مدن |
||||||||
أصفهان مدينة القصور والزهور مدينة المساجد والجسور والقصور والجمال الآسر. • طهران: عمر يوسف أصفهان، أو أصبهان، مدينة إيرانية تقع في الجنوب الشرقي من المقاطعة المركزية في وسط إيران تقريبًا، وهذه المدينة التي كانت يومًا ما عاصمة لإيران تعد اليوم مقرًا إداريًا للمقاطعة. وتقع أصفهان بين طهران و شيراز، وقد حازت أهمية عبر التاريخ، وفي القرن السابع عشر أطلق عليها اسم «نصف جهان» أي «أصفهان نصف الدنيا»، وذلك لجمال طبيعتها، وكثرة بساتينها، وغاباتها الكثيفة التي تغطي جوانب شوارعها بأغصانها الكثيفة المتشابكة، والتي تتخللها أصابع الشمس الذهبية اللامعة أوقات الظهيرة وبداية الصباح المشرق، وبأصفهان اليوم ما يقدر بنحو مليون نسمة.
§ حديقة الزهور فيها أشبه بـ«مستشفى الأمراض النفسية» ويتوسط مدينة أصفهان نهر «زاينده» المفعم بالحيوية والحركة، والذي تغصّ ضفافه بسكان المدينة وبالسياح العرب والأجانب من مناطق إيران المختلفة، حيث تنساب مياهه من مرتفعات جبل بختياري الأصفر عبر مسافات طويلة، وهو نهر بديع المنظر تكثر فيه القوارب العوّامة، وهي إحدى وسائل التسلية الموجودة هناك، وتضفي عليها جمالاً بالحدائق والمتنزهات الخلابة الواقعة على ضفتيه مثل متنزه «ملت» وحديقة «بوستان وآئينه خانه» التي تعد جميعها مواقع سياحية جذابة لقضاء أوقات طيبة وممتعة. أصفهان.. نبذة تاريخية في عام (18هـ/ 640م)، فتح المسلمون أصفهان، وخلال الفتح الإسلامي شهدت المدينة العديد من المعارك كما شهدت، أيضًا، فترات زاهرة. وقد أعقب ضعف الخلافة في نهاية القرن العاشر الميلادي نشوء سلالات حاكمة محلية داخل إيران. وكان منشأ هذه السلالات التجمعات الأسرية، فكان غرب إيران يسيطر عليه الديلميون، والذين انقسموا بدورهم إلى البويهيين والكاكويين. المعالم الحضارية تميزت أصفهان عبر العصور بكثير من المعالم الحضارية التي قدمتها على عديد من مدن إيران، فقد اهتم حكام أصفهان بالعمارة وفنونها، ما كان له بالغ الأثر في تطور المدينة. الجسور انتشرت بأصفهان العديد من الجسور والقناطر، ومن أقدم هذه الجسور جسر شهرستان الذي تم بناؤه في القرن الرابع عشر من الميلاد في شرق المدينة، ليربطها بقرية شهرستان في الجانب الشمالي بالمنطقة الزراعية على الضفة الجنوبية. وقد استمد بناء هذا الجسر من نماذج رومانية، وصممت له دعامات ضخمة لحماية العوّامات من سيول نهر «زايانديه»، كما وضعت صدادات في الجانب الموازي لاتجاه تدفق المياه للتقليل من ظاهرة الدوّامات التي تعمل على تآكل القراميد على الجوانب. وبحسب النموذج الروماني، توجد قنوات ثانوية في الدعامات، وتمتد هذه القنوات بامتداد الانحناء في القناطر الرئيسة بحيث تعامل مع أكبر قدر ممكن من المياه. ولتفادي مخاطر الانهيار بسبب اندفاع كميات كبيرة من المياه من العلو إلى الأجزاء الأقل اتساعًا، فقد تم شق قنوات أخرى إضافية للتصريف تجري من القنوات الثانوية، وتعود إلى القنوات الرئيسة، حيث يتوقع أن يكون منسوب الماء أقل، لأن عرضها أكثر اتساعًا. القصور تشتهر أصفهان بالقصور العديدة التي تعود إلى عصور قديمة، وهي تتباين في تصميماتها وروعتها. ومن هذه القصور قصر «علي قابو» الذي يقع غرب ميدان «نقشي جاهان». وكان الغرض من بنائه استقبال السفراء والرسل من الدول الأخرى، ويتكون القصر من ستة طوابق تحوي العديد من الشرف. وتعد الزخارف الجصية واللوحات الموجودة في هذا القصر من الأشياء التي تبعث على الإعجاب. الحدائق من أشهر حدائق أصفهان تلك التي شيدها الشاه عباس الثاني في قاعة استقبال قصر «الأربعين عمودًا»، وقد ضمت هذه القاعة حديقة مساحتها 26 فدانًا. ولا يزال المبنى قائمًا حتى الآن تحيطه الأشجار القديمة على مساحة كبيرة من مساحة الحديقة الأصلية. وتطل الشرفة الكبيرة من القصر على بركة عظيمة تعكس على صفحة مياهها العديد من الأعمدة. ويحوي الجزء العلوي من قاعة الزوار