حوار


مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية
برامج تنموية أهدافها وطنية
الأمير فيصل بن سلطان: رسالة المؤسسة تتبلور في ثمانية محاور رئيسة.

• الرياض: أهلاً وسهلاً

وهي على مشارف عامها الخامس عشر باتت مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية نموذجًا في العمل الخيري المؤسسي الذي ينطلق من رؤية ورسالة واضحتين، ويؤدي دورًا مميزًا في تنمية المجتمع في قطاعات عديدة، ظلت لسنوات طويلة عبئًا على الأجهزة الحكومية.
وتفردت مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية بتحمل مسؤوليات قضايا وطنية تمثل أولوية في صياغة مستقبل الوطن والمواطن في مقدمتها التعليم، والتقنية، والبحث العلمي، والخدمات العلاجية والتأهيلية، وأيضًا التواصل مع الآخر، وتصحيح الصورة الذهنية عن المملكة، والإسلام، والمسلمين.
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز، الأمين العام لهذه المؤسسة الفتية،يلقي الضوء على مسيرة البدايات والتحديات والإنجازات.

صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان أمين عام المؤسسة

  • لم يقتصر دور المؤسسة على تقديم الدعم المادي السنوي للجمعيات الخيرية المتميزة، بل اتسعت لتتواكب مع رسالتها وأهدافها الوطنية

  • في مجال دعم المنح الدراسية الأكاديمية، تبنت المؤسسة برنامجًا لدعم عدد من الكليات المتخصصة، بهدف تطوير مخرجات التعليم، وتلبية احتياجات سوق العمل من الكوادر البشرية المؤهلة

  • حققت المؤسسة حضورًا فاعلاً في مجال دعم الإصدارات العلمية، وتبني العديد من الموسوعات التي أثرت المكتبة العربية

سمو الأمير.. لنبدأ حوارنا بالحديث عما تحقق من محاور لرسالة المؤسسة مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم بعد مضي نحو 14 عامًا من الانطلاق؟
يمكننا القول إن الدعم والرعاية والمتابعة الدقيقة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران، والمفتش العام، الرئيس الأعلى للمؤسسة، تمكنا من بلورة رسالة المؤسسة عبر ثمانية محاور رئيسة هي باختصار:
• تطوير منظومة العمل الخيري في المملكة.
• التصدي لقضية الإعاقة ورعاية المعوقين.
• تنمية المجتمع المحلي وخدمته، ودعم حوار الحضارات، وتصحيح الصورة الذهنية عن العرب والمسلمين.
• المساهمة في تطوير التعليم.
• المساهمة في التنمية الثقافية.
• تشجيع استخدام التقنية.
• المساهمة في تطوير الخدمات الصحية.

نتفق مع سموك في أن محاور أداء المؤسسة أخذت منحى وطنيًا غير مسبوق في مسؤوليات المؤسسات الخيرية، وفي مقدمة ذلك قضية تطوير منظومة العمل الخيري. نود أن نلقي مزيدًا من الضوء على ذلك الجانب في أداء المؤسسة؟
على صعيد تطوير منظومة العمل الخيري في المملكة، لم يقتصر دور المؤسسة على تقديم الدعم المادي السنوي للجمعيات الخيرية المتميزة التي تتبنى مشروعات وبرامج تنموية وخدمية حيوية، بل اتسعت مظلة جهود المؤسسة لتتواكب مع رسالتها وأهدافها الوطنية، فقامت بتشكيل فريق تنسيقي للمؤسسات الخيرية، بما يسهم في تكامل الجهود، وتحقيق الاستفادة القصوى من البرامج، وتبادل الخبرات، كما نظمت المؤسسة ورش عمل عدة لتطوير قدرات مسؤولي الجمعيات الخيرية والمهتمين بالعمل التطوعي، وقامت بتنظيم لقاء تشاوري لعدد من كبريات المؤسسات والجمعيات الخيرية، بالإضافة إلى التعرف على آراء ومقترحات أكثر من 400 مؤسسة وجمعية خيرية عاملة في المملكة للوصول إلى آلية لتنمية أداء تلك المؤسسات.



