April_09Banner

مقتنيات


عرفت منذ عصور
السبح..تاريخ وأصول
تتألف المسبحة منذ القدم من قطع أو حبيبات مصنعة من مواد مختلفة، وهذه الحبيبات ذات عدد معين.
Report2_1

• إعداد: إسلام عمر شكشك

تذكر كتب التاريخ، أن السبحة كأداة كانت معروفة منذ عصور ما قبل التاريخ، فهي عبارة عن خرزات أو قطع من الزجاج أو العاج أو الأحجار الكريمة المنظومة في سلك، وتخصصت في هذه الصناعة بلدان محددة، مثل البندقية التي اشتهرت بالسبح الزجاجية الملونة، والصين بسبح العاج المنقوش.

  • تطورت وسائل إنتاج السبح، بدءًا من إنتاج الأحجار الكريمة والذهب والفضة، إلى ابتكار المواد المركبة والمصنعة

  • يحرص كثير من المعتمرين والحجـــاج على شراء السبح لتوزيعها هدايا للأصدقاء والأقارب

  • السبح بحر عميق وعالم لا ينتهي من الأشكال والمكونات، ولذلك يصعب حصرها

Report2_2

بعد أن شاع استخدامها عند المسلمين، تطورت صناعة السبح ودخلت إليها خامات أخرى كثيرة، لكن، لا شك أن التسبيح سنة بدأت منذ عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كما حدثنا القرآن الكريم عن التسبيح في كثير من الآيات ومنها قوله تعالى }سبح لله ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم{.

وهناك ثلاثة أحجام للسبح الأول: الثلث 33 حبة، وهو الأكثر انتشارًا، والثلثان 66 حبة، والسبحة الكاملة وتتكون من 99 حبة بعدد أسماء الله الحسنى.

أنواع السبح
وتختلف السبح حسب متطلبات الراغب، فهي عبارة عن مجموعة من القطع ذات الأشكال الخرزية الحبـيبـيـة مع فواصل وقطع أخرى، حيث تتألف كلها من عدد معين، منظومة ومنتظمة في خيط أوسلك أو سلسلة، ويتم تحريك قطع المسبحة باليد والأصابع، والمواد التي تصنع منها المسبحة تتفاوت أيضًا، واختلفت عبر القرون، حتى بلغت في التنوع ما لا يعد ولا يحصى، خلال القرن الحالي.

أصل التسمية
كلمة «المسبحة» أو «السبحة» اشتقت عمومًا من الناحية الدينية أو اللغوية، من كلمة التسبيح، ففي القرآن الكريم ورد التسبيح لله عز وجل في عدة سور وآيات، وقد أتت كلمة التسبيح بمعانٍ وأماكن مختلفة في كل سورة وآية، ومن أمثلة ذلك: ذكر نوعية المسبحين، ورد في سورة الإسراء - الآية 44 - ما يلي : قال تعالى }تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن، وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليمًا غفورًا{، أيضًا ورد التسبيح في أوائل السور مثل سورة الحديد «الآية الأولى» قال تعالى: }سبح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم{. ودعا الله سبحانه وتعالى الناس إلى ذكره ودعائه بالأسماء الحسنى، ففي سورة الأعراف قال تعالى: }ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه، سيجزون ما كانوا يعملون{، وبذلك استنبطت المسبحة أو السبحة من التسبيح من الناحية الدينية، وتشمل تنزيه الله بالقول وعد أسمائه الحسنى اكتسابًا للرحمة والمغفرة والأجر الكريم.

أقسام المسبحة
تتألف المسبحة منذ القدم من قطع أو حبيبات مصنعة من مواد مختلفة، وهذه الحبيبات ذات عدد معين يكون، في معظم الأحوال، مبنيًا على قاعدة أو اعتقاد محدد، إضافة إلى قطع المسبحة الأخرى المختلفة، كقطعتي الفواصل التي تقسم المسبحة في العادة إلى ثلاثة أقسام، وقطعة ثالثة تسمى بالمنارة أو المئذنة، يتجمع فيها طرفا خيط المسبحة، ويعقد بعدها، وقد يكون خيط المسبحة من مواد نباتية أو حيوانية أو سلك أو سلسلة معدنية، فذلك يعني أن جميع مكوناتها مثقوبة، تصلح لمرور الخيط فيها، وفي أكثر الحالات تنتهي المسبحة من جانب المئذنة أو المنارة بقطع إضافية تدعى أحيانًا بالشرابة «أو الكشكول» مع دلايات إضافية من مواد الخيوط أو المواد المعدنية النفيسة وغير النفيسة وبأشكال متنوعة.

