october_banner

مدن

أصفهان

مدينة القصور والزهور

مدينة المساجد والجسور والقصور والجمال الآسر.

• طهران: عمر يوسف

pict1

أصفهان، أو أصبهان، مدينة إيرانية تقع في الجنوب الشرقي من المقاطعة المركزية في وسط إيران تقريبًا، وهذه المدينة التي كانت يومًا ما عاصمة لإيران تعد اليوم مقرًا إداريًا للمقاطعة. وتقع أصفهان بين طهران و شيراز، وقد حازت أهمية عبر التاريخ، وفي القرن السابع عشر أطلق عليها اسم «نصف جهان» أي «أصفهان نصف الدنيا»، وذلك لجمال طبيعتها، وكثرة بساتينها، وغاباتها الكثيفة التي تغطي جوانب شوارعها بأغصانها الكثيفة المتشابكة، والتي تتخللها أصابع الشمس الذهبية اللامعة أوقات الظهيرة وبداية الصباح المشرق، وبأصفهان اليوم ما يقدر بنحو مليون نسمة.

§ حديقة الزهور فيها أشبه بـ«مستشفى الأمراض النفسية»

§ من أشهر معالمها جسر الثلاثة والثلاثين قوسًا، وقصر الأربعين عمودًا

§ مساجد أصفهان لوحة فنية متناغمة

§ تتميز بجمال طبيعتها وكثرة بساتينها وغاباتها الكثيفة

    ويتوسط مدينة أصفهان نهر «زاينده» المفعم بالحيوية والحركة، والذي تغصّ ضفافه بسكان المدينة وبالسياح العرب والأجانب من مناطق إيران المختلفة، حيث تنساب مياهه من مرتفعات جبل بختياري الأصفر عبر مسافات طويلة، وهو نهر بديع المنظر تكثر فيه القوارب العوّامة، وهي إحدى وسائل التسلية الموجودة هناك، وتضفي عليها جمالاً بالحدائق والمتنزهات الخلابة الواقعة على ضفتيه مثل متنزه «ملت» وحديقة «بوستان وآئينه خانه» التي تعد جميعها مواقع سياحية جذابة لقضاء أوقات طيبة وممتعة.
    ويكتمل الاستمتاع بالطبيعة الخلابة الفاتنة والاسترسال بعبق السكينة بزيارة «باغَ كُلها» حديقة الزهور، والتي تتناثر فيها وبين جنباتها، وفي كل زواياها جميع أنواع الزهور الطبيعية الجميلة بأشكال مختلفة وألوان زاهية رائعة تزيح الهم من قلوب المهمومين، وبروائح شذاها الزكية التي تنعش المار بها.
    ويطلق بعض العرب من السعودية والخليج على هذه الحديقة «مستشفى الأمراض النفسية»، حيث يؤكدون ضرورة زيارة المرضى النفسانيين لها للاستشفاء الروحي بعبق ورودها وبأصوات تدفق المياه الجارية في أنهر صغيرة تتخلل الحديقة، حيث يستمتع الأطفال واليافعون باللعب بتلك المياه الباردة العذبة وارتشافها.

أصفهان.. نبذة تاريخية

    في عام (18هـ/ 640م)، فتح المسلمون أصفهان، وخلال الفتح الإسلامي شهدت المدينة العديد من المعارك كما شهدت، أيضًا، فترات زاهرة. وقد أعقب ضعف الخلافة في نهاية القرن العاشر الميلادي نشوء سلالات حاكمة محلية داخل إيران. وكان منشأ هذه السلالات التجمعات الأسرية، فكان غرب إيران يسيطر عليه الديلميون، والذين انقسموا بدورهم إلى البويهيين والكاكويين.pict2

المعالم الحضارية

    تميزت أصفهان عبر العصور بكثير من المعالم الحضارية التي قدمتها على عديد من مدن إيران، فقد اهتم حكام أصفهان بالعمارة وفنونها، ما كان له بالغ الأثر في تطور المدينة.

