مهرجانات |
||||||||
بادرة سعودية للمِّ شمل العرب الثقافي إحياء سوق عكاظ بالطائف سوق إسلامية تشير كتب التاريخ إلى أن فترتها الإسلامية أطول من فترتها في الجاهلية. • الطائف: عبدالهادي صالح امتزج الماضي بالحاضر، وانبثقت رائحة التاريخ في حفل افتتاح المهرجان السنوي الثاني لسوق عكاظ التاريخية بمدينة الطائف، والذي رعاه أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الثلاثاء 18/8/1429هـ.. وتأتي إعادة إحياء سوق عكاظ بادرة سعودية للمِّ شمل العرب في مختلف مجالات الفنون والثقافة، وما وصلت إليه من تطور وتجديد على مستوى الشعر والأدب عمومًا. يعود تاريخ هذه السوق إلى العصر الجاهلي، وقيل إنها بدأت بعد عام الفيل بخمس عشرة سنة، واستمرت حتى صدر الإسلام، واختُلف في تحديد موضعها، ولكنه ثبت مؤخرًا أن الموقع الصحيح يقع على بعد «10» كم عن مطار الحوية، ونحو «40» كم عن الطائف في الشمال الشرقي على يمين المتجه إلى الرياض عبر طريق الطائف. العام الثاني ووفق الأمين العام لسوق عكاظ د.جريدي المنصوري فهذا هو العام الثاني لإعادة إحياء سوق عكاظ التاريخية بعد انقطاع دام 13 قرنًا في المكان نفسه الذي كان يتفاخر الشعراء فيه بقصائدهم، ويعرض العرب فيه تاريخهم ونشاطاتهم التجارية. وإعادة إحيائها واجب وطني في ظل اعتبارات استراتيجية للنظر إلى الوضع الثقافي والحضاري للسعودية في ظل المنظومة العالمية. من هنا، فإن البحث والتنقيب عن الآثار جانب مهم تمامًا مثلما هو البحث في متطلبات المستقبل، والسوق تنطلق من تاريخها القديم والعريق لتنفتح على آفاق مستقبلية، ويتوقع منها أن تكون شيئًا مذكورًا في الأيام المقبلة لتنافس الأسواق والمهرجانات الثقافية في الوطن العربي. ملحمة تاريخية بعدما أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بدء انطلاق فعاليات سوق عكاظ عُرض تقرير مصور عن تاريخ السوق، وقُدمت ملحمة سوق عكاظ التاريخية التي تحكي عن أهمية السوق عند العرب والفنون الأدبية كالشعر، والخطابة، ومقارعة الشعراء بالقصائد، وحرصهم على سلامة اللغة وحفظها، مرورًا بقصة هدم السوق عام 129هـ، وصولًا إلى وقتنا الحاضر، وإعادة إحيائها في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والنهضة العمرانية التي تشهدها السعودية في مختلف المجالات. إحياء السوق وفق الشاعر محمد ولد الطالب، من موريتانيا، فإن اسم سوق عكاظ له مكانة خاصة في قلب كل شاعر وعربي، لما يحمله من زخم تاريخي وبُعد إبداعي، خصوصًا في فن الشعر العربي، وإعادة إحياء السوق تعد أملاً كبيرًا للشعراء العرب في هذا الزمن الذي يعيش فيه الشعر نكسة وتراجعًا، وإن كانت برامج أمير الشعراء وشاعر المليون قد ألقت حجرًا في بحيرة الشعر العربي الراكدة، إلا أن مشروع سوق عكاظ الثقافي الشعري الكبير تعلق عليه الآمال في تقديم الأدب العربي، ومواجهة الثقافات الأخرى به. الأجيال القديمة ويقول الشاعر المصري محمد عفيفي مطر: إن الأجيال العربية القديمة التي خرجت من رحم الجزيرة العربية استطاعت أن تقدم وجهًا جديدًا ومشرقًا للعالم، واستطاعت نشر آدابها وفنونها وتراثها من سوق عكاظ التاريخية، والتي نعدّها في الحقيقة منبع الأدباء والشعراء القدامى في تاريخنا العربي، وإنَّ شعر الأمم هو مثل جوقة كبرى هائلة العدد من العازفين والمغنين، ولكن الكل يؤدي شيئًا واحدًا هو روح الأمة. خطوة سليمة ويقول الناقد اليمني د.