قصر باكينجهام
أشهر معالم لندن
زوار القصر على موعد هذه السنة مع المائدة الملكية الشهيرة.
• لندن: أهلاً وسهلاً
§ تجري العادة أن تولم الملكة على شرف الضيف في الليلة الأولى لزيارته في أحد قصورها
§ يبدأ موظفو القصر تحضير السفرة قبل يومين من موعد مأدبة العشاء، ويعطى لكل شخص مدعو مساحة تقدر بـ45 سنتيمترًا
§ تحضير الطعام يتم على أيدي 20 طاهيًا، وتقدم لائحة الطعام باللغة الفرنسية وليست الإنجليزية
يعد قصر باكينجهام معلمًا سياحيًا بامتياز، تميزت به العاصمة البريطانية لندن طيلة السنة.. وإن لم تكن تصدق ذلك، فما عليك سوى الذهاب إلى موقع القصر في أي يوم تشاء وستفاجأ بحجم السياح الذين يحيطون بالقصر لتصويره، أو التصور أمامه، أو مع حراسه المشهورين، أو طمعًا في لمح أحد أفراد العائلة المالكة البريطانية لدى دخولهم أو خروجهم.
لكن في الصيف، وتحديدًا خلال شهري أغسطس وسبتمبر من كل عام، حين تغادر الملكة إليزابيث القصر لقضاء عطلتها الصيفية خارجه، يصبح لزيارة باكينجهام معنى آخر، فأبوابه تفتح أمام العامة الطامعين في اكتشاف محتويات هذا الصرح التاريخي بكل ما تحويه الكلمة من معنى.
وبالتأكيد تشمل الزيارة أماكن وصالات معينة، وفي كل عام يعمد القائمون على تنسيق هذا البرنامج إلى تسليط الضوء على جانب جديد، وهذه السنة قرر فريق العمل إعطاء السياح فرصة استثنائية لمعرفة كيف يكون شكل المأدبة الملكية التي تعد في القاعة الرئيسة بالقصر خلال زيارات الرؤساء والملوك الأجانب للبلاد، وهي المأدبة التي تعرف بـاسم (State Banquet).
مائدة الملوك
يتضمن برنامج الملكة، عادة، زيارتين سنويًا لقادة الدول إلى المملكة المتحدة، وزيارتين للملكة نفسها إلى الخارج، ما عدا الحالات الاستثنائية.
وتجري العادة أن تولم الملكة على شرف الضيف في الليلة الأولى لزيارته أحد قصورها، ويقع الاختيار، غالبًا، على قصر باكينجهام الذي استضاف خلال عهد الملكة الحالية إليزابيث الثانية، الذي بدأ 77 مأدبة من هذا النوع عام 1952، وكان آخر من أولمت على شرفهم فيه، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي زار بريطانيا نوفمبر الماضي.
أما قصر وندسور «قرية جنوب نهر التايمز»، فكان نصيبه 18 مأدبة، وكان آخر ضيوفه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وعقيلته كارلا بروني في مارس الماضي، وكان نصيب قصر هوليرودهاوس في أدنبره باسكتلندا مأدبتين.
وكما هو متوقع، فإن إعداد مائدة الملوك ليس أمرًا سهلًا، لذلك فمن المعروف أن الملكة إليزابيث تتأكد بنفسها من كون كل شيء معدًا على الوجه الأكمل، بما في ذلك جولة تفقدية على الجناح البلجيكي، حيث ينزل كبار الضيوف من قادة وملوك في قصر باكينجهام.
الضيوف
العشاء في قصر باكينجهام لا يساوي شيئًا بلا ضيوفه، ولاختيار الضيوف وتوجيه الدعوات لهم إجراءات معينة. وتشمل قائمة المدعوين، عادة، العائلة البريطانية المالكة، وضيوف الشرف، والأعضاء البارزين في الحكومة، والوزراء، وأسقف كانتربري، ورئيس مجلس العموم، وقادة الأحزاب الرئيسة، والدبلوماسيين، وحاكم مصرف إنجلترا، والأشخاص المرتبطين بضيف الشرف.
وبعد أن توافق الملكة على القائمة، يتم إرسال الدعوات قبل 12 أسبوعًا من موعد العشاء، وثمة مراسم متعارف عليها لدى إقامة عشاء ملكي لكبار الضيوف، فمثلاً يتم منذ أيام الملكة فكتوريا المتوفاة عام 1901 دخول الضيوف قاعة المأدبة على شكل «مارش» يعرف بـ«المسيرة الملكية» (The Royal Procession) على وقع أنغام الموسيقا، وتقود الداخلين الملكة إليزابيث بنفسها إلى جانب ضيف الشرف، ويليها بقية أفراد العائلة المالكة والضيف، وفق ترتيب بروتوكولي يتم بموجبه كذلك توزيع أماكن جلوسهم على المائدة التي تأخذ شكل حرف (U) بالإنجليزية.
قبيل العشاء تلقي الملكة كلمة ترحيبية يتم بعدها عزف النشيد الوطني لبلاد الضيف، الذي يلقي بدوره كلمة للرد على ترحيب الملكة. وطوال فترة العشاء، تعزف إحدى فرق الأوركسترا الموسيقا العسكرية، فيما يعلن انتهاء العشاء بموسيقا القرب التي تعزفها إحدى الفرق العسكرية الأسكتلندية أو الأيرلندية.
