رالي حائل الدولي
منافسة فوق الرمال
نجاح الراليات السابقة حفز على المزيد من الجهد والتنظيم.
• استطلاع وتصوير: عبدالعزيز محمد العريفي
ها هم الشباب بانطلاقتهم المغامرة يمخرون عباب بحر رمال النفود الكبرى بالمحركات الجبارة، يشقون الكثبان الرملية التي ازدادت تمعرًا وصفرة وكأنها وجلة من تلك العجلات الضخمة التي تتسابق في تحدٍّ فوقها، شباب جاؤوا من كل حدب وصوب والأمل يحدو كل واحد منهم للفوز بسباق رالي حائل العالمي.
|
|
|
|
ويأتي تنظيم رالي حائل الدولي 2009 من قبل الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل بعد النجاحات التي حققتها الراليات الثلاثة السابقة 2006 و2007 و2008، ما حفز على بذل المزيد من الجهود لجعله أكثر تنظيمًا وتميزًا في هذا العام. ويقول صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز، أمير منطقة حائل رئيس الهيئة ورئيس اللجنة المنظمة للمهرجان: إن تولي الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل إقامة هذا الرالي الدولي للمرة الرابعة على التوالي باسم المملكة وشبابها، والحفاظ على عالمية الحدث، وبتعاون الهيئة المثمر مع القطاعات المعنية أتاح، ولله الحمد، فرصة تحقيق النجاحات المتوالية في المجالات الشبابية باسم المملكة، وأسهم في وضع منطقة حائل على الخارطة السياحية والرياضية. ولا شك في أن هذه المكانة تدفعنا جميعًا إلى المحافظة على هذا المنجز واستمرار نجاحاته عامًا بعد عام، وهو ما نتطلع إليه، والذي سيكون دائمًا وبإذن الله مهرجانًا عالميًا يسهم في إبراز المقومات البيئية والطبيعية التي تزخر بها حائل، حتى أصبح هذا الحدث بالفعل من الروافد التنموية، والاقتصادية، والاجتماعية الموسمية لمنطقة حائل وأبنائها.
ويؤكد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة حائل ونائب رئيس الهيئة ونائب رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، أن التظاهرات العالمية التي تنظمها المملكة ومنها رالي حائل الدولي لم تعد تقتصر على التسابق والتنافس، وإنما تتجاوز ذلك لتشمل العديد من المنافع الاجتماعية والتنموية، وتأهيل المجتمع للتعامل الأمثل مع البيئة ومقوماتها لاستثمار طاقات بشرية تستفيد من هذا الحدث في المزيد من العمل الجاد والعطاء والإنتاج. ولعل إسهام الرالي خلال الأعوام الماضية في تأهيل أبناء المنطقة وبناء قدراتهم التنظيمية والفنية، وتسويق حائل إعلاميًا وسياحيًا كان له دوره الكبير في تنامي الأحداث والفعاليات التنموية المتعددة في العديد من المجالات داخل منطقة حائل.
ويعد صاحب السمو الأمير عبدالله بن خالد بن عبدالله، مساعد رئيس الهيئة ورئيس اللجنة التنفيذية للرالي، بأن تكون منطقة حائل بإذن الله وجهة حقيقية، وأرضًا خصبة لإقامة فعاليات دائمة محلية ودولية لجميع المناشط، وهوايات رياضة الصحراء، والسياحة الرياضية والبيئية، لتكون حائل المضمار الحقيقي لإقامة هذه الفعاليات، انطلاقًا من تفاعل أبناء منطقة حائل ومجتمعها. ويعد سموه أن رالي حائل 2010 سيكون بإذن الله أكبر وأضخم وأكثر تنظيمًا وبنكهة أكثر عصرية.
