إعلام

 

مرجعية ثقافية.. فكرية.. تاريخية.. موثقة

صحـيفة أم القــرى

.تحفظ التاريخ الاجتماعي والسياسي والأدبي السعودي

القصيم: أهلًا وسهلًا

§ شخصيتها ثابتة في الشكل والطرح لأكثر من 85 عامًا

§ حظيت بتفرد كامل للحديث عن كل الوثائق والقرارات السياسية والإدارية السعودية

§ أول مطبوعة سعودية تعمد إلى تدوين التاريخ الشفاهي

§ من واجب وزارة الثقافة والإعلام بذل الجهد لإعادة إنعاش قلب «أم القرى»

 

منشور من فولاذ.. بدأ نشأته عام 1343هـ بلون جاد ومثير في فترة ولادة لمنظومة غير متداولة في البلاد وهي الخبر الصحفي المكتوب.. «جريدة أم القرى» الفتية والمدللة.. في ذلك الوقت كانت ذات صبغة رسمية اهتمت بالأدب، والأخبار المحلية، وواكبت فترات سياسية مهمة جدًا داخل الكيان السعودي. وكان لها السبق في الحديث عن سيرة الملك عبدالعزيز الذاتية رحمه الله، وابنيه الملك سعود والملك فيصل، رحمهما الله، وذلك بإصدار عدد ممتاز ملون في يوم 4/شوال/1369هـ الموافق 10/يوليو/1950م، كان بمناسبة ذكرى مرور خمسين عامًًا على دخول الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، الرياض.

اهتمت بالكتابة عن البلاغات، والمراسم، والإعلانات، وطرح المناقصات

ميزتها الثبات، فمنذ 15/5/1343هـ عند صدور أول عدد لها في يوم الجمعة وإلى وقتنا الحالي وهي في حرص على صدور أعدادها أيام الجمع.. ومن العجيب أن ثباتها أخذ شكل الرتم الواحد في صيغتها وطرحها، وحتى في مجمل إخراج أوراقها. وبما أن هذه الصحيفة المهتمة بالتقارير والأخبار الصادرة عن مصادر حكومية، قد طوت قرابة خمسة وثمانينعامًًا من عمرها المديد.. فالواجب أن نتحدث عنها بالكثير من الهيبة والاحترام، وأن نأمل لها مزيدًا من التألق، ولن يمنعنا ذلك من طرح ما قد نراه من تقصير لا تستحق أن تعامل بمثله.

صفحاتها.. بعبق الزمن العابر

من يقلب صفحاتها سيدرك مدى أهمية الخبر المكتوب لأنه بتوقيع رسمي حكومي.. ومن يتجول في أروقتها سيعرف أنها تمتلك مطبعة تعد امتدادًا تاريخيًا لأول مطبعة تأسست في مكة المكرمة عام 1300 للهجرة، ومن مكة المكرمة.. يتجه هذا المنشور الرسمي نحو المؤسسات الحكومية.. كانت تحت رعاية وزارة المالية سابقًا، وانتقلت إلى كنف وزارة الثقافة والإعلام حاليًا.
كان الأستاذ يوسف ياسين، رحمه الله، أول رئيس تحرير لها، ثم توالت بعد ذلك أسماء نُكنُّ لها تقديرًا أمثال: رشدي ملحس، ومحمد سعيد عبدالمقصود، وفؤاد شاكر، وعبدالقدوس الأنصاري.
يميز هذه الجريدة العتيقة، أنها الوحيدة التي لم تتوقف إبان الحرب العالمية الثانية سوى ثمانية أسابيع إبان أزمة الورق. ومن فضائلها على المجتمع السعودي أنها واكبت عقدين كاملين من حياة المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود،رحمه الله، وحظيت بتفرد كامل للحديث عن كل الوثائق، والقرارات، والنظم، والاتفاقيات، والأخبار السياسية والإدارية للحكومة السعودية.
ومن الفخر أن تكون صفحات «أم القرى» منشورًا بعبق الإصلاح والحرص على التربية الاجتماعية والدينية.. ومن الجميل أن يكون لها الفضل في حفظ التاريخ الاجتماعي والأدبي السعودي. ولابد أن نشير إلى الأجيال بدورها الرائد في رعاية الحركة الأدبية وإنعاشها، والذي للأسف توقف الآن.. ونراها اكتفت بالإعلانات والأخبار الرسمية!!

من الوفاء.. أن يعاد إنعاش قلب أم القرى

إن عُدّت صحيفة «أم القرى» كائنًا سعوديًا يتنفس خبرًا، وينبض تقريرًا، فمن السيئ أن يكون لتجاعيد الهرم نصيب من وجه صفحاتها، ومن الظلم أن نراها في ثياب رثه لا تليق بمكانتها وهي الجريدة الرسمية للدولة. ولأنها كيان ينبض بالوطنية..وجب علينا انتشالها، ومنحها الحق في الجلوس على كرسي الريادة، في الركن الذي يميزها.
ومن واجب وزارة الثقافة والإعلام بذل الجهد لإعادة إنعاش قلب «أم القرى».. فالوفاء لها لن ينقطع، والخوف على نضوب دفقها لن يتوقف، والحرص على إظهارها بهيكلة شامخة كونها تمثل الدولة، سيكون من أهم ما قد يطلبه الأجيال من الوزارة، لإظهار الامتنان تجاه عراقة وأصالة ما زالت تتشبث بالحياة على الرغم من كل التطور الذي مر بجانبها ولم يجذبها إليه، وبالرغم من كل الصفحات الملونة، التي تتباهى أمامها وهي لا تزال بلباس تقليدي، حان أن تخلعه، وتضعه.. على جدار التقدير كلوحة تراثية تزورها أنظار الزمن الآتي.
وإلى صحيفة «أم القرى» .. نقول: الغد أكثر تألقًا.. كما أن الأمس أكثر بذلًا.. وشموخًا.