العلاج بمياه البحر والأعشاب البحرية
الجودة والخبرة والمتعة والرفاه
.تونس تختزل إرثًا عميقًا في هذا المجال
تونس: سلام كيالي
§ أغلب هذه المراكز تنفتح على أجمل الشواطئ التونسية
§ تمتد الحصص العلاجية عادة بين 6 أيام واثني عشر يومًا، بمعدل أربع حصص على نصف اليوم
§ إقبال السياح الأجانب على هذا النوع من العلاج لاقتناعهم بجودته
§ المداواة بمياه البحر تعود بالراحة على كامل الجسم
كثيرة هي مراكز المعالجة بمياه البحر في تونس، والتي تتميز بكونها في أفخر الفنادق الموجودة في ما يمكن تسميتها بالمدن السياحية في البلد، فهي تندمج في فنادق من الدرجة الرفيعة في أغلب المراكز، والتي تعطي طابع القصور أكثر منها مراكز صحية علاجية.. فمن يختار تونس ليخضع لجلسات العلاج بمياه البحر يكون قد اختار جودة العلاج، والخبرة، والمتعة، والرفاه.
رحلات.. وجوالات
وللمراكز العلاجية جوها الخاص، فما بين حمامات الشمس والمسابح وقاعات الاسترخاء والتدليك والحصص العلاجية توجد البرامج السياحية للترفيه عن الزوار، وتمكينهم من استكشاف المناطق السياحية في آن واحد مع تزامن فترة العلاج، حيث يمكن من الانطلاق من مراكز العلاج هذه في رحلات وجولات يتم تنظيمها لهذا الغرض بهدف مزيد من التعريف بالبلد، خصوصًا أن أغلب هذه المراكز تنفتح على أجمل الشواطئ التونسية، حيث توشم هذه الشواطئ بأشجار الصنوبر والنخيل، وتتوزع المراكب الصغيرة على صفحة البحر الزرقاء.
فتونس التي دخلت مجال العلاج بمياه البحر في بداية التسعينيات تمكنت من جذب آلاف الزوار سنويًا للعلاج بمراكزها التي اكتسبت شهرة كبيرة لما تقدمه من خدمات راقية ومعالجة بخبرات كبيرة. فالعاملون في هذا المجال من ذوي الاختصاص، والمراكز العلاجية تخضع إلى إشراف طبي مباشر. ويمكن القول بأن تونس تختزل إرثًا عميقًا في هذا المجال، ووجود الحمامات الرومانية القديمة ضمن آثار تونس دليل واضح، مرورًا بالحمامات التونسية.
كيفية العلاج
مصطلح العلاج بمياه البحر مشتق من اليونانية «تالاسوتيرابيا»، حيث تالاس بمعنى بحر، وتيرابيا بمعنى علاج، ويقصد به استغلال مياه البحر والعناصر المائية لأغراض صحية وعلاجية تساعد على شفاء الجسم من بعض الأمراض.
العلاج بمياه البحر، بحسب د.سامر خضر، يقوم على وضع الجسم المريض أو المتعب، والذي توجد فيه مواد مؤكسدة تضر بالجسد، تحت مياه البحر الغنية بالأملاح الطبيعية، والتي تغذي الجسم وتمتص هذه المواد السامة، والتي تسبب ترهل الجلد مع الأيام وظهور أعراض الكبر بشكل ملحوظ، وعندما تضخ هذه المياه على الجسم فإنها تعطي مفعول التدليك باليد، وهذا يعطي فائدة مضاعفة للجسد. فمفعول التدليك يريح الجسم وأملاح البحر تغذيه.
فوائد متعددة
فوائد المداواة بمياه البحر كثيرة، ويمكن القول إنها تعود بالراحة على كامل الجسم، ويمكن أن تساعد على حل بعض المشكلات الصحية.
تعتمد هذه الطريقة العلمية على ماء البحر على شكل حمام أو دش، حيث يتم الاستفادة من مياه البحر الغنية بالمكونات الطبيعية، وبخاصة الأملاح، وبعض الأجسام المجهرية. فالعملية تقوم على تسخين الماء لدرجات تتراوح بين 34 درجة و 38 درجة مئوية، حيث يمكن أن يسرب الماء إلى الجسم عبر المسام المواد الضرورية المطلوبة، ويمكن استعمال بعض الأعشاب والأوحال البحرية، وذلك بتغطية الجسم، ثم ضخ ماء البحر أو رشه عليها لتعطي الأعشاب هنا مفعولها العلاجي.
تمتد الحصص العلاجية عادة بين 6 أيام واثني عشر يومًا «طبعًا تعتمد على حالة المعالج»، بمعدل أربع حصص على نصف اليوم، وتكون الحصة الأولى بكشف طبي مختص. يتمكن الخاضعون للعلاج من استخدام المسابح، والحمامات، والساونا، وقاعات العناية باللياقة الجسدية، والاسترخاء في الوقت بين الحصص.
سياحة رائجة
زبائن هذا النوع من العلاج في المراكز كثر ومتنوعون، خصوصًا من الأوروبيين، بحسب د.سامر، وهم يشكلون أكثر من 70٪ من الزبائن، فهم يؤمنون بالعلاج بمياه البحر وبفوائده أكثر من غيرهم، خصوصًا الألمان، حيث لا تتوفر عندهم هذه الأجواء «الشمس الحارة، ومياه البحر». وهنا يمكن أن نقول إن العلاج بمياه البحر نوع من السياحة الرائجة. ويضيف د.سامر أن نسبة العرب ربما تقل بسبب رفض تقبل مبدأ هذا العلاج عند بعضهم، وبخاصة النساء، حيث إن العملية تقوم على تعرية شبه كاملة للجسد.