وقيل إن حائل أخذت هذا الاسم من وادي الأديرع الذي يحول بين سكان جبلي أجا وسلمى. وتقع حائل في شمال المملكة العربية السعودية وتميل إلى الغرب، ويتبعها أكثر من 400 قرية وهجرة. ويتراوح ارتفاعها ما بين 600م إلى 1500م فوق مستوى سطح البحر، وتتنوع تضاريسها ما بين جبال، وسهول، وأودية، وصحاري رملية، خصوصًا صحراء النفود الكبرى المؤهلة لإقامة مختلف أنواع الرياضة والترفيه، لما تتميز به من كثبان رملية شاهقة ونباتات تساعد على تثبيت الرمال مثل نبات الأرطي، ونبات الرمث، وغيرهما، فضلاً عن كونها تقع قريبة من عدد من المدن والقرى، ناهيك من طيبة سكانها وأصالتهم، فهم مضرب المثل في الكرم والجود،كما أن غنى رمالها بالحديد يصبغها بحمرة مميزة تضفي عليها مزيدًا من الجمال والبهاء.
وتنطلق فعاليات الرالي عادة من ساحة وسط متنزه المغواة فائق الجمال بمبانيه الحديثة التي تحكي عراقة الماضي بحلة الحاضر، والجبال الشاهقة تحيط بها من كل جانب تقريبًا فترى المتنزه من قمة جبل مجاور وكأنه درة توسطت راحة يد عملاق أسمر يقدمها هدية لضيوف حائل، في حفل بهيج على شرف أمير البلاد ونائبه، وكوكبة من المسؤولين والإعلاميين، وتستعرض فيه السيارات المشاركة من جميع أنحاء العالم، ثم تنطلق في اليوم التالي إلى مضمار السباق الطويل داخل صحراء النفود الكبرى.
بدأت المرحلة الأولى من السباق هذا العام صباح الثامن والعشرين من يناير 2009، وبدأت المرحلة الثانية في التاسع والعشرين من يناير 2009، وانتهى السباق في مساء اليوم نفسه. ويصاحب الرالي عادة سباقات أخرى تندرج ضمن رياضيات الصحراء كالتطعيس الذي يعد أهمها على الإطلاق وتستخدم فيه سيارات الدفع الرباعي، والدراجات النارية «الدون باقي». وعادة ما يقام هذا السباق في منطقة كثبان رملية عالية وشديدة الانحدار، ما يجعل تسلقها أكثر تحدٍّ، وسباق الدراقستر الذي يعتمد سرعة الانطلاق ومضماره لا يتعدى الربع ميل. وعلى الرغم من قصر المسافة إلا أن بعض السيارات أو الدراجات النارية المشاركة تقطعه في أربع ثوان أو خمس ثوان فقط، حيث تمخر الرمال من خلفها كما لو كانت فوهة بركان صغير.
ومجمل القول أن رالي حائل في نسخه الأربع قد أضاف بعدًا حضاريًا لا يستهان به لمنطقة حائل على الصعيد السياحي، والثقافي، والاقتصادي، وهو في تطور وتراكم معرفي مستمر كون القائمين عليه يبذلون من الجهد قصاراه ليواكبوا المتغيرات الحضارية والتقنية المطردة، ولا نبالغ إن قلنا إن حائل ستكون قريبًا من أشهر البقاع المحتضنة للمحافل الرياضية في العالم.
إن الراصد لما يحدث في هذه المناطق شبه النائية عن معترك الحضارة الحديثة يدهش بما وصل إليه سكانها من معطيات حضارية كانت، إلى حد قريب، حكرًا على أهل المدن، فلا تستغرب عندما يقابلك أحدهم وسط قطيع من الجمال وقد بدت عليه بساطة البداوة وعفويتها يحمل شهادة الدكتوراه في أحد المجالات العلمية، ولا تستغرب فتاة تذود عن غنمها تعمل معلمة في إحدى مدارس القرى المجاورة، ولا تستغرب مجموعة من الأطفال تحلقوا أمام شاشة التلفاز يتابعون الفضائيات وأخبار الرالي وسط بيت من الشعر، إنها رياح التغيير، وثقافة الحداثة التي أخذت تعصف بالموروث وثقافة السائد دون المساس بجوهر الأصالة المتين، ثم يأتي هذا المهرجان الحضاري الذي لم نكن نرى ما يماثله إلا في أمريكا وأوروبا، ويكسر حدة السائد والمألوف ويعلنها صريحة أن الحضارة والتقدم ليسا حكرًا على أمريكا، وأوروبا، أو اليابان دون غيرهم من البشر.
