الأمير سلطان بن سلمان:
«السعودية».. صورة مشرقة تعكس حضارة الوطن
الملحم يؤكد وجود شراكة قوية بين «السعودية» والهيئة العامة للسياحة والآثار.
• جدة: أهلاً وسهلاً
أشاد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، عضو مجلس إدارة هيئة الطيران المدني، رئيس اللجنة الإشرافية لتطوير مطار الملك خالد الدولي بالرياض، بدور الخطوط الجوية العربية السعودية ومساهمتها الفعالة في دفع عجلة التنمية الشاملة في المملكة العربية السعودية، وقال سموه في حديث خاص لمجلة «أهلاً وسهلاً»: إن اقتصاد المملكة يعد من أكبر الاقتصادات العالمية، ولا بد من ناقل جوي منظم يمتاز بخدمات شحن متطورة. ووصف خطة تطوير «السعودية» بأنها تعيش في العصر الحديث، وأن استراتيجيتها واضحة وعميقة، وقد اشتملت على العديد من العناصر، ولم تغفل أدق التفاصيل.
|
|
|
|
جاء ذلك خلال زيارة سموه للإدارة العامة للخطوط السعودية في جدة صباح الأربعاء 11 جمادى الأولى 1430هـ، الموافق 6-5-2009م، حيث كان في استقباله معالي مدير عام الخطوط السعودية المهندس خالد بن عبدالله الملحم، وعدد من مساعديه التنفيذيين.
خطط «السعودية»
وفي بداية الاجتماع رحب معالي مدير عام الخطوط السعودية بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان وصحبه الكرام، واستعرض معاليه خطط «السعودية» الاستراتيجية، ومناقشة التحديات والمعوقات، وسلط الضوء على مشروع التخصيص، ومواسم الحج والعمرة، وتحديث الأسطول، وتطوير الخدمات.
وأوضح معاليه خلال الاجتماع أن «السعودية» عبر مسيرتها التي تجاوزت ستين عامًا، كانت وما زالت النبض المباشر والصورة المشرقة التي تعكس حضارة الوطن وتراثه العريق، ومنظومة التطور والنماء في أرجائه المختلفة، وخدمة المجتمع في مختلف المجالات والمواقع، كما أشار معاليه إلى أن هناك شراكة قوية بين «السعودية» والهيئة العليا للسياحة والآثار، بهدف العمل معًا لتحقيق برامج التنمية السياحية التي تتماشى مع الثوابت الإسلامية، والقيم الاجتماعية، والثقافية، والبيئية السائدة في المملكة وتفعيلها.
وفي نهاية العرض أبدى سموه إعجابه بما اطلع عليه من معلومات عن خدمات الخطوط السعودية وتطلعاتها للارتقاء بالخدمات المقدمة للمسافرين، ودعم أنشطة الهيئة العليا للسياحة ومهامتها كشريك أساسي.
تطوير مطار الملك خالد
أكد سموه خلال كلمته في الاجتماع أن «السعودية» تشارك بصفة أساسية في التخطيط مع اللجنة الإشرافية لتطوير مطار الملك خالد الدولي في الرياض، لإحداث نقلة نوعية وجذرية للمطار كمنشأة اقتصادية وواجهة حضارية لعاصمة المملكة، مضيفًا أن الخطط الموضوعة تهدف إلى تحويل مطار الملك خالد الدولي إلى شركة خاصة خلال الربع الأول من العام المقبل 2010، موكدًا أن هذا القرار منسجم مع توجهات الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس الوزراء، وسمو ولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ورئيس مجلس إدارة هيئة الطيران المدني، بما يحقق تطلعات المستفيدين من خدمات المطار.
وأضاف سموه أن عملية التطوير تهدف إلى رفع قدرات المطار الاستيعابية إلى 25 مليون مسافر سنويًا، وذلك في عام 2018، مشيرًا إلى أن قدرة المطار الحالية هي خدمة من 7 ملايين مسافر إلى 8 ملايين مسافر، في حين أنه يخدم الآن 11 مليون مسافر سنويًا، كما سيتم تطوير المحاور الاقتصادية ذات العلاقة بالمطار ضمن خطة شاملة، بالإضافة إلى منظومة من التحسينات والتطوير، وكذلك إعادة هيكلة المطار بمختلف أقسامه، بما في ذلك الصالات والشحن الجوي.
دعم «السعودية»
وعن تقييم سموه لدور «السعودية» في دعم القطاعات والمؤسسات الحكومية الأخرى كافة قال سموه: «إن الخطوط السعودية تعد داعمًا كبيرًا بالنسبة للهيئة العامة للسياحة والآثار، كما أن الحركة الجوية تتحكم، بلا شك، في جزء كبير من عملية انتقال السائحين داخل المملكة».
وبين سموه أن زيارته لـ«السعودية» تأتي بوصفه رئيسًا للجنة الإشرافية لتطوير مطار الملك خالد الدولي في الرياض، والتي تنظر إلى «السعودية» بوصفتها عميلاً مهمًا جدًا، مشيرًا إلى أنه عند تحويل مطار الملك خالد إلى شركة خاصة ستتطلع إلى أن تقدم لعملائها الرئيسين، وفي مقدمتهم «السعودية»، أرقى الخدمات وأفضلها، بما يكفل استقرار استثماراتها ونموها في المطارات. وقال سموه: «لقد تمت تغطية هذه الأبعاد خلال هذه الزيارة مع معالي المهندس خالد الملحم، حيث تم الاتفاق معه على عقد اجتماع خلال الفترة المقبلة في مدينة الرياض، بهدف وضع خطة متكاملة لتطوير مطار الملك خالد الدولي في الرياض، والتي من المتوقع الانتهاء منها خلال الثلاثة أشهر المقبلة بتوجيهات من سمو ولي العهد، حفظه الله.
