April_09Banner

ثقافة

 

مختارات من الأدب والتراث والثقافة

آراء في القراءة

يقول الطبيب الروماني أنطلياس: إن من لا يحفظ الأشعار عن ظهر قلب، ويضطر إلى الرجوع إلى الكتب، لا يستطيع التخلص من تلك العصارات السامة الموجودة في جسمه إلا بمجهود كبير، وبوساطة تعرق فوق العادة.. في حين أن المتدربين على التخزين في الذاكرة، يطردون هذه العصارات السامة عبر الزفير!
ويقول كافكا: إذا كان الكتاب الذي نقرؤه لا يوقظنا.. فلماذا نقرؤه؟
في حين يقول ويستان أودن: الكتاب يجب أن يتناقض مع المكان الذي نقرؤه فيه.
أما فلنتاين فيقول: اقرأ.. وحسّن ذوقك.. تعلم أن تعيش من التعلم، غذي عقلك.

ضــوء

«سرقة الكلام أصعب من تأليفه».
هكذا يقول عبد الفتاح كليطو في كتابه الأدب والارتياب.

بين المعرفة والغلبة

يقول الحكيم الصيني لاوتسو:
من يعرف الغير فهو ذكي، ومن يعرف نفسه فهو مستنير.
ومن يغلب الغير فهو قوي، ومن يغلب نفسه فهو جبار.

يوم الطين

المعتمد بن عباد هو أعظم أمراء الأندلس، وهو ابن المعتضد الذي وطد الحكم لسلالة بني عباد هناك، وقف ذات يوم في شرفة قصره فرأى الفتيات القرويات وهن ينقلن الماء على رؤوسهن من النبع، ويخضن في الوحول بأقدامهن الحافية، فأعجبه حسن إحداهن فخطبها وتزوجها.. فأصبحت هي محظيته من بين جميع نساء القصر، وكان يغدق عليها الهدايا والهبات، وذات يوم اشتاقت الفتاة إلى أن تخوض في الوحل كما كانت تفعل، ولكن كيف لها ذلك الآن وقد أصبحت أميرة، فباحت برغبتها لزوجها.. فما كان منه إلا أن أمر الخدم أن يملؤوا باحة القصر بأعواد الزعفران ويغرقونها بماء الورد حتى تصبح كالطين، لتخوض هي فيه كيفما تشاء، وبعد فترة من الزمن غضبت الفتاة منه لشأن عابر، فقالت له:
منذ أن تزوجتك لم أر معك يومًا جمـــــــــيلاً.. فرد عليها على الفور: حتى ولا يوم الطين؟

حريق شيكاغو

«قد لا يعرف الكثيرون أن شيكاغو ليست كلمة إنجليزية.. وإنما هي إحدى لغات الهنود الحمر، ومعناها «الرائحة القوية». والسبب في هذه التسمية أن المكان الذي تشغله المدينة اليوم، كان في الأصل حقولاً شاسعة خصصها الهنود الحمر لزراعة البصل، الذي تسببت رائحته النفاذة في هذا الاسم.
في عام 1673 وصل إلى المنطقة رحالة وصانع خرائط يدعى لويس جولييه، يرافقه رجل دين فرنسي اسمه جاك ماركت، اكتشف الرجلان شيكاغو، وسرعان ما توافد عليها آلاف المستعمرين، وخلال المئة عام التالية شن المستعمرون البيض حرب إبادة مروعة قتلوا خلالها ما بين 5 ملايين إلى 12 مليون شخص من الهنود الحمر.. انتهت حرب الإبادة وأعلنت شيكاغو مدينة أمريكية عام 1837.. وتضاعفت مساحتها 16 مرة في أقل من عشرة أعوام.. وكان يوم الأحد 8 أكتوبر 1871 يوم شيكاغو الأسود، ففي غرب المدينة كانت تعيش سيدة تدعى كاترين أوليري مع زوجها وأولادها وحصان وخمس بقرات.. تلك الليلة كانت حيوانات أوليري ترعى بهدوء في حديقة المنزل الخلفية، وحوالي الساعة التاسعة دخلت إحدى البقرات إلى المخزن الخلفي حيث أثار فضولها موقد الكيروسين، وفجأة، رفست الموقد بقوة، فانقلب وانساب منه الوقود ليشتعل على الأرض، وكانت هناك كومة من القش قريبة، فالتقطت النار.. وكانت الريح قوية للغاية.. فحملت النار إلى كل مكان، ولم تمض ساعة حتى كانت المدينة كلها تحترق.. امتدت ألسنة اللهب وأخذت تلتهم بيوت شيكاغو المصنوع معظمها من الخشب.. كان المشهد مرعبًا.. ظل الحريق مشتعلاً على مدى يومين كاملين، راح ضحيته، أكثر من 300 قتيل و100 ألف مشرد، وأكثر من 200 مليون دولار. وقد أدت فداحة المصيبة إلى تحفيز الهمم.. حتى إن تاجرًا يدعى جون رايت لم يفهم في حياته إلا الأرقام والصفقات تفجرت لديه طاقة شعرية غامضة فوقف بين الجموع وصاح بصوت جهوري مشروخ:
تجلدوا أيها الرجال.. شيكاغو لم تحترق، لكنها دخلت إلى النار حتى تتخلص من عناصرها الرديئة، ولسوف تخرج أقوى...».
من رواية شيكاغو لعلاء الأسواني

قصيدة البيت الواحد

يرى د.غازي القصيبي أن هنالك من الأبيات الشعرية ما يكفي ويغني عن قصيدة كاملة، أسماها «قصيدة البيت الواحد»، وله بحث جميل في هذا السياق، ومن الأمثلة أو النماذج الشعرية التي أوردها:
هذا جزاء امرئ ٍأقرانه درجوا
من قبله فتمنى فسحة الأجل
«الطغرائي»
يا ويله من لا يحب..
كل الزمان حول قلبه شتاء
«أحمد عبد المعطي حجازي»
لكن فينا وإن شيبًا بدا وطرًا..
وليس فيكن بعد الشيب من وطر
«أبو دلف العجلي»
وكنتُ وإياها سحابة ممحل..
رجاها فلما جاوزته استهلت
«كثير عزة »
نعيب زماننا والعيب فينا..
وما لزماننا عيب سوانا
«الإمام الشافعي»
فأمطرت لؤلؤًا من نرجس وسقت..
وردًا وعضّت على العنّاب بالبرد
«يزيد بن معاوية»

مثل

«حيثما تتوافر الإرادة للإدانة.. تتوافر الأدلة».
مثل صيني

الموشحات والزجل

الموشح هو ضرب من ضروب الشعر استحدثه الأندلسيون للتحلل من نظام القصيدة المقفاة، حيث يعتمد على اللحن والنغم والموسيقا الداخلية، ويقال إن أول من ابتدعه: مقدم بن معافى القبري، لكنه اشتهر أول ما اشتهر على يد عبادة بن ماء السماء القزاز في عهد ملوك الطوائف.
أما الزجل فهو نوع من الشعر الشعبي الذي يعتمد على المعارضة والمحاورة، وتعيد بعض المصادر أصله إلى بلاد المغرب العربي.. على أن أول من ابتدعه: أبو بكر بن قزمان، إلا أنه اشتهر فيما بعد في منطقة الشام.