المؤسسات الخيرية.. والتطوع
استراتيجيات واجبة قبل التطبيق
المنظمات التي تأخذ بمفهوم الإدارة الاستراتيجية تظهر فارقًا في الأداء والتميز.
• الرياض: سعيد بن محمد العماري
خبير في تنمية الموارد الخيرية والعمل التطوعي
أفقر الدول في العالم تحتل قائمتها الدول الإسلامية، وأقل دخول للفرد هي، أيضًا، في الدول الإسلامية، وأكثر من 80% من اللاجئين في العالم مسلمون، وأكثر الحروب المندلعة في العالم هي في بلاد إسلامية، وبالطبع تحتل الدول الإسلامية قائمة الأمية بين دول العالم.
تلك الحقيقة المؤسفة تظهر جيدًا مدى الحاجة إلى تفعيل جهود التطوع في العالم الإسلامي، فضلاً عن تنميتها وتطويرها وتفاعلها، إلى جانب الاهتمام بتمويل الجهات التي تدعم التطوع ومساعدتها في تأدية مهامها على الوجه الأفضل.
|
|
|
|
ثقافة التطوع
ربما يبدو الأقرب لمفهوم التطوع بمعناه الشامل ما يقدمه الإنسان من ماله، أو جهده، أو وقته، أو خبرته بطوع إرادته وحريته لخدمة مجتمعه الصغير، أو وطنه، أو المجتمع الإنساني دون أن يتوقع من ذلك أجرًا ماديًا.
ولا ينفي ذلك وجود صور أخرى للتطوع، فإنقاذ فرد واحد من غرق، أو أن نهب لمساعدة كفيف لاجتياز الطريق هو نوع من التطوع. ولا يعني عدم توقع أجر مادي من قبل المتطوع أن تأبى الهيئات والجمعيات التي تهتم بالتطوع والمتطوعين حرمان ذلك المتطوع من الحوافز، مادية كانت أو معنوية، حتى وإن لم يكن قصده نيلها.
مجالات منوعة
في عالمنا الإسلامي يبدو المجال واسعًا ومتنوعًا للعمل التطوعي، بل هو ضرورة تدعو إليها حاجة هذا المجتمع الماسة، ومع ذلك لا نجد في الواقع أي اهتمام به، وتغيب ثقافته وأدبياته عن قاموس اهتمامات الفرد والمجتمع، وتنامي فردية تغذيها ثقافة استهلاكية تنأى بالإنسان عن خدمة مجتمعه. ومن الغريب أن نجد في دولة من دول الرفاه، وهي كندا، أن الجمعيات التطوعية يبلغ عددها 161 ألف جمعية، يساند الموظفين الرسميين فيها 21 مليون متطوع، أي أن أكثر من ثلث سكان كندا متطوعون في أعمال خيرية متنوعة.
وواقع التطوع هو دوافع ثقافية، أو مجتمعية، أو شخصية، ويبقى الدافع الديني هو المحرك الأساس للتطوع في مجتمعنا السعودي.
وفعل الخير عمومًا في الإسلام ينطلق من رؤية شاملة تراعي مصلحة الفرد والمجتمع وإصلاحهما، وارتباط فعل التطوع بما يجده الإنسان عن ربه من خير هو أكبر دافع معنوي يجعل المسلم يبذل كل البذل لارتباط هذا العمل بالدوام. فما يتعلق بالدائم هو دائم، قال سبحانه وتعالى: }وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرًا وأعظم أجرًا{، وجاء عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته».
فإصلاح المجتمع يتحقق بالتكافل الذي يسمو به عن الحقد والبغضاء، وهو يسد حاجة الفقراء وذوي الحاجات، ويتحقق إصلاح المتطوع نفسه باتقاء شح نفسه الذي يقوده إلى الفلاح. كما تتعدد فوائد البر والصدقة كما جاءت في السنة الشريفة من زيادة في الرزق، ودواء من الأمراض، مع عظيم ما يناله من أجر ومثوبة من الله سبحانه وتعالى.
أهمية متزايدة
تتمثل أهمية العمل التطوعي للمتطوع في:
• تزكية النفس والرضا الذي يعمر نفس المتطوع، فيجد لذة في العطاء لا يجدها في الأخذ.
فضلاً عن الثقة في النفس والخبرة اللتين يكتسبهما من العمل المجتمعي. ناهيك من التدريب العملي الذي يفيده في مجال عمله. وزيادة تقدير الذات والقدرة على التفاعل، وتنمية الحس الاجتماعي والنفسي، ونيل احترام المجتمع، وزيادة الانتماء للمجتمع. أما بالنسبة للمجتمع فتتمثل أهمية العمل التطوعي في:
• سد حاجات أفراد المجتمع طعامًا، أو علمًا، أو سقفًا يظله.