الجسور

    انتشرت بأصفهان العديد من الجسور والقناطر، ومن أقدم هذه الجسور جسر شهرستان الذي تم بناؤه في القرن الرابع عشر من الميلاد في شرق المدينة، ليربطها بقرية شهرستان في الجانب الشمالي بالمنطقة الزراعية على الضفة الجنوبية. وقد استمد بناء هذا الجسر من نماذج رومانية، وصممت له دعامات ضخمة لحماية العوّامات من سيول نهر «زايانديه»، كما وضعت صدادات في الجانب الموازي لاتجاه تدفق المياه للتقليل من ظاهرة الدوّامات التي تعمل على تآكل القراميد على الجوانب. وبحسب النموذج الروماني، توجد قنوات ثانوية في الدعامات، وتمتد هذه القنوات بامتداد الانحناء في القناطر الرئيسة بحيث تعامل مع أكبر قدر ممكن من المياه. ولتفادي مخاطر الانهيار بسبب اندفاع كميات كبيرة من المياه من العلو إلى الأجزاء الأقل اتساعًا، فقد تم شق قنوات أخرى إضافية للتصريف تجري من القنوات الثانوية، وتعود إلى القنوات الرئيسة، حيث يتوقع أن يكون منسوب الماء أقل، لأن عرضها أكثر اتساعًا.
    ومن أشهر الجسور في أصفهان كذلك جسر «سي» أو «سيه بول» الذي يتكون من ثلاثة وثلاثين قوسًا. وقد أصدر الشاه عباس الأول تكليفًا ببنائه لأحد قواده عام (1010هـ/ 1602م). واسم «سي» أو «سيه بول» مشتق من العبارة الفارسية «سي أو سيه» التي تعني ثلاثة وثلاثين. وقد تم بناء الجسر على عدد من العوّامات الهائلة الاتساع، وهناك صالة شهيرة لتقديم الشاي تتوسط هذه العوّامات يمكن الوصول إليها من الضفة الجنوبية. ومن الجسور الشهيرة في أصفهان، أيضًا، جسر «بول خاجو» الذي شيد بأمر الشاه عباس الثاني في مدخل طريق أصفهان شيراز. ويميز هذا الجسر التجاويف المزخرفة، والدهاليز والقناطر، وأعمال القرميد الرائعة، والأقواس التي تحلي المقصورات العليا والأجزاء السفلية الممتدة بين دعامات القناطر وبالأخص الفجوات المركزية.
    وكان الجسر في الأصل يعرف باسم «جسر اللهفيردي خان»، وهو القائد الذي وكل إليه بناؤه. ويعلو الجزء السفلي من الثلاثة والثلاثين قوسًا طبقة ثانية مؤلفة من قوس يعلو كل عوامة من العوامات وقوسين فوق كل قوس سفلي، ليكون شكل الجسر موافقًا لاسمه وليحظى، علاوة على ذلك، بمظهر إيقاعي. ويطوق الطريق في القمة أسوار عالية لتقي من الرياح، وتكون بمنزلة حماية للراجلين من الاصطدام بالمركبات المارة على الجسر. ويبلغ طول الجسر (295) مترًا وعرضه (13.75) متر. ويبلغ سمك الدعامات التي شيد الجسر عليها، والتي يبلغ عددها (34) دعامة، (3.49) متر. ويبلغ عرض القناطر (5.57) متر. ويوجد بالجزء الجنوبي من الجسر، حيث تجري مياه نهر زايانديه أكثر سرعة، قناطر أخرى.
    ومن الجسور الشهيرة، أيضًا، في أصفهان جسر بول إي خاجو «جسر خاجو» الذي بني فيما بين عامي (1051هـ/ 1642م) و(1077هـ/ 1667م) في أثناء حكم الشاه عباس الثاني. ويتخذ الجسر اسمه من ضاحية «خاجو» على الضفة الشمالية من نهر «زايانديه»، حيث يربط الجسر الضفتين الشمالية والجنوبية. ويستمد الجسر النقوش الموجودة به من جسر «بول سي أو سيه»، حيث تم بناؤه من خلال طبقتين، إلا أنه يمتاز بأنه توسع في العديد من ملامح الجسر القديم ونماها. ويبلغ طول هذا الجسر (110) أمتار، بينما يزيد عرضه قليلاً على (20) مترًا في أغلب مساره. وفي الجانب الشرقي من الجسر، توجد مصفاة شاهقة تجمع المياه وترفعها إلى ما يقرب من ارتفاع مترين. وبذلك يتوفر حوض يوفر مياه الري للمناطق الزراعية المحيطة من خلال سلسلة من القنوات. ومن خلال الجزء السفلي للجسر الذي يتكون من (20) قنطرة، توجد درجات مؤدية إلى الطابق الثاني الرحب، حيث توجد العديد من المحاريب المصممة لتجمع المارة والتقائهم.