عيون طبيعية كثيرة
العلاج بالمياه منتشر في تونس بفضل عيون المياه الطبيعية الموجودة بكثرة، حيث تعالج أمراض المفاصل والعيون.. عشرات المنتجعات لهذا الخصوص، ليس هذا فحسب، بل تستخدم مياه البحر لخفض الوزن، ومقاومة التوتر، والضغط النفسي، والإرهاق، وثقل الساقين، وآلام الظهر، وغيرها من أنواع الحساسية «حساسية الجلد»، وتنشيط الدورة الدموية. كما يساعد العلاج بمياه البحر، كما يقول د.سامر، في الإعداد للولادة دون ألم، وذلك بفضل بعض جلسات العلاج، والتدليك، والاسترخاء في المسبح بين الشهرين الرابع والسابع.
يقول د.سامر خضر إن لكل مرض طريقته بالتداوي والعلاج، بعضها يقوم على الأعشاب البحرية، وهذا لتجديد نضارة البشرة وتغذيتها بالمواد والأملاح الضرورية غير المتوفرة في المواد الغذائية اليومية، وبعضها يقوم على تغطية الجسم برمال البحر المترسبة وبعض زيوت الزهور. لكن سامر ينفي أن تكون هذه الجلسات أكثر فاعلية من العلاج الطبي، بل يضعهما موضع التكامل. ونسبة التجاوب بهذا العلاج تختلف من مريض لآخر بحسب الحالة النفسية للمتعالج وحالة الشخص المعالج وبراعته.
أنماط العلاج
العلاج بمياه البحر له أنماط عدة، أهمها الحمام الفائر، مبدؤه حمام بماء البحر الهائج المملوء بالفقاقيع المتأتية من الضخ المائي، والتي لها أثر التدليك على الجسم، وهذا ما يريح الجسم بفضل أملاح البحر التي تخلص الجسم من المواد السامة، وعملية شبه التدليك التي تساعد على ارتخاء الجسم.
الدش عن طريق الضخ: وهي عمليًا تعتمد على ضخ المياه بشكل موجه على منطقة محددة من الجسم، وهذه العملية، أيضًا، لها مفعول التدليك.
التغليف: وهنا يتم الاعتماد كليًا على خلطات الأعشاب البحرية المعدة لهذا الشأن، حيث تتم تغطية بعض مناطق الجسم أو كامله بها.
دش الرش: يدخل التدليك اليدوي في هذه العملية، مع الاعتماد على رش الجسم بالماء على شكل مطر خفيف.
الجمباز المائي: تعتمد هذه الطريقة على القيام ببعض الحركات الرياضية والتمارين في الماء، خصوصًا لمن يعانون فقدان التوازن، وأصحاب الإعاقات، وبعض أمراض الشلل والباركنسون، وبعض التشنجات العضلية.
التدليك: عملية التدليك هنا تساعد على استرخاء الجسم أو تنشيطه.
الدش بوساطة خرطوم مياه: هذه العملية هي تدليك يتم عن بعد بوساطة ماء مرشوش بخرطوم يتم التحكم في قوته، يؤدي إلى التنشيط، وهذه العملية تساعد على العلاج من التهاب النسيج الخلوي.
المعالجة بوساطة الطحالب البحرية: يتم بوساطة طحالب بحرية ساخنة، لها قدرة على الترطيب، وتسهيل جريان العرق، وتسلل المواد الضرورية لعمل الأجسام الحية.
كما توجد أنواع أخرى من العلاج كالعلاج بالتبريد، والمعالجة بوساطة الضغط، ومعالجة التأهيل الحركي داخل المسبح.
يمكن تسمية هذا بالسياحة الصحية. فتونس تكثر فيها المنتجعات السياحية التي تضم مراكز للعلاج بمياه البحر، حيث التكلفة بسيطة واليد الخبيرة موجودة، والذي يزيد من تشجيع السياح على هذا هو قرب المسافة، فبمبلغ بسيط يمكن للسائح أن يقيم في أفخر الفنادق، وأن يجري جلسات العلاج هذه بآن معًا.
الأسعار قليلة.. والمراكز كثيرة
أسعار هذه الجلسات تختلف لكنها ليست مكلفة كمثيلاتها في أوروبا «وهذه نقطة إيجابية لصالح تونس»، فهي تتراوح ما بين اثنين وعشرين دولارًا وخمسة وأربعين دولارًا على الجلسة بحسب المواد المستخدمة فيها ومدتها.
بقي أن نقول إن مثل هذه المراكز منتشرة في الكثير من الولايات، فمنطقة الحمامات يوجد فيها خمسة مراكز لهذا النوع من العلاج، جزيرة جربة، أيضًا، فيها ما لا يقل عن عشرة مراكز، كذلك تنتشر هذه المراكز في ولايات أخرى كسوسة، والمهدية، والمنستير، وتونس العاصمة.. وكلها تعتمد على ما قدمته الطبيعة للبلد، وعلى اليد الخبيرة والمختصة في هذا المجال. والأهم من هذا وذاك هو تزايد إقبال السياح الأجانب على هذا النوع من العلاج لاقتناعهم بجودته.