April_09Banner

عالم الأطفال


الأمر غير مقلق ولكنه يحتاج إلى معاملة خاصة
طفلي.. يثق بنفسه بشكل مبالغ فيه
امتداح الوالدين للابن واستحسان صفاته بصورة مبالغ فيها، يؤدي إلى زيادة الشعور بالثقة بالنفس.

تنزعج بعض الأمهات من أطفالهن الواثقين بأنفسهم وقدراتهم بشكل مبالغ فيه، لأن هذا باعتقادهن قد يسبب نفور أصدقائهم منهم، لذا نجد الأم تبحث عن طريقة لتعديل سلوك طفلها حتى يكون شخصًا محبوبًا بطباعه وعاداته، مراعية عدم استخدام القسوة كي لا يتحول الطفل مهزوز الثقة، في حال إرغامه على ترك تلك الصفات بطريقة قاسية، حيث إنه ينبغي على الأم اتباع طرق معينة للتعامل مع طفلها.

  • تقديم الإرشاد والتوجيه المناسبين له عندما يقوم بارتكاب الأخطاء وعدم التساهل معه عندما يرتكب أخطاء قد تسيء للآخرين

  • تفسير المواقف التي قد يتعرض لها من خلال إدراك الأسباب وربطها بالنتائج وليس من خلال الإدراك القائم على حب الذات

  • مساعدته على تقوية الشعور بالكفاءة المناسبة والعمل على تنمية قدراته بالشكل الصحيح

Report2_2

وفق ابتسام العربي، اختصاصية التعليم والإرشاد في مركز المهارات لتنمية القدرات الذهنية والعلاج النفسي التربوي بجدة، فإن الثقة بالنفس تعني الشعور الذي يحمله الأطفال نحو أنفسهم، بحيث يعد أحد محددات السلوك البالغة الأهمية، فشعور الطفل بأنه شخص له قيمة ولديه احترام كبير للذات يؤثر في دوافعه واتجاهاته وسلوكه، كما أن عملية التنشئة الاجتماعية تساعد الأطفال على أن يحملوا إما شعورًا جيدًا نحو أنفسهم وبالتالي يكون لديهم مفهوم إيجابي عن الذات، أو شعورًا سيئًا نحو أنفسهم فيكون لديهم مفهوم سلبي عن الذات. وبالتأكيد كل طفل يكون لديه صورة عن الذات وقيمة للذات، تأتي عادة من خلال الأداء بالمدرسة والعلاقات الاجتماعية، والتوقعات التي يضعها الوالدان. ففي بعض الأحيان تكون النظرة إلى صورة الذات مبالغًا فيها، وهنا يتضاعف الشعور الإيجابي نحو الذات، حيث إن بعض الأطفال لديهم ثقة كبيرة بأنفسهم أكثر من الحد المقبول، ويشعرون بالقوة والحماس ولا يستسلمون بسهولة، ويعتقدون دائمًا أن الأمور تسير وفق ما يريدون، وغالبًا ما يصنفون أنفسهم بأنهم قادرون ويتقبلون مشاعر الإحباط والغضب بسهولة، إلا أن المقدار المرتفع من الثقة بالنفس سلاح ذو حدين، فهو يولد مشاعر سلبية قوية تجاه الآخرين، وأحيانًا عدم الرغبة في احترام حقوق الآخرين، أو حتى احترام مشاعرهم ورغباتهم، ويمكن وصف هذا الشعور بحب الذات والأنانية أحيانًا. أما من الناحية الإيجابية إذا تم صقل هذه المشاعر ووضعت في الإطار السليم، فإننا ننشئ أطفالاً أسوياء قادرين على تحمل المسؤولية وأخذ زمام المبادرة.

