رحلات

جزر ميناء طرابلس شمال لبنان

تاج المدينة

ملاذ للراغبين في الاستمتاع بالبحر والتمتع برؤية طيور، ونباتات، وسلاحف، وقواقع نادرة.

• طرابلس: رولا حميد

§ فيها نورس «أودوين» المهدد بالانقراض عالميًا، وبعض الدلافين، والفقمة، وأربعة أنواع من السحالي النادرة

§ أنوار الجزر تنعكس الأشعة المتلألئة منها على صفحات البحر

§ المنارة تعمل بالطاقة الكهربائية بوساطة خلايا تحول الطاقة الشمسية إلى كهرباء

البحر مزار وملاذ يجذب الرواد في الصيف، ويعد في كل أرجاء الدنيا المتنفس الطبيعي والمكان الأنسب للترفيه، وهو الملجأ والمكان الطبيعي الذي يقصده الناس هروبًا من الحر.

    تعد الجزر المنتشرة على بعد كيلومترات من مدينة وميناء طرابلس شمال لبنان الملاذ لسكان المنطقة وزوارها الذين يبحثون عن عالم أفضل يلبون فيه شغفهم باللهو والمرح، حيث تتميز هذه الجزر بالسياحة البيئية التي تنفرد بها ولا يوجد لها مثيل على طول الشاطئ لجمالها، ومتعتها، وتمايزها عن سائر المعالم السياحية التي تنتشر في أنحاء لبنان، لكونها محمية طبيعية تجذب الراغبين في الاطلاع على ثروتها النباتية، والطيور النادرة الوافدة إليها.

تاج المدينة

    وتشكل هذه الجزر المتناثرة على مقربة من شاطئ الميناء عقدًا يجعل من المدينة تاجًا لها، وقد بدأت الحياة البيولوجية تعود إلى طبيعتها فيها، وظهرت النباتات البحرية الفريدة، وعادت بعض الطيور والقواقع إلى الظهور مجددًا، وهناك جهود حثيثة لتطوير جزر المحمية، وتجميلها، وتسهيل النزول إليها، والقيام بمشاريع حضارية عليها تتناسب مع التوازن البيئي، لتشجيع السياحة البيئية في لبنان، ومواجهة التهديدات التي تترصد المحمية، أو على الأقل الحد منها، وتعزيز استمتاع الزائرين بمعالم المحمية الطبيعية التراثية بشكل لا يؤذي عناصرها الطبيعية.

الاستمتاع بالبحر

    وتعد هذه الجزر ملاذًا للراغبين في قضاء يوم ممتع بأقل كلفة ممكنة، حيث تقوم بأربع مهام في وقت واحد: الاستمتاع بالبحر، وقضاء فترة من المرح واللهو، والتمتع برؤية طيور، ونباتات، وسلاحف، وقواقع نادرة، ومراقبة البحوث العلمية التي تجرى بوساطة اختصاصيين دوليين.
    وهذا يعني أن الجزر وتحديدًا محمية جزر «النخل» قد استعادت بعض توازنها الطبيعي، بعد أن عادت بعض الطيور والحيوانات إلى الظهور، وسجل تكاثر الطيور الزائرة التي تأتي للتفقيس، كما استعادت الشواطئ الرملية في المحمية دورها كمركز لتفقيس السلاحف بأنواعها، وسجلت عودة بعض الأسماك والحيوانات البحرية التي كانت مهددة بالانقراض، وعادت الحشائش والنباتات غير المعروفة في لبنان إلى النمو.
    ويؤكد بعض المهتمين بمتابعة الجزر أنه تم التأكد من ظهور نورس «أودوين» المهدد بالانقراض عالميًا، وبعض الدلافين، والفقمة، وأربعة أنواع من السحالي النادرة، والسلحفاة الخضراء، والسلحفاة الكبيرة الرأس المهددة بالانقراض أيضًا.

جزيرة البقر

    جزر عبدالوهاب، والبلان، والرميلة، والثانية، والثالثة هي مقصد الباحثين عن المتعة، يتمتعون ويتسامرون فيها، حيث تنتشر في الجزيرة المعروفة باسم «جزيرة عبدالوهاب» أو «جزيرة البقر» الواقعة قرب شاطئ الميناء مساحات خضراء تحتوي على ملاعب للأطفال، وملعب كرة قدم شاطئية، وتتوافر فيها أنشطة ترفيهية للسكان المحليين، وتنار بشكل منظم، فتنعكس الأشعة المتلألئة منها على صفحات البحر، ما زاد جمال المنطقة.

جزيرة النخل

    أعلنت محمية طبيعية في مارس عام 1992، وتبعد 5.5 كم عن شاطئ البحر، وتضم جزيرة «النخل» أو «الأرانب»، وهي أكبر جزر المحمية، والتي تبلغ مساحتها 20 هكتارًا، وهي مسطحة دون تضاريس، وترتفع أعلى نقطة فيها 6 أمتار عن سطح البحر، ويفصل الوسط الترابي فيها بين الجزء الرملي، وفيها بئر ماء عذب، وملاحة صغيرة، وبقايا كنيسة تعود إلى الفترة الصليبية، وكانت توجد فيها مجموعة من الطيور النادرة كالقواقع، والنباتات الفريدة، وبعض الكائنات البحرية الأخرى.

جزيرة الفنار

    جزيرة «سنني» تبلغ مساحتها 4 هكتارات، وهي جزيرة صخرية مسننة ذات شاطئ رملي محدود، والجزيرة الثالثة هي «رامكين» أو جزيرة «الفنار»، وتبلغ مساحتها 1.6 هكتار، وهي جزيرة صخرية ترتفع أعلى نقطة فيها عن سطح البحر 12 مترًا، وفيها بقايا فنار قديم «منارة»، جرى تجديده، حيث باتت المنارة تعمل بالطاقة الكهربائية بوساطة خلايا تحول الطاقة الشمسية إلى كهرباء، وقد نفذت في المحمية مجموعة من الخطط والبرامج التي تهدف إلى الحفاظ عليها وحمايتها بيئيًا، وتحظى بحماية عالمية، نظرًا لكونها حوضًا بحريًا طبيعيًا، واستراحة للطيور المهاجرة، وتفريخها، ومقرًا لتعشيش السلاحف البحرية وتفريخها أيضًا، وهي سلاحف مسؤولة عن إقامة التوازن الطبيعي في البحر، لأنها تقتات على العشب اليابس، فتنظف البحر منه، مفسحة المجال لإنبات أعشاب جديدة تتخذها الأسماك مبيضًا يجدد نوعها.

الطيور المائية

    وقد أعلنت المحمية منطقة تتمتع بأهمية خاصة وفقًا لبروتوكول المناطق المحمية، وهي مذكورة في اتفاقية برشلونة لحماية البحر الأبيض المتوسط من التلوث، وهي اتفاقية أبرمها لبنان عام 1994، كما أعلنت منطقة رطبة ذات أهمية دولية بوصفها موئلًا للطيور المائية، ومنطقة مهمة للطيور وحمايتها من قبل المجلس العالمي لحماية الطيور.
    وقد تمت زراعة 570 شجرة في جزيرة النخل، ونُظف البئر لريها، وأقيم ممر للمشاة وسقالة للمراكب، وأقيمت فيها مناطق للترفيه، وأخرى للبحث العلمي.
    أما جزيرة «سنني»، فقد تم تنظيفها من المخلفات، وافتتحت للزيارة في أغسطس عام 1998، وأقيم فنار حديث في جزيرة «رامكين» يعمل بالطاقة الشمسية.