الربيع
موسم الجمال.. والحساسية
الفترة الانتقالية بين الفصول تحمل معها العديد من المشاكل الصحية.
• الرياض: أهلاً وسهلاً
يرتبط مقدم الربيع بتغيرات فجائية في المناخ، وتقلبات جوية مزعجة لا سيما في المناطق الصحراوية التي يشهد فيها اليوم الواحد أكثر من مناخ بين الحار، والمعتدل، والبارد، فضلاً عن العواصف والأتربة، ما يجعل الربيع فترة خصبة للربو، والحساسية، والتهاب العيون، والنزلات المعوية، وجفاف البشرة.
|
|
|
|
العيون
يؤكد د.محمد زكي الدين، استشاري طب وجراحة العيون، أن عيادات العيون تمتلئ بالمرضى في هذه الفترة الانتقالية بين الفصول، نتيجة انتشار الغبار والأتربة والشوائب العالقة التي قد تضر العين. فهذه الأجواء ذات أثر سيئ على العيون، إذ تزداد أمراض الجفاف وحساسية العيون والالتهابات الميكروبية، سواء البكتيرية، أو الفيروسية نتيجة لتلوث الهواء بعكس الحال في فصل الشتاء، حيث تكون الأجواء نظيفة، وتكون العيون أكثر هدوءًا وراحة.
ورغم أن هذا المناخ لا يفرق بين صغير وكبير فالكل يتأثر، لكن من لديهم حساسية طبيعية لهذه الأجواء يتأثرون أكثر من غيرهم ممن يتمتعون بقدر من المناعة تحميهم من أضرار هذا المناخ المحمل بالغبار والأتربة.
وتتمثل طرق وقاية العين في تجنب الخروج في هذه الأجواء إلا للضرورة، واستعمال النظارات الشمسية الواقية مع استخدام القطرات المرطبة للعين، والحرص على النظافة وغسل الوجه بالماء والصابون عدة مرات في اليوم، خصوصًا بالنسبة للأطفال، مع الاهتمام بالغذاء المليء بالفيتامينات والمعادن الذى يفيد كثيرًا في الحفاظ على العين.
أما إذا أصيبت العين بالحساسية، أو الالتهابات الميكروبية فعلى المريض اللجوء إلى الطبيب ليحدد له العلاج المناسب.
طفلك.. وتغيرات الجو
يتعرض الأطفال مع فصول السنة المختلفة وتقلبات الجو إلى العديد من المشاكل الصحية، وتزيد مقاومة الطفل لهذه الأمراض أو تقل حسب قوة جهاز المناعة لديه. ويقع على كاهل الأمهات عبء كبير في مواجهة الميكروبات أو الفيروسات التي يتعرض لها الأطفال في هذا الوقت من السنة، وتبدأ المواجهة بالتغذية السليمة التي من شأنها تقوية جهاز المناعة لدى الطفل.
وعن أمراض الربيع وطرق وقاية الطفل منها يقول د.حاتم طعيمة، استشاري طب الأطفال: إن أمراض الربيع تنشأ في الأصل من تطاير حبوب اللقاح وتعلقها مع شوائب أخرى في الطبقات الجوية من سطح الأرض، فتتأثر بها أجهزة الجسم مسببة بعض الأمراض العارضة التي تزول مع تعاطي الأدوية، ويكون الأطفال في هذه السن المبكرة أكثر عرضة لهذه الأمراض. فتغيرات الجو، واختلاف درجات الحرارة، أو الرطوبة، أو الجفاف يؤثر في الجهاز التنفسي فيصاب بالحساسية أو الالتهاب الرئوي، كما يؤثر في الجهاز الهضمي فيصاب الطفل بالنزلات المعوية.
وينصح طعيمة بالاهتمام بالغذاء، بحيث تحتوي الوجبة الغذائية على العناصر المفيدة لا سيما الفواكه والخضراوات، مع عدم تناول الأطعمة خارج المنزل، وعدم شراء المخبوزات المكشوفة، وعدم الإكثار من العطور والبخور في هذه الفترة، وتجنب معطرات الجو، ومكسبات الطعم واللون، والملبوسات والمفروشات والأنسجة الصناعية، وفراء الحيوانات كالقطط، والكلاب، والطيور.
وينبغي توخي الحذر في تخفيف الملابس للأطفال، وتجنيبهم الأتربة التي تثيرها العواصف الترابية والدخان، ومسببات الحساسية كالسجائر، والعطور النفاذة، والإقلال من خروج الأطفال من المنزل قدر الإمكان حتى لا تصيبهم نوبات الحساسية والنزلات الشعبية، نظرًا لتلوث الهواء، وتكاثر الميكروبات في الجو. أما الطفل الذي يعاني الأزمات الحادة وضيق التنفس مع تغيرات الجو فيجب على الأم أن تعهد هذا الطفل بالعناية والرعاية الخاصة جدًا، وأن يكون تحت رعاية طبيب متخصص في أمراض الصدر والحساسية باستمرار.