محمد صالح بلعفير: إن سوق عكاظ قد احتلت في الماضي مكانة اقتصادية، وتجارية، وأدبية، وسياسية كبيرة، ولهذا فإن محاولة إحيائها من جديد تشكل خطوة سليمة وصحيحة نحو إعادة الاعتبار إلى هذه السوق الكبيرة التي تعد من أهم أسواق العرب الموسمية، ونحن نعلم علم اليقين أن الثقافة العربية تستمد أصولها وجذورها من مناهل الموروث الأدبي والثقافي ومنابعه عمومًا، ولذلك يجب الالتفات الآن إلى هذا الجانب ليكون للعرب صوتهم المسموع في أرجاء العالم أجمع. وهذا يتطلب بالضرورة توحيد جهود بعض الشخصيات الموجودة في الجزيرة العربية والخليج، والتي اهتمت منذ سنوات بالأدب والشعر الفصيح ومحاولة إعادته إلى موقعه الصحيح، وأن تتكاتف الجهود لإقامة المزيد من المهرجانات الثقافية. وهذه المهمة يجب أن تنطلق من عكاظ على أساس أن هذه السوق كانت تقريبًا السوق العربية الوحيدة التي احتضنت في الماضي كل شعراء العرب وأدبائهم، حيث انطلقت المعلقات الشهيرة. فلهذا يجب أن تتوحد الجهود مرة أخرى لنسمع قصائد حديثة وشعراء جددًا. شلالات الفرح وفق د.عائض الزهراني، المنسق العام للجان سوق عكاظ، فلا شك أن شلالات الفرح عادت إلى جميع المثقفين والأدباء في العالم العربي مرة أخرى لعودة سوق عكاظ التي تعد الاحتفال الثقافي الكبير، والتي ظهرت في خاصرة الفكر والثقافة العربية، وهي اليوم تعود بقوة وبوهج آخر وتمارس دورها التنويري والتثقيفي والاجتماعي، واتسعت آفاق السوق وفضاءاتها، بحيث تشكل مدينة ثقافية عالمية متنوعة بكل ما يتصل بالفكر والفنون جميعها، وذلك بإيجاد بنية تحتية جيدة، وبعملية تنويرية، ومناهج تمارس دورها الثقافي والفني. تاريخ السوق وتقول د.حنان عنقاوي، رئيسة اللجنة النسائية الثقافية في سوق عكاظ: لو رجعنا إلى تاريخ السوق لوجدنا أنها كانت فرصة لاكتشاف المواهب، والاحتفاء بالشعراء الجدد وعرض قصائدهم على لجنة التحكيم في ذلك الوقت «النابغة الذبياني ومن معه». فلو استطعنا اليوم أن نصل بالسوق إلى ذلك، وتم اكتشاف المواهب في مختلف الفنون، وبدأنا نمية القدرات لأصبح إنجازًا كبيرًا. التراثي الإسلامي ويقول د.عبدالعزيز السبيل، وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية: حينما نتحدث عن سوق عكاظ فنحن نتحدث عن سوق بدأت في الجاهلية وامتدت إلى عام 129هـ، فنحن إذًا نتحدث عن سوق إسلامية في واقع الأمر، لأنها، حسبما تشير كتب التاريخ، في فترتها الإسلامية أطول من فترتها في الجاهلية، على أساس أنه ليس هناك تاريخ محدد لبدايتها في العصر الجاهلي.
|
||||||||
|
||||||||