الكمالية.. والغرور
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الثقة الزائدة بالنفس ومنها:
• امتداح الوالدين للابن واستحسان صفاته وقدراته وخصائصه بصورة مبالغ فيها، ومقارنته بغيره من الرفاق يؤدي إلى زيادة الشعور بالثقة بالنفس.
• عندما يحمل الآباء والأمهات توقعات عالية جدًا تتجه نحو الكمالية، فهم يتوقعون من أطفالهم أن يظهروا جوانب قوة متزايدة دون أي جوانب ضعف، والنتيجة المتوقعة لذلك هي أن يشعر الطفل بالثقة الزائدة أحيانًا، والتي تصل إلى درجة الغرور.
• غالبًا ما يقلد الأطفال آباءهم، خصوصًا عندما يكون لديهم ثقة زائدة بالنفس.. فالآباء يقدمون نماذج لأبنائهم.
• الشعور بالثقة العالية بالنفس يعطي هؤلاء الأطفال شعورًا بالارتياح وإحساسًا بالأمن حتى لو حكم الآخرون على سلوكهم بأنه غير صحيح.
• سلوك الكبار مع الأطفال في السنوات المبكرة من الحياة يحدد مفهوم الذات لدى الطفل، فالاعتقادات غير المنطقية بأن طفلهم متميز ومتفوق عن الآخرين يمكن أن تصبح عاملاً جوهريًا في حياة الطفل.
• تسمية الطفل لذاته كطفل مختلف عن الآخرين لديه مفهوم مرتفع من الثقة بالنفس يجعله يتقبل الأطفال أنفسهم كأطفال متميزين متفوقين عن الآخرين لديهم قدرات عالية.
• إحساس الأطفال أنفسهم بأن لديهم شعورًا مرتفًعا بالكفاءة والقدرة قد يجعلهم يضعون لأنفسهم أهدافًا غير واقعية، ويميلون إلى تزييف الحقائق في قدرتهم على الإنجاز.

المبالغة في المديح
وحول علاج هذه المسألة تقول ابتسام العربي: عندما تصبح حالة الطفل شديدة التطرف ويشعر بالثقة المرتفعة بالنفس بحيث تصبح تؤثر في علاقاته مع كل من حوله من الأسرة والرفاق، وإلى الحد الذي يصل فيه الطفل إلى درجة الغرور هنا لا بد من تدخل الوالدين لإيجاد العلاج المناسب.. وهنا بعض المقترحات التي يستطيع الوالدان اتباعها:
• التنشئة الاجتماعية الصحيحة التي تساعد على بناء الثقة بالنفس بطريقة معتدلة، وذلك من خلال مساعدة الطفل على معرفة جوانب القوة والضعف لديه.
• عدم المبالغة في تقديم المديح والاستحسان لصفات الطفل وقدراته، أو لتفوقه في جانب معين من الجوانب.
• التدرب على المهارات الاجتماعية اللازمة عند التعامل مع الأطفال الآخرين، أو مع من هم أكبر منه سنًا. فإذا كان طفلك لا يحسن التصرف مع الآخرين يجب تدريبه كي يكون أكثر وعيًا للآخرين.
• تقديم الإرشاد والتوجيه المناسبين له عندما يقوم بارتكاب الأخطاء، وعدم التساهل معه عندما يرتكب أخطاء قد تسيء للآخرين.
• تفسير المواقف التي قد يتعرض لها من خلال إدراك الأسباب وربطها بالنتائج وليس من خلال الإدراك القائم على حب الذات.
• عدم انتقاده بصورة مستمرة ومقارنته بالآخرين الذين يعتقد الوالدان أنهم أفضل منه بطريقة أو بأخرى.
• مساعدته على تقوية الشعور بالكفاءة المناسبة، والعمل على تنمية قدراته بالشكل الصحيح.
• مساعدته على تنمية مشاعر إيجابية نحو ذاته ونحو الآخرين.
• تشجيعه وتوفير الفرص المناسبة له للتفوق في أمر معين.
• مساعدته على تكوين مهارة خاصة به تساعده على حل المشكلات.. أما في حالة استمرار هذا السلوك لمرحلة المدرسة إلى درجة يصل فيها الطفل إلى الإغراق في حب الذات فهنا ينصح بمراجعة الطبيب النفسي.