للمؤسسة منظومة خدمات متكاملة، وأهداف علمية وتنموية توازي الخدمات الخيرية إلا أن الكثيرين يعتقدون أن دور المؤسسة ينحصر في مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية.. ما تعليقكم؟
لا جدال أن مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية مشروع رائد وغير مسبوق، سواء من حيث حجمه أو ما يقدمه من خدمة متخصصة متطورة معتمدة من أرقى المراكز العلمية العالمية، إلا أن مشروعات المؤسسة التنموية والعلمية والأكاديمية لا تقل أهمية عن رسالة المدينة، ودعني أتحدث عن تلك المشروعات ببعض التفاصيل التي قد تخفى على الكثيرين.
فعلى سبيل المثال تتبنى المؤسسة برنامجًا رائدًا للإسكان الخيري انطلق عام 1421هـ، بتوجيه من سمو الرئيس الأعلى للمؤسسة، وفي إطار حرص سموه على تلمس حاجات المواطنين، وتحسين ظروفهم الحياتية وتوفير البيئة المناسبة لهم لحياة كريمة تتيح لهم خدمة أنفسهم ومجتمعهم.
ويتضمن هذا البرنامج إقامة مجمعات للإسكان الخيري تصل إلى 1551 وحدة سكنية في ست مناطق من المملكة بإجمالي مبلغ ما يقرب من 400 مليون ريال، ويمثل البرنامج نموذجًا وتجسيدًا لما توليه المؤسسة من اهتمام بقضية التنمية الاجتماعية بوصفها قضية محورية ضمن رسالتها مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم.
ويهدف البرنامج إلى إقامة مجتمعات عمرانية حضارية تتوافر فيها كل مقومات الحياة الكريمة، وتتيح للمقيمين فيها من أصحاب الظروف الخاصة الفرصة لتطوير حياتهم، وإحداث نقلة اجتماعية، وصحية، وتعليمية، وتأهيلية، الأمر الذي يجعل منهم عناصر منتجة تسهم في خدمة أنفسهم ومجتمعهم.
وقد نفذ من البرنامج حتى الآن أكثر من 700 وحدة سكنية مؤثثة مع المرافق العامة من مساجد، ومدارس، ومراكز صحية، وحدائق، ومزودة بكل الخدمات من طرق، ومواقف، وشبكات كهرباء، ومياه، وصرف صحي، وهواتف، في كل من مكة المكرمة، وعسير، وتبوك، ونجران، وحائل، ووزعت هذه الوحدات على المستحقين في المناطق المذكورة.
وبلغت تكاليف هذه المجمعات السكنية أكثر 250 مليون ريال، تراوح مساحة الوحدة السكنية الواحدة من كل مشروع من مشروعات الإسكان المتعددة بين 123 مترًا إلى 250 مترًا مربعًا بمتوسط 160 مترًا مربعًا للوحدة السكنية، وقد روعي في تصميمها خصوصية الأسرة، والعادات والتقاليد السعودية، إلى جانب توافر الخدمات كلها، فالوحدة تشتمل على 3 غرف نوم، ومجلس، وصالة طعام، وصالة معيشة، ومطبخ، و3 دورات مياه. فيما يضم كل مشروع مسجدًا يستوعب 500 مصلٍ، ومصلى للنساء، ومدرستين ابتدائيتين إحداهما للبنين وأخرى للبنات، ومركزًا صحيًا متكاملاً، ومركزًا اجتماعيًا يحتوي على فصول تدريب، ومكتبة، وصالة ألعاب للأطفال.
ونلمس متابعة سمو سيدي ولي العهد، يحفظه الله، وحرصه على هذا البرنامج الإنساني في الأمر الذي أصدره، أخيرًا، لتوسعة مشروع الإسكان الخيري الذي تقيمه المؤسسة في حائل بإضافة 50 وحدة سكنية جديدة، وجامع يتسع لألف مصلٍ، تلبية لاحتياجات منطقة حائل، واستيعاب الأعداد المتطلعة للاستفادة من المشروع.
هذا إلى جانب وحدات جديدة: 280 وحدة في المدينة المنورة، و250 وحدة إضافية في منطقة تبوك، و300 وحدة إضافية في مكة المكرمة.

