April_09Banner

متاحف


متاحف برلين
إرث إنساني تحمله جزيرة
تحتوي على تراث عصور متعاقبة يزيد عمرها على 6000 سنة.

Health1_April

• إعداد: هالة الجيرودي

تقع جزيرة المتاحف بين نهر سبري وكوبفرجرابن في قلب العاصمة الألمانية برلين, وتضم المباني القائمة على الجزيرة العديد من المتاحف التي تحتضن مجموعات أثرية وفنونًا من القرن التاسع عشر الميلادي، وتعد أكبر تجمع للمعارض الفنية في العالم.
متاحف بين نهرين
تم إدراج جزيرة المتاحف في برلين في قائمة الإرث الإنساني الخاصة بـ«اليونسكو» عام 1999، حيث تعد مركزًا ثقافيًا أوروبيًا، وتحتوي على تراث عصور متعاقبة يزيد عمرها على 6000 سنة، وهي خمسة متاحف مهمة: متحف «بيرغامون»، والمتحف القديم، والمعرض الوطني، والمتحف الجديد، ومتحف «بوده»، وقد بنيت جزيرة المتاحف بين عامي 1897 و1904 على يد المعماري أرنست فون اينه.

  • متحف «بيرغامون».. مجموعة آثار كلاسيكية ومتحف للفن الإسلامي والشرق القديم

  • قطع فنية من سامراء وجداريات خشبية من حلب

  • أعمال خط ورسومات صغيرة تعود إلى عصر المغول

خلال الحرب العالمية الثانية دُمر نحو 70 في المئة من المتاحف الموجودة على الجزيرة، وحتى اليوم لا تزال هذه المتاحف تعاني آثار التدمير، بيد أنه تم وضع خطة عام 1999 لترميم المباني، وإعادة القطع الفنية التي تبعثرت بعد الحرب بين الغرب والشرق.

«بيرغامون».. متحف الإبداع
يعد متحف «بيرغامون»، من بين المتاحف الخمسة الأكثر جمالًا في الجزيرة، ومنذ توحيد ألمانيا عام 1990 والعمل جارٍ من أجل إعادة ترميم جزيرة المتاحف. ويحتضن متحف «بيرغامون» اليوم مجموعة الآثار الكلاسيكية، ومتحف الفن الإسلامي، ومتحف الشرق الأدنى القديم. ويقع متحف الفن الإسلامي في الجناح الجنوبي من متحف «بيرغامون»، وتم تكريس معرضه الدائم لفنون المسلمين من القرن الثامن الميلادي إلى القرن التاسع عشر الميلادي.

من إرث الأمس
تضم الأعمال المعروضة في متحف الفن الإسلامي قطعًا يعود أصلها إلى المنطقة الممتدة من إسبانيا إلى الهند، بيد أنها تركز على منطقة الشرق الأوسط, خصوصًا إيران ومصر.
وتضم هذه الأعمال العديد من الزخارف الفنية, والفنون التطبيقية, والحرف, والجواهر، والمخطوطات النادرة. وتعد الزخارف من أهم القطع المعروضة، وترمز إلى مفاهيم تتعلق بالبيئات التي وجدت فيها، وقد شُكلت بالاستعانة بوسائل عدة منها الحجارة، مثل: «واجهة قلعة مشاتا»، والجص «قطع من سامراء» جداريات خشبية ملونة، و«الغرفة الحلبية»، وسيراميك الحائط الذي يظهر في قطع عدة من مدينتي «كاشان» الإيرانية، و«كونيا» التركية. أما الفنون التطبيقية فتشمل: الأواني الخزفية والمعدنية، والنحت على الخشب والعاج، والزجاجيات، والمنسوجات، والسجاد. وفيما يتعلق بالكتابة توجد أعمال في الخط ورسومات صغيرة تعود إلى عصر المغول، وهي ذات أهمية خاصة.

