مناسبات

 

الأمير عبدالعزيز بن سعد، نائب أمير منطقة حائل:

رالي حائل.. حقيقة الحلم

وصلنا إلى العالمية في ثلاث سنوات، وغيرنا احتاج إلى ثلاثين سنة ليصل إليها.

 

حائل: وليد العلومي

§ رالي حائل الآن يمثل نسبة 20% من الرالي الذي نخطط له

§ عدد السيارات التي جاءت إلى منطقة الفعاليات بلغ 200 ألف سيارة

§ الخطوط السعودية تؤدي دورًا فاعلاً ومؤثرًا في منطقة حائل، وفي الرالي أيضًا

§ مشروع متنزه «المسمى» يحمل الشخصية الوطنية بخصوصيتها المشرفة

 

على مدى السنوات الثلاث الماضية اقترنت منطقة حائل برالي السيارات الذي يحمل اسمها، والذي بدأ محليًا، ثم أصبح في السنة الثانية إقليميًا. وفي هذا العام انطلق إلى العالمية، بعد أن حظي باعتراف الاتحاد الدولي للسيارات «فيا»، ضمن جولات بطولات العالم للراليات، ليضع المملكة على خريطة الرياضة العالمية.
«أهلاً وسهلاً» كان لها حضورها ضمن وسائل الإعلام التي قامت بتغطية الحدث.. والتقت سمو الأمير عبدالعزيز بن سعد، نائب أمير منطقة حائل، في هذا الحوار الخاص والشامل.

انطلق رالي حائل من المحلية إلى الإقليمية، واليوم إلى العالمية، ما الأسباب والعوامل التي ساعدت على هذا النجاح؟
حقيقة، ولادة رالي حائل أتت مع قدوم سمو أمير المنطقة الأمير سعود بن عبدالمحسن وقدومي إلى حائل، حيث أجريت دراسات ميدانية مبدئية حتى وجدنا أن حائل بحاجة إلى دفعة إلى الأمام، من أجل خدمة الناس وأهلها، حتى يعرفوا ماهية مخططك، وما تقدمه إلى أهل المنطقة. وإحدى نتائج مختبراتنا ما تجدونه في الرالي اليوم، وقد كان مختبرًا كبيرًا حقيقة، ونشاطات الرالي في نسخته الأولى في السنة الأولى كانت أقل من هذه النشاطات والفعاليات، ثم ازدادت في السنة التي تلتها، وكان النجاح أفضل، حتى هذا العام كان التفاعل عاليًا ومنوعًا. ففي هذه السنة وصلنا برالي حائل إلى العالمية، ووجدنا تفاعلاً عاليًا، وما نجده اليوم على أرض الواقع ربما يمثل نسبة 20% من مخطط الرالي، فهناك مشروعات أخرى خاصة بالرالي وبالمنطقة عامة. فالرالي يمثل 20% من المخطط العام، وبإمكانك، بوصفك شخصًا مسؤولاً، أن تنجح فيه 100% في لحظة، ولكن ليس هذا هو المطلوب.
ونحن نريد أن يكبر الرالي معنا ومع أهالي المنطقة تدريجيًا، وأريد أن يكبر معي شخصيًا، وبتفاعل رجال الأعمال بالمنطقة، سنة بعد سنة، وكل سنة نضع مخططًا للعمل على تفعيل دور الاستثمارات الصغيرة بحيث نضع حقائب صغيرة، وأكبر منها، ومتوسطة، لمساعدة المستثمر. وعندنا استثمارات بحجم 10 آلاف ريال إلى 15 ألف ريال موجودة عندي، نحن ندبر المشروع ونعمل له دراسة، ويقوم الشخص بتحديد اتجاهاته، وعليه فقط التمويل، ونحن نريد لهم النجاح فقط، ونريد منهم أن يكونوا ناجحين.

الحلم.. والحقيقة

هل هناك شروط معينة للشخص الذي يأخذ هذا الدعم؟
الشروط هي أن يكون الشخص: على قدر المسؤولية، ولديه فكر، ولديه شيء بين الحلم والحقيقة، ومن ليس لديه حلم أعتقد أنه لا يحقق الحقيقة. وشخص لديه حقيقة بغير حلم، أعتقد أنه لن يتجاوز خطوته، فالحلم والحقيقة كلمتان مترابطتان للوصول إلى التقدم والرقي. وأعتقد، إن شاء الله، أن استثماراتنا تمثل 20% لهذا العام. وفي العام القادم سوف نرى 20% أخرى، وفي العام الذي يليه 20% أخرى. وحقيقة كلما أجد أن المجتمع يرتقي أرتقي معه، وأكون سعيدًا جدًا إذا وصلت إلى تحقيق هذا الهدف.