ومن طرق الوقاية التي يمكن للأم أن توفرها لأطفالها لتقيهم أمراض الصدر في هذا الفصل، الإكثار من إعطاء الطفل السوائل الدافئة، وخصوصًا الأعشاب الطبيعية والموجودة بشكل صحي ومعقم في الصيدليات مثل التليو، واليانسون، وورق الجوافة، فهي تساعد على إذابة الإفرازات، وبالتالي يسهل على الطفل إخراجها.
ويشير طعيمة إلى أن من العادات الغذائية الخاطئة المنتشرة بين كثير من الأمهات منع الطفل المصاب بالبرد أو الكحة من تناول السمك، أو اللبن، أو البيض، رغم أن هذه المأكولات تزيد مناعة الجسم، لذا لا يجب منع الطفل من تناول أي نوع من أنواع الغذاء إلا في حالة وجود حساسية أصلاً لديه من هذا النوع.
وعلى الأم أن تدرك أن أمراض الجهاز التنفسي تنتقل عن طريق التنفس، لذا لا يجب عليها أن تذهب بطفلها المصاب إلى الحضانة أو المدرسة حتى لا تنقل العدوى إلى غيره من الأطفال.
الحساسية.. والربو
من يعانون الحساسية، أو الربو الشعبي، أو الالتهابات المزمنة في الجيوب الأنفية، هم أكثر الأشخاص تعرضًا لمشاكل الغبار والأتربة التي تلازم تقلبات المناخ، لذا ينصح د.أحمد أبو السعود، استشاري الأمراض الصدرية، بزيارة الطبيب لوصف الدواء المناسب، فمرض الحساسية الأنفية يمكن التحكم فيه إلى حد ما في الشتاء نتيجة استقرار الجو على درجة معينة من البرودة، أما في الربيع فتقلبات الجو تؤثر في الأغشية، وهو ما يجعل «الحساسية» مشكلة مزعجة في هذا الوقت من السنة، لذا فالوقاية من تقلبات الجو أهم عنصر لتقليل حدة المرض.
وعلى مريض حساسية الأنف أن يأخذ مصلاً لعلاج الحساسية قبل بدء موسم الربيع، نظرًا لما يحمله من تقلبات جوية تؤثر بالسلب في جهاز المناعة، وتصيبه بنزلات البرد المتكررة التي قد تصل لحد الالتهاب الحاد أو المزمن في الجيوب الأنفية. ويفضل عدم التعرض للأتربة والغبار، وإن كان لابد فيمكن وضع كمامة وإن كانت غير عملية، مع مراعاة تناول السوائل الدافئة والبعد عن العطور والدخان.
موسم الاكتئاب
يشير د.عبد العزيز الحسين، الاستشاري النفسي وأستاذ علم النفس بجامعة الملك سعود، إلى الارتباط بين بعض السلوكيات والانفعالات وبين الأجواء والبيئة المحيطة، فمن يعتادون الجو البارد يعيشون مشاعر الفرح والبهجة والنشاط والانتعاش، والعكس صحيح. ففي الجو الحار يتغير مستوى بعض الهرمونات، ما يغير من التوازن النفسي للشخص، فيصبح أكثر انفعالاً، وأكثر انقباضًا، ويكون مزاجه متقلبًا ومتوترًا وقد يكتئب.. فالتغيرات الجوية تؤدي، أحيانًا، إلى تأثيرات سلبية على الحالة المزاجية.
ويتوقف تكيف الشخص مع تقلبات الجو على مدى المعرفة بالبيئة، فهناك من يستطيع التكيف ممن ألفوا مثل هذه الأجواء وبالتالي يدركون أنها مؤقتة. أما من لا يألف مثل هذه التقلبات كأن يكون قادمًا حديثًا من بلد آخر فلا يستطيع التكيف. كما أن الرجل لديه قدرة أكبر على تحمل مختلف أنواع الطقس بحكم وجوده خارج المنزل بشكل أكبر.
بشرتك.. والربيع
وبحسب د.أحمد العيسى، استشاري الأمراض الجلدية، فإن تقلبات الجو يعرض البشرة لبعض المشكلات، من أهمها جفاف البشرة، كما أن حساسية الجلد تزداد في هذه الفترة، وفي الغالب تكون بشرة الطفل، وكذلك كبار السن أكثر جفافًا وتأثرًا بهذا الجو لأنها جافة بطبيعتها، لذا فهي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام والعناية اليومية والترطيب الدائم.