لمحة تاريخية
أنشأ فيلهيلم فون بوده، مدير المتاحف الملكية في ذلك الوقت، عام 1904، قسمًا خاصًا بالفن الإسلامي في متحف القيصر فريدريك المعروف اليوم باسم «بوده»، في عام 1932، انتقل القسم إلى متحف «بيرغامون» الجديد، بيد أنه أغلق مع بداية الحرب العالمية الثانية عام 1939. ورغم الجهود التي بذلت في ذلك الوقت للحفاظ على القطع الفنية، حيث تم نقل العديد منها لضمان سلامتها، إلا أن عددًا من السجاد القيم احترق، ودمرت الجهة اليسرى من بوابة قلعة «مشاتا».
أعيد فتح المتحف الإسلامي في متحف «بيرغامون» عام 1954 بعد ترميم هذه القطعة الأثرية المهمة. في الوقت نفسه، كانت القطع الفنية التي احتفظ بها في ألمانيا الغربية تعرض في متحف «دالم» حتى عام 1967، وأعيدت القطع التي تم إرسالها إلى الاتحاد السوفيتي عام 1958، بالإضافة إلى ترميم الغرفة الحلبية، ما أدى إلى إعادة فتح المتحف في «بيرغامون». تم نقل المجموعة الموجودة في غرب المدينة، التي تدعى، أيضًا، متحف الفن الإسلامي، إلى قصر «شارلوتينبورغ» 1968، 1970، ومن ثم إلى مكانها الدائم في مجمع المتحف الجديد في «داليم».
وعندما أعيد دمج المجموعتين بشكل رسمي عام 1992، بقيت كل واحدة في موقعها آنذاك، وبعد إغلاق القسم في متحف «داليم» في مايو عام 1998، بدأ العمل على لَمِّ شمل المجموعة كاملة في متحف «بيرغامون» في جزيرة المتاحف.

من فنون الشرق
يحتوي متحف الفن الإسلامي على تحف فنية من دول مختلفة، وفنون إسلامية متنوعة تعود إلى القرنين السابع والتاسع عشر الميلادي. وأدت تطورات ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى تقسيم ورشتي صيانة على مواقع مختلفة. تقع ورشة صيانة المنسوجات في متحف «داليم»، بينما يتم صيانة القطع الأخرى، وتشمل القطع المصنوعة من الخشب، والحجر، والجص، والسيراميك، والمعدن، والعاج، والزجاج، والجلد، والورق في متحف «بيرغامون».
بالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق مشروع الصيانة الوقائية للمقتنيات الأثرية الإسلامية. ويتم التحضير لتنظيم معرض مؤقت يعرض للمرة الأولى مجموعة الأعمال الخشبية، ويقدم مكتشفات تاريخية وعلمية جديدة، وتقنية الصيانة.

مدينة التنوع الثقافي
بعد سقوط جدار برلين عام 1989، تلك الكتلة الإسمنتية التي قسمت ألمانيا إلى شطرين «ألمانيا الشرقية » و«ألمانيا الغربية»، ما أحدث توترًا ساد العلاقات بين الجانبين لفترة من الزمن، وأجج الخلافات السياسية بينهما، ولكن بعد انهيار الجدار لُوحظ وجود المساحات الشاسعة، ما أدى إلى التطور المتلاحق والفن المعماري الحديث، وتعد مدينة برلين أكبر مدن ألمانيا، وهي المدينة العالمية على المستوى الأوروبي لتنوع ثقافاتها، ومعالمها التاريخية، ومتاحفها الأثرية، وتتميز بحيويتها المفعمة بالإبداع، فقد اعتادت جذب الفعاليات والمعارض إلى أرضها، و تحويلها بصورة سريعة إلى قبلة التقنيات الحديثة. مدينة منفتحة على العالم، حيث تحتوي على ثلاثة مطارات عالمية، ليسهل الوصول إليها من جميع أنحاء العالم. تسحر الزائر عبر مبانيها الحديثة التي تحمل بصمات المهندسين المعماريين، أمثال: Josef Pau ,Hans kdhoff،Renzo Piano، كما تشتهر بصناعة أفخم السيارات في العالم.