دقة وتنظيم
على الرغم من أن العشاء نفسه يمر سريعًا، إلا أن أغلبية الضيوف يبدون انبهارهم بالصورة الكاملة التي قد تبدو مع أناقة الحاضرين وألحان الموسيقا التي تعزف في الخلفية، وبريق الكريستال، وأضواء الشموع أشبه بقطعة فنية على مسرح، وهي كذلك فعلاً، إلا أن إخراج هذه القطعة يتطلب عناية مستمرة من قبل فريق يبلغ عدده 100 شخص، يتم توجيههم خلال العشاء بما يشبه إشارات المرور، فالضوء الأزرق يعني «استعد»، والبرتقالي يعني «قدم الطعام».
لكن العمل الأساسي هو في التحضير: فمثلاً تزين الطاولة بمئة شمعة طول كل منها 12 بوصة، وهناك دائمًا فاكهة تعرض على المائدة للزينة، تتضمن عنبًا وأناناسًا. وهذه على الرغم من أنها حقيقية، إلا أنها ليست للأكل، بالإضافة إلى الزهور التي تتطلب عناية خاصة.
ويبدأ موظفو القصر تحضير السفرة قبل يومين من موعد مأدبة العشاء، ويعطى لكل شخص مدعو مساحة تقدر بـ45 سنتيمترًا لتتسع لما يلي: 6 كؤوس لمختلف أنواع المشروبات، وصحن جانبي، وصحن زجاجي، وسكين للزبدة، وسكينين، وشوكتين، وملعقتين، وشوكة وملعقة للحلويات، بالإضافة إلى ملعقة، وسكين، وشوكة تخص الفاكهة. وبين كل 4 ضيوف توجد مملحة، ومبهرة، وصحن لصلصة الخردل. وبما أن المائدة تتسع لنحو 170 شخصًا، إلا أن إجمالي القطع المستخدمة في تناول الطعام تبلغ 2000.
أما تحضير الطعام فيتم على أيدي 20 طاهيًا، وتقدم لائحة الطعام باللغة الفرنسية وليست الإنجليزية، وتحتوي القائمة عادة على 4 وجبات هي: السمك، واللحوم، والحلويات، والفاكهة. ويتم إعداد وجبات خاصة للنباتيين وأصحاب الوجبات الخاصة
معروضات سعودية
خلال الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز نوفمبر الماضي، استعرضت الملكة إليزابيث الثانية مجموعة من المقتنيات السعودية والإسلامية في معرض خاص بمناسبة الزيارة. ومن بين المعروضات وثائق وصور فوتوغرافية، توثق العلاقة التاريخية بين البلدين، وهدايا ثمينة قدمت للعائلة المالكة البريطانية خلال زيارات سابقة. وتعد المقتنيات المعروضة كافة جزءًا من «المجموعة الملكية».
ومن المعروضات ذات القيمة:
• نخلة ذهبية قدمها الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز للملكة إليزابيث خلال زيارته عام 1967، وكانت تلك أول زيارة من نوعها لملك سعودي إلى المملكة المتحدة.
• إبريق ذهبي على شكل صقر كان هدية من الملك الراحل خالد بن عبدالعزيز إلى الملكة إليزابيث خلال زيارته المملكة المتحدة عام 1979.
Royal Collection © 2008, Her Majesty Queen Elizabeth II
معلومات للزوار
يفتتح القصر أمام الزوار من 29 يوليو إلى 29 سبتمبر 2008، ومواعيد الزيارة اليومية هي بين الساعة 9:45 صباحًا والسادسة مساء «آخر موعد للدخول هو 5:45 مساءً».
يبلغ سعر التذكرة 15.50 جنيه استرليني للبالغين، و14 جنيهًا استرلينيًا للطلاب ومن هم فوق الستين من العمر. فيما يبلغ 8.75 جنيه لمن هم تحت السابعة عشرة من العمر، والدخول مجاني للأطفال تحت الخامسة من العمر. وبالإمكان حجز «تذكرة عائلة» لشخصين بالغين و3 أطفال تحت الـ17 عامًا بمبلغ 39.75 جنيه استرليني.
«باكينجهام» في سطور
هو المقر السكني الرسمي للملوك البريطانيين منذ عام 1837. في الماضي كان يعرف باسم «دار باكينجهام» التي صممها المعماري وليام ويند عام 1703 لصاحبها دوق باكينجهام ونورماندي الأول. وقد آلت ملكيتها عام 1762 إلى الملك جورج الثالث, فجعلها مقرًا لزوجته شارلوت وسماها «دار الملكة»، بينما كان يدير شؤون البلاد من مقره الرسمي «قصر سنت جيمس» الواقع على مسافة قريبة من الدار.
وفي عام 1762 وسع الملك جورج الجناحين الشمالي والجنوبي من دار الملكة، مضيفًا إليهما عددًا من الأجنحة الأخرى، فصارت تُعرف باسم «قصر باكينجهام» الذي أصبح عام 1837 المقر الملكي الرسمي. وكانت الملكة فيكتوريا هي أول من تُوج وسكن فيه بهذه الصفة.
تحتل مباني القصر مساحة قدرها 77 ألف متر مربع «قرابة 829 ألف قدم مربع». وتتألف من أكثر من 600 غرفة منها 52 مخصصة لنوم أفراد الأسرة المالكة وضيوف القصر، و188 لنوم طاقم العاملين، و92 مكتبًا، و78 حمامًا. مسكن الملكة اليزابيث نفسها الخاص في جزء من جناح القصر الشمالي.
تضم «غرف الدولة»، التي تفتح للجمهور في أغسطس وسبتمبر من كل عام كنوزًا ملكية لا تقدر بثمن، وتشمل بعض أفخم الأثاث البريطاني والفرنسي في العالم، بالإضافة إلى اللوحات التشكيلية لكبار الفنانين القدامى أمثال: رامبرانت، وروبنز، وفيرمير، وتماثيل لنحاتين مثل: كانوفا، وشانتري.