نعود إلى مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية. هل يمكن وصفها الذراع العملي في تصدي المؤسسة لقضية الإعاقة وخدمة المعوقين؟
أعتقد أنك بسؤالك ذلك وصلت إلى حقيقة مهمة في أداء المؤسسة، وبالفعل تُعد المدينة قاطرة المواجهة لقضية الإعاقة، وتوفير الرعاية المتكاملة للمعوقين، فالمدينة واحدة من أرقى المراكز العلاجية العالمية بشهادة الهيئة الدولية لاعتماد المستشفيات، وتعد أكبر مركز تأهيلي في منطقة الشرق الأوسط، حيث صُممت في المدينة برامج عدة متخصصة في تأهيل إصابات العمود الفقري، والإصابات الدماغية، وتأهيل مبتوري الأطراف، وتأهيل الأطفال، والتدخل المبكر، كما توجد بالمدينة عيادات خارجية تحتوي على التخصصات الطبية والخدمات كافة المساندة لها، خصوصًا التي ترتبط بالتأهيل، وقد تفوقت المدينة في تبني عدد من برامج العلاج والتأهيل الحديثة على مستوى العالم، ونجحت في الوصول بمستوى رضا المرضى إلى نسبة 97%، ويكفي أن أشير إلى أنه خلال العام المنصرم وحده بلغ عدد المستفيدين من خدمات الرعاية العلاجية والتأهيلية في المدينة أكثر من 46 ألف مريض، وهو الأمر الذي ضاعف ثقة المجتمع في خدمات المدينة، والدور الذي تقوم به، خصوصًا مع اكتمال منظومة العمل فيها.

حدثنا عن التصدي لقضية الإعاقة، والتطرق إلى برنامج المؤسسة للتربية الخاصة.. ما الجديد في هذا المجال؟
برنامج مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية للتربية الخاصة أنشئ عام 1996/1997 في إطار حرص سمو الرئيس الأعلى على دعم المؤسسات العلمية، وتلبية احتياجات المجتمع السعودي لكفاءات وطنية متخصصة في برامج الرعاية الحديثة، وأسس البرنامج على نحو متكامل ليكون من بين البرامج الدراسية لجامعة الخليج العربي بمملكة البحرين ضمن إطار اتفاقية للتعاون بين المؤسسة وتلك الجامعة لإعداد متخصصين في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم، وقد استفاد 36 دارسًا ودارسة من المنح المخصصة للمؤسسة للحصول على الدبلوم العالي ودرجة الماجستير، ويدرس حاليًا في الجامعة 8 دارسين إلى جانب ذلك قدم البرنامج 629 منحة دراسية للمتفوقين وذوي الاحتياجات الخاصة.
من جهة أخرى، وفي إطار الاهتمام بقضية التربية الخاصة تم تشكيل فريق لتطوير برامج التربية الخاصة ودعمها في الجامعات والكليات السعودية يضم عددًا من المتخصصين لدراسة استحداث برامج للتربية الخاصة في الجامعات تلبي احتياجات المجتمع السعودي من الكفاءات البشرية المتخصصة في هذا المجال، وكذلك آليات الاهتمام بالابتعاث إلى الخارج لاستكمال الدراسة في الجامعات المعنية.

انفردت المؤسسة بطرح برنامج للاتصالات الطبية والتعليمية بات يشار إليه بالبنان كأحد المشروعات الحيوية التي يمكن أن تضيف الكثير إلى خدمات الرعاية الصحية في المملكة.. هل من الممكن إلقاء المزيد من الضوء على هذا البرنامج؟
ضمن منظومة برامج المؤسسة يأتي برنامج سلطان بن عبدالعزيز للاتصالات الطبية والتعليمية «ميديونت» كمشروع رائد وفريد في مجال تقديم خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات للقطاعين الصحي والتعليمي داخل المملكة العربية السعودية، وربطها بمراكز الأبحاث والتعليم الداخلية والعالمية، حيث يقدم البرنامج خدمات الطب الاتصالي المرئي، والمؤتمرات متعددة الأطراف، وأنظمة المعلومات الصحية المتكاملة، والتعليم عن بعد، وكذلك تصميم الشبكات وتجهيزها، وتطبيق الشبكات الافتراضية الآمنة، وأيضًا التدريب المتخصص، وأنظمة التجارة الإلكترونية.
وخلال العام المنصرم حقق البرنامج توسعًا ملحوظًا عبر توقيع عدد من الاتفاقيات الاستراتيجية مع شركات محلية ودولية، والحصول على عدد من الوكالات المهمة والحصرية.