الأمير سعود بن عبدالمحسن يتوج «الراجحي» بطلاً ويكرم رعاة رالي حائل 2009
توج صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن، أمير منطقة حائل رئيس الهيئة العليا لتطوير المنطقة رئيس اللجنة العليا لرالي حائل الدولي 2009، السعودي يزيد الراجحي بطلاً لرالي حائل 2009، وبعده البريطاني مارك باول، والتشيكي زابليتال في المركزين الثاني والثالث على التوالي.
وقال سمو أمير حائل: «حائل وراليها وباستثمار رمالها ونفودها ما هي إلا انعكاس حقيقي وواقعي لتطويع البيئة من خلال صناعة حدث يستمد مقوماته من طبيعة منطقة حائل، ويستهدف منفعة الإنسان فيها. كما أنه نافذة واسعة للوصول إلى عوامل الجذب الاقتصادي، والسياحي، والبيئي، والإعلامي. مشيدًا في الوقت ذاته باهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد، وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل ومتابعتهما، ودعمهما للجهود المبذولة، ما كان له دور كبير في إنجاح الرالي.
ترتيب العشرة الأوائل بعد نهاية رالي حائل:
1ـ يزيد الراجحي «السعودية»، الملاح ماثيو بوميل «فرنسا»، نيسان نافارا «6.50.34 ساعات».
2ـ مارك باول «بريطانيا»، بول ريتشاردز «بريطانيا»، هوندا باغي «7.33.18 س».
3ـ ميروسلاف زابليتال «تشيكيا»، توماس أوريدنيتشيك «تشيكيا»، ميتسوبيشي باجيرو «7.46.03 س».
4ـ سامي الشمري «السعودية» عبدالله الشمري «السعودية»، تويوتا لاندكروزر «8.01.45 س».
5ـ سفاح الصعيدي «السعودية»، مشعل السعدي «السعودية»، نيسان باترول «8.28.42 س».
6ـ علي الشاوي «الإمارات»، أحمد مالك «الإمارات»، ميتسوبيشي باجيرو «8.32.08 س».
7ـ حمد بن عيد آل ثاني «قطر»، جورج سارايان «أستراليا»، نيسان «8.39.22 س».
8ـ متعب الغنون «السعودية»، سليمان السانوني «السعودية»، نيسان باترول «8.40.11 س».
9ـ إيان باركر «بريطانيا»، لي مارشال «بريطانيا»، نيسان باترول «8.56.07 س».
10ـ مفيد الشمري «السعودية» ، محمد الشمري «السعودية»، تويوتا لاندكروزر «9.03.35 س».
الراليات السابقة
النتائج النهائية لرالي حائل 2006 كانت كالتالي:
الأول السائق: فرحان الشمري.
الملاح: بندر السندان.
السيارة:تويوتا لاند كروزر.
الزمن:9: 47: 59 ساعة.
الفئة: T3.
الثاني السائق: رشيد الشمري.
الملاح: سلمان الشمري.
السيارة: تويوتا لاند كروزر.
الزمن: 9: 49: 04 ساعة.
الفئة: T3.
الثالث السائق: فيصل الشمري.
الملاح: راجح الشمري.
السيارة: تويوتا لاند كروزر.
الزمن: 10: 04: 13 ساعة.
الفئة: T3.
النتائج النهائية لرالي حائل 2007 كالتالي:
الأول: السائق راجح فرحان الشمري «سعودي».
والمساعد: مبارك فرحان الشمري.
السيارة: لاند كروزر تويوتا.
الثاني: السائق علي مطر الكتبي «إماراتي».
والمساعد: علي ميرزا.
السيارة بترول نيسان.
الثالث: مفضي الرمالي الشمري.
والمساعد محمد الشمري.
السيارة: لاند كروزر تويوتا.
النتائج النهائية لرالي حائل 2008 وكانت كالتالي:
الأول: السائق ناصر العطية «قطري».
والمساعد: ماتيو بوميل «فرنسي».
السيارة: بي إم دبليو.
الثاني: السائق يوري جاداشن «روسي».
والمساعد: الكسندر ميريننكو.
السيارة: نيسان نافارا.
الثالث: السائق يحيى بالهلي.
والمساعد خالد الكندي.
السيارة: نيسان باترول.