الزنك
نقصه خطر.. وزيادته سامة
أفضل مصادره اللحوم الحمراء، والمأكولات البحرية، ثم الحبوب، والأرز، والجبن، والمكسرات
• جدة: رحاب عباس
تتركز أهمية الزنك الحيوية في المقام الأول في الدور الذي يؤديه في نشاط الإنزيمات الحيوية، إذ وجد أنه ضروري لفاعلية أكثر من 70 إنزيمًا من الأنواع المختلفة التي تشمل، على الأقل، واحدًا من كل تقسيم رئيس للإنزيمات مثل: إنزيم الكربون اللا مائي، والفوسفاتيز القلوي، ونازعات الهيدروجين، والجلوتامين، وكذلك الببتيديز الكربوكسي. بالإضافة إلى ذلك فإن للزنك دورًا فاعلاً في أيض الأحماض النووية وتكوين البروتينات.
|
|
|
|
تاريخ
وفق د.فاتن خورشيد، رئيسة وحدة زراعة الخلايا والأنسجة في مركز الملك فهد للبحوث الطبية والأستاذ المشارك بكلية الطب، عُرف الزنك منذ أكثر من مئة عام كعنصر أساسي ضمن غذاء الكائنات الحية، وعلى هذا فقد وضحت أهميته للنبات، وللنمو والأيض في الحيوان، وفي تقارير أخرى وجد أن نقص الزنك في الإنسان واسع الانتشار في العالم بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، ما يدل على أن النقص لا يعود إلى التغذية فقط وإنما، أيضًا، إلى الظروف المحيطة بالإنسان التي تؤدي إلى تعقيد الخالات المرضية.
تم التوصل إلى أن الزنك يحتل مكانة مرموقة بين العناصر التي تؤثر في صحة الإنسان, حيث يدخل في عدد من العمليات الحيوية، وقديمًا كان الزنك يباع باسم «سبيا التر»، والذي استقي منه اسم الزنك الصناعي وهو مصطلح يطلق الآن على الزنك غير النقي، ويقدر أن هذا العنصر يكون نحو 0.004? من قشرة الأرض، وهو يتميز بعدد ذري30، وزن ذري 65 أو 63، كما أن له العديد من النظائر، ويعد الزنك ذا الوزن الذري 65 هو من أكثر الأنواع استخدامًا في الدراسات الحيوية، أما الزنك ذو الوزن الذري 63 فيشيع استعماله في الفحوصات الطبية, أما في الطبيعة فهو يوجد متحدًا مع الكبريت أو الأكسجين.
بالرغم من أن المعلومات المتاحة عن محتوى الزنك في الأطعمة غير مكتملة، فقد أمكن جدولة قيم الزنك في بعض الأطعمة، وأفضل مصادر الزنك الغذائية هي اللحم، والأطعمة البحرية، والطيور، ولأن هذه المصادر تستهلك بكميات محدودة فيمكن استخدام الحبوب كمصدر مهم له مثل: العدس، والفاصوليا، والبازلاء، والبندق، والبذور مع ملاحظة أن طحن هذه الحبوب أو تنقيتها يخفض محتواها منه، وعمومًا فالأطعمة النباتية تعد من المصادر القليلة له، بالإضافة إلى احتوائها على الألياف، الأمر الذي يتعارض مع سهولة امتصاص الزنك.
من يحتاج المزيد؟
توصل الأطباء والباحثون إلى أن نقص الزنك يحدث، دائمًا، مع متبعي الحمية الغذائية، مصاحبًا لنقص السعرات الحرارية. ووجد أن الأشخاص النباتيين قد يحتاجون إلى 50% زيادة من الزنك على الأشخاص غير النباتيين، نتيجة صعوبة امتصاص الزنك من النباتات، فلذلك من المهم جدًا إمداد الأشخاص النباتيين بمصدر جيد للزنك.
كما أن المصابين بأمراض الجهاز الهضمي المزمنة مثل: الإسهال المزمن، وجراحات الجهاز الهضمي، كل هؤلاء في حاجة شديدة إلى إمدادهم بمصدر جيد للزنك. وقد يؤدي نقص الزنك عند الأمهات الحوامل إلى بطء في نمو الجنين.
ولا يعد حليب الأمهات مصدرًا كافيًا لحصول الطفل على حاجته اليومية من الزنك عند العمر من 7 أشهر إلى 12 شهرًا، لذلك لا بد من إمداد الأطفال في هذه المرحلة العمرية بغذاء يحتوي على حاجتهم اليومية من الزنك. ويجب على الأمهات المرضعات أن يحصلن على مصدر جيد للزنك من خلال الوجبات اليومية.
أعراض نقص الزنك
يظهر نقص الزنك في صورة أعراض متعددة، منها الأعراض الفسيولوجية مثل فقدان الشهية، تأخر النمو، خلل في امتصاص الدهون، وسقوط الشعر، والإصابات الجلدية، وعيوب خلقية في الجهاز التناسلي مثل: ضمور الخلايا الطلائية الجرثومية «المنبتة» في الخصية، ومرض الحمل، ويشمل صعوبة الولادة، فقد الدم والصدمة الفسيولوجية، كذلك عيوب في الجهاز الهيكلي العظمي, وخلل في التئام الجروح, ونقص المناعة, وسهولة النزف، وعدم توازن الماء في الجسم، أما عن الأعراض الكيموحيوية فهي نقص سريع لتركيز الزنك في البلازما، وتغير أيض الحمض النووي، وعدم تغير تركيز الزنك في معظم الأنسجة الرخوة، ونقص نشاط الإنزيمات في بلازما الدم وفي الأنسجة وزيادة أكسدة الدهون.
وقد وجد أن نقص الزنك في الإنسان يؤدي إلى فشل النمو وتأخر النضج، ومن أهم أسباب نقصه عند الإنسان استهلاك وجبات غذائية غنية بالحبوب النجيلية مثل: الذرة والقمح وفقيرة في المصادر الغنية بالزنك مثل البروتينات الحيوانية, كما وجد أن الإصابات الطفيلية وأكل المواد الترابية والإصابات بالأمراض المعدية المزمنة تؤدي إلى نقص الزنك.
علاج نقص الزنك
يمكن علاج النقص الشديد للزنك بأخذ جرعات من كبريتات الزنك عن طريق الفم، كما ظهر أنه من السهل تصحيح أعراض نقصه بإعطاء المريض «15-25» ملجم ما يزيد الكوليسترول ذو الكثافة العالية في البلازما لدى الشباب المرضى والذين تم علاجهم بكمية من الزنك تصل إلى نحو 160 مجم يوميًا، ويعتقد أن هذا النوع من الكوليسترول يقوم بحماية الجهاز الدوري من الأمراض.
وقد تكون هذه النظريات نتيجة الدراسات على الحيوانات والملاحظات العامة عند تناول هذه الحيوانات كمية عالية من الزنك مع كمية معتدلة من النحاس وجد أن هذا يؤثر عكسيًا على أيض الكوليسترول.