• اطمئنان أفراد المجتمع ومحاربة الأنانية.
• نهضة المجتمع وتطوره وبالتالي تطور الأمة ورقيها.
• تنمية صفة البذل والعطاء في المجتمع.
التمويل
ربما كانت أكثر المشاكل التي تواجه استمرارية جهود التطوع في المملكة وباقي الدول الأخرى هي التمويل، لما يساهم به في تمويل فتح أبواب واسعة لانخراط المجتمع في عمل الخير، ويتيح لأفراده المساهمة الفاعلة في تزكية نفوسهم وأموالهم، ما يسهم، أيضًا، في حفظ توازن المجتمع، ويزيد من نشاطات الجمعيات الخيرية، وتوسيع خدماتها لتشمل أكبر مساحة من الشرائح التي تستهدفها.
وتتركز أهم مصادر التمويل في:
القطاع الحكومي
تتلقى الجمعيات الخيرية دعمًا غير محدود من الحكومة الرشيدة بضخ الأموال الضخمة، وسن القوانين التي تزيد من فعاليات هذه الجمعيات، وتزيل أي معوق من طريقها. وإن كان الدعم الحكومي في باقي الدول العربية والإسلامية يشهد تراجعًا ملحوظًا بفعل ظروف مختلفة في الزمن الراهن فإن هذا الدعم في المملكة ما فتئ يشهد ازدهارًا مطردًا بفعل النهضة الاقتصادية الكبرى في هذا العهد الزاهر، وبفضل التوجه الإسلامي للدولة التي ترتكز أنظمتها وقوانينها على تطبيق الشريعة الإسلامية.
القطاع الخاص
تمثل الشركات المملوكة لأفراد أو أسر أكبر مساهم في تمويل العمل الخيري بشكل عام، لكن الملاحظ أن هذا الدور يبدو ضعيفًا أحيانًا، ما يجعل الجمعيات الخيرية مطالبة بتكثيف الجهود لحث هذه الشركات ومجالس إداراتها على عدم التنصل عن دورهم المجتمعي في دعم تمويل العمل الخيري. وحتى يرتقي القطاع الخيري بتنظيماته وآليات عمله لكسب ثقة القطاع الخاص يمكن اتباع الخطوات التالية:
• اعتماد سياسة الشفافية والمساءلة من قبل المؤسسات الخيرية، وإقناع المتبرعين في القطاع الخاص بحيوية المشاريع والبرامج التي تنفذها.
• إعداد مشاريع متكاملة مقرونة بدراسات جدوى اقتصادية واجتماعية، وتقديمها لمؤسسات القطاع الخاص وشركاته لتوفير التمويل، ودعم تلك المشاريع ولو على مراحل وبشكل تدريجي.
• إشراك القطاع الخاص في إبداء الرأي والمشورة، والأخذ بمقترحاته في اختيار المشاريع، الأمر الذي يجعله متبنيًا ومنتسبًا للأفكار المطروحة.
• اطلاع الشركات والمساهمين في تمويل المشاريع الخيرية وبشكل موثق وشفاف على النتائج المتحققة عن المشاريع المساهم في تمويلها.
• دعم شركات القطاع الخاص ومؤسساته التي تتبرع وتقوم بتقديم خدماتها للمجتمع من خلال خفض بعض الرسوم أو إلغائها.
• دعوة القائمين على مؤسسات القطاع الخاص لتحمل مسؤولياتهم نحو المجتمع من خلال المساهمة في مشاريع التنمية والبرامج الإنسانية».
• ترشيح عدد من رؤساء مجالس الإدارة والتنفيذيين في الشركات والمؤسسات ليكونوا أعضاء في مجالس إدارة الجمعيات الخيرية.
