صحة


أمل جديد لأصحاب القلوب المتعبة
القلب الاصطناعي الذكي
يتميز بأنه يحاكي آلية عمل القلب الطبيعي.

• د.نادر الشيخ الغنيمي

اختصاصي جراحة القلب

hajj_1

القلب الذكي قلب اصطناعي جديد تم ابتكاره بالتعاون بين باحثي إحدى شركات صناعة الطائرات، وبين البروفسور الفرنسي جراح القلب المشهور (Alain Carpentier)، استمرت الأبحاث 15 عامًا استخدمت فيها تقنيات صناعة المجسات الخاصة بالطائرات والصواريخ التي تتحسس ضغط الهواء، ومدى الارتفاع، ووضع التحرك، وهناك آمال كبيرة معلقة على هذا الاختراع الجديد.

  • من المتوقع أن يكون جاهزًا للاستعمال عام 2013

  • تمت تجربة القلب بنجاح على الحيوانات، واستمرت التجربة ستة أشهر مع تعريضهم للظروف المختلفة

  • سُمي «القلب الذكي»، لأن المجسات التي فيه تقوم بتحسس وضع الجسم، فإذا وقف المريض تقوم بالتكيف مع الوضع الجديد وتزيد سرعة الضخ وقوته

وفق د.نادر الشيخ الغنيمي اختصاصي جراحة القلب تمت أول محاولة لزرع قلب عام 1905، إذ أقدم الطبيب ألكسيس كاريل (Alexis Carel) على محاولة زرع قلب في جرو، ولكنها فشلت بسبب عدم توافر التقنية التي تمكن الأطباء من توجيه الدورة الدموية خارج القلب وإشباع الدم بالأكسجين فيما بات يُعرف لاحقًا بـ«المضخة المؤكسجة» (cardiopulmonary bypass).

القلب المزروع
وقد تمت أول عملية ناجحة عام 1967 على يد الجراح (Barnard) في جنوب أفريقيا، الذي ذاع صيته بعد تلك العملية، ومنذ عام 1983 حصلت تطورات على هذه العمليات بعد استخدام مثبطات المناعة التي قللت نسبة رفض القلب المزروع وأهمها (Cyclosporine) رغم ما في ذلك من محاذير التعرض للالتهابات بسبب نقص المناعة. وتصل مدة الحياة لدى الحاصلين على قلب مزروع نحو 10 سنوات.

أمراض القلب
يبلغ عدد المتوفين كل عام من أمراض القلب 17 مليون شخص في العالم, ويبلغ عدد من لا يحصل على قلب صالح للزراعة سنويًا 22000 شخصًا في العالم، بسبب قلة فرصة الحصول على قلب مناسب، وقد ظهر منتصف الثمانينيات من القرن الماضي القلب الاصطناعي المؤقت الذي يسمح للمريض بالبقاء أسابيع عدة على الأكثر في انتظار قلب مناسب، وغالبًا ما كانت تؤدي الاختلاطات إلى موت المريض قبل الحصول على قلب مناسب. وكان المريض يضطر إلى ربطه بالقلب الاصطناعي بأنابيب عدة.

القلب الجديد
وفي عام 2006 طورت شركة أمريكية قلبًا اصطناعيًا ذا حجرة واحدة، ويحتاج إلى ضبط خارجي، وحصل على موافقة إدارة مراقبة الدواء (FDA)، وقد سمح لبعض الناس بالحياة مدة وصلت إلى 5 أشهر، نشأت بعدها اختلاطات ناجمة عن تشكل خثرات في الدم.

إن ميزة هذا القلب الجديد الذي هو من تصميم البروفسور (Carpentier) أنه يحاكي آلية عمل القلب الطبيعي، إذ يتألف من حجرتين منفصلتين يعمل المحرك في كل منها بضغط هيدروليكي سائل يقوم بدوره في انقباض الحجرة وضخ الدم خارجها، فيتجه الدم من الحجرة اليسرى إلى الأبهر، ويتجه الدم في الجهة اليمنى إلى الشريان الرئوي لتتم تهويته وإعادته عن طريق الأوردة الرئوية إلى الحجرة اليسرى، بينما تتلقى الحجرة اليمنى الدم من الأوردة الجوفية العائد من أنحاء الجسد كافة.

لقد تم تبطين جدران القلب الداخلية بأغشية إندوتليالية مثل المستخدمة في الدسامات التي تستخرج من الخنزير أو العجل, لتقليل فرصة حصول الخثرات في الدم، والتي قد تؤدي إلى جلطات دماغية.

القلب الذكي
وقد سمي بـ«القلب الذكي»، لأن المجسات التي فيه تقوم بتحسس وضع الجسم، فإذا وقف المريض تقوم بالتكيف مع الوضع الجديد وتزيد سرعة الضخ وقوته، وقبل ذلك كانت هناك حاجة إلى أجهزة ضبط خارجية لتعديل سرعة القلب حسب الحاجة.

أما بالنسبة للطاقة التي تشغل الجهاز فهناك خياران أولهما: زرع شريحة محول تحت الجلد، حيث يقوم محول آخر خارجي عن طريق التحريض الكهربائي بنقل الطاقة من البطارية إلى المحول الداخلي دون الحاجة إلى ثقب الجلد. أما الطريقة الثانية فهي عن طريق مستقبل من التيتانيوم الذي يستقبل الطاقة المرسلة إليه من البطارية عبر الجلد، ويمكن للبطارية أن تدوم مدة تراوح بين 5 ساعات و16 ساعة تحتاج بعدها إلى إعادة الشحن لتجنب توقف القلب.

جراحة القلب
لقد تمت تجربة القلب بنجاح على العجول والخراف، واستمرت التجربة ستة أشهر مع تعريضهم للظروف المختلفة مثل الجهد وغير ذلك، وسيتم تجربة هذا القلب على نحو 20 مريضًا في المرحلة النهائية من مرضهم خلال السنوات الثلاث المقبلة، ويتوقع أن يكون جاهزًا للاستعمال عام 2013.

يذكر أن البروفسور (Carpentier) البالغ من العمر 75 عامًا يتمتع بمصداقية وشهرة عالمية، وهو حاصل على عضوية الأكاديمية الفرنسية، وهي أعلى مرتبة يأملها أي عالم في فرنسا.

وكان له باع كبير في جراحة القلب، حيث إن هناك تقنيات باسمه في إصلاح الدسامات، بالإضافة إلى تصميم دسامات قلب تُعرف باسمه وجراحات مبتكرة كعملية جر عضلة من جدار القفص الصدري مع الاحتفاظ بأوعيتها وأعصابها وجرها إلى جوف الصدر، ولفها حول القلب لتعمل بشكل يساعد القلب في عمله.

جدير بالذكر أن كلفة القطعة الواحدة تبلغ نحو 190 ألف دولار، بينما يبلغ سعر القلب ذي الحجرة الواحدة 250 ألف دولار.

القلوب الاصطناعية
أكثر الناس اهتمامًا بالقلوب الاصطناعية هم اليابانيون، إذ لا يحبذون فكرة زرع القلب الحي، ولكن رغم براعتهم لم يتوصلوا إلى صناعة قلب اصطناعي يمكن الاعتماد عليه حتى الآن.