محليات

جائزة الأمير نايف العالمية في دورتها الثالثة

تشجيع البحث العلمي في السنة النبوية

يعذر غير المسلم في عدم فهم الإسلام ومصادر تشريعه الأساسية .. ولكن لا عذر للمسلمين.

• المدينة المنورة : علي العمري

Naif_pict1

القرآن الكريم وهو المصدر الأول في التشريع والسنة النبوية، أصلان للتشريع الإسلامي، ودعامتان يرتكز عليهما صرح الشريعة الغراء كما وضح ذلك النبي، صلى الله عليه وسلم، بقوله : « يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدًا : كتاب الله وسنتي ».

  • تتوخى الجائزة في أهدافها تشجيع البحث العلمي في مجال السنة النبوية وعلومها والدراسات الإسلامية المعاصرة

  • لا عذر لأبناء الأمة الإسلامية في عدم فهم دينهم والتعمق في معرفة مصادره الأساسية بعلم وبصيرة وعقل مستنير

  • إذكاء روح التنافس العلمي بين الباحثين في أنحاء العالم كافة، والإسهام في دراسة الواقع المعاصر للعالم الإسلامي

جائزة عالمية

في أغسطس 2002 أعلن عن تبني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود جائزة عالمية بمسمى « جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة » ، وتم اختيار المدينة المنورة مقرًا للجائزة، لتؤكد عنايتها بسنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، والدراسات الإسلامية المعاصرة ونابعة من كون أن الواقع الإسلامي المعاصر في حاجة إلى دراسات تعيد للسنة النبوية المطهرة مكانتها، وترد إليها اعتبارها بوصفها واحدة من أهم مصادر الفهم الإسلامي الصحيح، وكذا تنقيها وتنقحها من كل تأويل خاطئ، أو فهم مغلوط قد لحق بها أو اختلط بمنهجها .

البحث العلمي

للجائزة هيئة عليا يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود راعي الجائزة أو من ينيبه، وتضم في عضويتها عددًا من أصحاب السمو الملكي الأمراء والعلماء من داخل المملكة وخارجها .
وتتوخى الجائزة في أهدافها تشجيع البحث العلمي في مجال السنة النبوية وعلومها، والدراسات الإسلامية المعاصرة، وإذكاء روح التنافس العلمي بين الباحثين في أنحاء العالم كافة، والإسهام في دراسة الواقع المعاصر للعالم الإسلامي، واقتراح الحلول المناسبة لمشكلاته بما يعود بالنفع على المسلمين حاضرًا ومستقبلًا، وإثراء الساحة الإسلامية بالبحوث العلمية المؤصلة، وإبراز محاسن الدين الإسلامي الحنيف وصلاحيته لكل زمان ومكان، والإسهام في التقدم والرقى الحضاري للبشرية .

ثلاث جوائز

ويتفرع عن جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة ثلاث جوائز هي : الجائزة الأولى، وتنقسم إلى فرعين الفرع الأول : السنة النبوية، الفرع الآخر : الدراسات الإسلامية المعاصرة .
وتتولى اللجنة العلمية للجائزة تحديد التخصصات التي تندرج تحت كل فرع من هذين الفرعين , وكذلك الموضوعات التي يتم طرحها للتنافس في كل فرع ولكل دورة من دورات الجائزة . وتبلغ جوائز المسابقة في كل فرع مليون ريال سعودي، بالإضافة إلى شهادة استحقاق وميدالية تذكارية .

العلماء .. والباحثون

الجائزة الثانية : جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود التقديرية لخدمة السنة النبوية وتمنح تقديرًا ووفاء للجهود التي بذلت من قبل العلماء، والباحثين، والمؤسسات العلمية، والمراكز البحثية في خدمة السنة وعلومها . وهي جائزة عالمية تقديرية تمنح بصفة دورية كل عامين في مجال من مجالات خدمة السنة النبوية . وفي دورتها الأولى تم اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لنيل الجائزة التقديرية العالمية لخدمة السنة النبوية لعام 1427 هـ، وذلك تقديرًا لجهوده في مجال خدمة الإسلام والمسلمين، وبما يتمتع به من صفات إسلامية أصيلة أهلته لنيل هذا التكريم الإسلامي الكبير، لما يتسم به من مسارعة إلى تبني كل عمل فيه خدمة للإسلام، وعزة للمسلمين

نشاط علمي

الجائزة الثالثة : مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي، وتقام سنويًا للناشئة والشباب من الجنسين وهي على ثلاثة مستويات ترتبط بمراحل التعليم العام .
ومجال المشاركة متاح للجميع في الترشح، كما أنه يحق لغير المسلمين المشاركة وإمكانية الفوز، والعلم والمعرفة ما دام موافقًا للمصداقية وأصول البحث العلمي وموارد الاستدلال المعتبرة .
وللجائزة نشاط علمي وثقافي يشمل الحلقات العلمية، والمشاركة في المعارض الدعوية، والندوات العلمية، وتنظيم الندوات والمحاضرات، إضافة إلى طباعة بحوث وإصدارات الجائزة ونشرها بالوسائل المطبوعة، والمرئية، والمسموعة .