ترشيد.. وتنوع
على الجانب الآخر هناك أشياء مطلوب تحقيقها من الجمعيات الخيرية الداعمة للتطوع ومنها أن تسعى لتنويع مصادر دخلها، وعدم الاعتماد على تبرعات الخيِّرين التي هي المصدر الأساس لتلك الموارد، كما أن الاهتمام بالتنمية البشرية التي أصبحت علمًا له أسسه وأصوله يقوي من اقتصاد هذه الجمعيات الخيرية ويمنحها توسعًا في مشاريعها، ما يحسن صورتها الذهنية في المجتمع فيمنحها ذلك مزيدًا من الدعم والمساندة من أفراد المجتمع، وذلك لأن النظام الاقتصادي في ظل العولمة يجعل الاقتصاد الوطني منفتحًا على الاقتصاد العالمي، ما يستدعي اعتماد هذه الجمعيات على المعارف الحديثة، وتنمية مواردها البشرية في ظل هذه البيئة التي ستخوض فيها الشركات والمؤسسات معركة شرسة لإثبات وجودها، ومنحها ميزة المنافسة العالمية.
كما أن على الجمعيات الخيرية ترشيد مواردها، واستغلالها الاستغلال الأمثل، وزيادة هذه الموارد باستثمارها ذاتيًا في ظل قلة التبرعات وتذبذبها من آثار الظروف التي تنشأ داخليًا أو خارجيًا بسبب ما تفرضه العولمة على السوق الداخلية. في الوقت ذاته قد يحسن أداء الجمعيات الخيرية أن تقسم برامجها وأعمالها إلى قسمين: برامج تقشفية في حال شح الموارد تختصر على الإنفاق الأشد ضرورة، وبرامج توسعية عند توسع الموارد، ولكن في كل الأحوال يجب أن تسعى الجمعيات الخيرية إلى تنمية موارد ذاتية، وإذا كان على الجمعيات الخيرية أن تتبع سياسات ترشيدية، ليس بإنفاق ما يحقق المنفعة فحسب، بل بتحقيق أعلى منفعة ممكنة بأقل ما يمكن صرفه من الموارد، فإن للجمعيات الخيرية ميزة ليس لغيرها في ترشيد استخدام مواردها بما يتوفر لها من رصيد من العمل التطوعي، وهو الذي يمكن أن يكون على درجة عالية من المهارة يحركها الوازع الديني وتعاطف الناس مع أعمال البر. ويعد استغلال العمل التطوعي وتحفيزه واستقطاب الكفاءات العالية من المتطوعين وتوظيفها توظيفًا جيدًا من الترشيد في الموارد، حيث تعمل هذه الكفاءات دون مقابل مادي مع أن قيمتها السوقية مرتفعة.
ويمكن للجمعيات الخيرية أن توجه جهدها لزيادة مواردها في اتجاهات ثلاثة:
• برامج دعوية تستنفر كل طاقات الفرد الإيمانية، وتحفزه إلى التكافل والإيثار، وتبعث في نفسه روح الإخاء الإسلامي والتواد والرحمة.
• جهد إعلامي فاعل يكشف حجم الحاجة، ويوضح الصورة الحقيقية للجمعية الخيرية، ويضع إنجازاتها في مجالها بوضوح أمام أعين أفراد المجتمع.
• اكتساب ثقة الناس عن طريق العمل الدؤوب، والجهد الصادق، وحسن الإدارة في ترشيد مصارف الجمعية الخيرية.
التخطيط الاستراتيجي
تدل الدراسات على أن المنظمات التي تأخذ بمفهوم الإدارة الاستراتيجية «التخطيط الاستراتيجي» تظهر فارقًا في الأداء وتميزه عن تلك التي لم تأخذ بهذا المفهوم، كما دلت هذه الدراسات على أن الأخذ بمفهوم الإدارة الاستراتيجية كان أكثر جدوى في الشركات التي لا تتسم بالثبات النسبي. ومن هنا يتضح أهمية اتباع سياسة الأخذ بمفهوم الإدارة الاستراتيجية بالنسبة للجمعيات الخيرية التي لا تتسم بيئتها بالثبات النسبي.
ويساعد التخطيط الاستراتيجي على توقع بعض القضايا الاستراتيجية من خلال توقع أي تغيير محتمل في البنية التي تعمل فيها المنظمة، ووضع الاستراتيجيات اللازمة للتعامل مع هذا التغيير.
كما يساعد التخطيط الاستراتيجي على توقع التكلفة والعائد المتوقع من البدائل الاستثمارية المتاحة للمنظمة، كذلك فإن وجود هذا التخطيط يساعد على تحديد أولويات الأهداف المتعددة والمتداخلة، ومن ثم توجيه الموارد إلى تلك الأهداف ذات الأهمية الكبرى للمنظمة.