القصور

    تشتهر أصفهان بالقصور العديدة التي تعود إلى عصور قديمة، وهي تتباين في تصميماتها وروعتها. ومن هذه القصور قصر «علي قابو» الذي يقع غرب ميدان «نقشي جاهان». وكان الغرض من بنائه استقبال السفراء والرسل من الدول الأخرى، ويتكون القصر من ستة طوابق تحوي العديد من الشرف. وتعد الزخارف الجصية واللوحات الموجودة في هذا القصر من الأشياء التي تبعث على الإعجاب.
    وهناك قصر «هاشت بهيشت» الذي تم تشييده في القرن السادس عشر إبان حكم الشاه سليمان الثاني. وهو يقع بالقرب من طريق شهار باغ، وفي مقابل طريق «شيخ باهاي» الحالي. وتعد الأسقف المحلاة بالرسوم والمشغولات القرميدية واللوحات الحائطية من الأشياء التي تجعل هذا القصر جاذبًا للزوار.
    وكذلك يوجد القصر الملكي الذي يقع في الجنوب الشرقي من الميدان الواقع في وسط أصفهان، والذي كان يطلق عليه من قبل «ميداني شاه»، ويعني الاسم البوابة الكبيرة. وقد كان الغرض من مدخله الباهر أن يكون رمزًا يعكس سلطان الملوك الذين حكموا البلاد، كما تبين ذلك اللافتات المعلقة بالشرفة، وقد ظل هذا الإبهار موجودًا حتى الوقت الحاضر عندما تغير اسم الميدان إلى «ميداني إمام». وتمثّل الشرفة مكانًا نموذجيًا يمكن من خلاله مشاهدة مسابقات البولو التي كانت تقام في الميدان. وكانت تلك الشرفة محلاة بأشكال الطلاء على الجص الخارجي في الجزء الخلفي منها والزخارف الشجرية المتطاولة في السقف.
    أما الأعمدة، كتلك القائمة في «شيهل سوتون»، فقد كانت مغلفة بالمرايا الزجاجية، بحيث تعطي منظر سقف طاف في الهواء، وقد اتخذت الأعمدة من نوع الأشجار نفسه الذي اتخذت منه أعمدة «شيهل سوتون». ولم تحظ الطوابق السفلية بذلك القدر نفسه من الروعة والبهاء، بل اتخذت إيواء للحرس، وقد تم تعزيز الأمن في الغرف العلوية من خلال الدرج الضيق المنحدر والمؤدي إلى الطوابق العلوية والسفلية داخل المبنى. وقد تم تزيين الجزء الداخلي من المبنى بالمناظر الطبيعية والطيور المرسومة بجمال فائق وبعض الأشكال الأخرى.
    ومن القصور الجميلة، أيضًا، قصر الأربعين عمودًا.. وقد كان واحدًا من بين الثلاث مئة قصر التي بنيت في أصفهان أيام كانت عاصمة إيران. وقد اكتمل بناؤه في عهد الشاه عباس الثاني رغم أن البداية في تشييده قد ترجع إلى سنة (1006هـ/ 1598م). وقد أخذ القصر اسمه من الأعمدة المنتشرة في الشرفة، فمنها عشرون قد صفت في ثلاثة صفوف كل منها يتألف من ستة أعمدة، إضافة إلى عمودين آخرين على جانبي المدخل، وعندما كانت تنعكس هذه الأعمدة على سطح مياه البركة يصبح عددها وكأنه أربعون عمودًا.

