في إطار استراتيجية «السعودية» لتحديث أسطولها
«السعودية» تتسلم
طلائع أسطولها الجديد
الخطوط السعودية تعاقدت مع شركتي «إيرباص» و«بوينغ» لدعم أسطولها بـ70 طائرة مختلفة الأحجام.
تصوير: هشام نصر شما، تولوز، فرنسا
تسلمت الخطوط الجوية العربية السعودية طائرتين جديدتين من طراز إيرباص (A320) في حفل تسليم أقيم أخيرًا بمقر الشركة في مدينة تولوز الفرنسية، بحضور معالي مدير عام الخطوط السعودية المهندس خالد بن عبدالله الملحم، وسعادة سفير خادم الحرمين الشريفين في فرنسا د.محمد بن إسماعيل آل الشيخ، والرئيس والمدير التنفيذي لشركة إيرباص توم اتدرز، وعدد من المسؤولين التنفيذيين في الخطوط السعودية، وشركة إيرباص، ووفد إعلامي سعودي، ومتخصصين في صناعة النقل الجوي.
|
|
|
|
ويأتي تسلم الخطوط السعودية لهاتين الطائرتين في إطار خطتها الاستراتيجية لتحديث أسطولها ليواكب خطواتها التطويرية الشاملة ويعززها بأهدافها التشغيلية والتسويقية وتطوير الخدمات.
بدأ الحفل الخطابي بكلمة للرئيس والمدير التنفيذي لشركة إيرباص، رحب فيها بمعالي مدير الخطوط السعودية، وسعادة سفير خادم الحرمين الشريفين، وبالحضور، معبرًا عن سعادته بالشراكة الجديدة مع الخطوط السعودية لتحديث أسطولها ودعمه بأحدث الطائرات، واعتزاز إيرباص بثقة الخطوط السعودية، كونها من الشركات الرائدة على مستوى العالم، ولها باع طويل في مجال النقل الجوي، ونوه بالعلاقة الوثيقة مع الخطوط السعودية التي كانت أول شركة طيران تتسلم طائرة إيرباص (600- 300 A) عام 1984.
بعد ذلك تحدث معالي المهندس خالد الملحم إلى الحضور، معربًا عن سرور إدارة الخطوط السعودية بتسلم طائرتين جديدتين من 58 طائرة إيرباص سوف تدعم أسطول الخطوط السعودية، ما يمكنها من تقديم أفضل خدمة للمسافرين على متنها، مؤكدًا أن خطة تحديث الأسطول تعتمد على استخدام أحدث الطائرات في العالم، ومنها طائرة إيرباص (320 A)، بما تتميز به من كفاءة عالية وراحة قصوى.
ثم قدم معالي مدير الخطوط السعودية هدية تذكارية لسعادة سفير خادم الحرمين الشريفين بمناسبة تشريفه حفل التسليم، ثم تبادل الهدايا التذكارية مع الرئيس والمدير التنفيذي لشركة إيرباص، ثم جرى تسلم الطائرتين رسميًا وغادرتا موقع التسليم إلى مطار الملك عبدالعزيز بجدة بقيادة طياري الخطوط السعودية.
وكانت الخطوط السعودية قد تعاقدت مع شركتي إيرباص وبوينج لدعم أسطولها بـ70 طائرة مختلفة الأحجام، 58 منها من طراز إيرباص، و12 من طراز بوينج 787، وقد استلمت حتى الآن 5 طائرات من طراز إيرباص (320 A)، وسوف تستلم قبل نهاية العام الحالي 4 طائرات أخرى، ثم تستلم بقية الطائرات تباعًا خلال ثلاثة أعوام.
الطائرة الأكثر مبيعًا في العالم
تتميز طائرة إيرباص بالكفاءة العالية والهدوء الفائق، وتعد الطائرة الأفضل في فئة الطائرات ذات الممر الواحد، ولذلك فهي الخيار المناسب لشركات الطيران، ما جعلها تحتل المرتبة الأولى في عدد الطلبات، وقد تم بيع 6400 طائرة من هذا النوع للعديد من شركات الطيران في العالم.