أشرتم إلى محور مهم في أداء المؤسسة هو الإسهام في تطوير التعليم.. كيف يتم ذلك؟
للإجابة عن هذا السؤال شقان: الأول يتعلق بالبرامج والمشروعات العلمية، والثاني بالبرامج الأكاديمية.
على الصعيد العلمي، كانت المؤسسة قد أنشأت مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية، وتنطلق فكرة هذا المركز من إيمان عميق لدى سيدي سمو الرئيس الأعلى للمؤسسة بأن العلم هو أحد أهم محاور التنمية، والقاطرة التي تقود المجتمع إلى حياة أفضل، ومن ثَمَّ فقد وجه سموه، يحفظه الله، بإنشاء مركز على غرار أحدث المراكز العلمية العالمية يكون مصدر إشعاع وتطوير، وتتوافر فيه كل الإمكانات التقنية ومصادر المعلومات التي يحتاج إليها المهتمون والدارسون والمتخصصون. وتتضمن آلية عمل المركز العديد من الأنشطة العلمية والثقافية، إلى جانب كونه متحفًا علميًا مجهزًا بأحدث وسائل التقنية لتغطية كل ما يتعلق بتاريخ العلوم، حيث يمكن بلمسة زر الاطلاع على المنجزات العلمية في مجال علوم الأرض، وعلوم الفضاء، وعلوم البحار، والعلوم الطبية، بالإضافة إلى تاريخ المملكة العربية السعودية، وقد تم تصنيف هذه المعلومات وبرمجتها بشكل مبسط في الحاسب الآلي، حيث يستطيع الجميع استخدامها والوصول إليها بأيسر السبل، فقد تم إنشاء هذا المركز وفقًا للمنظور الجديد في التعليم الذي هو التعليم من خلال الترفيه، وبلغت تكلفة إنشائه 265 مليون ريال.
وقد اختيرت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لاحتضان هذا المركز لقناعة سمو الرئيس الأعلى بأنها جامعة عريقة ومتخصصة في العلوم، بالإضافة إلى أنها مؤسسة غير ربحية، فرأى أن تكون هي مقر هذا المركز ليخدم طلابها والباحثين والزائرين للمنطقة، ويكون رافدًا من الروافد التي تدعم رسالة هذه الجامعة والمجتمع بوجه عام.
أما فيما يتعلق بالشق الأكاديمي من أنشطة المؤسسة ومشروعاتها، فهو حافل بالبرامج، منها: برنامج المؤسسة للتربية الخاصة، وبرنامج الدراسات العربية والإسلامية في جامعة بيركلي بكاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وبرنامج الدراسات العربية والإسلامية بجامعة بولونيا في إيطاليا، والعديد من الأبحاث المهمة، وكذلك إصدار الموسوعة العربية العالمية، وأطلس الصور الفضائية الذي أنهت المؤسسة أخيرًا تنفيذه.
وفي مجال دعم المنح الدارسية الأكاديمية، تبنت المؤسسة برنامجًا لدعم عدد من الكليات المتخصصة، بهدف تطوير مخرجات التعليم، وتلبية احتياجات سوق العمل من الكوادر البشرية المؤهلة، وفي هذا الإطار هناك برنامج دعم كلية دار الحكمة بعدد 22 منحة سنوية لمدة 15 عامًا، ودعم كلية إدارة الأعمال بعدد 8 منح سنوية لمدة 15 عامًا، ودعم جامعة الأمير سلطان بعدد 10 منح سنوية لمدة 10 أعوام.

لم يقتصر دور المؤسسة على الجانب العلمي والأكاديمي، بل أصبح لها نشاط ملحوظ في مجال دعم الإصدارات والنشر.. نود أن نلقي الضوء على هذا الجانب؟
حققت المؤسسة حضورًا فاعلاً في مجال دعم الإصدارات العلمية، وتبني العديد من الموسوعات التي أثرت المكتبة العربية، ومن بين تلك الإصدارات: الموسوعة العربية العالمية، وموسوعة العلوم الشرعية، وأطلس الصور الفضائية، ودليل مراكز رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي، ودليل المؤسسات العاملة في مجال الإعاقة في العالم العربي، وبحث مرض الخرف، وصحة الطفل وسلامته، ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة.
من جهة أخرى أنهت المؤسسة برنامجًا مميزًا يتعامل مع برمجة ديزي تم تفعيله في المكتبة المركزية للكتب الناطقة، ويتمثل هذا البرنامج في تحويل الكتب المكتوبة إلى مسموعة بأسلوب عملي مميز يسهل معه استفادة المستمع من الكتاب.
وتمويل المؤسسة لهذا البرنامج يأتي ضمن جهودها في خدمة الحركة الثقافية في المملكة، مشيرًا سموه إلى أن برنامج ديزي يخدم فئة المكفوفين بشكل خاص، ويستفيد منه المبصرون أيضًا، لأنه أصبح ظاهرة عالمية يستخدمها المبصرون في التصفح والاستماع إلى الكتب دون الحاجة إلى قراءتها، مشيرًا سموه إلى أن هذا البرنامج قد يحل محل الكتاب المطبوع في كثير من الحالات، كما يساعد بشكل فاعل في مقروئية الكتب والتعرض للثقافة.