الصورة الذهنية واستراتيجيتها
يعد بناء الصورة الذهنية الإيجابية لدى جميع المتعاملين مع الجمعيات الخيرية من الأشياء المهمة جدًا. وليتكلل سعي الجمعيات بالنجاح فلا بد أن يبدأ بالتخطيط العلمي السليم المرتكز على رؤية واضحة لرسالتها، ووضع أهداف محددة تعمل على تحقيقها، ووجود المرونة اللازمة للتكيف مع مستجدات المراحل المختلفة.
ولتحسين صورة المؤسسة الخيرية لدى المجتمع يجب تحديد الصورة التي ترغب المؤسسة في تكوينها عن نفسها، ومعرفة تطابقها مع رؤية الشرائح المستهدفة، والعمل بجدية على إزالة كل ما يعترض هذا التطابق من عوائق.
ويعتمد بناء الصورة الذهنية عن المؤسسة الخيرية لدى الجمهور بصورة أساسية عما يتلقاه عبر وسائل الإعلام المختلفة التي أصبح دورها في العصر الحديث طاغيًا في تكوين الرأي العام وتوجيه مساره، وباستغلال هذه الوسائل الاستغلال الأمثل تستطيع المؤسسات الخيرية أن توصِّل فكرها ورؤيتها إلى شرائح المجتمع المختلفة. ويؤدي الاتصال الشخصي عبر إدارات العلاقات العامة بالمؤسسة وإدارات الموارد المالية دورًا مهمًا بتثبيت صورة إيجابية في أذهان الناس، خصوصًا إذا ما كانت أفراد هذه الإدارات من ذوي الكفاءات المدربة والممتازة، وأصحاب المظهر والسمة الحسنة.
والاهتمام بأعضاء مجلس الإدارة في المؤسسة الخيرية ممن لهم تأثيرهم في المجتمع يدعم الصورة الذهنية الإيجابية، ويعزز من دورها في المجتمع.
ويمكن تقسيم استراتيجيات صورة المؤسسة الخيرية إلى عدة محاور وضعها د.عبدالله آل تويم تحت عنوان: «الإعلام والعلاقات العامة في الجهات الخيرية»:
• استراتيجية الصورة الداخلية: من خلال تأسيس برنامج الاتصال مع الموظفين والمحافظة عليه، وتشجيع الحوار وجهًا لوجه مع القوى العاملة.
• الصورة الخارجية: من خلال تطوير العلاقة مع الحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات الخيرية المماثلة.
• الصورة لدى الداعمين والمتبرعين، من خلال التدفق المستمر للمعلومات والتواصل المباشر عبر الزيارات الشخصية، والدعوات، واللقاءات.
• الصورة لدى المستفيدين من خدمات المؤسسات الخيرية من خلال تطوير الأداء، وتحسين الخدمة، وسد الحاجة.
• إدارة القضايا من خلال بحث الأزمات وتحديدها ومراقبتها، وإدارتها وتقويمها لتقليل التأثيرات السلبية، ولزيادة الفرص الإيجابية للمؤسسات الخيرية، وتنفيذ برنامج الاتصال الإعلامي وتطويره.
• العلاقات الاجتماعية: تطوير الاتصال الفعال وبرامج التعليم التي تبني قاعدة التأييد مع عامة أفراد المجتمع.
• العلاقات الإعلامية، من خلال إيجاد قنوات اتصال دائمة وقوية مع وسائل الإعلام.
• التطوير المهني: من خلال متابعة فرص التطوير المهنية، وتوفير مهارات الاتصال والنصح للمنظمة.
التغيير.. والتأكيد
من خلال الاستراتيجيات السابقة يتضح أن تغيير الصورة الذهنية أو تثبيتها بشكل جيد يعتمد على عدة آليات يجب أن يكون الإعلام في مقدمتها، لإحراز تقدم سريع في جميع الميادين.. ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
الصحف اليومية
الصحيفة هي الوسيلة الأكثر شعبية، والتي ينتظرها القارئ ويقرؤها بانتظام، خصوصًا مع ارتفاع مستوى التعليم بين أفراد المجتمع، وزيادة الوعي بينهم. والصحافة المحلية تبعًا لمسؤوليتها الوطنية تحرص على دعم المؤسسات الخيرية بإتاحة الفرص لها لنشر أخبارها، وأنشطتها، وتقاريرها على صفحاتها، كما تمنحها تخفيضات كبيرة ربما تبلغ 50% أو أكثر على إعلاناتها، وبعضها يتيح لها إعلانات مجانية لبعض الأحيان، كما أصبحت الرعاية الإعلامية داعمًا كبيرًا لهذه المؤسسات الخيرية في المؤتمرات والمعارض والأنشطة التي تقوم بها هذه المؤسسات.
