تتحلى المدينة بأبهى الحلل استقبالاً للعام الجديد وسياح «موسم التخفيضات»
لندن.. من «مدينة الضباب»
إلى «عاصمة الأضواء»
تودع عامًا وتستقبل عامًا.. وتمنح الكل نهاية وبداية حلوة.
• لندن: ياسر الفيصل
إن كانت لندن عرفت تاريخيًا بأنها «مدينة الضباب» فهي اليوم تنافس العاصمة الفرنسية باريس على كونها «عاصمة الأضواء». فمع دخول موسم الشتاء من كل عام، ترتدي العاصمة البريطانية معطفها الداكن معلنة انتهاء فترة سطوع الشمس حتى وقت متأخر، لتبدأ بالمغيب باكرًا برفقة هبات الرياح الباردة التي تكاد تحول موسم الشتاء إلى فترة حزينة لولا «فسحة الأمل» المتمثلة في «زينة الشتاء» التي تشتهر بها هذه المدينة.
ابتداء من شهر نوفمبر من كل عام، يستطيع زائر لندن رؤية هذه الزينة المبهرة في شوارع التسوق الشهيرة، والتي تتنافس في ارتداء أبهى حللها استعدادًا لاستقبال العام الجديد، واستعدادًا لاستقبال «وفود» السياح من جميع أنحاء العالم الذين يزورونها سنويًا طمعًا في الاستمتاع بالأجواء المميزة لعطلة نهاية السنة، إضافة، بالتأكيد، إلى موسم التخفيضات الأكبر في شهر ديسمبر.
المبارزة بالأنوار
تجمع واجهات المحلات العريقة بين زينة الأعياد ولافتات إعلان موسم التخفيضات، وتتبارز المتاجر الكبرى في تصميم أفضل الديكورات والأنوار والمؤثرات لواجهاتها، فتستقدم أمهر المصممين الذين يحضرون لهذا الموسم منذ أشهر.
أما أبرز المناطق التي تشتهر بهذا التقليد، فهي بالتأكيد شارعا «اكسفورد» و«ريجينت ستريت»، حيث يلتقي المتسوقون من جميع أنحاء العالم الساعون للشراء من محلات «هامليز» المتخصص في ألعاب الأطفال، و«جون لويس» و«سيلفردجز»، وهما من نوع «ديبارتمنت ستور»، حيث توجد بهما أقسام مختلفة من ملابس، ومستحضرات تجميل، وعطور، ومنوعات، وغيرها، إضافة إلى مجموعة من المكتبات، ومحلات بيع الأسطوانات والأفلام مثل «اهتش ام في»، و«فيرجين»، و«ووترستونز».
هناك، كذلك، منطقة «نايتسبريدج» الراقية، حيث متجر «هارودز» العريق الذي يتفنن كل عام في إبراز زينة الموسم من أضواء ملونة، وعروض بديعة على شبابيكه الأمامية.
وبعيدًا عن التسوق يمكن رؤية أبهى الحلل كذلك في منطقة الـ«وست اند»، و«كوفنت غاردن»، حيث المسارح اللندنية القديمة والمطاعم المعروفة، حيث تقدم عروضًا خاصة بالموسم من ألعاب خفيفة وترفيه للأطفال والعائلات.
يوم «البوكسينغ»
هناك تقليد في لندن يدعى «بوكسينغ داي»، أو يوم «البوكسينغ». وهو يقع في العادة في يوم 26 ديسمبر من كل عام، وهو يوم إعلان المحلات بدء تخفيضاتها التي تصل إلى 50? و70%، وأحيانًا أكثر.
والمقصود بـ«بوكسينغ» هنا ليس «الملاكمة» بالتأكيد، وإنما «التعليب» أو «الصندقة» (الكلمة مشتقة من كلمة «بوكس» بالإنجليزية التي تعني «علبة» أو «صندوق»)، لأن العادة جرت أن يهدي الناس بعضهم بعضًا الهدايا في علب خاصة بالمناسبة.
ويذكر أنه مع الازدحام الشديد الذي تشهده المحلات في هذا اليوم الذي يعد عطلة قومية في بريطانيا وفي كثير من دول العالم، حيث يصطف الطامعون الذين كانوا ينتظرون يوم التخفيضات هذا منذ ساعات الصباح الأولى للحصول على مبتغاهم، سواء كان حقيبة يد، أو معطفًا من الفرو، أو حذاء، أو جهازًا إلكترونيًا ما- يحدث أحيانًا أن يتحول معنى «بوكسينغ» إلى «ملاكمة» فعلاً. فكثيرًا ما تشتد المنافسة للحصول على «آخر قطعة» من غرض ما، ويقلق الكثيرون على وجود منتج ذي قياس أو مواصفات معينة.
الجدير بالذكر هنا أن كثيرًا من المحلات حولت يوم «البوكسينغ» من «يوم» إلى أسبوع وأحيانًا أكثر، حيث يبدأ موسم التخفيضات قبل السادس والعشرين من ديسمبر وينتهي في أواسط يناير.