جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية
تحقيق التميز العلمي
عربيـًا وعالميـًا
صرح علمي عربي ينهض بالتعليم العالي الأمني.
منذ إنشاء جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية كجهاز علمي لمجلس وزراء الداخلية العرب، وهي تحظى بدعم لا محدود ماديًا ومعنويًا من دولة المقر المملكة العربية السعودية، وحسب رئيس الجامعة أ.د.عبدالعزيز بن صقر الغامدي فإن رعاية المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للجامعة تجسيد للاهتمام والرعاية التي يوليها للعلم وأهله، وتأكيد حرصه الدائم على أن تكون المملكة العربية السعودية سباقة في دعم العمل العربي المشترك على اختلاف مجالاته.
|
|
|
|
يعد دعم خادم الحرمين الشريفين لهذا الصرح العلمي وسام اعتزاز تفتخر به الجامعة ومنتسبوها، ويفتخر به رجال الأمن على امتداد الوطن العربي الكبير، حيث تأتي هذه الرعاية تقديرًا منه للدور الرائد الذي ينهض به التعليم في دعم خطى المسيرة العلمية والتنموية في المجتمعات العربية، واستمرارًا لسياسته الواضحة في رعاية المؤسسات الجامعية التي تربط التعليم بثقافة الأمة وحضارتها وموروثها التاريخي من ناحية، وبمناهج العصر وأدواته وتقنياته من ناحية أخرى، إدراكًا منه، حفظه الله، بأن التعليم الجامعي هو الدرع الحصين من الوقوع في براثن التبعية، وأنه حجر الزاوية في إرساء قواعد الأمن الوطني، والسلام الاجتماعي، والنهضة الحضارية.
إثراء المكتبة الأمنية العربية
ونجحت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وخلال فترة وجيزة، في إثراء المكتبة العربية المتخصصة بكم مقدر من الإصدارات العلمية، حيث تنوعت هذه الدراسات لتشمل المجالات الأمنية كافة، كالجريمة، ونظم العدالة الجنائية، والمؤسسات العقابية، والنظريات الحديثة في مجال الجريمة والوقاية منها، والظواهر الإجرامية المستحدثة، إضافة إلى المشكلات الاجتماعية التي تعانيها المجتمعات العربية وغيرها. وقد أولت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية مجال النشر أهمية خاصة، إيمانًا منها بالدور المعرفي الذي يؤديه الكتاب، وأهمية اكتساب المهارة والثقافة العميقة للمتخصصين، والاطلاع المفيد على المعلومات للقارئ غير المتخصص، وإثراء المكتبة الأمنية العربية، وهو هدف من أهداف الجامعة الأساسية.
وبلغت إصدارات الجامعة حتى الآن 452 إصدارًا، تناولت مختلف تخصصات العلوم الأمنية والاجتماعية وفق منهج علمي محكم، وتتميز إصدارات الجامعة العلمية بتنوعها، وشمولها، وتطرقها لميادين متعددة، تتسع لاحتياجات الأمن بمفهومه الشامل، وعالجت الكثير من القضايا وفق منهج علمي محكم، وتنوعت في طرق إعدادها وتناولها، فهناك إصدارات للدراسات المكتبية والبحوث المسحية والميدانية، وأبحاث الندوات، واللقاءات العلمية التي تعقدها الجامعة. وبتوفيق الله، تعالى، أضحت هذه الإصدارات مراجع أساسية في المكتبة الأمنية العربية، كما أن الجامعة، إسهامًا منها في نشر الكتاب الأمني وتوسيع دائرة انتشاره تنظم معرضًا سنويًا للكتاب في رحابها، وتستقطب له عددًا كبيرًا من دور النشر المحلية والعربية والدولية المتخصصة في نشر كتب العلوم الأمنية المختلفة، وكذلك تشارك بإصداراتها في الكثير من معارض الكتاب محليًا وعربيًا، بهدف نشر الثقافة الأمنية.