المجلات
تتميز المجلات السعودية بانتقائية الجمهور، حيث أصبحت تميل إلى التخصص.. حتى المجلات العامة يعد جمهورها جمهورًا متجانسًا نسبيًا. فبعض المجلات في المملكة تعد مجلات ثقافية أو أدبية، وبعضها مجلات دينية، وبعض المجلات اقتصادية، ما يتيح للمؤسسات الخيرية استهداف فئات معينة حسب التوجهات التي ترتئيها هذه المؤسسات، أو الأنشطة المعينة التي تقوم بها في ذلك الوقت.
ومعظم المؤسسات الخيرية تصدر مجلات خاصة بها وهي مجلات متخصصة، أو هكذا ما يجب أن تكون عليه. والرسالة التي ينبغي أن تؤديها هذه المجلات رسالة كبيرة ومهمة وذات فاعلية في ترسيخ اسمها ومكانتها، كما أنها تساهم في زيادة مواردها المالية، ولكن ما يلاحظ في كثير من مجلات الجهات الخيرية أنها لا تولي هذه المجلات الأهمية التي تستحقها، بداية ممن يتولون رئاستها. فكثير منهم يُعَيَّن لسد الطلب، ويغير حسب دورات الجمعية العمومية للمؤسسة، فتضمن المجلة في هذه الجهة مجلة دون خطة إعلامية تتبعها، ودون خط ثابت تسير على هداه، ورغم ما يحتاج إليه الإعلام من إمكانيات فلا تخصص هذه الجهات الخيرية إلا أقل النسب للصرف عليها.
المذياع «الراديو»
يعد المذياع الأب الشرعي للتلفاز، ولقد ظل خلال قرن من الزمان أوسع وسيلة اتصال ومن أكثرها تأثيرًا، ورغم منافسة التلفاز منذ خمسينيات القرن الماضي إلا أن المذياع لم يتخل أبدًا عن مكانته، وتبدو فرصه ومستقبله مضمونًا مع تطور التقنيات الحديثة وظهور إذاعات الـ(IFM). ويبدو المذياع أنسب الوسائل للبرامج المتخصصة والبرامج التعليمية، وتمنحه قلة تكاليف الإعلان فيه، وسهولة إيجاد برامج مختلفة يمكن أن تعرض الجمعيات الخيرية خلالها برامجها المختلفة، ميزة أخرى. إن استغلال الأوقات المناسبة للبث، كما في الفترة الصباحية التي يطلق عليها «فترة القيادة» لأن الناس يسمعون الإذاعة وهم ذاهبون إلى أعمالهم، يعطي البرامج والإعلانات التي تذاع في أثنائها ميزة إضافية.
إعلانات الطرق السريعة «اليونيبول
لأن طبيعة هذه الوسيلة تقام في الطرق السريعة التي لا تستلزم وقوف السيارات ولا يمتد وقت التعرض فيها إلى وقت طويل، فهي تناسب الرسائل القصيرة، وهي وسيلة تذكيرية مناسبة للجمعيات الخيرية إذا تخيرت الرسائل المؤثرة والقصيرة.
الرسائل البريدية
تعد من الوسائل المؤثرة، وتلقى معدلات عالية من الاستجابة، ومع تنفيذ عمليات مشروع التسمية «الترقيم للشوارع والمباني وتوزيع صناديق البريد» فستكون هذه الوسيلة فعالة في إيصال رسائل الجمعيات الخيرية.
رسائل الملاعب الرياضية
تتميز بجمهور له خصائص قائمة بذاتها وأكثر فئاته من شريحة الشباب، ما يمكن من توجيه رسائل خاصة ومحددة له. وتتميز هذه الوسيلة بأنها معبر لإعلان تلفازي مجاني عبر نقله للمباريات المعينة.
اللوحات الإلكترونية
هي لوحات ملونة تعرض على شاشات كبيرة تشبه شاشات التلفاز ويمكن من خلالها عرض إعلانات تحتوي على عنصر الحركة، وتتميز بتوفر عاملي الحركة واللون طوال فترة العرض وانخفاض التكلفة.
اللوحات المتغيرة «برزما»
وهي تشبه لوحات «اليونيبول» إلا أنها تختلف عنها في قدرتها على عرض أكثر من إعلان في وقت واحد.
وتعد تلك الوسائل مناسبة جدًا كي تمارس الجمعيات الخيرية من خلالها نشاطها في العالم التطوعي، شريطة الاستخدام الجيد لتلك الوسائل، ووفق استراتيجية محددة.