• الرياض: هالة الجيرودي

يعد فنًا من فنون الأدب. يرشدنا إلى نمط معالجة السلوك والتعامل مع الآخرين، يحمل طابع العطاء دون تكلف. ذو لباقة عالية، ينم عن التصرف الراقي والمقبول، وبهذا نستدل على مفهوم التعامل مع الآخرين اجتماعيًا، والذي يسمى اليوم مفهوم «الإتيكيت». ترشدنا وفاء القنيبط، مستشارة تدريب موارد بشرية، عن قواعده وعن فن التصرف الراقي والمقبول بخطوط عريضة.

إذا كانت قناعات الإنسان إيجابية تكون تصرفاته إيجابية

في أثناء الحديث نبدأ النظر إلى الشخص الذي نتحدث معه، وإذا كان الحديث مع مجموعة يكون النظر إلى الجميع

لكي يصبح المتحدث بارعًا في الحوار عليه أن يشجع محدثه على الكلام

يستهين بعض الناس بتصرفات دقيقة ولكنها مهمة تدخل ضمن الأصول واللياقة، خصوصًا في آداب المائدة

تعد قواعد الإتيكيت من الإسلام فأساسياتها التربوية مستمدة من السنة النبوية

مع أن كلمة «الإتيكيت» تحمل الكثير من السلوك، إلا أن مصطلحها يرجع إلى الموطن الأوروبي، يقصد به «الأدب العام» في التعامل مع الأشياء ومرجعيتها هي الثقافة الإنسانية الشاملة، وهي تختلف من بلد إلى آخر، والتي تشير إلى التهذيب واللياقة، وتحمل الفرد على تحسين علاقته بالآخرين، وكثيرًا ما يحمل معنى «فن التعامل، والسلوك، والأخلاق، والذوق، وفن الخصال الحميدة، وفن التصرف».

قناعات تغيير السلوك
لا نستطيع الفصل بين السلوك دون القناعة، كما فسرته القنيبط، فالسلوك لا يصدر إلا عن قناعة إذا كانت قناعات الإنسان إيجابية تكون تصرفاته إيجابية. فالشخص السلبي الذي يذم دائمًا، يعني ذلك أن قناعاته سلبية. ولا يكتفي بتغيير السلوك دون تغيير القناعة.

• مداخلات إيجابية
التفكير إيجابي، والقناعات إيجابية، والانفعالات إيجابية، والسلوك إيجابي.
• مداخلات سلبية
التفكير سلبي، والقناعات سلبية، والانفعالات سلبية.

سلوكيات حوار
تشير القنيبط إلى أساليب فن الحديث أو المحادثة، والتي تكتشف من خلال الملاحظة والتجربة، وهذا يعتمد على مهارة الشخص في إدارة أي نقاش وسط جماعة وليس مع فرد واحد، في أثناء الحديث نبدأ النظر إلى الشخص الذي نتحدث معه، وإذا كان الحديث مع مجموعة يكون النظر إلى الجميع، لا نركز على شخص دون آخر، أما في الحفلات والمناسبات فيستحسن أن يكون الحديث مع من يقف بجانبك، نراعي مشاعر الآخرين في أثناء الحديث، ويكون مستوى الصوت معتدلاً وواضحًا وهادئًا، نستمع أكثر مما نتكلم، ولا نجادل، ومن سبل كسب الجدال تجنبه، ولكي يصبح المتحدث بارعًا في الحوار عليه أن يشجع محدثه على الكلام.