الحدائق

    من أشهر حدائق أصفهان تلك التي شيدها الشاه عباس الثاني في قاعة استقبال قصر «الأربعين عمودًا»، وقد ضمت هذه القاعة حديقة مساحتها 26 فدانًا. ولا يزال المبنى قائمًا حتى الآن تحيطه الأشجار القديمة على مساحة كبيرة من مساحة الحديقة الأصلية. وتطل الشرفة الكبيرة من القصر على بركة عظيمة تعكس على صفحة مياهها العديد من الأعمدة. ويحوي الجزء العلوي من قاعة الزوار الكبيرة عددًا كبيرًا من اللوحات منها ما يعرض مناظر للشاه عباس في بعض الولائم والشاه إسماعيل والشاه طهماسب عند استقبالهما «همايون» ملك الهند. وعلى جدران الحجرات الأخرى توجد منمنمات ولوحات وأعمال أخرى أبدعتها أيدي الفنانين البارعين في هذا العصر.pict3

المساجد

    من أبرز ما يميز أصفهان المساجد الكثيرة التي تنتشر في أرجائها، وتمثل نموذجًا لفترات حكم مختلفة مرت بها إيران ومنها:

المسجد الجامع

    وهو من أقدم المساجد، وقد أنشأه الفاتحون المسلمون عام (23هـ/ 644م) عندما دخلوا البلاد، وكان أول أمره مسجدًا صغيرًا، ثم هدم وبني مرارًا حتى جاء السلاجقة فأعادوا بناءه على الصورة التي بقي عليها إلى اليوم. ولم يبق من أصل المسجد الجامع في أصفهان إلا جدرانه فقط، فالقاشاني، والقباب، والمآذن التي تزين المسجد تعود إلى العصور التالية لبناء المسجد. والمسجد مبني من الحجر والآجر، وينقسم بيت الصلاة إلى أربعة أواوين. والمبنى الحالي يرجع إلى عصر السلطان ملكشاه (464هـ/ 1072م- 484هـ/1092م) وهو الذي أقام قبته البديعة عام (470هـ/ 1080م)، وقد أضاف إليه السلطان «أولجايتو محمد خدابنده» قسمًا كبيرًا بين سنتي (702هـ/ 1303م - 715/ 1316م)، وعهد إلى وزيره محمد صافي بإنشاء محراب يعد من أجمل المحاريب الإيرانية، وهو مزين بالخزف والقاشاني.

مسجد الشاه عباس

    ومن الآثار الإسلامية الرائعة بمدينة أصفهان مسجد الشاه عباس الذي يشرف على ميدان شاه عباس من الناحية الجنوبية، والذي شيده المهندس علي الأصفهاني، ويعد من أفخم المساجد في أصفهان، فكان يمثل التكامل الفني المعماري الإسلامي، فجدرانه الداخلية والخارجية مكسوة بأجمل القاشاني الملون ذي الرسوم الزخرفية البديعة المنظومة، وعلى جانبي المدخل منارتان رشيقتان بارتفاع ثلاثة وثلاثين مترًا تقريبًا، في حين أن ارتفاع عقد المدخل بلونه الأزرق اللازوردي وزخارفه التي لا تضارع حوالي سبعة وعشرين مترًا. وإن كانت خطوط الستار القائم الزوايا المستقيم الأضلاع تباين كروية القبة من ورائه، كما ترتفع بينهما المنارتان النحيلتان الشاهقتان رأسيًا في اتجاه قائم بذاته. وتقوم قبته الزرقاء السامقة على قاعدة دائرية تكثر فيها النقوش والكتابات. ويقوم بيت الصلاة في المسجد على نظام الإيوانات لا الأروقة، والإيوان الأوسط هو إيوان القبلة والمحراب، وصحن المسجد تطل عليه البوائك من كل جهة، وجهة بيت الصلاة مكسوة بالقاشاني.