الكبيرة عددًا كبيرًا من اللوحات منها ما يعرض مناظر للشاه عباس في بعض الولائم والشاه إسماعيل والشاه طهماسب عند استقبالهما «همايون» ملك الهند. وعلى جدران الحجرات الأخرى توجد منمنمات ولوحات وأعمال أخرى أبدعتها أيدي الفنانين البارعين في هذا العصر. المساجد من أبرز ما يميز أصفهان المساجد الكثيرة التي تنتشر في أرجائها، وتمثل نموذجًا لفترات حكم مختلفة مرت بها إيران ومنها: المسجد الجامع وهو من أقدم المساجد، وقد أنشأه الفاتحون المسلمون عام (23هـ/ 644م) عندما دخلوا البلاد، وكان أول أمره مسجدًا صغيرًا، ثم هدم وبني مرارًا حتى جاء السلاجقة فأعادوا بناءه على الصورة التي بقي عليها إلى اليوم. ولم يبق من أصل المسجد الجامع في أصفهان إلا جدرانه فقط، فالقاشاني، والقباب، والمآذن التي تزين المسجد تعود إلى العصور التالية لبناء المسجد. والمسجد مبني من الحجر والآجر، وينقسم بيت الصلاة إلى أربعة أواوين. والمبنى الحالي يرجع إلى عصر السلطان ملكشاه (464هـ/ 1072م- 484هـ/1092م) وهو الذي أقام قبته البديعة عام (470هـ/ 1080م)، وقد أضاف إليه السلطان «أولجايتو محمد خدابنده» قسمًا كبيرًا بين سنتي (702هـ/ 1303م - 715/ 1316م)، وعهد إلى وزيره محمد صافي بإنشاء محراب يعد من أجمل المحاريب الإيرانية، وهو مزين بالخزف والقاشاني. مسجد الشاه عباس ومن الآثار الإسلامية الرائعة بمدينة أصفهان مسجد الشاه عباس الذي يشرف على ميدان شاه عباس من الناحية الجنوبية، والذي شيده المهندس علي الأصفهاني، ويعد من أفخم المساجد في أصفهان، فكان يمثل التكامل الفني المعماري الإسلامي، فجدرانه الداخلية والخارجية مكسوة بأجمل القاشاني الملون ذي الرسوم الزخرفية البديعة المنظومة، وعلى جانبي المدخل منارتان رشيقتان بارتفاع ثلاثة وثلاثين مترًا تقريبًا، في حين أن ارتفاع عقد المدخل بلونه الأزرق اللازوردي وزخارفه التي لا تضارع حوالي سبعة وعشرين مترًا. وإن كانت خطوط الستار القائم الزوايا المستقيم الأضلاع تباين كروية القبة من ورائه، كما ترتفع بينهما المنارتان النحيلتان الشاهقتان رأسيًا في اتجاه قائم بذاته. وتقوم قبته الزرقاء السامقة على قاعدة دائرية تكثر فيها النقوش والكتابات. ويقوم بيت الصلاة في المسجد على نظام الإيوانات لا الأروقة، والإيوان الأوسط هو إيوان القبلة والمحراب، وصحن المسجد تطل عليه البوائك من كل جهة، وجهة بيت الصلاة مكسوة بالقاشاني. جامع نادر شاه وهناك جامع شاه سلطان حسين المعروف باسم «نادر شاه»، وهو مسجد ومدرسة من أجمل ما بناه المعماريون الإيرانيون عام (1008هـ/ 1600م). فبيت الصلاة أشبه بقاعة كبرى تقوم فوق معظم سقفها قبة ضخمة هي من أجمل قباب المسجد، وتحيط بالصحن المستطيل مجنبات على شكل إيوانات ذات طبقتين، ومنظر البوائك المشرفة على الصحن آية في الإبداع، وتتصل بإيوانات المجنبات أفنية صغيرة مربعة ومستطيلة في جوانبها غرف للسكن وخلوات للصلاة. مسجد داشتي ومن مساجد أصفهان، أيضًا، مسجد داشتي، ويمكن رؤية هذا المسجد الصغير والوصول إليه من الطريق الذي يربط أصفهان بزيار، حيث يقع المسجد، والذي يسمى باسم القرية نفسها. ولعلّ تاريخ هذا المسجد يرجع إلى القرن الحادي عشر أو الثاني عشر الميلادي. وتعد البساطة الشديدة في بناء المسجد من العوامل التي تساعد على تتبع عمليات التشييد، بينما يساعد صغر حجمه وسهولة الوصول إليه الزوار على دراسة الأسلوب الذي تم به وضع القراميد المصقولة الزخرفية في البناء المحيط. مسجد جوميه «مسجد الجمعة» ويعد مسجد الجمعة تعبيرًا حيويًا عن أربع مئة عام من العمارة الفارسية التي تظهر جليًا في المساحة الصغيرة التي يشغلها المسجد. ولذلك فهو يجمع العديد من الموضوعات والأفكار الزخرفية التي أفردت في العديد من الآثار الأخرى في أنحاء المدينة، ولعل قضاء يوم أو يومين في هذا المسجد يغني عن مشاهدة أغلب العمارة الباقية في المدينة.
|
||||||||
|
||||||||