حكام يمدون أيديهم لمصافحة كل خير
يوم المملكة الوطني
ذكرى إقامة الدولة السعودية التي جمعت شمل الأمة، ووحدت أركانها تحت مظلة راية التوحيد.
• الرياض: أميرة المالكيً
§ في أرض الحرمين الشريفين كرم الله الأمة الإسلامية بحكام يتولون أمر خدمة الإسلام، ويرعون كرامة مقدساتهم
§ لقد وفق الله المؤسس الملك عبدالعزيز، رحمه الله، إلى توحيد أرضه، وتنظيم دولته على أساس من التحديث والتطوير
§ في كنف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، نتسلق أسوار العمل الدؤوب بأجيال نهتم بأمر تعليمهم، وبناء عقولهم
يوم الخميس الأول من الميزان عام 1309هـ/ش الموافق 21 جمادى الأولى 1351هـ، الثالث والعشرين من شهر سبتمبر 1932م، يوم مشهود في تاريخ المملكة، فهو تسجيلٌ عظيمٌ لذكرى إقامة الدولة السعودية، التي جمعت شمل الأمة ووحدت أركانها تحت مظلة راية التوحيد كثمرة ناضجة لجهود الملك المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه.
وأصبح هذا التاريخ موعدًا لاحتفال مجيد باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية في كل عام. يفرح به المواطن، والمقيم، ويستبشر بخيراته العالم العربي والإسلامي معًا.
حكامنا العقد الثمين
العظماء وحدهم ينقشون تاريخهم بماء المجد في صفحات الفخر، وحدهم من يجعلون الخير غيمًا لا يمل الانهمار، تزهو بعزمهم الأوطان، وتترف بحنكتهم الأجيال، بعطائهم يكون الأمن والفضيلة أفياء وظلالاً. وبقيادتهم الحكيمة المتأصلة بتعاليم الدين الحنيف تتجه الدولة بهم نحو السيادة والرفعة بين الأمم.
في أرض الحرمين الشريفين كرم الله الأمة الإسلامية بحكام يتولون أمر خدمة الإسلام، ويرعون كرامة مقدساتهم، ويمدون أيديهم لمصافحة كل خير بكل أرض. يسعون إلى حفظ أمن كل مسلم ارتحل إلى بيت الله العتيق، وإلى مسجد رسوله الكريم. يبنون مجدًا حضاريًا يتحاكى عنه القاصي والداني لأجل عزة ورفعة يفخر بها المسلمون. فكل خير يُسبغ على أرض الحرمين هو فضل وكرم لكل مسلم في أقصى الأرض وأدناها.
ومنذ أن ارتدى الملك عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، رداء الجهاد لتوحيد أطراف الجزيرة العربية من الحجاز غربًا حتى أطراف الشرق على الخليج العربي، ومن أقصى الشمال إلى حدود الجنوب، منذ ذلك الحين ونحن في المملكة العربية السعودية ننهل من نهر خير وكرامة لا ينضب.
ولقد وفق الله المؤسس الملك عبدالعزيز، رحمه الله، إلى توحيد أرضه، وتنظيم دولته على أساس من التحديث والتطوير الذي يتناسب مع المكانة الجديدة التي سعى إليها هو ومن أتى من بعده من أبنائه الكرام بداية من الملك سعود بن عبدالعزيز، رحمه الله، ومن ثم الملك فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله، والملك خالد بن عبدالعزيز، رحمه الله، ثم خلفه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، ليتسلم زمام الأمر بعد رحيله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أطال الله في عمره على كل ما يحبه ويرضاه.
وارتقت المملكة هامة المجد بسبب ما يؤمن به قادتها من ضرورة تأصيل للعلاقات الدولية المثمرة، وتعزز موقف الدولة السعودية في المحافل الدولية بسبب النظرة السياسية البعيدة المدى، وأصبح لها الحق في المشاركة في القرارات المصيرية التي تهم الدول الإسلامية والعربية الشقيقة.
وكل هذا الفضل، وذاك الخير يعود، بعد توفيق الله تعالى، إلى تضافر الجهود، وإلى الصلة القوية المتينة بين أبناء الشعب المحبين والقادة الغر، الساعين إلى بناء دولة تكون رمزًا للوحدة والقوة والأمان، والطمأنينة والتقدم والحضارة، والنظام والعلم وبناء المؤسسات، وإقامة المشروعات، وتحقيق الإنجازات في الصناعة والزراعة والخدمات، وبناء المدارس والمعاهد والجامعات وتحقيق الأمن والعدل، في ظل حكومة ترعى مصلحة مواطنيها، وتهتم بكل ما من شأنه رفعة هذه البلاد وتقدمها، وتحقيق الخير والمصلحة لأبنائها، وكل من اتخذها مآلاً له.