جامع نادر شاه

    وهناك جامع شاه سلطان حسين المعروف باسم «نادر شاه»، وهو مسجد ومدرسة من أجمل ما بناه المعماريون الإيرانيون عام (1008هـ/ 1600م). فبيت الصلاة أشبه بقاعة كبرى تقوم فوق معظم سقفها قبة ضخمة هي من أجمل قباب المسجد، وتحيط بالصحن المستطيل مجنبات على شكل إيوانات ذات طبقتين، ومنظر البوائك المشرفة على الصحن آية في الإبداع، وتتصل بإيوانات المجنبات أفنية صغيرة مربعة ومستطيلة في جوانبها غرف للسكن وخلوات للصلاة.

مسجد داشتي

    ومن مساجد أصفهان، أيضًا، مسجد داشتي، ويمكن رؤية هذا المسجد الصغير والوصول إليه من الطريق الذي يربط أصفهان بزيار، حيث يقع المسجد، والذي يسمى باسم القرية نفسها. ولعلّ تاريخ هذا المسجد يرجع إلى القرن الحادي عشر أو الثاني عشر الميلادي. وتعد البساطة الشديدة في بناء المسجد من العوامل التي تساعد على تتبع عمليات التشييد، بينما يساعد صغر حجمه وسهولة الوصول إليه الزوار على دراسة الأسلوب الذي تم به وضع القراميد المصقولة الزخرفية في البناء المحيط.

مسجد جوميه «مسجد الجمعة»

    ويعد مسجد الجمعة تعبيرًا حيويًا عن أربع مئة عام من العمارة الفارسية التي تظهر جليًا في المساحة الصغيرة التي يشغلها المسجد. ولذلك فهو يجمع العديد من الموضوعات والأفكار الزخرفية التي أفردت في العديد من الآثار الأخرى في أنحاء المدينة، ولعل قضاء يوم أو يومين في هذا المسجد يغني عن مشاهدة أغلب العمارة الباقية في المدينة.
وقد تم وضع الأساس للرواق الجنوبي إبان حكم السلاجقة في بداية القرن الثاني عشر الميلادي بأمر نظام الملك، وقد أعاد «أوزون حسن بيك أقويونلو» بناء السطح في عامي (879هـ/ 1475م- 880هـ/ 1476م)، كما تم إضافة المئذنتين في الوقت نفسه. وترجع الوطائد الرخامية والقرميد الفسيفسائي في داخل الإيوان إلى عصر أوزون حسن. وتم إدخال العديد من التعديلات في عهد الشاه «طهماسب». وفي الزاوية الشمالية الشرقية من المسجد يوجد مكان يعرف باسم «صفة عُمَر» نسبة إلى عمر بن عبدالعزيز الذي كان حاكمًا لأصفهان، لكن الغرض من إنشائه غير واضح على الإطلاق. ويشمل المسجد حجرة للصلاة، وما يشبه مدرسة أو كلية دينية. وقد أعاد الشاه سلطان حسين في القرن الثامن عشر بناء الإيوان الغربي للمسجد، حيث غطى البناء القرميدي الأصلي الخالي من الزخارف بعدد هائل من النقوش القرميدية والزخارف.