وقد تم تزويد الطائرة بجهاز ترفيهي واسع النطاق وبتردد عالٍ، وهي خدمة إضافية ستتوافر للمرة الأولى اختياريًا على طائرات إيرباص، ما يعني أن ركاب الخطوط السعودية سوف يتمتعون بأحدث التقنيات للاستمتاع بالبرامج السمعية والمرئية حسب الاختيار خلال الرحلة، كما أنها مزودة بأجهزة تحكم إلكترونية حديثة وعالية الدقة، كما تنفرد بنظام شحن أمتعة على حاويات تتوافق مع المعايير العالمية المعتمدة في الطائرات ذات الحجم العريض، إلى جانب تميزها بسعة أكبر للأرفف العلوية والمساحة المناسبة للمقاعد، لتوفير المزيد من الراحة للمسافرين.
وبهذه المناسبة أكد معالي المدير العام المهندس خالد بن عبدالله الملحم، أن الأسطول الجديد الذي يتكون من 70 طائرة من طرازي إيرباص وبوينج، سوف يشكل نقلة نوعية من مستوى الأداء، ويدعم إمكانات ناقلنا الوطني وخططه التسويقية، ويعزز مكانته التنافسية في سوق النقل الجوي.
وأضاف معالي المدير العام أن تحديث الأسطول يأتي في إطار الخطة الاستراتيجية المعتمدة للعشر سنوات المقبلة، والتي تتضمن إلى جانب ذلك تطوير البنية التقنية، وإحداث نقلة جوهرية في مستوى الخدمات المقدمة للعملاء، مع التوسع لمواكبة التغيرات المتسارعة في هذه الصناعة الحيوية، من خلال أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران، والتي توفر أحدث البرامج التدريبية في مختلف المجالات، إلى جانب مركز التدريب المتخصص في البرامج التدريبية الخاصة بالمجالات التسويقية، والمالية، والإدارية.
واستطرد معاليه قائلاً: إنه بناءً على الدراسات العلمية المتخصصة، تم تحديد نوعيات واسعة وتجهيز الطائرات الجديدة بما يتناسب مع المتطلبات التشغيلية، وتحقيق الهدف في زيادة الرحلات المجدولة والإضافية، لمقابلة الزيادة المستمرة في حركة السفر على القطاعات الداخلية والدولية خلال المواسم وعلى مدار العام، مشيرًا إلى أنه قد سبق توفير الاستعدادات كافة لخدمة الطائرات الجديدة من الكوادر البشرية المتخصصة وبرامج الخدمات الأرضية والفنية وغيرها، بما يحقق المنظومة التشغيلية المتكاملة لهذه الطائرات على شبكة رحلات الخطوط السعودية.
«السعودية» تبدأ تشغيل طائراتها الجديدة |
بدأت الخطوط الجوية العربية السعودية بدءًا من يوم الإثنين 28 من ذي القعدة 1430هـ الموافق 16 نوفمبر 2009م، تشغيل طائراتها الجديدة من طراز إيرباص 320، حيث كانت الرحلة الأولى على قطاع «الرياض، دبي، الرياض»، تلتها الرحلة الثانية على قطاع «الرياض، بيروت، الرياض»، ثم توالت الرحلات بعد ذلك على قطاع «الرياض، جدة، الرياض»، وقد بدأ تشغيل الطائرات الجديدة بعد أن استوفت الخطوط السعودية المتطلبات التشغيلية والفنية كافة في هذا الصدد، إلى جانب الحصول على التصاريح اللازمة لذلك من الهيئة العامة للطيران المدني.
وبدخول الطائرات الجديدة إلى المنظومة التشغيلية للمؤسسة، سوف يطرأ تحسن جوهري على الجدول التشغيلي للرحلات عن طريق توفير الرحلات المباشرة دون توقف على قطاعات عديدة، مع زيادة أعداد الرحلات على عدد من القطاعات الأخرى التي تشهد زيادة مكثفة في أعداد المسافرين.
