ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي

السياحة السعودية.. تطور مذهل وفرص واعدة!

تسليط الضوء على أهمية صناعة السياحة، واستقطاب رجال الأعمال للاستثمار فيها. 

استطلاع: عبدالعزيز محمد العريفي
تصوير: هشام شما
 

§ تتميز السياحة في المملكة بالتنوع والثراء.. وليست مرهونة بالنمط الترفيهي

§ السياحة مجال عمل للجميع، وهناك فرص عمل واعدة

§ المرأة السعودية باتت تملك المواهب والقدرات في كل المجالات

§ مقومات المملكة السياحية وجهة سياحية منافسة في الخليج والعالم العربي

 

في سياق الجهود التي تبذلها الهيئة العليا للسياحة لتحويل المملكة إلى قطب سياحي منافس، نظمت الهيئة الملتقى الأول للسفر والاستثمار السياحي بقاعة الأمير سلطان بن عبدالعزيز في مبنى الفيصلية.. ناقش الملتقى على مدى خمسة أيام الفرص المتاحة للاستثمار، والمعوقات، والاستفادة من تجارب الآخرين، واستقطاب رجال الأعمال السعوديين وترغيبهم للاستثمار في صناعة السياحة.

إلى وقت قريب لم تكن السياحة الداخلية تشكل هاجسًا لدى المواطن السعودي الذي تعود السياحة خارج الوطن واستمرأها، دون أن يعبأ بمحاولات الدولة الدؤوبة لإغرائه بجدوى السياحة داخل وطنه. ولم يكن رجل الأعمال السعودي، أيضًا، ليجازف بأمواله ويستثمرها في صناعة السياحة الداخلية، من هنا تأتي أهمية ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي، الذي نظمته الهيئة العليا للسياحة تحت شعار «السياحة للجميع.. شراكة لتنمية مستدامة»، ليسلط الضوء على أهمية قطاع السياحة والسفر لاقتصاد المملكة وخططها المستقبلية، ويؤكد على أن السياحة مجال عمل للجميع، حيث أصبح بإمكان المستثمرين، ورجال الأعمال، والقطاعات التجارية، والقطاعات الحكومية، الاجتماع سنويًا في هذا الملتقى، والخروج منه بفرص واعدة في مجال السياحة.
أقيم الملتقى بإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، الأمين العام للهيئة، وبمشاركة عدد من شركاء الهيئة من الوزارات، والهيئات، والمنظمات السعودية، في فندق الفيصلية بمدينة الرياض، وبرعاية من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، الذي تكرم بافتتاح فعاليات الملتقى.
يهدف الملتقى الذي استمر خمسة أيام إلى استنهاض صناعة السياحة في مجالات الخدمات السياحية، والإيواء، والفرص المتاحة للاستثمار في هذا المجال الحيوي، وتسليط الأضواء على معوقات الاستثمار السياحي، والاستفادة من تجارب الآخرين في هذا الصدد. فضلاً عن استقطاب رجال الأعمال السعوديين وترغيبهم للاستثمار في صناعة السياحة، إضافة إلى تسليط الضوء على مجموعة الفرص الاستثمارية والإمكانات المتاحة في سوق السفر والاستثمار السياحي السعودية، إلى جانب توفير فرص جديدة للعارضين للدخول في سوق السفر والسياحة السعودية، حيث تمتلك المملكة العربية السعودية أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط، ما أهلها لتكون مركزًا تجاريًا مهمًا في قطاع الأعمال.
وقد أقيم على هامش الملتقى معرض كبير شارك فيه عدد من كبريات الشركات، والجهات العاملة في مجال السفر والسياحة، وصاحب ذلك فعاليات تراثية في موقع الحدث، ورقصات شعبية جميلة، وصناعات حرفية وفنية أثرت المكان والزمان، ورسخت مفهوم الوطنية والوطن الواحد في الأذهان، فهنيئًا للهيئة العليا للسياحة على هذا الإنجاز الذي يضاف إلى منظومة من إنجازاتها المتميزة، وهنيئًا لأمينها النشط دومًا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان.
بحث المؤتمر في جلساته عدة محاور دارت حول فرص الاستثمار السياحي، ومقومات المملكة السياحية بوصفها وجهة سياحية منافسة في الخليج والعالم العربي.