مخطط.. وهدف

زرتم الفعاليات كافة، ووجدتم أنها مفخرة لنا جميعًا، ماذا حقق الرالي لجميع أبناء المملكة عامة، ولأهالي حائل خاصة؟
بعض الدول التي سلكت هذا النشاط استطاعت أن تصل إلى العالمية بعد 30 سنة، ويمكن لك معرفة تلك الدول، وهناك دول استثمرت 13 سنة حتى استطاعت أن تصل إلى العالمية، ونحن بعد ثلاث سنوات، ومن خلال هدف سعينا له، وصلنا إلى العالمية. فنحن، في السنة الأولى، كنا نخطط للمحلية، ونجرب أنفسنا قبل أن نقدمها إلى الآخرين، وفي السنة الثانية وصلنا عربيًا وإقليميًا إلى حد بعيد، ولله الحمد نجحنا بجدارة، وهذه السنة الثالثة صممنا على أن نكون في الدائرة العالمية، ونحن من قبل ما نبدأ كنا ننظر إلى العالمية، ولكن خطوة بخطوة. وأعتقد أن ما حققه الرالي لحائل هو لأبناء المملكة بشكل عام، ونجاحه مشاع لجميع مناطق المملكة وأبنائها، لا لحائل فقط.
وهناك توجه لسمو الأمير، حينما تصبح الظروف ملائمة، والمناطق جاهزة للتعاون معنا، إلى توسيع دائرة الرالي ليشمل مناطق أخرى.
ويكفي أن نعلم أن عدد السيارات التي جاءت إلى منطقة الفعاليات بلغ 200 ألف سيارة، وهذا إنجاز. وكنا في زيارة منطقة التطعيس، ووجدنا زحامًا شديدًا، وحضورًا مشرفًا، وهذا، ولله الحمد، فضل كبير. وأعتقد أنه لو كانت هناك مشاركة أكبر لرجال الأعمال لكانت الأنشطة كثيرة، واستوعبت هذه الجماهير الكثيفة، وستكون مطالبة بالمزيد من الفعاليات والأنشطة.
وبحسبة بسيطة لعدد الأشخاص والسيارات التي دخلت الفعاليات، نجد أننا إذا فرضنا أن كل سيارة بها 3 أشخاص فسيكون تقريبًا عندك 500 ألف زائر، وهذا ليس هو الرقم المأمول، على الرغم من أنه كبير، ونطمح في السنة القادمة، بإذن الله، مضاعفة هذا الرقم.

عمل.. ودعم.. ونشاط

نقرأ بالصحف أن هناك خططًا مستقبلية لتطوير رالي حائل، ولنقل الرالي إلى مناطق أخرى بالمملكة، فما تعليقكم؟
رالي حائل لم يأتِ من افتراضية، بل جاء من خلال عمل، ودعم ونشاط. لم أكن أتخيل أن يوجد في حائل دلافين، مثلاً، فكل منطقة لديها ميزات، وما يؤهلها لإقامة فعاليات تناسبها، فلا يمكن أن أعمل رالي في محافظة جدة، مثلاً، لأن طبيعتها تختلف عن حائل، وكل المعطيات في حائل تمكنك من ذلك، وإذا لم تكن الأوحد فأنت الأميز. ونحن نبحث عن شراكات في بعض المناطق بالمملكة لتوسعة مشاركة الرالي وتطويره، بشرط أن يكون الجو والتضاريس متوائمين مع الرالي، وهناك جهات دولية تحدد مسارات الرالي، ولا دخل لنا فيه، ولا نتحكم فيه، ولا نحدد المسار الأنسب، فللرالي نظام وتصنيف معين، يجب أن يتناسب مع هذه المناطق، لقيامه ونجاح فعالياته.

هل يرى سموكم أن الخطوط السعودية أدت دورها، هذه السنة، بالمساهمة في إنجاح فعاليات رالي 2008؟
الخطوط السعودية في السنوات الماضية كانت شريكًا نعوّل عليه، ونرى أنها ليست ناقلاً قوميًا فقط، بل هي شركة قادرة على دعم كل الفعاليات بالصورة المثلى، والجميلة، والرائعة.
فالخطوط السعودية تؤدي دورًا فاعلاً ومؤثرًا، في منطقة حائل وفي الرالي، ونتأثر جميعًا من عدم مشاركتها، ونأمل دعمها القوي للرالي في كل سنة، ونريد تعاونًا أكبر ومشاركة متواصلة، لأن «السعودية» ناقل نفتخر به.