وبإذن الله، بدءًا من العام الجديد 2010، ستكون هناك نقطة تحول في المنظومة التشغيلية على شبكة رحلات الخطوط السعودية، والتي تتمثل في زيادة الرحلات على القطاع الداخلي، إلى جانب تطبيق نمط تشغيلي جديد للرحلات بين المملكة وأوروبا، من خلال توفير رحلات مباشرة دون توقف بين كل من «الرياض وجدة إلى باريس وفرانكفورت وروما وجنيف»، ما يسهم في تقديم خدمات أفضل للمسافرين الكرام، إلى جانب زيادة حصة «السعودية» وتعزيز موقعها التنافسي على قطاع أوروبا وغير ذلك من القطاعات الدولية. |
|
وأشار المهندس خالد الملحم إلى إن سعة الطائرة «إيرباص 320» 12 مقعدًا منها 24 مقعدًا بالدرجة الأولى و96 مقعدًا بدرجة الضيافة، وهي تعد من أكثر الطائرات مبيعًا في العالم، مسجلة رقمًا قياسيًا تجاوز 6400 طائرة، حيث تتميز بمواصفات تشغيلية عالية، كما تم تزويدها بأحدث المحركات وأكثرها كفاءة على مستوى العالم، منوهًا إلى أنه بنهاية هذا العام، بإذن الله، ستكون السعودية قد تسلمت 9 طائرات من هذا الطراز، في إطار خطة تحديث الأسطول، وخلال عام 2010 سيتم استلام 21 طائرة من طراز 320، بالإضافة إلى 6 طائرات من طراز 330، وبعد انتهاء الإجراءات النظامية والتشريعية الخاصة بتسجيل هذه الطائرات، والحصول على التصاريح اللازمة من هيئة الطيران المدني، سوف يتم إدخالها الخدمة، وتسيير رحلات منتظمة على متنها للمحطات الداخلية والدولية، لمواجهة الطلب المتزايد على السفر جوًا، خصوصًا محطات أوروبا التي تشمل: باريس، وجنيف، وروما، وميلانو برحلات مباشرة دون توقف.
كما أكد معاليه أن «السعودية» قد حددت احتياجاتها من الطائرات الحديثة من طراز إيرباص 320 A و321A و330A وطراز بوينج 787، بناءً على دراسات وتقييم دقيق يضع السلامة أولاً، وراحة ورفاهية المسافرين ثانيًا، ووضعت الكثير من أفضل المعايير كقاعدة أساسية لهذه الدراسة، منوهًا إلى أن حركة النقل الجوي وصناعته تشهد تنافسًا كبيرًا على مستوى العالم والمنطقة، والخطوط السعودية بتاريخها العريق الذي يمتد إلى أكثر من ستين عامًا خطت خطوات متلاحقة لتحديث بنيتها التحتية، ودعم أسطولها بأحدث أنواع الطائرات، ما مكنها من احتلال موقع متقدم بين شركات الطيران في العالم، وعزز قدراتها على مواجهة تحديات المرحلة المقبلة، والزيادة المضطردة في حركة النقل الجوي من عام آخر.
وأشار معاليه إلى أن الخطوط السعودية قد استعدت للأسطول الجديد في وقت مبكر، بتهيئة الطيارين والملاحين وتدريبهم، وتوفير أجهزة الطيران التشبيهي وأصبح لديها الآن طيارون مؤهلون لتدريب المزيد من الطيارين، والملاحين، والفنيين، لقيادة الأسطول الجديد.
آل الشيخ: أسطول «السعودية» يتميز بخدمة المجتمع
أدلى سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا د.محمد بن إسماعيل آل الشيخ بتصريح صحفي عقب تسلم الخطوط السعودية طائرتي الإيرباص قال فيه: إن الاتفاقية بين «السعودية» وإيرباص جزء لا يتجزأ من الشراكة الاستراتيحية القائمة بين المملكة وفرنسا في المجالات السياسية، والاقتصادية، والثقافية كافة، منوهًا بعمق هذه العلاقة بين البلدين الصديقين، والتي تعتمد على تطابق المواقف إزاء القضايا الدولية بشكل عام.
وقال آل الشيخ: لا شك أن اتفاقية دعم أسطول الخطوط السعودية بهذا العدد الكبير من الطائرات الحديثة يدعم العلاقة بين المملكة وفرنسا ويعززها، كما أن هذه الصفقة تختلف وتتميز عن غيرها، لأنها تخدم المجتمع بشكل مباشر، وهو أمر مهم ونتاج لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد، وسمو النائب الثاني بالتركيز على المشروعات في القطاع المدني والخدمي على وجه التحديد، ودعمها لخدمة المواطن السعودي.
ونوه د.محمد آل الشيخ بخطة الخطوط السعودية لدعم أسطولها بأحدث الطائرات على مستوى العالم، لتعزيز قدراتها وإمكاناتها لمواجهة تحديات النقل الجوي، والتنافس في هذا المجال المهم الذي ينمو بشكل مستمر.