الملك عبدالله
قال الملك عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه، في كلمة له في مؤتمر إسلامي عام 1345هـ: «إن أحــب الأمور إلينــا أن يجــمــــع الله كلمة المســـلمين، فيــؤلف بين قلوبهم، ثــم بعد ذلك أن يجمــع كلمــة العــرب، فيــوحد غــايــاتهـم ومقاصــدهم ليســيروا في طريق واحـد يوردهم مورد الخيــر».
وظل سعيه الحثيث نحو وحدة إسلامية، مظلة يستظل بها كل أبنائه من بعده، ونهجًا ينتهجه كل قائد سعودي يحمل بين جنبيه إيمانًا قويًا بضرورة التعاضد، والتآخي لنيل الحياة الكريمة الآمنة.
ونحن اليوم في كنف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، نتسلق أسوار العمل الدؤوب بأجيال نهتم بأمر تعليمهم، وبناء عقولهم. نتلمس الغمام بنساء سعوديات ورجال سعوديين يعملون من أجل وطن يحبونه ويحبهم، يفخرون به ويتفاخر بهم. نحن اليوم نكمل المسير نحو حيوات أكثر إشراقًا بفضل الشرفات التي يفتحها لنا ولاة أمرنا، هم في سعي، ونحن في تقدم.
نحن اليوم وكل يوم نشق عنان السماء افتخارًا، وفرحًا بكل ما نراه من سحائب الخير السعودية التي تزور بلدان العالم الإسلامي والعالم العربي، والعالم الغربي الذي ما فتئت عمليات الإرهاب تطفئ نور السلام بيننا وبينهم حتى اعتلى خادم الحرمين صهوة جواد المصالحة، والحوار بين الأديان، وجمع في كفه المسالمة المعطاءة كل أطراف الخلاف، وقرب بينها، وردم الفوارق ونبذ الخلاف بين أتباع الديانات، بدعوة كريمة منه لحوار يستخلص منه العالم أجمع سماحة الإسلام، وصفاء سريرته، وطُهر عقيدته. وقبل العالم دعوته، فكان اللقاء في المؤتمر الدولي في مدريد يوم الأربعاء بتاريخ 16/7/2008.
وقال حفظه الله: «جئتكم من مهوى قلوب المسلمين، من بلاد الحرمين الشريفين حاملاً معي رسالة.. تبشر الإنسانية بفتح صفحة جديدة يحل فيها الوئام بإذن الله محل الصراع».
وشدد، حفظه الله، في حديثه للدول على القواسم المشتركة التي تجمع الأديان السماوية الكبرى وأهمها الإيمان بالله الواحد، وهذا الإيمان كفيل أن يضع الأمم في مصلحة واحدة وهي تحقيق ما أمر الله به من رعاية لحقوق الإنسان، وعدم التعدي عليه، وحفظ أمنه، وحرمة ترويعه في نفسه، أو ماله، أو أهله.
وقال في كلمته، رعاه الله: «إننا جميعًا نؤمن برب واحد، بعث الرسل لخير البشرية في الدنيا والآخرة، واقتضت حكمته سبحانه أن يختلف الناس في أديانهم، ولو شاء لجمع البشر على دين واحد. ونحن نجتمع اليوم لنؤكد أن الأديان التي أرادها الله لإسعاد البشر يجب أن تكون وسيلة لسعادتهم».
ولا يزال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يسعى حثيثًا من أجل وصد أبواب الفتنة، وبناء قنوات مفتوحة على العالم، لإيمانه بضرورة الإخاء، والتصافي، وحفظ حقوق البشر في كل أرجاء الكرة الأرضية. ولأنه ولي أمر يدرك بحنكته أن من أشد تعاليم الدين الإسلامي «البناء»، ولا يمكن أن يتم تعمير الأرض دون السلام.
الاحتفال بالوطن
في أفياء دولتنا الحبيبة نبني صروح أمل، اللبنة فيها الحب، والإخاء، والحفاظ على تعاليم ديننا الحنيف. نقدم الولاء لقائدنا، ونفتح أكفنا، وقلوبنا له.. ونحتفل كل عام بحريتنا على أرضنا، وكرامتنا تحت سمائنا..
«الوطن» ميراثنا وثقافتنا الذي يجب أن نرصده بعين الحرص، ونحفظه من كل باغ يريد به السوء. وفي يوم 23 من سبتمبر من عام 2008 الموافق للأول من الميزان1387هـ ش، ستفرح المدن، وتتغنى الرمال، سيكون للبحر قصيدته، وللجبال ابتهالها البديع.. فكلنا أرضنا.. وكلنا «السعودية».
|