April_09Banner

كتب
إعداد: هالة الجيرودي

 

رواية «تمر الأصابع»

محسن الرملي
روائي وكاتب عراقي

يطول الحديث عن العراق بلد الألف ليلة وليلة، ومهد الحضارات الأول: كسومر، وآكد، والنمرود، وأوروك، وآشور، ونينوى، وبابل، عندما يسجل التاريخ لها مولد الكتابة الأول منذ خمسة آلاف سنة، فلا غرابة أن تنجب كتابًا مبدعين تألق بعضهم في كتابة الرواية.
عراق ما بين النهرين مرت بمحن عديدة على أثرها نستعرض رواية «تمر الأصابع» للروائي «محسن الرملي» إحدى الروايات المشحونة بالعاطفة، بديعة باستحضاراتها وحنانها، تمتاز بقدرة كبيرة على رسم التناقضات ونقاط الاختلاف والتلاقي بين ثقافات الغرب والشرق.
تدور أحداث رواية محسن الرملي على مدى عقد من الزمن، يبتدئ بفرار بطل الرواية «سليم» من عراق الديكتاتورية، والحروب، والعادات والتقاليد العشائرية والدينية الصارمة، ليلجأ إلى مدريد، حيث سيعمل موزعًا للصحف، غير أن حياته الهادئة ستنقلب رأسًا على عقب، إذ سيلتقي مصادفة في يوم من الأيام بوالده الذي كان يعمل في شركة للبترول في العراق، والذي لم يعرف عنه سليم أي خبر لسنوات. هذا الظهور المفاجئ للأب على شكل شخصية مجهولة الملامح يجعل سليم يشك في كل ما له علاقة بأصوله وقيمه الدينية والأخلاقية التي تلقاها من والده في ذلك العراق البعيد الحاضر دائمًا في الذاكرة. هذا اللقاء بين الأب والابن يتطلب من كليهما نوعًا من الاستكشاف، ومعرفة الآخر، وإمكانية التعرف المباشر على الذات والآخر خارج قيود ثقافتهما الأصلية.
كل هذا العالم من التناقضات والنزاعات والأمل والمآسي تعكسه هذه الرواية بسيطة التعقيد، تعد هذه الرواية هدية للفكر وللمشاعر حول عالم متغير، رواية تقدم لنا بطريقة جميلة، إمكانيات التعايش والاستمتاع بالآخر عن طريق المعرفة، والقيم الإنسانية، والعاطفة، بوصفها عناصر مشتركة تجمعنا، تبقينا على قيد الحياة متفاهمين ومتعايشين وتنقذنا دائمًا.
الروائي محسن الرملي يعد من أهم الروائيين والشعراء وكتاب المسرح العراقيين، ودكتور في الفلسفة والأدب وفقه اللغة الإسبانية من جامعتي بغداد وأوتونوما في مدريد، والمترجم للعديد من كلاسيكيات الأدب الإسباني إلى العربية، قد دخل الأدب الإسباني من أوسع أبوابه، وبدأ يفرض اسمه على المشهد الروائي في إسبانيا.

كيف تتألقين بعد التقاعد

فاطمة محمد العلي
مديرة القسم النسوي في مؤسسة «التقاعد» بالرياض

حين تكون إدارات العمل هي محطات الأمل، تتساوى الطموحات ولا تخيب الظنون، وهذا ما يدعو إليه كتاب «كيف تتألقين بعد التقاعد»، فالتقاعد بداية للنشاط العقلي الإبداعي، وبداية للنشاط الخيري الاجتماعي، والتفاعل بين الفرد وبيئته، أو مزاولة الأنشطة التجارية، ما يعني بداية للاستثمار الاقتصادي، ودعامة أخرى تثري بها جوانح الرحلة إلى مرفأ جميل، فمحطة الحصاد «التقاعد» بعد سنوات طويلة من الخبرة قد تكون بداية لأحد الأحداث المهمة في مجرى حياة المرأة العاملة، ولكي تتألق المرأة العاملة في مرحلة التقاعد توصي الكاتبة بدراسة ثلاث قواعد مهمة تتطرق إليها بالتفصيل، بالإضافة إلى نصائح ذهبية، ونماذج مشرفة يمكن أن يُحتذى بها، أيضًا يحتوي الكتاب على أنظمة ولوائح تهم المتقاعدين.

أبناؤنا جواهر ولكننا حدادون

مسلم تسابحجي

كثير من المشكلات العائلية تدور أحداثها عن الانفتاح غير المشروع للأبناء كما يقول الآباء، وكثرة العقوق من الأبناء، خلافًا لما نعرفه، إن الكثير من الآباء يدفعون أبناءهم إلى ارتكاب بعض الأمور التي تسيء إلى القيم والعادات، يطلب من الأبناء كل شيء جيد وكل شيء يتم دون خطأ، ويفتشون عن كل شيء سلبي فيهم، دون البحث عن الإيجابيات والطاقات الكامنة والقابلة للتطوير والعمل إن وظفت بالشكل الصحيح، وفي كتاب «أبناؤنا جواهر ولكننا حدادون» يقدم أصول التربية وآراءً حديثة لبناء شخصية الطفل السوية.
يذكر الكاتب في مقدمة الكتاب عن أخطاء التربية مع مقارنة بين ماضيه وحاضره وملابسات ذلك، وكيف خرج من تلك الأخطاء إلى القناعة بالتربية الفعالة القائمة على ثلاث نقاط: بناء الثقة، واصطياد الإيجابيات، وإعادة توجيه السلبيات، ثم ذكر قصة الكتاب، وقدم نصائح لبناء الثقة، وطريقة بنائها بإزالة الخوف، والكف عن التحكم، ومشاركتهم اللعب والمرح، ومصادقة الأولاد، والحب دون شروط، ومعاملتهم بتفهم واحترام، والقدوة الصالحة. أما النقطة الأخيرة، وهي كيفية إعادة توجيه السلبيات وضع الخطوات اللازمة لتجاوز هذه السلبيات، من أجل الخروج إلى نتائج تربوية سليمة تبني الفرد، وذكر الوجه الإيجابي للسلبيات قائلاً: «ليس من امرئ يخلو من نقائص نهبها لفضائله، فضلاً عن أن السلبيات هي التي تعلم الإنسان وتبنيه إذا استفاد منها، ومن يعمل يخطئ، وفي آخر الكتاب نصائح عدة ودروس مفيدة».