للأطفال من الجنسين
فن التعامل يبدأ من البيت
تمارين خفيفة تعلمهم كيف يتحركون ويتكلمون.
• القاهرة: ثناء رستم
تحتاج تربية الأطفال إلى كثير من الجهد والوقت، وأيضًا الوعي والثقافة من الأبوين لتعليمهم قواعد الذوق، والأدب، والاتيكيت، وفن التعامل مع الآخرين بذكاء ولباقة، وتجنب الوقوع في المواقف الحرجة.
خبيرة الاتيكيت أمل أسدية، المتخصصة في تدريس ذلك الفن للأطفال، تقدم نصائح وتوجيهات لكل أم في كيفية التعامل مع الأطفال من الجنسين.
متى نبدأ تعليم أطفالنا قواعد الاتيكيت؟
من سن العامين في المنزل، ويمكن الانتظام في دراسة برنامج متخصص من سني الرابعة والخامسة. والمهم أن تكون البداية من داخل الأسرة التي يجب أن تحرص على اتباع السلوكيات الجيدة أمام الطفل من سن مبكرة، والابتعاد تمامًا عن أي تصرف سيئ أمامهم، خصوصًا أن كثيرًا من الأسر تعتقد أن الطفل لا يعي أو يفهم في تلك السن المبكرة، وهو أمر غير صحيح، فالطفل يلتقط الكلمات والسلوكيات التي يراها أمامه في سن مبكرة، وتعلق تلك الأشياء في ذهنه، وتؤثر في تكوينه النفسي والسلوكي فيما بعد، ولا بد أن يتعلم الطفل الاتيكيت الحركي، والسلوكي، والصوتي.
لنبدأ الحديث عن قواعد الاتيكيت الحركي؟
هو فن وقواعد حركة الجسد التي تعطي الفتاة أو الصبي أناقة، وذوقًا، وأدبًا، في أثناء الجلوس، أو السير، أو التحرك بشكل عام، فتتعلم الفتاة كيف تقف بطريقة رشيقة لا يوجد بها استهزاء أو عدم احترام، فلا بد أن تعتاد الوقوف وهي ممشوقة تحرص على وضع قدمها اليمني أمام اليسري، وهو ما يمنحها مظهرًا أنيقًا ورشيقًا، وعندما تسير الفتاة لا بد أن تحسب خطواتها بدقة شديدة، ولا تكون بطيئة أو سريعة في مشيتها، وهو أمر يحتاج إلى تمرين معين.
ما هذا التمرين؟
نرسم لها خطًا على الأرض لتسير عليه بخطوات هادئة ولا تخرج عنه، وتراعي عدم احتكاك قدميها بالأرض في أثناء سيرها حتى لا تصدر صوتًا، ولكي تصبح ممشوقة القوام مستقيمة الظهر نضع لها عصا خلف ذراعيها، وتسير بتلك الخطوات التي تمنحها مظهرًا واثقًا وأنيقًا.
وهل توجد قواعد لتعليم الذكور اتيكيت السير؟
بالطبع، فلا بد أن يسير الصبي مستقيم الظهر بخطوات ثابتة وقوية، وأن يحرص على عدم احتكاك قدميه بالأرض، كما لا بد أن يراعي عند الجلوس على المقعد عدم الانزلاق فيه، وهي قاعدة تطبق على الفتيات والذكور، فلا بد أن يجلسوا وأقدامهم مضمومة وأيديهم على حجورهم، ولو كان المقعد عميقًا، فيجب الجلوس على طرفه، ولا يميلوا بأجسادهم إلى الخلف حتى لا تبدو جلستهم مستهترة وبعيدة عن الأدب.
هل المصافحة بالأيدي من قواعد الاتيكيت الحركي؟
بالطبع، فيجب أن يتعلم الطفل أنه عند مصافحة شخص لا بد أن يغلق الكف، مع تحريك اليد حركة واحدة، وأن يبتسم، وأن ينظر إلى وجه الشخص الذي يصافحه.
ما الاتيكيت الصوتي؟
هو كيفية التحكم في الصوت وآدابه، فلا بد أن يتعلم الطفل أن يكون صوته واضحًا ومعبرًا في أثناء الحديث، وأن تكون الكلمات صحيحة ومخارج الألفاظ أيضًا، وأن تكون نبرة الصوت متوسطة، فالصوت العالي والمنخفض خطأ بحيث لا يستطيع المستمع فهمه، ولا بد أن يتعلم الطفل آداب الاستماع إلى الآخرين، وأن من العيب مقاطعة المتكلم في أثناء الحديث، وعدم إجراء أحاديث جانبية في وجود مجموعة من الأشخاص، إلى جانب النهي تمامًا عن الهمس بين اثنين في وجود مجموعة، حتى لا يتسبب ذلك في إحراج الآخرين، وإذا تعلم الطفل تلك القواعد في صغره فسينشأ رجلاً مهذبًا أو فتاة أنيقة.