أصول ولياقات
يستهين بعض الناس بتصرفات دقيقة ولكنها مهمة تدخل ضمن الأصول واللياقات، خصوصًا في آداب المائدة، ولكنها في الحقيقة كما توضحها القنيبط عبارة عن دلالة واضحة، ومرآة تنم عن شخصية الإنسان من رقي وأخلاق وإحساس مرهف، ولكي نحصد التقدير والإعجاب واحترام الجميع، علينا عدم إحداث ضجة في أثناء الجلوس إلى المائدة، ويمكن الجلوس على الكرسي من جهة اليسار، ومن ثم الفوط الصغيرة تفرد تمامًا، ومن السلوكيات في الفوط عدم وضعها تحت الطبق أو ربطها حول العنق إلا للأطفال، وحتى هؤلاء يفضل ربط المرايل الخاصة بهم بدلاً من فوط المائدة، ومن المتبع في أثناء تقطيع الطعام أو الغرف عدم إحداث صوت مرتفع، ونستعمل القطع الموضوعة في أقصى اليمين أو أقصى اليسار أولاً، ثم التي تليها إلى الداخل حسب ترتيبها على المائدة. نمسك السكين باليد اليمنى والشوكة باليد اليسرى، ويقطع الطعام قطعًا مناسبة، ثم تنقل الشوكة إلى اليد اليمنى «مراعاة للآداب الإسلامية في الأكل» تبقى بها حتى يتم تناول الطعام، بينما توضع السكين على الطبق من أعلى بالعرض.

ويفضل عدم استعمال الأدوات الخاصة من شوك وملاعق وخلافه في الغرف من الأطباق الكبيرة، بل تستعمل قطع الغرف الخاصة بكل صنف. وفي حالة استعمال الملاحات المكشوفة يستعمل طرف السكين لأخذ الملح منها ولا تستخدم الأصابع. لا تترك «الشوكة والسكين والملعقة» المستعملة على المفرش مطلقًا، بل تكون، دائمًا، على الطبق وفي حالة الانتهاء من تقطيع الطعام بالسكين والرغبة في تناول الطعام بالشوكة، توضع السكين بالعرض أعلى طرف الطبق. عند الانتهاء من تناول الطعام توضع الملاعق والشوك والسكاكين وأيديها جهة اليمين على الطبق بالعرض، أي موازية لطرف المائدة.

جوانب تربوية
تعد قواعد الإتيكيت من الإسلام، فأساسياتها التربوية مستمدة من السنة النبوية، وكما تشير القنيبط إلى بعض الأمثلة تقول:
التحية: «إذا التقيتم فابدؤوا السلام قبل الكلام، ومن بدأ بالكلام فلا تجيبوه». حديث شريف.
المصافحة: «ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا». حديث شريف.
قواعد السلام: «يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير، ويسلم الصغير على الكبير». حديث شريف.
المحادثة: «الكلمة الطيبة صدقة». حديث شريف.
الزيارة: «من عاد أو زار أخًا له في الله ناداه منادٍ بأن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً». حديث شريف.
الضيافة: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه». حديث شريف.
البشاشة: «إن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق». حديث شريف.
الاستئذان: }يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها، ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون{. قرآن كريم.
الهدية: «تهادوا تحابوا». حديث شريف.
تقديم الورود: «من عرض عليه ريحان فلا يرده، فإنه خفيف المحمل طيب الريح». حديث شريف.
التواضع: }ولا تصعر خدك للناس ولا تمشِ في الأرض مرحًا، إن الله لا يحب كل مختال فخور{. قرآن كريم.
احترام المواعيد:«آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان». حديث شريف.
التعامل مع المريض: «إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في أجله، فإن ذلك لا يرد شيئًا ويطيب نفسه». حديث شريف.
الأناقة: }يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد، وكلوا واشربوا ولا تسرفوا، إنه لا يحب المسرفين{. قرآن كريم.
الموائد: «يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك». حديث شريف.
من السنة ألا تشرب الماء مرة واحدة، وهذا من قواعد الإتيكيت.

ضيافة عمل
إتيكيت الضيافة الخاصة في العمل، كغداء أو عشاء عمل ليس لها قواعد محددة، فتذكر القنيبط أنها القواعد نفسها المتبعة في أي غداء أو عشاء عادي، ولكن مراعاة الزي الرسمي الخاص بالعمل والأحاديث المتعلقة بهذه الدعوة.