ننتقل إلى الحديث عن مبادرة مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز لتكوين فريق للمسؤولية الاجتماعية.. كيف ترون هذه المبادرة وأهميتها؟
بعد رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ولي العهد، الرئيس الأعلى لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، ملتقى المسؤولية الاجتماعية الذي نظمته الغرفة التجارية الصناعية في الرياض بالتعاون مع المؤسسة أكد سموه، يحفظه الله، ضرورة أن يكون للمؤسسة دور فعال في دعم الجهود الوطنية ومساندتها في مجال المسؤولية الاجتماعية.
وبتوجيه من سموه، يحفظه الله، قامت المؤسسة بالتعرف على مجالات المسؤولية الاجتماعية الوطنية، وتعاقدت مع إحدى الشركات الوطنية المتخصصة في هذا المجال وهي شركة «تمكين» للاستشارات التنموية والإدارية، حيث قامت الشركة بدراسة شملت أكبر مئة شركة في المملكة العربية السعودية، لمعرفة مفهومها وممارستها للمسؤولية الاجتماعية، وباستعراض نتائج الدراسة مع عدد من المهتمين على مستوى المملكة، عمدت المؤسسة إلى تأسيس فريق وطني يعنى بالمسؤولية الاجتماعية تحت مسمى «فريق مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية للمسؤولية الاجتماعية» ليكون بمنزلة هيئة مرجعية استشارية تساند مجالات العمل الخيري، كما حرصت المؤسسة على دعوة الشركات المتميزة في مجال ممارسة المسؤولية الاجتماعية في المملكة للمشاركة في عضوية الفريق.
ويسعى الفريق إلى تحقيق أهداف عدة أهمها: نشر الوعي بالمسؤولية الاجتماعية لدى القطاعين الخاص والعام وقطاع الإعلام، والتواصل مع القطاعات الاجتماعية، وتطوير مشروعات مشتركة ينفذها القطاع الخاص في مجال المسؤولية الاجتماعية، وبناء القدرات من خلال التدريب، وتنظيم الندوات واللقاءات، والمشاركة في المحافل الدولية حول المسؤولية الاجتماعية.
وعلى الرغم من أن الفترة الأولى لأعمال الفريق ركزت على عمليات التأسيس وترتيب العضوية، إلا أن الفريق عمل على تحقيق عدد من المشروعات منها:
• تبني وثيقة تأسيسية للفريق تعمل على وضع إطار واضح يحدد الأنظمة والقواعد التي يسير عليها الفريق وتنطلق من خلالها أعماله.
• تبني برنامجين مهمين ودعمهما في مجال العمل الخيري هما: تنمية قدرات المؤسسات والجميعات الخيرية، وتنظيم العمل التطوعي وتطويره في المملكة.
• تنظيم ورشة عمل ضمت العديد من القطاعات المختلفة، وتم خلالها التباحث حول آليات تطوير العمل الخيري المحلي ووسائله، وتقوية قنوات التنسيق والتكامل بين أنشطته.
• التواصل مع الجمعيات والمؤسسات الخيرية في المملكة، والتعرف على آراء المسؤولين فيها حول سبل تنظيم العمل الخيري وتطويره، وذلك من خلال التواصل مع ما يزيد على 400 مؤسسة وجمعية خيرية في المملكة. وعقد العديد من الاجتماعات مع كبرى المؤسسات الخيرية، لتوحيد الجهود في كيفية تفعيل دور الشركات والمؤسسات في مجال المسؤولية الاجتماعية.
• عمل الفريق على تكثيف التوعية والتعريف الإعلامي بالمسؤولية الاجتماعية ومجالاتها.
• يعمل الفريق بالتنسيق مع القطاعات الحكومية والخيرية على التعرف على أبرز المجالات الاجتماعية التي يمكن أن يكون للقطاعين الخيري والخاص إسهام في دعمها.
• يسعى الفريق من خلال إطلاق مبادرته لإطلاق مركز معلوماتي لدعم العمل التطوعي، حيث يكون بمنزلة الوسيط «مرجعية» بين الجهات المستفيدة والراغبين في التطوع من المواطنين.
• عقد الفريق ما يزيد على ستة اجتماعات وزعت على العديد من مناطق المملكة، تم خلالها استعراض عدد من البرامج والمشروعات الدولية المتميزة في مجال المسؤولية الاجتماعية، للتعرف عن قرب على إمكانية تطويرها وتعميم تنفيذها محليًا في مناطق المملكة المختلفة.