كما تناول الملتقى المنتجات السياحية القائمة، والموارد البشرية السياحية، والمعلومات السياحية، والتسويق السياحي. كما دارت مناقشات مستفيضة بين المشاركين العرب والأجانب في ورشات عمل حول واقع السياحة في المملكة، تمحورت حول الاستثمار السياحي، وعلى مدى اليومين الأولين شاركهم عدد من كبار المتخصصين السعوديين في قطاع السياحة والاستثمار السياحي بالمملكة، في سلسلة من الجلسات أثيرت فيها قضايا وموضوعات مثل: «آثار المملكة وفرصها الواعدة في مجال الاستثمار السياحي»، و«الإحصائيات السياحية»، و«التنمية المستدامة في المنتجات السياحية»، و«الاستثمار السياحي.. الواقع والفرص»، و«تسويق الوجهات السياحية»، و«الموارد البشرية السياحية»، و«أهمية خدمة البحث والإنقاذ عن طريق الأقمار الصناعية بالمملكة بقطاع السياح».. وغيرها.
حظي الملتقى برعاية كبيرة من عدد من الشركات والجهات، مثل: «المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق»، راعيًا إعلاميًا، و«الخطوط الجوية العربية السعودية»، ناقلاً رسميًا، والتي تميز معرضها، الذي أقيم على هامش الملتقى في صالة قاعة الأمير سلطان بن عبدالعزيز، بكثير من المعروضات القيمة التي تشرح وتبين مدى ما وصلت إليه هذه الشركة العملاقة من تطور مذهل في غضون السنوات الأخيرة.
شهد الملتقى وجود حشد كبير من العناصر النسائية، من إعلاميات، وصحفيات، ومختصات سعوديات، ساهمن مساهمة فعالة في إنجاح الملتقى، ما أعطى مؤشرات ودلائل دامغة على أن المرأة السعودية باتت تملك المواهب والقدرات الفذة وروح المنافسة في كل المجالات، حتى فيما كان إلى وقت قريب قاصرًا على الرجل.
كما شارك في الملتقى عدد من الفنانين الذين ساهموا في تلطيف الأجواء الأكاديمية، وكسر جمود الدراسات الجادة، حيث عرضت أعمالهم في بهو مبنى الفيصلية الرائع، كالفنان علي الجاسر، وهو فنان شاب من القصيم، بهر الحاضرين بمنحوتاته الخشبية المتميزة، وأعماله الفنية التي أثارت الإعجاب حتى أن عددًا من الفنانين الإيطاليين جاؤوا لتصوير أعماله، وانهالوا عليه بالثناء والمديح، ودعوه إلى زيارة إيطاليا لعرض تماثيله ومنحوتاته هناك.
وبعد.. فإن السياحة في مملكتنا الحبيبة تتميز بالتنوع والثراء، وليست مرهونة بالنمط الترفيهي فحسب، فهناك، على سبيل المثال لا الحصر، السياحة البيئية ذات الارتباط الوثيق بالأماكن الطبيعة التي تزخر بها بلادنا الحبيبة، من جبال، وصحارى، ووديان، ورياض، وكهوف، ورمال، وبحار، وما يتبع ذلك من أنشطة أخرى مرتبطة، مثل: تسلق الجبال، والغوص، والصيد، والرحلات البرية.. وغيرها، وذلك يندرج، أيضًا، في السياحة الرياضية.
وهناك سياحة الثقافة والتراث، حيث تزخر المملكة بآلاف المواقع التراثية والثقافية، وسياحة المعارض والمؤتمرات، وسياحة الترفيه والمهرجانات التي تبرز تراث المملكة الغني بمقوماته السياحية والتراثية، وأبرزها مهرجان الجنادرية التراثي، ومهرجانات المدن، مثل: المدينة، وجدة، والطائف، وحائل، والباحة، والقصيم، وأبها.. وغيرها.
كما أن هناك أنواعًا أخرى من السياحة لا تقل أهمية عن سابقتها، مثل: سياحة الاستكشاف والمغامرات، وسياحة التسوق، وسياحة الاستشفاء والصحة، وسياحة التعليم، والسياحة الزراعية والريفية، فضلاً عن السياحة العظمى الحج والعمرة.
ومن أبرز مشاريع الهيئة العليا للسياحة مشروع تهيئة المواقع السياحية مثل: مشروع تطوير متنزه القمع في الباحة، ومشروع تطوير بحيرة دومة الجندل في الجوف، ومشروع جبل قدس في المدينة المنورة، ومشروع تطوير حرة رهط في المدينة المنورة، ومشروع العيون الحارة في جيزان، ومشروع تطوير منطقة شرما وقيال بمنطقة تبوك، ومشروع وجهة الطائف الجبلية الهدا والشفا، ومشروع مناخ العقيلات في مدينة بريدة، ومشروع تطوير جزر فرسان في جازان، ومشروع تطوير الوجهة السياحية الساحلية بالليث في منطقة مكة المكرمة، ومشروع تطوير رأس طرفة في جازان، ومشروع استثمار المباني الأثرية والتراثية.