عند صناعة السبح يجب أن تراعى عدة عوامل منها:
• السهولة والمرونة التامة لمرور الحبات وتداولها بالأصابع، واتصافها بالنعومة والرقة عند ملامسة اليد، ويتم تصنيع الحبات لتلائم الاستخدام اليدوي في معظم الحالات.
• تناسب حجم الحبات وشكلها ووزنها النوعي مع حجم المسبحة وشكلها ووزنها الإجمالي، وبذلك تختلف المسابح، حسب نوعية موادها، ويفترض في حملها راحة اليد بالنسبة للوزن.
• يراعى متانة الخيوط أو الأسلاك أو غيرها، كما تراعى ديمومة الخيوط ونوعيتها.
• ضرورة صقل أوجه القطع والحبات بشكل عملي لمنع تكسرها أو انشطارها.
ومن المؤثرات الإضافية الأخرى التي تحدد أوجه صناعة المسبحة وتؤثر في شكل المنتج:
• نوعية الاستخدام حسب الطلب، فهناك الاستخدام الديني في التسبيح والتهليل والذكر، وهناك الاستخدام الاجتماعي لغرض التسلية أو التعود أو المباهاة أو الهواية، وهذه الاستخدامات تحدد عدد حبيبات المسبحة، وشكلها النهائي أو حجمها.
• نوعية المادة المستخدمة، تتباين المواد المستخدمة من حيث صلابتها أو وزنها النوعي، أو من حيث علاقتها بالخرافات والأساطير المرتبطة بمادة ما، وبسبب الخصائص النوعية لبعض هذه المواد، فقد يؤدي ذلك إلى تحديد مسبق أو غير مسبق لشكل المسبحة وطريقة صناعتها وشكلها النهائي.
• مكان صناعتها أو مكان استخدامها النهائي، قد يفرض مكان الصنع شكلًا معينًا للمسبحة المنتجة، أو لونًا معينًا، وقد يتطلب الأمر مهارات موجودة في مكان ما، قد لا تتوافر في مكان آخر، كذلك قد يحدد الطلب على بعض الأنواع طريقة معينة للتصنيع.

تطور صناعة السبح
تطورت وسائل إنتاج السبح بدءًا من إنتاج الأحجار الكريمة والذهب والفضة، إلى ابتكار المواد المركبة والمصنعة، فضلاً عن دخول عصر البلاستيك والمواد المنتجة من البترول وقاعدة عريضة من المواد المتوافرة الأولى، كما برع الناس في هذا القرن في إنتاج مواد مشابهة للمواد الطبيعية، ما أتاح ازدياد عمليات التقليد لكثير من المواد، حتى أصبح التمييز والتفريق في بعض الأحيان أمرًا في غاية الصعوبة، كذلك أنتجت المكائن الصناعية الحديثة والكابسات الكبيرة، ما أمكن إنتاج المسابح بكميات تجارية غزيرة ورخيصة، حسب نوع المادة، غير أن كل هذا التطور لم يمنع، وإلى حد هذا اليوم، من وجود صناعة يدوية حرفية للمسبحة في بعض الأقطار، وإن كان بعض الصناع يستخدم المكائن نصف الآلية في الإنتاج، كاستخدام الماتورات وغيرها.

سبح نسائية
كانت السبح في وقت من الأوقات مقتصرة على كبار السن والرجال فقط، ولكن تطورت مؤخرًا لتظهر بهيئة نسائية جميلة، مكونة من أحجار كريمة: فيروز، حجر العقيق، والذهب والفضة، لتدخل المنافسة بقوة في عالم الهدايا، وتحتل مكانة جيدة في الذاكرة، بوصفها من أغلى الهدايا على الساحة، وتلف السبح النسائية حول المعصم، كسوار تكمّل به زينتها، وتضفي عليها تألقًا وأناقة تبحث عنها، لذلك فقد استهوت السبحة النسائية السيدات، ليس لكونها فكرة جديدة وحسب، بل لما تحمل من أفكار مبتكرة وأشكال تضفي سحرًا وفخامة على طلّتها وشكلها العام، حتى إن السيدة تستطيع أن تبتكر سبحتها الخاصة، بطلب نقش معين تختاره حسب الطلب، وبالطبع فتعدد ألوان السبح النسائية واختلافها ميَّزها عن السبح الرجالية التي غالبًا ما تنحصر بالألوان الكلاسيكية المعتادة. كذلك يحرص كثير من المعتمرين والحجـــاج على شراء السبح لتوزيعها كهدايا للأصدقاء والأقارب، بعد عودتهم من العمرة أو الحج.

أشكال وأسعار متعدّدة
ظهر العديد من الأشكال المختلفة والمتميّزة للسبح النسائية التي ترضي مختلف الأذواق، وكذلك الإمكانات المادية المتفاوتة، فهناك سبح من خط واحد، وغيرها من خطين، إضافة إلى أشكال مختلفة للشراب وهو نهاية السبحة، أما عن أعداد الأحجار التي تتكون منها السبح فهي متفاوتة، فبعضها بـ 33 حجرًا أو حبة، وأخرى بـ 45 حجرًا، وهناك 66 حتى 99 أو 100حجر، وبالطبع كلما زاد عدد الأحجار المستخدمة في السبحة زادت قيمتها المادية.

مكونات ومصادر متنوّعة
السبح بحر عميق وعالم لا ينتهي من الأشكال والمكونات، ولذلك يصعب حصرها، وجميع الأحجار الكريمة يمكن أن تصنع منها سبحة، تتحمّلها اليد وتتجمّل فيها، كالألماس الأسود، الكهرمان، الياقوت، الزفير، العقيق، اللؤلؤ، الزمرد، وحتى العاج دخل في تصميمها، كما يمكن اختيار الأحجار نصف الكريمة مثل: الأميتيست، والفلورايت، والتورمالين، والإببيس لصناعة السبح، فيما تكون سلاسل السبحة غالبًا من الذهب الأبيض أو الأصفر أو الفضة، وهناك أنواع من السبح تتكون من نوع واحد من الأحجار، أو من عدة أنواع مجتمعة.