ومما يجدر ذكره هنا أن الجامعة، وبتوجيه كريم من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، تقوم بترجمة إصداراتها العلمية إلى اللغات العالمية، لا سيما في مجالات مكافحة الجرائم المستحدثة، ومكافحة الإرهاب، وحقوق الإنسان، وغيرها. وتقوم بإهداء هذه الإصدارات بشكل منتظم إلى مراكز البحوث، ومكتبات الجامعات، والمؤسسات ذات العلاقة حول العالم. وقد اعتمدت بعض الجامعات العالمية بعض هذه الإصدارات العلمية ضمن مناهجها الدراسية، وكان آخرها جامعة ولاية واشنطون، وهي خطوة تؤكد المكانة العلمية المتميزة التي وصلت إليها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، ويعد بمنزلة تقدير أكاديمي لهذا الصرح العربي الذي أصبح يتبوأ مكانة رائدة وفريدة على المستوى الإقليمي والدولي.
كما تقوم الجامعة انطلاقًا من رسالتها وأهدافها بتوزيع آلاف الإصدارات العربية فور صدورها مجانًا على جميع مراكز البحوث، ومكتبات الجامعات والمعاهد المتخصصة والكليات الأمنية والعسكرية في دول الوطن العربي.
كما اتجهت الجامعة إلى تحويل جميع إصداراتها العلمية، وكذلك رسائل الماجستير، وأبحاث الندوات العلمية والمؤتمرات والدورات التدريبية إلى إصدارات رقمية إلكترونية، سعيًا نحو بناء مكتبة أمنية رقمية تخدم الأجهزة الأمنية العربية والباحثين والمهتمين، بكون المكتبة الإلكترونية مكونًا أساسيًا ورئيسًا من مكونات التعليم الحديث.
الخبرات الدولية
وإدراكًا من الجامعة لأهمية التعاون الدولي والعلاقات الخارجية في تحقيق أهدافها وغاياتها فقد سعت بجهد حثيث متواصل لتوفير أحدث المعارف والخبرات العلمية من الأنشطة والتجارب الرائدة بدول العالم في مجال تخصصها، وذلك بفتح قنوات التواصل وتوثيق الروابط مع الجامعات، والمؤسسات العلمية، والمراكز، والمنظمات من خلال مذكرات التفاهم والتعاون التي بلغت حتى الآن 115 مذكرة، بما يرسخ آفاق التعاون العلمي مع تلك الجهات، خدمة للرسالة والأهداف المشتركة. وتنص هذه المذكرات على إجراء البحوث ذات الاهتمام المتبادل وتمويلها، إضافة إلى المشاركة في المناشط العلمية التي ينظمها كل طرف، وتبادل الإصدارات والدوريات العلمية، وبرامج العمل والتقنيات والوسائل التعليمية، وتبادل الخبرات والاستشارات العلمية. وتسعى الجامعة من خلال هذه المذكرات إلى تدعيم أوجه التعاون العلمي والتقني في مجال منع الجريمة وتحقيق العدالة الجنائية، وفي مقدمتها هيئة الأمم المتحدة، والمعاهد الإقليمية التابعة لها، والجامعات العربية والإسلامية والأوروبية والأمريكية، وإيجاد مناخ مشجع للتعاون التقني العربي والدولي، وتعميم التجارب العربية في مجال الأمن الشامل. كما يتيح هذا التعاون الدولي للجامعة فرصة تقديم الإسهام العربي الكبير في ميدان العدالة الجنائية، وتطبيق التشريع الجنائي الإسلامي في مكافحة الجريمة والوقاية منها. وتمكن هذه المذكرات الجامعة من الاستفادة من الخبرة والتقنيات المتطورة على مستوى العالم.
وتتمتع الجامعة بالعضوية في الاتحادات الجامعية على الصعيدين العربي والدولي، وتدعى للمشاركة في الاجتماعات والمؤتمرات التي تنظمها هذه الاتحادات. كما يشارك المختصون من الجامعة بأبحاث ودراسات تتعلق بالأمور الجامعية والبحثية التي تخص هذه الاتحادات.
وقد نظمت الجامعة بالتعاون مع المؤسسات المنضوية تحت هذه الاتحادات من الجامعات والمؤسسات الدولية ما يتجاوز المئات من البرامج العلمية والتدريبية عبر كليات الجامعة ومراكزها العلمية، وذلك انطلاقًا من توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، ورئيس المجلس الأعلى للجامعة، القاضية بضرورة الاستفادة القصوى من هذا التعاون بما يخدم أهداف الجامعة، ويحقق غاياتها.
