى الركن الشمالي الشرقي تقوم المئذنة المستديرة، وهي من حجر منحوت وتتكون من ثلاثة طوابق مثمنة الشكل، وتنتهي بطاقية مستديرة يعلوها الهلال ويفصل بين كل طابق وآخر شرفة محاطة بسياج خشبي ترتكز على خمسة صفوف مدرجة من الدلايات بشكل هندسي جميل.
وقد فتح في كل طابق من طوابق المئذنة «في ضلعين من أضلاع المثمن» نافذة «قنديلية»، وفي الضلع الثالث يوجد باب صغير معقود كان مخصصًا لخروج المؤذن إلى الشرفة المحاطة بالسياج الخشبي للمناداة إلى الصلاة.

الطراز الأيوبي
ويؤكد المهندس سامي نوار أن عمارة المئذنة التي لا تزال باقية حتى الآن يدل أسلوبها وطرازها المعماري دلالة قاطعة على أنها من الطراز الأيوبي الذي ظهر في مصر، والشام، واليمن منذ الربع الأخير من القرن السادس الهجري، والذي استمر حتى نهاية القرن السابع الهجري، بل إنها تشبه، إلى حد كبير، مئذنة المدرسة الصالحية بالقاهرة التي بناها الصالح نجم الدين أيوب سنة 1250م.mosque2

صهريج قديم
وملحق بالمسجد صهريج قديم، يعود إنشاؤه إلى عهد الملك المظفر، وهو لا يزال عامرًا حتى الآن ومملوءًا بالماء العذب الذي ينزل من الأمطار، فيتسرب من سطح المسجد وصحنه إلى الصهريج، وهو صهريج كبير يملأ أسفل ساحة المسجد كلها، وله فتحة مرتفعة مغطاة بقطع من الخشب مثل غطاء البئر. وكانت مياهه تستعمل للشرب قبل دخول عين العزيزية، وأنه ما زال يستعمل إلى الآن في بعض الأغراض.

حاضر المسجد
تم إنشاء حلقة لتحفيظ القرآن الكريم لإعادة النبض إلى جنبات المسجد، وتضم الحلقة عشرات الحفاظ لكتاب الله، كما تم عمل بعض الإصلاحات المهمة والضرورية للمسجد من فرش وإضاءة، وألحقت به مكتبة تضم عشرات الكتب والمجلدات التي أصبحت محط أنظار الكثير من طلاب العلم وطالباته في جدة.