سفر وسياحة


مدينة عدن ..
جوهرة بحر العرب
يجمع عليها اليمنيون كوجهة سياحية لا نظير لها للاستمتاع بأجوائها المنعشة الساحرة .

aden1

• عدن: عبدالله الحمزي

مدينة عدن، ثغر اليمن الباسم، هكذا يحلو لليمنيين تسميتها، إنها عروس البحر العربي المترفة بشاطئها الشاسع، ورماله الذهبية الساحرة المتداخلة مع مياه خليج عدن والبحر العربي باتساق وتناغم بديع.

  • لم تعد عدن قبلة للسياحة الداخلية فقط، فقد أصبحت مقصدًا للكثير من السياح الأجانب

  • كان لموقع عدن الاستراتيجي والتجاري شهرة تاريخية، حيث كان ميناؤها التجاري يعد أحد أهم المنافذ البحرية لليمن

  • يتصل خليج عدن بالبحر الأحمر من جهة الشمال الغربي عن طريق مضيق باب المندب

aden2

تتمتع عدن وخليجها بميزات خاصة، فخليج عدن يقع في المحيط الهندي بين الساحل الجنوبي للجزيرة العربية، اليمن تحديدًا، والصومال في القارة الإفريقية، ويتصل خليج عدن بالبحر الأحمر من جهة الشمال الغربي عن طريق مضيق باب المندب. ويتميز الخليج بالعديد من أنواع الأسماك والمرجان، والعديد من الكائنات الأخرى، ويعود هذا التنوع إلى خلو مياه الخليج من التلوث.

وجهة سياحية
وتعد مدينة عدن من المدن اليمنية التي يجمع عليها اليمنيون كوجهة سياحية لا نظير لها، وخصوصًا في الإجازات السنوية الصيفية وعطلات العيدين، حيث تتوافد جموع عديدة من مختلف المحافظات اليمنية إلى مدينه عدن للاستمتاع بأوقات رائعة على سواحل البحر العربي وخليج عدن وأجوائها المنعشة الساحرة. ولم تعد عدن قبلة للسياحة الداخلية فقط، فقد أصبحت مقصدًا للكثير من السياح الأجانب الذين يزورون اليمن، والذين يعدونها محطة مهمة لبرنامج زيارتهم السياحية. وتحظى مدينة عدن باهتمام كبير من قبل السياحة العربية من دول الجوار التي شهدت نموًا واضحًا في السنوات الأخيرة.

المواقع الأثرية
وإضافة إلى أن مدينة عدن تتمتع بمناخها الرائع وسواحلها الدافئة فهي تمتلك العديد من المواقع الأثرية التاريخية الجاذبة، وقلاعها وحصونها المنيعة، وأسواقها المتعددة. وتقف صهاريج عدن في المقدمة كمعلم تاريخي بارز يثير الإعجاب والتقدير للإنسان اليمني الذي حول كوارث فيضانات الأمطار التي كانت تجتاح مدينة عدن إلى لوحة إبداعية تتعامل بذكاء مع تلك الكوارث عبر تلك الصهاريج المتقنة الصنع، حيث تقوم باحتواء تلك المياه المتدفقة بقوة لتمتص اندفاعها الشديد عن طريق تلك الأحواض التي تمتلئ حوضًا بعد آخر لتنساب المياه بكل يسر فيها دون أن تلحق أي ضرر بالمدينة.
ولتعاظم مكانة عدن سياحيًا فقد شهدت في السنوات القليلة الماضية نهضة متسارعة في الاستثمار السياحي في مختلف الجوانب كالمرافق الخدمية والفندقية، بمختلف نجومها، والترفيهية، وهو تطور مطرد حتى اليوم رغم تواضع حجم تلك المشاريع.

ساحل البحر
اختلفت التفسيرات وتنوعت حول سبب تسمية مدينة عدن بهذا الاسم، حيث تشير عدد من القواميس اللغوية إلى أن عدن تعني ساحل البحر، في حين أشار المؤرخ عبدالله محيرز إلى ما ورد في المعاجم اللغوية لمعنى كلمة عدن فقد أعطتها معاني كثيرة شملت: عدن بمعنى الإقامة، وعدن البلد أي يسكنها، وعدنت الإبل أي لزمت مكانها، وعدن الأرض أي سمدها وهيأها للزرع، وعدن المكان أي استخرج منها المعدن، والعدان رجال مجتمعون، وكل هذه المعاني تعطي مفاهيم متشابهة هي: «الاستيطان مع ما يجعل الاستقرار ممكنًا للزراعة والتعدين ورعي الدواب».
أما المصادر التاريخية العربية فتورد: هي نسبة لعدن بن عدنان كما جاء عند أقدم المؤرخين كالطبري، وعدن نسبة لشخص اسمه عدن كان أول من حبس بها عند المؤرخين كابن المجاور، وهي عنده أيضًا نسبة إلى عدنان بن تقشان بن إبراهيم، وهي مشتقة من الفعل «عدن» أو من معدن الحديد.

شهرة تاريخية
كان لموقع عدن الاستراتيجي والتجاري شهرة تاريخية، حيث كان ميناؤها التجاري يعد أحد أهم المنافذ البحرية لليمن منذ أزمنة موغلة في القدم من خلال خليج السويس غربًا إلى رأس الخليج العربي شرقًا، وكان ذلك المدخل بمنزلة حلقة وصل بين قارات العالم القديم مهد حضارة الإنسان «آسيا شرقًا، وإفريقيا غربًا، وأوروبا شمالًا».aden3
ومن خلال ميناء عدن قام اليمنيون القدماء بدور التاجر والوسيط التجاري بين إقليم البحر الأبيض المتوسط وجنوب شرق آسيا وشرق إفريقيا والعكس، وبذلك صارت عدن بمنزلة القلب النابض لتنشيط حركة التجارة العالمية قديمًا. وتردد ذكرها في الكتب المقدسة مثل التوراة، والمصادر التاريخية الكلاسيكية عند الرومان واليونان القدماء.

المرفأ العظيم
وصفها الكابتن هنس، قائد الحملة البريطانية على عدن في أثناء احتلاله لها، «أنها المرفأ العظيم الذي يمتلك من القدرات والإمكانات ما لا يمتلكه ميناء آخر في الجزيرة العربية». وقد كانت مركز السيطرة بالنسبة للاحتلال البريطاني الذي كان، أيضًا، يحتل معظم المناطق المحاذية للساحل الجنوبي لليمن. خلال فترة الاحتلال تحولت عدن إلى مركز تجاري إقليمي ودولي، حيث مثلت نقطة لتبادل البضائع بين الشرق والغرب، وكانت من أشهر الموانئ العالمية.

صهاريج عدن

كان لهذه الصهاريج ثلاث مهمات هي: تلقف فيضانات الأمطار، وحجز الحجارة والطمي الساقط من الشلالات، وتوجيه الماء عبر سلسله من هذه الجدران لتصريفه إلى حيث يمكن خزنه.
وقد عاصرت الصهاريج مدينه عدن منذ قديم الزمان، فقد أشار إليها صاحب كتاب «الطواف حول البحر الإريتري» في القرن الأول الميلادي، وذكر وجود أماكن للتزود بالماء العذب في عدن، وذكرها الهمداني كذلك، وأكد المقدسي وجود حياض عدة، كما شاهدها ابن المجاور، ومن بعده ابن بطوطة عندما زارها في القرن الرابع عشر الميلادي.