أغلى مكرمة

المدينة الاقتصادية بحائل، هل يمكن لها أن تقوم بتوطين الوظائف، وتمنع هجرة النوابغ منها إلى المدن الكبرى؟
إن توطين الوظائف، مثل هذه الأعمدة الضخمة، يجب أن يبنى على فلسفة اقتصادية كبيرة، ومن خلال أبحاث وفرز لمقدرات المنطقة، ومقومات طبيعية، وثروات معدنية، وتضاريس مناسبة. وأعتقد أن المدينة الاقتصادية قامت بدراسة هذا الأمر، ووجدت في حائل فرصة تستطيع أن تستثمر فيها، وقد طرح عليَّ هذا السؤال عندما كنا نوقع عقد «الماستر بلاند» للمدينة الاقتصادية. فحائل تمثل الكثير للاقتصاد الوطني بشكل عام، والمدينة الاقتصادية هي أغلى مكرمة من خادم الحرمين الشريفين لأهل حائل، وتعدّ من أبرز ما يميز المنطقة اقتصاديًا.
والمهمة الحالية، متنزه «المسمى»، هي إحدى الأفكار الاقتصادية التي تتبلور فكرتها وعائداتها الآن بشكل جيد. ومعنا معالي الدكتور أحمد محمد علي، رئيس البنك الإسلامي للتنمية، والذي يعد من أكبر المتخصصين الذين يقيمون الأفكار بشكل مهني.
ومشروع متنزه «المسمى»، الذي نحن الآن بصدد دراسته، يعد مشروعًا نموذجيًا، يحمل الشخصية الوطنية بخصوصيتها المشرفة بشكل عام. وبتوجيه من أمير المنطقة، رئيس الهيئة العليا لتطوير حائل، نقوم بإعداد الخطوات التحضيرية للمشروع، بالإضافة إلى إعداد الشروط المرجعية للمكاتب الاستشارية، لدراستها بصورة اقتصادية مثلى. وقد بلورنا الفكرة، ونريد الآن أن تسري في العروق، وأن تظهر على الطبيعة. كما أننا نقوم الآن بربط الأفكار، حيث إننا نتعامل مع الإنسان، ونتعامل مع الحيوان، ونتعامل مع الطير، والهواء، والاقتصاد، والمجتمع. وهو عبارة عن مشروع متنزه وطني، أينما تقابله تجده، ونتعامل مع الحياة الفطرية، وهيئة السياحة، ومع هيئة الاستثمار، وهيئة حائل، ومراكز حائل، ووزارة الزراعة، وجميعهم لهم أدوار كبيرة.
وحقيقة، أرى أهم ما في المشروع التسلسل، ونحن نقوم بإعداد هذا التسلسل، وأخذنا جميع الشروط المرجعية من الإدارات المعنية بهذا المشروع، بشكل مباشر وغير مباشر، وقمنا بترشيحها على الورق، ووضعنا دراسة لتكون نقطة يرتكز عليها الدارس لتطبيقها. ومن الآن، ولمدة شهر، ستوافينا المكاتب الاستشارية بتقديم عروضها، ومرجعية دراستهم، وسيتم عرضها على هيئة أمناء تطوير حائل، وتقرير صاحب العرض الأفضل.
كما أن نجاحنا، بتوفيق الله، في رالي حائل 2008، يعد مثالاً استباقيًا للنجاح المتوقع، بإذن الله، للمشروع الذي يحظى بدعم خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، كما أن أمامنا الكثير من الآمال والأحلام التي نأمل أن تقطف المنطقة ثمارها قريبًا. وأحب أن أضيف أن قلوبنا ومكاتبنا مفتوحة أمام الجميع، ويهمنا أن يكون العمل بشفافية مطلقة مع جميع رجال الأعمال بالمنطقة، في مختلف المشروعات، صغيرها قبل كبيرها. ويسعدني تلقي كل الأفكار، والرؤى والملاحظات، لما فيه خدمة المنطقة.

كلمة أخيرة لمجلتكم «أهلاً وسهلاً»؟
حقيقة، يقولون: الجواب واضح من عنوانه، فــأهلاً وسهلاً بـ«أهلاً وسهلاً». وحقيقة لقد استطعتم، من خلال موضوعاتكم الشيقة، تقصير مسافة الطيران، وعندما أقرأ مجلة «أهلاً وسهلاً» بمنزلي، أشعر بأنني سافرت، فأنتم خطوط داخل خطوط، وأنا أسافر من خلال مجلة «أهلاً وسهلاً»، وفي ضيافتها.. صدقني، فهي من أهم المجلات التي أقرؤها، وأستمتع حقيقة بقراءتها، وخصوصًا أن وقت الطيران ممل ويمضي بصعوبة، ولكن مع المجلة تقصر المسافة، ومن بداية غلاف «أهلاً وسهلاً» إلى نهايتها أجد ما بداخلها أهلاً وسهلاً.