هل هناك قواعد معينة لاصطحاب الأطفال في الأماكن العامة؟
لا يفضل اصطحاب الأطفال في أماكن لا يوجد بها أطفال آخرون، وتعد إثارة الفوضى فيها شيئًا منتقدًا، لكن إذا اضطرت الأم إلى ذلك، فيجب عليها الملاحظة المستمرة ولفت نظرهم إلى الأخطاء.
ما السلوك السليم الذي يجب أن يتعلمه الأطفال في أثناء السير في الطريق؟
يجب أن يتعلموا عدم الإشارة بأصابعهم إلى أي شخص مار في الطريق، وعدم الالتفات إلى الخلف، إلى جانب الحرص على عدم إلقاء أي مخلفات في الطريق، وحتى إذا سقطت منه فلا بد من التقاطها ووضعها في السلة المخصصة لذلك.
كيف يتعلم الطفل أن يكون مجاملاً؟
لا بد أن يعتاد على المودة، فيتعلم أن يكتب لأصدقائه وأقاربه في الأعياد والمناسبات يهنئهم، أو يتصل بهم هاتفيًا، كما يجب أن يتعلم، أيضًا، ضرورة تقديم الشكر بكلمات رقيقة إذا تلقى أي هدية مهما كانت بسيطة.
كيف يتعلم الأطفال أصول تناول الطعام على المائدة وقواعدها؟
قبل أن يجلس الأطفال على المائدة لا بد أن يكونوا في مظهر حسن ونظيف ومرتب، وأن تحرص الأم على منع الأطفال من قول إنهم يحبون صنفًا معينًا من الطعام ولا يحبون صنفًا آخر، فالمفترض أن كل شيء على المائدة صالح للأكل، وأن يعتادوا على عدم ترك الطعام في الأطباق وعدم التحدث في أثناء مضغ الطعام، ولا يصح أن يترك الأطفال المائدة قبل الكبار، وإذا اضطر أحدهم إلى القيام فعليه أن يستأذن.
لو كانت هناك خادمة في المنزل فكيف يتعامل معها الطفل؟
لا يجب أن يعتاد الطفل الاعتماد الكامل على الخادمة، إذ يجب عليه الاعتماد على نفسه في كثير من الأمور، حتى لا يعتاد على الكسل والتواكل، ولا بد أن يتعامل معها الطفل بأدب، ويشكرها إذا قدمت له شيئًا، وأن يتعلم قول «من فضلك»، أو «إذا سمحت» إذا أراد منها شيئًا، فالاعتياد على استخدام كلمات الطلب والشكر تعلم الطفل احترام الإنسان مهما كان عمله، والتعامل برحمة وإنسانية مع الآخرين، إلى جانب ضرورة أن يشعر كل شخص بالتقدير عند القيام بعمل أي شيء من أجل الآخرين.
كيف يتعلم الأطفال اختيار ملابسهم بذوق وتناسق؟
هذا الأمر يبدأ بالتعامل مع الألوان والرسومات واختيار الألوان الملائمة معًا، ثم يطبق الأمر على اختيار الملابس المناسبة وألوانها المتناسقة، وهو فن يتعلمه الأطفال منذ الصغر، وهناك قاعدة أساسية نحرص على تعليمها للأطفال هي ألا يزيد اختيار ألوان الثياب على ثلاثة ألوان فقط، فأكثر من هذا يجعل المظهر يبدو مبالغًا فيه ولا يتميز بالأناقة.
وهل هناك أمور خاصة بالفتيات تحديدًا؟
بالطبع، فلا بد أن تتعلم الفتاة منذ طفولتها عدم المبالغة في استخدام الألوان أو الاكسسوارات، كما يجب أن تعلم الأم ابنتها ألا تضع طلاءً للأظفار، لأنه يعطي الفتاة مظهرًا غير لائق، ولا بد أن تهتم بأن تكون أظفارها قصيرة ونظيفة، وأن تعتني بنظافة بشرتها، وعدم اتباع الموضة غير المناسبة لمجتمعاتنا الإسلامية والشرقية المحافظة، ولا بد أن يتعلم الصبي منذ طفولته أن يحرص على نظافته ونظافة ملابسه، وأن يعتاد على الاغتسال يوميًا.
يقال إن قواعد الاتيكيت يجب أن تتعلمها الفتيات وليس من المطلوب أن يتعلمها الذكور.. فهل هذا صحيح؟
لا يجب أن نفرق بين الصبي والفتاة في هذا الأمر، فالاثنان سيصبحان في يوم من الأيام رجلاً وامرأة، ونريد أن يكونا على قدر كبير من الذوق والأناقة ومعرفة أصول التعامل برقي في الحياة، وهو أمر ينطبق على الاثنين، وقواعد الاتيكيت ضرورية للأطفال عامة حتى ينشؤوا على السلوكيات الجيدة وينقلونها، فيما بعد، إلى أولادهم.