كما تم اختيار الجامعة ممثلة في معالي رئيسها عضوًا في فريق الإنتربول الاستشاري، وهو ما يعكس المكانة العلمية المرموقة التي وصل إليها هذا الصرح العلمي العربي على المستوى الدولي.
إنشاء الجامعة
جاءت فكرة إنشاء جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية مع انعقاد أول مؤتمر لقادة الشرطة والأمن العرب في مدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة عام 1392هـ، «الموافق 1972م». وأصدر المؤتمر الثاني لوزراء الداخلية العرب الذي عقد في بغداد بتاريخ 2/11/1398هـ، «الموافق 4/10/1978م» قرارًا بإنشاء الجامعة، استجابة للحاجة التي لمسها المسؤولون عن الأمن في الدول العربية، حيال إيجاد صرح علمي عربي ينهض بالتعليم العالي الأمني، والتدريب المتخصص، والبحث العلمي الأمني المتعمق، في سبيل وقاية المجتمع العربي من الجريمة والانحراف.
والجامعة مؤسسة إقليمية عربية ذات شخصية اعتبارية، تتمتع بصفة دبلوماسية لها نظامها الأساسي الخاص، ويرأس مجلسها الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية، والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، ويرأس الجامعة أ.د.عبدالعزيز بن صقر الغامدي.
ولكونها الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب، فقد حققت الجامعة التطلع العربي الذي يتجلى من خلال إنجازاتها ومناشطها العلمية بإشراف وتوجيه من أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب، وبرعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز. |
وتعد الجامعة أحد مراكز شبكة الأمم المتحدة للعدالة الجنائية ومنع الجريمة الـ 13 حول العالم، وتتكون هذه الشبكة من مركز الأمم المتحدة لمنع الجريمة الدولية، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وعدد من المعاهد الإقليمية حول العالم، إلى جانب بعض المراكز المتخصصة. وقد طورت هذه الشبكة لمعاونة برنامج الأمم المتحدة المعني بالعدالة الجنائية ومنع الجريمة في تعزيز التعاون الدولي لمنع الجريمة، والعدالة الجنائية. وهذه المجموعة من المعاهد الإقليمية تقدم خدمات متنوعة، تشمل تبادل المعلومات، والبحوث، والتدريب، والاستشارات، وهناك اتصالات جارية، حاليًا، بين الجامعة والإنتربول حول احتساب الجامعة مرجعية دولية في إطار التدريب، خصوصًا في مجال إدارة الأزمات، وذلك وفق المعايير الدولية التي تقرها الأمم المتحدة.
إنجازات متعددة
تجسيدًا لرسالتها في خدمة الأمن بشموليته، والانطلاق به نحو الإقليمية والدولية، وإيمانًا من الجامعة بأن الوطن العربي جزء من العالم أجمع يؤثر ويتأثر بما يحيط به من الدول في شتى المجالات، لا سيما والساحة العالمية تشهد اليوم مستجدات ومتغيرات وتحديات تكاد تكون مشتركة ومتصلة.. فقد وسعت الجامعة «بصفتها الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب» مناشطها وعلاقاتها مع جميع الدول والمنظمات والهيئات العالمية والدولية، وفي مقدمتها هيئة الأمم المتحدة وفروعها ذات الصلة باهتمامات الجامعة بقصد تحقيق الأمن والاستقرار في ربوع الكرة الأرضية.. وكان لها إنجازات علمية واسعة ومتخصصة.
التأهيل والتدريب:
إلى جانب حملة الدكتوراه والماجستير والدبلوم الذين تخرجوا في الجامعة، والذين تبوأ الكثير منهم مراكز أمنية قيادية في جميع الدول العربية، وقاموا بجهود متميزة في القطاعات الأمنية المختلفة.. تهتم الجامعة بدراسة المشكلات الأمنية، وتحليلها، واستشراف نتائجها وأخطارها بأقلام قادرة على الابتكار بما يتلاءم مع متطلبات العصر وتحديات المستقبل. وقد دربت الجامعة ما يربو على أربعين ألفًا من منتسبي القطاعات الأمنية في الدول العربية، وقد اعتمدت وزارة الخدمة المدنية بالمملكة العربية السعودية جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية جهة تدريب، وذلك للبرامج التدريبية التي تقدمها الجامعة، وتنظمها في مجالات العلوم الأمنية والعدالة الجنائية.