التجربة السياحية المتكاملة
وعما تم بخصوص مشروع «التجربة السياحية المتكاملة» قال سموه: إن مشروع «التجربة السياحية المتكاملة» يسير قُدمًا، وهو من أهم مشروعات الهيئة العامة للسياحة والآثار للعامين المقبلين، ويرتبط بعدد من العناصر، والعنصر الأهم هو ما أقرته الدولة، وهو تنظيم الهيئة العامة للسياحة والآثار التي لها صلاحية على ستة قطاعات استراتيجية في نمو السياحة، وهي: قطاع الإيواء السياحي بمختلف أنواعه، والذي يشهد تنظيمًا جذريًا متكاملاً، وإعادة تصنيفه بهدف تحويله إلى مسهم رئيس في عملية الحركة السياحية، إلى جانب قطاع السفر والسياحة، وقطاع الشركات المنظمة للرحلات السياحية، وقطاع الأدلاء السياحيين، وقطاع شركات الاستثمار السياحي، وقطاع الآثار والمتاحف.
مضيفًا أن هذا الترابط بين القطاعات سيوفر «التجربة السياحة المتكاملة» للسائح داخل المملكة بدءًا من التفكير في الوجهة السياحية الداخلية بمفرده أو مع الأسرة، سواء كانت الإجازة طويلة أم قصيرة، والحصول على العروض السياحية المتميزة، وأن يصلوا إلى الوجهات السياحية بأقل كلفة، والوقوف في استراحات طرق نظيفة ومرتبة، وألا يعانوا في الحصول على حجوزات في الطيران، وأن يستقبلوا بابتسامة وترحيب في مرافق الإيواء السياحي، لحين العودة إلى المنزل، حيث تكون العملية مترابطة وسهلة وتعكس رضا العميل، وتحقق تجربة جميلة للسياحة داخل الوطن.
وأوضح سموه أن خطة الهيئة منصبة على تطوير السياحة الوطنية للمواطنين، بهدف تحقيق نسبة نمو سنوية تصل إلى 6%، مضيفًا أن السوق الرئيسة المستهدفة هي سوق السياحة الوطنية، وأنها ثابتة ومستقرة وغنية، وتتميز بطلب عالٍ على السياحة على مدار العام، لافتًا سموه إلى أن إحصاءات الهيئة العامة للسياحة والآثار تشير إلى أن السائح السعودي لا يرغب في قضاء كل فترة الإجازات خارج الوطن، فهناك عطلات نهاية الأسبوع، والعطلات القصيرة، وجزء مهم من عطلة الصيف نجد أن الغالبية العظمى تريد الخدمات السياحية الداخلية، لذلك فإن الهيئة العامة للسياحة والآثار تعكف على تطوير السياحة المحلية كمنتج أولي مهم.
أضخم المشروعات
وعن مشروع العقير السياحي في المنطقة الشرقية، قال سموه: «من لا يعرف تاريخ الأحساء لا يعرف تاريخ المملكة». مشيرًا إلى العقير كان بابًا للخير للمملكة العربية السعودية منذ تاريخها الأول، والعقير كان نافذة اقتصادية ضخمة للمملكة كميناء استراتيجي انطلقت منه الوحدة المباركة التي نعيش إلى يومنا هذا في كنفها.
مضيفًا سموه أن مشروع تطوير العقير هو من أهم المشروعات الاستراتجية، وذلك بتوجيهات من لدن خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، ليصبح مشروعًا رائدًا يليق بالمملكة، وقد تم تسجيل شركة تطوير العقير رسميًا لدى وزارة التجارة، وسوف يكون بها مطور بمشاركة وزارة الشؤون البلدية والقروية للمرة الأولى في المملكة.
وأضاف سموه أن هناك مشروعات سياحية ضخمة على البحر الأحمر، وسيتم ربطها بالمناطق التاريخية مثل: مدينة الوجه مع العلا وموانئ البحر الأحمر الشمالية ضباء، وأملج، وجزيرة فرسان التي نتطلع إلى تحويلها إلى محور سياحي وبيئي مهم، بالإضافة إلى شواطئ المدينة المنورة التي تم حصرها مع البلديات، وتحديد حدودها ومسوحاتها، تمهيدًا لإصدار قرارات طرحها للمستثمرين قريبًا.
وفي ختام الزيارة قال سموه: إن مهمات الهيئة العامة للسياحة وأعمالها كثيرة، ومن أهمها تنظيم الهيئة العامة الجديد الذي يمنحها السيطرة على تنظيم قطاع الإيواء كله، وقطاع وكالات السفر، والقطاعات التي تشجع السياحة الداخلية. مبينًا سموه أن الهيئة تعد الآن في آخر مرحلة ضمن منظومة قراراتها الاستراتيجية، حيث لم تتبقَ سوى أربعة قرارات منها استراتيجية التنمية السياحية في البحر الأحمر، وهي جاهزة للتنفيذ، بالإضافة إلى مساواة قطاع السياحة بباقي القطاعات السياحية الأخرى، ومشروعات التمويل السياحية، ونظامي الحج والعمرة.
وفي نهاية الاجتماع، قدم معالي مدير عام الخطوط السعودية درعًا تذكارية لسموه، بعد ذلك اطلع سموه على شرح موجز من الأستاذ عبدالله بن مشبب الأجهر، مساعد المدير العام للعلاقات العامة ورئيس تحرير مجلة «أهلاً وسهلاً»، على ما تضمنه العدد الجديد من المجلة من موضوعات قيمة، حيث أبدى سموه إعجابه وتقديره لمحتويات المجلة، كما تم التقاط الصور التذكارية.