فهم الإسلام

وفي الدورة الثالثة التي تم الاحتفال بها مؤخرًا وزع الأمير نايف بن عبدالعزيز الجوائز على الفائزين في مسابقة « جائزة الأمير نايف العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية » في احتفال أقيم بالمدينة المنورة بحضور ما يزيد على 150 شخصية إسلامية عالمية، حيث أكد « أن ما حل بأمتنا الإسلامية من ضعف وتأخر في ميادين كثيرة، وما شهدته من طوائف دخيلة على عقيدتها، وأخلاقها، ومبادئها كظاهرة الإرهاب والتطرف، والغلو، ومظاهر التحلل الأخلاقي كتفشي السلوكيات المنحرفة .. كل ذلك كان سبب البعد عن العقيدة الإسلامية الصحيحة السمحة ومصدرها الصافي كتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم ».
ونبه الأمير نايف إلى أنه قد يعذر غير المسلم في عدم فهم الإسلام ومصادر تشريعه الأساسية .. ولكن لا يعذر أبناء الأمة الإسلامية في عدم فهم دينهم، والتعمق في معرفة مصادره الأساسية بعلم وبصيرة وعقل مستنير، ولذا اجتهدنا وعلى الله الاتكال في تبني هذه الجائزة لبلوغ هذه الغاية السامية بتوفيق الله، ثم بإسهام العلماء والمفكرين والباحثين ومشاركتهم، وهم من أبناء هذه الأمة الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر، المتعاونة على البر والتقوى، والمجتمعة على الخير والصلاح .

الفوز بالجائزة

وقد فاز بالجائزة كل من د . عبدالرزاق إسماعيل هرماس « المغرب » ، ود . ياسر أحمد نور « مصر » ، مناصفة في فرع السنة النبوية في موضوع « مصادر السيرة بين المحدثين والمؤرخين » ، كما فاز د . محمد حسانين حسن « مصر » ، وذلك في الفرع الآخر المخصص للدراسات الإسلامية المعاصرة في موضوع « تجديد الدين مفهومه وضوابطه وآثاره » وفاز كل من د . محمد يسري إبراهيم « مصر » ، والشيخ عبدالرحمن بن محمد الدخيل « السعودية » مناصفة في موضوع « الفتوى أهميتها وضوابطها وآثارها ».

مكانة الصحابة

وأعلنت الجائزة عن موضوعات الجائزة في دورتها الخامسة فرع السنة النبوية : الموضوع الأول : مكانة الصحابة وأثرهم في حفظ السنة النبوية وواجب الأمة نحوهم، الموضوع الآخر : التعامل مع غير المسلمين في السنة النبوية، فرع الدراسات الإسلامية المعاصرة الموضوع الأول : الاستثمار المالي في الإسلام الموضوع الآخر : الجهاد في الإسلام « مفهومه وضوابطه وأنواعه وأهدافه » ، آخر موعد لاستلام البحوث هو نهاية شهر ذي الحجة من عام 1429 هـ .

القيم الحضارية

أما موضوعات الدورة السادسة فرع السنة النبوية فالموضوع الأول : الأمن الفكري في ضوء السنة النبوية، والموضوع الآخر : القيم الحضارية في السنة النبوية، وأما فرع الدراسات الإسلامية المعاصرة فالموضوع الأول : حماية البيئة في الإسلام، والموضوع الآخر : السلام في الإسلام « المبادئ والمفاهيم، والتطبيق » ، وحدد نهاية شهر ذي الحجة من عام 1430 هـ أخر موعد لاستلام البحوث .

تاريخ الإفتاء

ووفق د . محمد يسري إبراهيم، الفائز في بحث « الفتوى أهميتها وضوابطها وآثارها » ، فإن بحثه تناول تاريخ الإفتاء ومسيرته من ظهور الإسلام حتى الآن، والنظر إلى الفتوى في ضوء المتغيرات المعاصرة من حيث الضوابط عند الإفتاء عبر الوسائل المعاصرة، مثل الإنترنت والفضائيات، كما ركز البحث، أيضًا، على قضية الفتوى في مجال فقه الأقليات المسلمة ونوازل المسلمين المقيمين خارج ديار الإسلام ومشكلاتهم .

وحث الدول الإسلامية بشكل عام على إنشاء دوائر إفتاء وتحديثها، وتكون مشرفة على تعيين المفتين ومراقبتهم وتأهيلهم وإمدادهم بالمعلومات المؤثرة من الواقع الذي يعيشه الناس، وأوصى طلبة العلم بشكل عام بألا ينعزلوا عن الناس، وأن يعيشوا بينهم ويساعدوهم على الخروج مما هم فيه من المصائب والمفاسد إن وجدت، والعمل على صياغة نظام وقانون إجرائي وجزائي للإفتاء يكون نموذجًا يحتذى به في الدول الإسلامية .

المكتبة الإسلامية

العديد من الشخصيات الإسلامية المشاركة أكدت أن الجائزة تشغل مكانة ببحوث قيمة شاملة في مجالات متعددة، وكذلك دعمت المكتبة الإسلامية في مجال الدراسات الإسلامية المعاصرة والبحث العلمي والدراسة العميقة، وإبراز النتائج العامة لتلك الدراسات المنهجية المؤصلة، من خلال انتقاء الموضوعات المطروحة بإيجاد فكر إسلامي متزن وخلق رؤى تقوم على أسس علمية رصينة تسعى إلى تكوين ثقافة علمية عالمية تعكس الصورة المشرقة للدين الإسلامي الحنيف، وتبرز من خلال تلك البحوث والدراسات شمولية الفكر الإسلامي واعتداله، ونبذه لكل صور التطرف بأي اتجاه كان .

مركز دراسات

ويتطلع المتابعون لنشاط الجائزة أن تتحول إلى مركز دراسات وأبحاث عالمي متخصص في السنة والدراسات الإسلامية المعاصرة، مؤكدين أن هذا سوف يساهم في لَمِّ شمل الباحثين وقيام مشروع كبير للسنة النبوية، وأنه متى ما توفرت الإمكانات والباحثون والقرار الداعم فإن هذا المشروع سيتحقق .